صحيفة الاتحاد:
2025-05-21@12:32:29 GMT

شيخة الجابري تكتب: لا تخدشوا براءة الأطفال

تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT

في أغلب الأعمال الفنية الرمضانية هذا العام، تم استغلال الأطفال واختراق براءتهم بشكل بشع ومرعب، فهم بين كاذب، ومخادع، ومُداهن، ومصلح اجتماعي، وابن حرامي فيكون مستقبله كأبيه، وآخر شوارعيٌّ لا يعرف إلا لغة الضرب والضرب المُبرح، نماذج متعددة وشخصيات غريبة تم تأطير الأطفال بداخلها في صور متعددة تطرح العميق من الأسئلة حول مسؤولية الرقابة على هذه الأعمال، وقبلها مسؤولية المُنتِج والكاتب والمخرج والممثل، وقبلهم أُسر أولئك الأطفال الذين ارتضوا لأبنائهم الدخول إلى هذا المعترك، أو لنَقُل النفق الذي لا أعرف حقيقة كيف سيخرجونهم منه؟
أولئك الصغار وُضعوا في مهب الريح، وسيعانون طويلاً لحين العودة إلى شخصياتهم الواقعية، وسلوكياتهم الحقيقية، لقد تم وضعهم في قوالب جعلتهم يعرفون كلَّ شيء عن عوالم الكبار، وسيصدمك طفل لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره وهو ينصح والده، ويشرح له كيف أن والدته تحبه وأن الأب لا يفهم الإشارات التي تتعمد إرسالها له، فيظهرُ في صورة الغبيّ أمام المصلح الصغير، هذا مثال بسيط على نوعية الحوارات والقضايا التي يتصدى لها طفل صغير في مسلسل مشبّعٍ بالتفاهة والأحداث غير المنطقية.


بعضُ الذين يسمون أنفسهم كُتّاب دراما هل يعتقدون أن المشاهد غبيٌّ وسطحي إلى هذه الدرجة التي يتعامل بها، بتصديره موضوعات لا ترقى لما وصلت إليه دول الخليج من رقيٍ وعلمٍ وتطورٍ وإنجازات يتحدث عنها العالم، وأولئك الذين يُصدّرون لنا دراما رمضانية «أجلَّ الله الشهر الكريم عنها» يُظهرون بنات الخليج لعوبات، تافهات، غبيّات، والرجال يلهثون خلف النساء، ولا يتورعون عن فعل أبشع الجرائم كالقتل لمداراة فضائحهم، والأمهات والآباء في عوالم لا صلة لها بواقع جميل يعيشه مجتمعنا الخليجي المسالم، رغم التحديات التي تظهر وتعاني منها أغلب المجتمعات؟
ما هكذا تُورد الإبل يا صنّاع الدراما في الخليج وفي العالم العربي، نريد منكم أن تضعونا أمام نماذج مشرّفةٍ تعرف كيف تعالج قضاياها، نريد منكم عدم الزّج بالأطفال في مواقف ومشاهد لا تليق بالإنتاج المُحترم، أما ذاك الذي يركض خلف المال فهو يُشبه المنبطحين في «تيك توك»، يبحثون عن أسدٍ هنا، ودجاجة هناك، أما أنتم فلا أسدٌ ولا نمرٌ، بل دجاجات تبيض ذهباً في مواسم صنعتموها لأنفسكم لتُسخّفوا عقلية المشاهد وعالمه المُفعم بالألم الراقي، والأمل الباقي يفتح آفاق الحياة الجميلة.
رفقاً بالأطفال، لا تضعوهم في هذه المساحات الخطيرة، فهم أنسُ الحياة وبهجتها، أبعدوهم عن عالم الركض وراء «الترند» والفراغات المقيتة.

أخبار ذات صلة شيخة الجابري تكتب: مضامين خفية في مسلسلات رمضانية شيخة الجابري تكتب: من يربح الجمهور؟

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: شيخة الجابري أحوال

إقرأ أيضاً:

