رغم تبرير نتنياهو.. تنديد دولي بحادثة "وورلد سنترال كيتشن"
تاريخ النشر: 2nd, April 2024 GMT
نددت دول عديدة، الثلاثاء، بالغارة الجوية الإسرائيلية على غزة، والتي أسفرت عن مقتل 7 على الأقل من العاملين بمنظمة "وورلد سنترال كيتشن"، من بينهم عدد من الأجانب.
وقالت منظمة "وورلد سنترال كيتشن"، وهي مؤسسة خيرية للأغذية أسسها الطاهي الشهير خوسيه أندريس، في وقت مبكر من الثلاثاء، إن القتلى السبعة هم مواطنون من أستراليا، وبولندا، وبريطانيا، ومواطن مزدوج الجنسية أميركي-كندي.
كما ذكرت أن العمال كانوا بصدد توصيل المساعدات الغذائية إلى من هم في أمس الحاجة إليها والتي وصلت بحرا يوم الإثنين عندما تعرضوا للقصف في وقت متأخر من مساء الإثنين. وقالت إسرائيل إنها تحقق في الحادث.
وبرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ما حصل بالقول إن "الحادث المأسوي عبارة عن استهداف غير مقصود من قبل قواتنا لأناس أبرياء في قطاع غزة".
وأضاف: "هذا يحدث في أوقات الحرب ونحن نفحص ذلك بشكل كامل ونجري اتصالات مع الحكومات المعنية وسنفعل كل شيء لكي لن يتكرر هذا أبدا".
مطالب أميركية بإجراء تحقيق
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، إن واشنطن حثت إسرائيل على إجراء تحقيق سريع وشامل ونزيه في الغارة الجوية.
وأضاف بلينكن، في مؤتمر صحفي بباريس: "تحدثنا مباشرة إلى الحكومة الإسرائيلية بشأن هذه الواقعة تحديدا. دعونا إلى إجراء تحقيق سريع وشامل ونزيه لفهم ما حدث بالضبط"، مضيفا أنه يجب حماية العاملين في المجال الإنساني.
لا شيء يبرر المأساة
أدان وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه بشدة الغارة الجوية الإسرائيلية، وقال في مؤتمر صحفي مع بلينكن: "حماية العاملين في المجال الإنساني ضرورة أخلاقية وقانونية يجب على الجميع الالتزام بها.. لا شيء يمكن أن يبرر مثل هذه المأساة".
تنديد إماراتي
قالت وزارة الخارجية الإماراتية، الثلاثاء، إن الإمارات تدين "بأشدّ العبارات استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي فريق مؤسسة المطبخ المركزي العالمي - شريك دولة الإمارات في مبادرة أمالثيا لتعزيز الاستجابة الإنسانية المقدمة للمدنيين في شمال القطاع - والذي أسفر عن مقتل وإصابة عدد من العاملين في المجال الإغاثي الإنساني".
وحمّلت دولة الإمارات إسرائيل "مسؤولية هذا التطور الخطير كاملة، وطالبت بتحقيق عاجل ومستقل وشفاف بشأن ما حدث، ومعاقبة المتسببين في هذه الجريمة النكراء التي تعتبر انتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي الإنساني".
وعبّرت وزارة الخارجية، في بيان لها، عن أسفها العميق للخسائر في الأرواح، وأعربت عن تعازيها لأسر الضحايا ودولهم، متمنية الشفاء العاجل لجميع المصابين.
وشدّدت الوزارة على "ضرورة الوقف الفوري للعنف، وتجنب استهداف المدنيين والمؤسسات والأعيان المدنية، والمؤسسات الإغاثية"، وطالبت بـ"عدم استخدام الغذاء سلاحا والكف من دون إبطاء عن فرض قيود على المساعدات الإنسانية وتوفير الحماية لها".
استدعاء بريطاني
قالت وزارة الخارجية البريطانية إن بريطانيا استدعت، الثلاثاء، السفيرة الإسرائيلية، بسبب مقتل عمال إغاثة في غزة.
وذكر وزير شؤون التنمية وإفريقيا البريطاني أندرو ميتشل: "أعبر عن إدانة الحكومة القاطعة للقتل المروع لسبعة من عمال الإغاثة في ورلد سنترال كيتشن، من بينهم ثلاثة مواطنين بريطانيين".
وتابع: "طلبت إجراء تحقيق سريع وشفاف يعرض على المجتمع الدولي، وتحقيق محاسبة كاملة".
