مقطع فيديو مدته لم تتجاوز نصف دقيقة، نقل مشاعر لا يمكن للقلب وصفها أو التعبير عنها، بطلتة جدة تحمل سعادة العالم كله بين يديها وتعطيها لحفيدها، إذ تدخر له الأموال لتعطيها له لإنفاقها على مصروفاته الجامعية، ليسجل هذه اللحظات عبر مقطع فيديو، لكنه لم يعرف أن هذا المشهد الذي يعيشه سيصبح حديث كثير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في غضون دقائق، على الرغم من كونه تصرفًا تلقائيًا، إلا أن كانت كواليسه تحمل بين طياتها الكثير من الحب.

علاقة جون وجدته

كشف چون ملاك، صاحب الفيديو المؤثر، تفاصيله التي جاءت بعفوية منه، لـ«الوطن»: «كنا متجمعين عشان عيد الأم وبنتصور بالموبايل مع تيتة، وهي مش بتحب تتصور بس قالت لنا يلا نتصور عشان تفرحنا، وبعد ما أتصورنا راحت جابت المنديل وطلعت منه الفلوس عشاني بسرعة وقالت لي ده مصروفك للكلية بصوت واطي، وعليت صوتها قالت لي يلا كُل الطوفاية عشان متبينش أنها بتديني حاجة».

ليتفاعل آلالاف بالثناء على جدته والتوجه إليها بالدعوات، إذ لمس الفيديو القلوب عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، خاصةً لمن يعرفوا أهمية وجود الجدة: «جدتي هي المسؤولة عن رعايتي، ودايمًا معايا في كل خطوات حياتي، وبتعمل اللي تقدر عليه ويفرح قلوبنا، وبتعمل كده معانا كلنا».

View this post on Instagram

A post shared by JOHN MALAK / جون ملاك (@john.malak0)

حب الجدة لحفيدها

وعن رد فعل الجدة نعمة جرجس بعد نشر الفيديو والتفاعل عليه من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، قالت «چون حتة من قلبي، هو صور الفيديو وأنا متوقعتش رد الفعل، وأنا بعمل كده مع أحفادي الـ17، وچون أنا عارفه أن لازم أساعده في مصاريف الجامعة، وأنا عارفه كل حاجة بيحبها حتى في الأكلات بعمله السبانخ والمحشي كرنب بيحبه، وبخاف عليه دايمًا».

«الحنية عند تيتة كلام وتصرفات وعطاء»، بات «چون» يردد هذه الكلمات تعبيرًا عن حنية جدته، ورغب في توثيق هذه اللحظة الخاصة والسعيدة في حياته: «جدتي لوالدي بتسأل عليا 24 ساعة، وهي الشخص الوحيد اللي مخليني مكمل حياتي، وهي على مدار السنين بتعمل حاجات عشاني حلوة ومختلفة، واكتشفت أنها معانا كلنا كده، لأن كل واحد طلع له قصة مخفية مع تيتة حكاها».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عيد الأم الجدة مواقع التواصل الاجتماعي

إقرأ أيضاً:

بنكراد: شبكات التواصل الاجتماعي منعت بإصرار وترصد إعادة تشكيل الرأي العام

قال سعيد بنكراد، الباحث والمفكر والمترجم المغربي، إنه جرى تحول فكري عميق في مفهوم النخبة بالمغرب، الذي بات  يناقش في سياق جديد، مرتبط بظهور الرقميات الحديثة، التي أصبح لها أثر في إعادة تشكيل كل الفضاءات.. (الثقافي والسياسي والفكري)، ليس فقط بالمغرب لوحده بل في العالم ككل.

