مسجد روما الكبير.. عمارة رومانية
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
عبد الله أبوضيف (القاهرة)
أخبار ذات صلةمعمار فريد ومساحة عملاقة يتميّز بها مسجد «روما الكبير» في العاصمة الإيطالية روما، وتحديداً عند جبال باريولي، ويصنف بأنه الأكبر في إيطاليا بمساحة تتخطى الـ 30 ألف متر.
يعود تاريخ بناء المسجد إلى عام 1974 بمنحة من العاهل السعودي فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه. وقد بدأت أعمال البناء بعد 10 سنوات واستغرق بناؤه 20 عاماً حتى خرج في حُلته النهائية واحداً من أجمل المساجد عالمياً.
المسجد فريد من نوعه معمارياً، وهو بمثابة تحفة باهرة للمصمم الإيطالي باولو بورتوجيسي، يجمع بين الفنون الرومانية التاريخية والعمارة الإسلامية القديمة، وتحديداً المغربية، وإلى جانب معماره فإن مساحته الكبيرة تتسع لـ12 ألف مصلٍ، ويتضاعف هذا العدد في المناسبات والأعياد الإسلامية.
أشكال هندسية
كل جزء من أجزاء المسجد الداخلية بمثابة قطعة فنية، بدءاً من السقف الذي يلفت الأنظار حيث برع المصممون في تزيينه بالأشكال الهندسية المتشابكة، والثريا المتفردة من حيث الشكل، المتناغمة مع ديكور السقف وزجاج النوافذ الملون.
أعمدة المسجد مصممة وكأنها أشجار تحمل السقف وتغطيها قطع الفسيفساء الفنية الجميلة. والأمر نفسه ينطبق على النصف السفلي من جدار المسجد الداخلي، وأيضاً تجويف المحراب مزين بالفسيفساء، ما يمنحه مظهراً جميلاً. التراث والتاريخ يدخلان حتى في المواد المستخدمة في بناء مسجد «روما الكبير»، فقد استخدمت مواد محددة تتنوع بين الحجر الجيري والطين حتى تنتج في النهاية ألوان رومانية شهيرة، مع استخدام فنون مغربية تقليدية كالزخرفة النباتية والتوريق.
ومن الخارج تعلو المسجد 16 قبة تغطيها ألواح رصاص رمادية، ومئذنة ترتفع 26 متراً بمعمار مستوحى من التاريخ الأندلسي، أما جدران المسجد فتحمل لون الطوب الروماني الشهير.
أنشطة مختلفة
تنقسم مساحة المسجد إلى 3 طوابق، الأول يضم ساحة الصلاة الرئيسة، والثاني مخصص لتدريس العلوم الإسلامية، مع وجود بعض المكاتب الثرية، والطابق العلوي يضم قاعة مخصصة للمناسبات والاجتماعات. ويقدم المسجد مجموعة من الأنشطة الدينية والثقافية لسكان المناطق المحيطة به، أبرزها تعليم اللغة العربية والقرآن الكريم وخدمات مجتمعية مثل طقوس الزواج والمؤتمرات والندوات الثقافية، ويوفر خدمات علاجية للمحتاجين من مختلف الجنسيات من خلال أطباء متطوعين.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: روما المساجد إيطاليا
إقرأ أيضاً:
مصر.. علماء يعثرون على أول سفينة رومانية معدة للنزهة والاحتفالات تحت الماء
تتميّز السفينة بمقدمة مسطحة ومؤخرة مستديرة، ما يُمكّنها من الإبحار في المياه الضحلة القريبة من الساحل. وقد استنتج الفريق أن تشغيلها تطلّب أكثر من 20 مجذّفاً.
أعلن علماء آثار عن اكتشاف سفينة ترفيهية مصرية قديمة قبالة ساحل الإسكندرية، يعود تاريخها إلى النصف الأول من القرن الأول الميلادي، وتطابق بدقة وصف المؤرخ اليوناني سترابو من القرن الأول قبل الميلاد.ويُعد هذا الاكتشاف الأول من نوعه في مصر، ويُعتبره الباحثون حدثاً أثرياً بارزاً، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة الغارديان.
وحسب التقرير، بلغ طول السفينة 35 متراً وعرضها نحو 7 أمتار، وصُمّمت لتحمل جناحاً مركزياً يحتوي على كوخٍ مزخرف بفخامة عالية، ما يشير إلى استخدامها من قبل البلاط الملكي أو النخبة في المناسبات الترفيهية.
وقد عُثر على الحطام على عمق 7 أمتار تحت سطح البحر و1.5 متر تحت الرواسب، قبالة جزيرة أنتيرودوس المغمورة التي كانت جزءاً من "بورتوس ماغنوس"، أو المرسى العظيم في الإسكندرية القديمة.