كما قال وزير الخارجية ديفيد كاميرون، على منصة "إكس"، إنه تحدث مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس للتأكيد على أن سقوط عمال الإغاثة "غير مقبول بالمرة".
وأضاف كاميرون: "يتعين على إسرائيل أن توضح سريعا كيف حدث هذا وتجري تغييرات كبيرة لضمان سلامة عمال الإغاثة على الأرض".
رسالة الأمم المتحدة
أما المتحدث باسم الأمم المتحدة، فقال إن الرسالة الموجهة إلى إسرائيل هي "دعوا العاملين في المجال الإنساني يقومون بعملهم".
وأبرز: "مقتل العاملين في مؤسسة وورلد سنترال كيتشن في غزة نتيجة الحتمية للطريقة التي تدار بها هذه الحرب".
فزع كندي
قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، الثلاثاء، إن بلادها تدين الغارة الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل سبعة من عمال الإغاثة، من بينهم كندي، في غزة وتدعو إلى إجراء تحقيق كامل.
وأوضحت جولي: "شعرت بالفزع عندما سمعت تقارير عن غارة للجيش الإسرائيلي أودت بحياة سبعة من العاملين في ورلد سنترال كيتشن بغزة أمس، ومن بينهم كندي".
وأضافت في منشور على منصة "إكس": "ندين هذه الغارات وندعو إلى إجراء تحقيق كامل. كندا تتوقع المساءلة الكاملة عن عمليات القتل هذه وسننقل ذلك إلى الحكومة الإسرائيلية مباشرة. الضربات على العاملين في المجال الإنساني غير مقبولة على الإطلاق".
وتعتبر تصريحات جولي من أشد التصريحات التي وجهتها كندا لإسرائيل منذ بداية الصراع في غزة.
منظمة التعاون الإسلامي
ادانت منظمة التعاون الاسلامي بأشد العبارات الحادثة، معتبرة ذلك امتدادا لسلسلة الانتهاكات الإسرائيلية للقوانين والأعراف الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه إلزام إسرائيل "باحترام واجباتها بموجب القانون الإنساني الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة"، مجددة دعوتها إلى "ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي بشكل فوري وشامل، وحماية المدنيين والأعيان المدنية، بما في ذلك العاملين في مجال الإغاثة، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل كاف ومستدام إلى جميع أنحاء قطاع غزة".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إسرائيل أنتوني بلينكن الحكومة الإسرائيلية ستيفان سيجورنيه وزارة الخارجية الإماراتية الإمارات الغذاء بريطانيا ديفيد كاميرون الأمم المتحدة الحكومة الإسرائيلية الأمم المتحدة قطاع غزة إسرائيل غزة الإغاثة فرق الإغاثة أخبار فلسطين إسرائيل أنتوني بلينكن الحكومة الإسرائيلية ستيفان سيجورنيه وزارة الخارجية الإماراتية الإمارات الغذاء بريطانيا ديفيد كاميرون الأمم المتحدة الحكومة الإسرائيلية الأمم المتحدة قطاع غزة أخبار فلسطين العاملین فی المجال الإنسانی وورلد سنترال کیتشن عمال الإغاثة إجراء تحقیق من بینهم فی غزة
إقرأ أيضاً:
اجتماع دولي في مدريد للضغط على إسرائيل ومبادرات دولية متسارعة لإنهاء الأزمة في غزة.. التفاصيل
في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة واستمرار العدوان الإسرائيلي، استضافت العاصمة الإسبانية مدريد اليوم الأحد اجتماعًا وزاريًا دوليًا موسعًا، بمشاركة وزراء خارجية من دول أوروبية وإسلامية، ضمن ما يُعرف بـ "مجموعة مدريد الموسعة (مدريد+)"، لمناقشة سبل إنهاء الحرب على قطاع غزة، والدفع قدمًا باتجاه تنفيذ حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين.
وشارك في الاجتماع 20 دولة إلى جانب جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى حضور رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، الذي أكد في كلمته ضرورة التحرك الدولي الجاد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني.
ضغط دبلوماسي متزايد على إسرائيلالاجتماع يهدف إلى تعزيز الضغط الدولي على إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية في غزة، ورفع الحصار المفروض على القطاع، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، إضافة إلى دعم المساعي الرامية للاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967.
