أواخر شهر آذار/مارس 1977، شهد مطار جزيرة تينيريف (Tenerife) الإسبانية أسوأ كارثة بتاريخ الطيران المدني، فبسبب الضباب الكثيف وحالة الازدحام بالمطار، اصطدمت طائرتان ببعضهما عند مستوى مدرج الهبوط. وقد أسفرت هذه الحادثة حينها عن مقتل 583 شخصا.

وبعد كارثة تينيريف بنحو 8 سنوات، تابع العالم عن كثب سنة 1985 وقائع كارثة جوية أخرى هزت اليابان.

فعقب إقلاعها بدقائق، سقطت طائرة بوينغ 747، ضمن الرحلة 123 التابعة للخطوط الجوية اليابانية، متسببة في مقتل المئات.

سقوط الطائرة ضمن الرحلة 123 التابعة للخطوط الجوية اليابانية، أقلعت من مطار هانيدا (Haneda)، بالعاصمة طوكيو، في حدود الساعة السادسة واثني عشرة دقيقة مساء يوم 12 آب/أغسطس 1985 طائرة بوينغ 747 تواجد على متنها 509 مسافرين إضافة لخمسة عشر فردا من طاقم الطائرة.

وبناء على التقارير اليابانية، مثلت الرحلة 123 سفرة داخلية حيث كان من المفترض أن تنزل الطائرة بمطار أوساكا (Osaka) الدولي الواقع على بعد قرابة الخمسمئة كيلومتر عن مطار هانيدا.

 وبعد مضي 12 دقيقة فقط من إقلاعها، تعرضت الطائرة لضغط شديد تزامن مع فشل حاجز الضغط الخلفي. وبسبب ذلك، تعرضت الطائرة لأضرار جسيمة أسفرت عن تخريب المثبت الرأسي وقطع الخطوط الهيدروليكية الأربعة.

وأمام صعوبة الوضع، أرسل قائد الطائرة نداء استغاثة عبر جهاز الإرسال بالطائرة.

مع تواصل انخفاض الضغط بمقصورة الطائرة، اتجه الركاب لارتداء أقنعة الأكسجين. وتدريجيا، فقد طاقم الطائرة السيطرة على المكونات الهيدروليكية للطائرة التي انحرفت عن مسارها لترتطم بجبل تاكاماغاهارا (Takamagahara) على بعد 100 كيلومتر من العاصمة طوكيو.

وخلل بالطائرة أسفرت هذه الكارثة عن مقتل 520 شخصا ممن تواجدوا على متن الرحلة 123.

وقد تواجد ضمن القتلى طاقم الطائرة المتكون من 15 فردا إضافة لنحو 505 مسافرين.

وفي المقابل، تمكن 4 مسافرين فقط من النجاة عقب قدوم فرق الإنقاذ لمساعدتهم. عقب الحادث، حاولت السلطات اليابانية تحديد موقع الطائرة المنكوبة التي اختفت من أجهزة الرادار.

إلى ذلك، نجح اليابانيون في العثور عليها بعد 20 دقيقة فقط عقب كشف المسؤولين الأميركيين لإحداثياتها بشكل دقيق.

نصب تذكاري باليابان لضحايا الكارثة الجوية نصب تذكاري باليابان لضحايا الكارثة الجوية لاحقا، اتجهت اليابان لإجراء تحقيق حول أسباب الكارثة.

ومع صدور النتائج، تبين أن الطائرة المنكوبة قد تعرضت قبل 7 سنوات لحادث استوجب إصلاحها من قبل فنيي مؤسسة بوينغ.

وبناء على ذلك، أقدم مسؤولو الصيانة بمؤسسة بوينغ على إصلاح حاجز الضغط الخلفي بشكل غير ملائم متسببين بذلك في وقوع الكارثة.

عقب هذا الحادث، ألغت اليابان اسم الرحلة 123 من الخطوط الداخلية وعوضتها بالرحلة 127، فضلا عن ذلك، اتجه مسؤولو الطيران المدني باليابان لاستخدام طائرات بوينغ 777 و767 بدلا من بوينغ 747.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

ماء من الضباب.. تجربة لزراعة الصحراء الأكثر جفافا في العالم

في قلب صحراء أتاكاما في تشيلي، التي تعد أكثر صحاري العالم جفافا، يحاول باحثون ومزارعون الاستفادة من رطوبة الهواء لزراعة محاصيل مثل الخس والليمون، عبر تكنولوجيا بسيطة لكنها فعالة وهي شباك لاصطياد الضباب وتحويله إلى ماء.

