قصة آية 33 من سورة الأنفال .. لماذا لا يعذب الله المستغفرين؟
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
قصة آية ، لقاء يتجدد عبر موقع صدى البلد من خلال بيان معاني القرآن الكريم وأسباب النزول على مدار شهر رمضان 2024، ونتناول فيه اليوم، قصة آية 33 من سورة الأنفال، يقول تعالى: “وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)”.
قصة آية 33 من سورة الأنفالجاء في تفسير الإمام ابن كثير لقوله تعالى : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود ، حدثنا عكرمة بن عمار ، عن أبي زميل سماك الحنفي، عن ابن عباس قال : كان المشركون يطوفون بالبيت ويقولون : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك فيقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : قد قد ! ويقولون : لا شريك لك، إلا شريكا هو لك ، تملكه وما ملك.
وقال ابن جرير : حدثني الحارث ، حدثنا عبد العزيز ، حدثنا أبو معشر ، عن يزيد بن رومان ومحمد بن قيس قالا، قالت قريش بعضها لبعض : محمد أكرمه الله من بيننا ( اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ) فلما أمسوا ندموا على ما قالوا ، فقالوا : غفرانك اللهم ! فأنزل الله - عز وجل - : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) إلى قوله : ( ولكن أكثرهم لا يعلمون ) [ الأنفال : 34 ] .
وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ) يقول: ما كان الله ليعذب قوما وأنبياؤهم بين أظهرهم حتى يخرجهم ، ثم قال : (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) يقول : وفيهم من قد سبق له من الله الدخول في الإيمان ، وهو الاستغفار - يستغفرون ، يعني : يصلون - يعني بهذا أهل مكة . وروي عن مجاهد ، وعكرمة، وعطية العوفي ، وسعيد بن جبير، والسدي نحو ذلك .
وقال الضحاك وأبو مالك : ( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) يعني: المؤمنين الذين كانوا بمكة .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عبد الغفار بن داود ، حدثنا النضر بن عربي [ قال ] قال ابن عباس : إن الله جعل في هذه الأمة أمانين لا يزالون معصومين مجارين من قوارع العذاب ما داما بين أظهرهم : فأمان قبضه الله إليه ، وأمان بقي فيكم ، قوله : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ).
قال أبو صالح عبد الغفار : حدثني بعض أصحابنا ، أن النضر بن عربي حدثه هذا الحديث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس .
وروى ابن مردويه وابن جرير ، عن أبي موسى الأشعري نحوا من هذا وكذا روي عن قتادة وأبي العلاء النحوي المقرئ .
وقال الترمذي : حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا ابن نمير ، عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر ، عن عباد بن يوسف ، عن أبي بردة بن أبي موسى ، عن أبيه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أنزل الله علي أمانين لأمتي : ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ) فإذا مضيت ، تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة.
ويشهد لهذا ما رواه الإمام أحمد في مسنده ، والحاكم في مستدركه ، من حديث عبد الله بن وهب : أخبرني عمرو بن الحارث ، عن دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إن الشيطان قال: وعزتك يا رب ، لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم . فقال الرب: وعزتي وجلالي ، لا أزال أغفر لهم ما استغفروني .
ثم قال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
وقال الإمام أحمد : حدثنا معاوية بن عمرو ، حدثنا رشدين - هو ابن سعد - حدثني معاوية بن سعد التجيبي ، عمن حدثه ، عن فضالة بن عبيد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : العبد آمن من عذاب الله ما استغفر الله ، عز وجل .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قصة آية سورة الأنفال القران الكريم صلى الله علیه وسلم ابن عباس قصة آیة من سورة قال ابن بن أبی عن أبی
إقرأ أيضاً:
لماذا لا يصوم الحاج العشر الأول من ذي الحجة؟.. أمين الفتوى يجيب
صيام العشر من ذي الحجة يعد فرصة عظيمة للتوبة والاستغفار والتقرب إلى الله، حيث يمكن للمسلم أن يعمل في هذه الأيام على نيل رضا الله من خلال أعمال الخير والعبادة، ولها مكانة خاصة في الإسلام، إذ ورد في السنة النبوية أن العشر من ذي الحجة هي من أفضل الأيام عند الله، ويحرص كثير من المسلمين على صيامها لما فيها من فضل كبير، لكن يظل السؤال مطروحًا: ما حكم صيام الحاج لهذه الأيام؟.
حكم صيام العشر الأوائل من ذي الحجة للحجاج
أجاب الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلا: أن صيام هذه الأيام ليس واجبًا على الحاج إذا كانت مناسك الحج مرهقة له ولا يستطيع الصيام بسبب التعب.
واستشهد بقول الله تعالى: «فَمَن تَمَتَّعَ بِٱلْعُمْرَةِ إِلَى ٱلْحَجِّ فَمَا ٱسْتَيْسَرَ مِنَ ٱلْهَدْىِ ۚ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَـٰثَةِ أَيَّامٍۢ فِى ٱلْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَرَةٌۭ كَامِلَةٌۭ»، مما يدل على أن الصيام ليس فرضًا على الحاج الذي يجد في أداء المناسك مشقة بالغة.
وأشار إلى أنه إذا كان الحاج متمتعًا ولا يملك ما يقدمه كهدْي، فله أن يصوم ثلاثة أيام من العشر الأوائل من ذي الحجة، ثم يصوم السبعة الباقية بعد عودته من الحج، وبهذا يكون قد استوفى ما عليه.
أما عن فضل صيام العشر من ذي الحجة، فقد تحدث الشيخ محمد متولي الشعراوي، إمام الدعاة ، عن عظمة هذه الأيام، موضحًا أن الله تعالى ذكرها في القرآن الكريم بقوله: {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ}، وهو قسم من الله يبرز شرف هذه الأيام.
وبيَّن الشعراوي رحمه الله أن المفسرين اختلفوا في تفسير الليالي العشر، لكن أرجح الأقوال هو أنها العشر من ذي الحجة، وميزتها أنها الفترة التي يستعد فيها المسلمون لأداء الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام، إلى جانب الشهادة، الصلاة، الزكاة، وصوم رمضان.
وأضاف: "العشر من ذي الحجة هي الفترة التي يحتشد فيها المسلمون لإتمام الركن الخامس، ما يجعل هذه الأيام ذات أهمية كبرى في استكمال الإنسان لمنهج ربه التكليفي".