وخلال الاجتماع، أكد وزير الخارجية المصري أهمية التمسك بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ورفض أي محاولات لتهجير سكان غزة، مشددًا على ضرورة إنهاء الاحتلال واستئناف مفاوضات جدية لتنفيذ حل الدولتين.
مواقف دولية موحدةأدانت دول أوروبية وعربية استمرار الفظائع في غزة، حيث اعتبر وزير خارجية ماليزيا أن الجرائم المرتكبة هناك تعكس ازدواجية المعايير الدولية وتآكل احترام القانون الدولي. كما عبّر وزير الخارجية الألماني عن قلق بلاده العميق إزاء الكارثة الإنسانية، مؤكدًا رفض برلين لطرد الفلسطينيين من القطاع، وداعيًا لإنهاء الجوع ودعم الحل السياسي.
من جانبه، شدد وزير خارجية النرويج على ضرورة تمكين الفلسطينيين من تقرير مصيرهم، فيما دعت فرنسا إلى إحياء أفق دبلوماسي لحل النزاع. وأعلنت مالطا نيتها الاعتراف بدولة فلسطين الشهر المقبل، في خطوة اعتبرها مراقبون جزءًا من تحركات دولية متسارعة لتعزيز الاعتراف الدولي بفلسطين.
الولايات المتحدة تدفع نحو التهدئةكشفت مصادر إعلامية عبرية ودبلوماسية متطابقة أن الإدارة الأميركية طلبت من إسرائيل تأجيل العملية البرية المرتقبة في قطاع غزة، لإتاحة الفرصة أمام مفاوضات صفقة تبادل الأسرى الجارية في الدوحة. ووفقًا لقناة i24NEWS، فقد شددت واشنطن على ضرورة استمرار المحادثات، مع السماح بمسارات تفاوض موازية رغم التصعيد العسكري.
كما أكدت مصادر دبلوماسية لصحيفة "يسرائيل هيوم" أن واشنطن طلبت من الأطراف المنخرطة في المفاوضات الاستعداد لإطلاقها بناءً على مقترح جديد يعرف بـ "مقترح ويتكوف".
ملف المساعدات تحت المجهرفي السياق الإنساني، أبدى صندوق الأمم المتحدة للسكان قلقه من استمرار استهداف مرافق الرعاية الصحية في غزة. وفي الوقت نفسه، طالبت الأونروا بالسماح بإدخال 500 إلى 600 شاحنة مساعدات يوميًا، مؤكدة أن الوضع الإنساني لا يحتمل مزيدًا من التأخير.
وفي هذا الإطار، كشف رجل الأعمال الأميركي-الإسرائيلي موتي كهانا، أن شركته تم استبعادها بشكل مفاجئ من آلية توزيع المساعدات في غزة لصالح شركة "وهمية"، يُقال إنها أميركية لكنها في الحقيقة تابعة لإسرائيل، ما يشير إلى وجود شبهات فساد وتضليل في الملف الإنساني.
من جانبها، حذّرت مديرة المكتب الإعلامي للأونروا في غزة من محاولات الالتفاف على المبادئ الإنسانية، مؤكدة عدم الحاجة لآليات جديدة لتوزيع المساعدات داخل القطاع.
تقييمات إسرائيلية داخلية متباينةنقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر في الجيش الإسرائيلي أن المؤسسة العسكرية تعمل على تركيز السكان الغزيين في ثلاث مناطق هي مدينة غزة، مخيمات وسط القطاع، ومنطقة المواصي التي تؤوي حاليًا نحو 700 ألف نازح.
ورغم التصعيد، أشار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، إلى أن العمليات الجارية مهدت الطريق للتوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس. ورجّح إمكانية استعادة 58 رهينة، رغم تشدد المواقف السياسية المعلنة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وسحب وفد التفاوض الإسرائيلي من الدوحة مؤخرًا.
زيارة أميركية مرتقبةوفي مؤشر على استمرار التنسيق الأميركي-الإسرائيلي، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن زيارة مرتقبة لوزيرة الأمن الداخلي الأميركية غدًا إلى تل أبيب، في إطار الجهود المتواصلة لاحتواء التصعيد ومتابعة المفاوضات.
المشهد العام يشير إلى لحظة دبلوماسية حاسمة، تتقاطع فيها المبادرات الإنسانية والسياسية، وسط ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل، في ظل تدهور إنساني غير مسبوق في غزة، وتطلعات فلسطينية متجددة نحو الحرية والاستقلال.