ويؤكد بنكراد في مداخلة مستفيضة على هامش مشاركته مساء أمس الثلاثاء، في ندوة علمية نظمتها مؤسسة الفقيه التطواني بالرباط، تحت عنوان: «النخبة المغربية في زمن التغيير: من صناعة القرار إلى أزمة التأثير»، أنه قبل الحديث عن أزمة النخب لابد أن نتحدث عن الحاضن لها، وهو سقوط مفهوم الرأي العام وانتفاء شيء اسمه الرأي العام، والذي ارتبط تاريخيا منذ القرن الثامن عشر إلى الآن بمجتمع يقرأ ويثقف نفسه، ويعلم نفسه بنفسه.

عوض  هذا الرأي العام وجدنا أنفسنا وخاصة داخل شبكات التواصل الاجتماعي يضيف الأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط، في الندوة الفكرية التي تولى إدارة جلستها كل من بوبكر التطواني، رئيس المؤسسة، وعبد الحق بلشكر، مدير موقع « اليوم 24 »، أمام ما نسميه « الرأي »، وليس الرأي العام، فهناك فرق جوهري بينهما بمعنى، أن الرأي لا يفكر وإن فكر  يفعل ذلك بشكل سيء وهذا كلام للمفكر الفرنسي غاستون باشلار وليس لي يضيف بنكراد .

إذا دخلنا إلى شبكات التواصل  الاجتماعي وفقا للمفكر السيميائي،  نجد أنها عملت باصرار وترصد على تدمير كل ما يسهم في إعادة تشكيل دائرة هذا الرأي العام الذي نتحدث عنه.

المقصود بالرأي وفقا للباحث بنكراد هي الأحكام العامة، أحكامنا حول الذوق واللباس حول حادثة ما أو قضية سياسية، في حين أن العلم شيء آخر، فهو لايستقيم  وجوده في الحياة إلا عندما نتخلص من الرأي، لأن هذا الأخير مدمر للعلم والتفكير، ولذلك لعبت الشبكات التواصلية دورا مركزيا في تدمير هذه المسألة.

ترافق مع هذا محاولة للعب على اللغة، وفقا للباحث ذاته، هي محاولة التغيير من أسماء الأشياء دون أن يتم التغيير من الوضع الذي يعيشه الناس،  يقول المفكر بنكراد في مداخلته، « لم تعد لنا أفكار من قبيل الصراع الطبقي والمناضل..وأصبحنا على العكس نأتي بمفردات ومفاهيم تحل محل المفاهيم القديمة، أي تخفف من وقعها، أو تفرغها من مضمونها، من قبيل .. أصبحنا نقول المتعاونون بدل العمال، والشركاء الاجتماعيون بدل النقابات،  ونتحدث عن المجتمع المدني بدل الشعب، و بدل أن نتحدث عن المنتوج الثقافي أصبحنا نتحدث عن العرض السياسي، وهي كلها مفاهيم مستوحاة من الرأسمالية وكانت مرتبطة آنذاك بتوزيع جديد للإنتاج.. ».

وفقا لهذا التحليل بدا اليوم أن  نمحي من قواميسنا كل الكلمات التي تثار حولها الشبهات، ولن نحتفظ إلا بالكلمات التي لفكر معين وتعمل على تكريس وضع معين..وكنتيجة لذلك  سقطت مجموعة من المفاهيم من قبيل أيضا، مفهوم اليساري والتقدمي والرجعي والحداثي والكلاسيكي، وهي مفاهيم سقطت في نظر المفكر بنكراد من تلقاء ذاتها، فقد « كان إذا نعت برجعي كان لاينام لأكثر من عشرة أيام فهي كانت أكثر من سبة ».

يوضح المفكر بنكراد، أنه يتحدث عن سقوط النخبة وخروجها من دائرة الفعل الثقافي والسياسي، وهل استطاع المثقفون المغاربة أن يبلوروا رأيا ثقافيا يعني نكون أمام نخبة ثقافية قوية لها قدرة على أن تصدر بيانا من أجل قضية بعينها، قبل أن يخلص أنه أمر مفقود على الإطلاق، يقول الباحث في نحليه » عندنا مثقفون منتشرون وتوزع دمهم على كل الأحزاب وكل المنظمات، ولم يتبلور أبدا رأي عام خاص بالمثقفين ».