ويقول رئيس جمعية صائدي الضباب في أتاكاما أورلاندو روخاس -لوكالة رويترز- "نحن نعتمد في زراعة الخس على مياه الضباب. زرعنا محاصيل أخرى، لكن لم تكن نتائجها جيدة، وهو ما دفعنا للتركيز على الخس".

أشجار صغيرة تنمو في شبكات معلقة بين عمودين تعترض كميات صغيرة من الرطوبة لجمع المياه من الهواء بأتاكاما (رويترز)

تعتمد التقنية المستخدمة على شبكة من الألياف الدقيقة تُعلّق بين أعمدة معدنية، وتعمل على اعتراض قطرات الرطوبة من الضباب المتناثر، قبل أن تتكاثف وتسقط في خزانات مخصصة لتجميع المياه.

ورغم بساطتها، أثبتت هذه الطريقة فاعلية ملحوظة في إنتاج كميات من المياه تكفي لري محاصيل محددة في بيئة قاحلة للغاية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2علماء يطورون بلاستيكا يذوب بمياه البحر خلال ساعاتlist 2 of 2قمة نيس تختتم بخطة عمل لأجل المحيطات وتعهدات كثيرةend of list منصة إلكترونية

وفي هذا السياق، يعمل فريق من "مركز صحراء أتاكاما" على تطوير منصة إلكترونية مفتوحة المصدر لرسم خرائط المناطق ذات الإمكانات الأعلى لتجميع مياه الضباب، بهدف تعميم التجربة واستغلال الموارد الطبيعية المتاحة بأقصى درجة ممكنة.

يقول مدير المركز كميلو ديل ريو -لوكالة رويترز- "نحن نعرف إمكانات هذه المنظومة، وندرك أنها يمكن أن تمثل حلا واعدا لتلبية احتياجات المياه في مناطق تُعاني من شحٍ حاد في الموارد المائية".

شجرة ليمون نبتت في صحراء أتاكاما باستخدام تقنية جمع المياه من الضباب (رويترز)

وبين الصخور والتلال المغطاة بالرمال البيضاء القاسية، تبدو هذه المبادرة بمثابة بصيص أمل. إذ يمكن لهذه التقنية، وفق روخاس، أن تُنتج ما بين 1000 إلى 1400 لتر من الماء في اليوم، وهي كمية كفيلة بإبقاء عدد من المحاصيل حية في مناخ قاس.

إعلان

وفي مساحة صغيرة، تنمو أشجار الليمون أيضا، مسقية من مياه الضباب التي تم جمعها خلال الأيام السابقة.

ويأمل الباحثون أن تُستخدم هذه التجربة كنموذج لمناطق أخرى في العالم تواجه ظروفا مناخية مشابهة، خاصة في ظل أزمة المياه المتفاقمة الناتجة عن التغير المناخي وتراجع مصادر المياه العذبة.

مقالات مشابهة

  • نجحت في الحفاظ على انسيابية حركة الطيران والمسارات الجوية في ظل الأزمة.. أجواء المملكة تُسجل عبور 1330 رحلة طيران كمتوسط يومي خلال الأحداث التي شهدتها المنطقة مؤخرًا بزيادة تقدر بنحو 95%
  • عدن.. جناح طائرة يهّز الخطوط الجوية اليمنية
  • المملكة تحافظ على انسيابية حركة الطيران عبر استخدام مجالاتها الجوية في ظل التوترات المتصاعدة
  • هبوط اضطراري في القاهرة.. وفاة قائد طائرة سعودية أثناء رحلة من جدة إلى لندن
  • اتفاقية تعاون بين أكاديمية قطر لعلوم الطيران والخطوط الجوية القطرية
  • الخطوط الملكية المغربية تترقب وصول طائرتها العملاقة الجديدة بوينغ 737 ماكس
  • بعد كارثة الطائرة الهندية رقم 171.. دورة علاجية لمساعدة المسافرين على تجاوز خوفهم من الطيران
  • ماء من الضباب.. تجربة لزراعة الصحراء الأكثر جفافا في العالم
  • بلجيكا: إلغاء مئات الرحلات الجوية بسبب الإضراب الوطني
  • وزير الطيران يزور مركز القاهرة للملاحة الجوية