منى أحمد تكتب: صانع البهجة

العبقرى عادل إمام الظاهرة الاستثنائية في تاريخ الفن المصري صاحب السعادة المتأصل في الوجدان ليس المصري أو العربي فقط بل تتجاوز أصداء نجوميته لآفاق بعيدة ، ويكفي بوست أستاذ عادل العبساوي وهو مدرسة وقامة إعلامية كبيرة ، حين ذكر واقعة بصفحته على مواقع التواصل الاجتماعي والتي عَنْوَنهاَ ب أنا وعادل إمام وتدور أحداثها على حدود الكونغو وأفريقيا الوسطى .
وسرد فيها أنه في أثناء عمله لفيلم وئاثقي يتبع الأمم المتحدة في إقليم كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان في أثناء الحرب الأهلية بدارفور ، منذ أكثر من 15 عاما فوجئ بإحدى القبائل في الإقليم يتحدثون اللغة العربية وبالعامية المصرية، وهو ما أثار دهشة تلاشت بعدما سالوه عن اسمه وما أن نطق باسم عادل والذى يتشابه مع اسم النجم الكبير، وإذ بهم يصيحون باسم الزعيم عادل إمام الذين يحفظون اسمه وجميع أدواره عن ظهر قلب وهو ما يفسر إجادتهم العامية المصرية.
عادل إمام أحد أدوات القوة الناعمة المصرية ،مصدر الإلهام وقوة النموذج والجاذبية التي جعلته مخترقا للحواجز المكانية عابرا للحدود الجغرافية بطلا بمقاييس مختلفة ، فهو ليس البطل الجان الوسيم بل هو صاحب الملامح المصرية الأصيلة الذي تشعر معه بالألفة من أول وهلة فهو الصورة الصالحة للوضع في جميع البطاقات الشخصية كما قال الروائي الكبير الراحل الأستاذ خيري شلبي.
تمكن بفضل ذكائه وثقافته وإصراره من تطوير نفسه وتحقيق النجاح والتفرد حتى أصبح النجم الأول والأعلي أجرا والأكثر شهرة على مدار أكثر من نصف قرنا ،صنع لنفسه مكانة لم يستطع أحد أن ينازعها فيها أو يقترب منها ،فهو ليس ممثلا نمطيا بل صاحب موهبة ذات حضور طاغ آسرة للقلوب، ما أن يطل عليك عبر الشاشة حتى تتوحد معه.
فهو يمثل الغالبية العظمى من المصريين يشبههم في الملامح والآمال والآلام والطموحات ،فقد نجح في التعبير عن هموم ومشاكل قطاع كبير من المصريين من كافة الطبقات الاجتماعية على مدار أجيال متعددة منذ ستينيات القرن الماضي حتى وقتنا الحالي.
لم يكن عادل إمام فنانا جماهيريا أو نجم شباك كما يطلقون عليه، يغازل العامة تحت شعار الجمهور عايز كدا بل حالة إبداعية وصاحب رسالة وطنية هامة، فلم تنفصل أعماله يوما ما عن قضايا مجتمعه ووطنه فعندما ابتليت مصر بموجات إرهابية في الثمانينيات والتسعينيات، لم يتوان الزعيم عن مناقشة فكر الجماعات التكفيرية الظلامية. 
وقدم عدة أعمال مشتبكا فيها مع تلك الممارسات الاجرامية، منددا من خلالها بالتطرف الديني ومنها الإرهاب والكباب وطيور الظلام والإرهابي ،وتعرض بسبب هذه الأعمال لتهديدات بالقتل ولم يتراجع ولم يخاف، ويحسب له شجاعته حينما ذهب بمسرحياته إلى الصعيد وتحديدا اسيوط أحد معاقل الإرهاب في الثمانييات،  فلم يخشي على حياته في وقت استهدف فيه الإرهاب الجميع وكان ضحاياه من كبار رجال الدولة وكبار المثقفين.
عادل إمام أيقونة مصرية متفردة وعبقرية ذات خصوصية، وهالة من البهجة بمذاق مختلف أخلص لفنه فاخلص له عشاقه كل سنة وزعيم الفن العربي والمصري حاضرا بابداعاته رفيقة الأوقات الحلوة والصعبة.

طباعة شارك عادل إمام الفن المصري تاريخ الفن المصري

مقالات مشابهة

  • يائير غولان يتهم إسرائيل بقتل الأطفال كهواية
  • بالفيديو.. مختص يوضح أبرز العوامل التي تؤدي لانتشار الصداع بين الأطفال والمراهقين
  • اليوم العالمي للنحل..أعظم الملقحات التي تطعم العالم
  • في السجون والبحار.. كم عدد الذين اختفوا خلال الحرب السورية؟
  • منى أحمد تكتب: صانع البهجة
  • هند عصام تكتب: أصل النرجسية
  • إلى الذين أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ
  • شيخة الجابري تكتب: الإمارات تصنعُ الدهشة
  • براءة مدرب كرة قدم فى اتهامه بالتعدى على طفلين بالإسكندرية
  • براءة موظف بالمعاش من تهمة طعن رئيس مدينة في قنا