عوض كل هذا سيأتي المؤثر يضيف بنكراد، والغريب بالنسبة للمفكر في علم السميائيات، أنها كلمة  لاتثير قلق أحد، انتشرت عند اليساريين والإسلاميين وعند اللذين لا دين لهم!!،  كلهم يستعمل كلمة مؤثر وكأنها مفهوم مركزي في التفكير وكأننا أمام فاعل حقيقي، في حين أن كلمة مؤثر لا يفهم الناس معناها لغويا؟ بماذا يؤثر المؤثر وكيف؟، عوض أن نكون أمام مناضل فاعل حقيقي، تم إفراغ الفعل المدني من حمولته الحقيقية، بالنسبة إلى بنكراد يجب أن نأتي بكلمة أخرى تؤدي نفس الدور الذي كان يقوم به وهي في أصلها كلمة لايراد منها سوى التشويش على إقامة رأي عام يمكن أن نعود إليه..بل الأخطر من ذلك يضيف الباحث، ما اصبح يروج على منصة الترسال « واتساب » ومنصة « الفيسبوك « ، من إحداث مجموعات بمنطق العشيرة الصغيرة، والاتفاق المسبق، من أعجبنا أصبح صديقا لنا ومن لم يعجبنا أخرجناه.

وفقا لهذا التحليل اصبحنا أمام مفهوم المجتمع السائل، التي تعني ببساطة أنه لاشيء ثابت ولا قار، ولا نستطيع أن نؤسس لعلاقات حقيقية بين المجتمع، أو نؤسس لأدوار من الممكن نستمر في الوجود من خلالها، ولايمكن أن نسهم في فكرة يمكن أن نتقاسمها فيما بيننا، فكل شيء في تغير مستمر، وهنا سيختم الباحث مداخلته بافراغ مفهوم المثقف من معناه، لصالح مفهوم جديد وهو الخبير، فهما وإن كانا يشتركان في المعرفة، فإنه في المقابل نجد أن المعرفة لدى الخبير « محايدة » لم تلطغها السياسة ولا شيء آخر، إنها معرفة صافية موجودة خارج الصراعات السياسية والاجتماعية، ويقدم الخبير معرفته استنادا على لغة الأرقام والجداول.. في حين أن المثقف كان دائما منخرطا في الفعل الذي يقوم به، وأغلب ما يقوله الخبراء هو ما توده السلطة.

 

كلمات دلالية الرأي العام السميائيات المؤثر النخبة سعيد بنكراد مؤسسة الفقيه التطواني مفكر ندوة

مقالات مشابهة

  • مات قدام جمهوره لسبب صادم .. مقتل بلوجر فنزويلي يشعل السوشيال ميديا
  • تداول امتحان مادة الفيزياء لطلاب الثانوية العامة عبر صفحات السوشيال ميديا.. والتعليم تحقق
  • من تايلاند.. مايان السيد تشعل مواقع التواصل الاجتماعي
  • خالد أبو بكر: لا تهريج في الهيئات القضائية وما يحدث على السوشيال ميديا فوضى
  • بنكراد: شبكات التواصل الاجتماعي منعت بإصرار وترصد إعادة تشكيل الرأي العام
  • وفيات في القسم.. التحقيق مع محامٍ روّج معلومات كاذبة عبر السوشيال ميديا
  • تفاعل كبير من الجمهور مع أغنية إيناس عز الدين الجديدة "كفاياك تعبت".. وموجة إعجاب تجتاح السوشيال ميديا
  • إشادات كبيرة بأغنية "سيبتك" لحسام حبيب على السوشيال ميديا (فيديو)
  • يوشا السياري تثير الجدل بعودتها المفاجئة إلى السوشيال ميديا.. فيديو
  • “حطوا كاتم للديك”.. قرار بلدي يشعل السوشيال ميديا في لبنان