Related تسرب مياه في متحف اللوفر يلحق ضررا بمئات من أعمال مكتبة الآثار المصريةعلماء آثار مصريون وبريطانيون يهتدون إلى مدينة إيميت المفقودة في دلتا النيلنهب الآثار في سوريا يتفشى وسط انهيار الأمن وانتشار الفقر وصف سترابو يعود إلى الحياةووفقاً للصحيفة، فإن المؤرخ اليوناني سترابو زار مصر بين عامَي 25 و29 قبل الميلاد، وذكر في مؤلفاته سفناً "مزودة بتجهيزات فاخرة، يستخدمها البلاط الملكي للرحلات الترفيهية، وتنقل حشود المحتفلين من الإسكندرية عبر القناة إلى المهرجانات العامة، حيث تمتلئ القوارب ليل نهار برجال ونساء يعزفون على الناي ويرقصون بلا قيود". والسفينة المكتشفة تتطابق مع هذا الوصف من حيث الوظيفة والحجم والبنية.
وأشارت الصحيفة إلى أن عمليات التنقيب أُجريت تحت إشراف المعهد الأوروبي للآثار تحت الماء (IEASM)، برئاسة فرانك غوديو، الأستاذ الزائر في علم الآثار البحرية بجامعة أكسفورد، الذي صرّح للغارديان قائلاً: "الأمر مثيرٌ للغاية، لأنها المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف سفينة كهذه في مصر. فقد ذكرها مؤلفون قدامى مثل سترابو، وظهرت في تمثيلات فنية مثل فسيفساء باليسترينا التي تُظهر سفينة أصغر بكثير يستخدمها نبلاء في صيد فرس النهر، لكن لم يُعثر قط على سفينة فعلية من هذا النوع".
بناء غير مألوف يثير الدهشةوأوضحت الغارديان أن غوديو أشار إلى أن طاقم التنقيب افترض في البداية وجود سفينتين فوق بعضهما بسبب طبيعة البناء غير المألوفة. وتتميّز السفينة بمقدمة مسطحة ومؤخرة مستديرة، ما يُمكّنها من الإبحار في المياه الضحلة القريبة من الساحل. وقد استنتج الفريق أن تشغيلها تطلّب أكثر من 20 مجذّفاً.
وذكرت الصحيفة أن غوديو يقود عمليات تنقيب تحت الماء في الإسكندرية وخليج أبو قير بالشراكة مع وزارة الآثار المصرية منذ عام 1992. وكان من أبرز نتائج هذا المشروع اكتشاف المدينة الغارقة ثونيس-هيراكليون وأجزاء من مدينة كانوبس في خليج أبو قير في عام 2000، وهو أحد أعظم الاكتشافات الأثرية في العصر الحديث، حيث جُمعت تماثيل ضخمة لملكة وملك من العصر البطلمي.
وفي عام 2019، عثر غوديو وفريقه على حطام سفينة في المياه المحيطة بثونيس-هيراكليون، تطابقت تفاصيله غير المألوفة مع وصف المؤرخ اليوناني القديم هيرودوت.
الاكتشاف على بعد أمتار من معبد إيزيسوذكرت الصحيفة أن الحطام يقع على بعد أقل من 50 متراً من موقع معبد إيزيس، الذي يُجري غوديو تنقيبه منذ سنوات. ويرجّح الباحثون، وفق ما نقلته الغارديان، أن تكون السفيدة قد غرقت خلال الدمار الكارثي الذي لحق بالمعبد نحو عام 50 ميلادياً، نتيجة سلسلة زلازل وأمواج مد أدت إلى غرق أجزاء واسعة من المرسى العظيم والساحل القديم.
ونقلت الغارديان عن غوديو قوله إنه لا يستبعد أن تكون السفينة قد خدمت غرضاً دينياً، باعتبارها "مركب إيزيس المقدس"، المستخدم في الاحتفال البحري المعروف باسم "navigium Isidis".
ويُشار إلى أن هذا الاحتفال كان يتضمّن موكبة بحرية تلتقي بسفينة باذخة الزينة ترمز إلى المركبة الشمسية للإلهة إيزيس، سيدة البحار.
كتابات يونانية تنتظر الفكوأفادت الصحيفة بأنه عُثر على كتابات مخطوطة باللغة اليونانية (غرافيتي) على العارضة المركزية للسفينة، ولا تزال بحاجة إلى تحليل وفك رموز من قبل خبراء النقوش القديمة.
ورغم أن البحث لا يزال في مراحله الأولى، فقد نقلت الغارديان عن البروفيسور داميان روبنسون، مدير مركز أكسفورد للآثار البحرية، وصفه الاكتشاف بأنه "ظاهري استثنائي"، مضيفاً: "إنها نوعية سفينة لم يُعثر عليها من قبل. فبينما نقرأ عن قوارب ذات أكواخ في النصوص القديمة أو نراها في السجلات الفنية، فإن وجود دليل أثري ملموس أمرٌ نادر".
وأكدت الغارديان أن غوديو أوضح أن الفريق يتبع لوائح منظمة اليونسكو، التي تنص على أن من الأفضل ترك الآثار تحت الماء للحفاظ عليها. وأضاف أن "النسبة المستكشفة من المنطقة لا تزال ضئيلة جداً»، مشيراً إلى أن أعمال التنقيب ستُستأنف قريباً.
وأشارت الصحيفة إلى أن مركز أكسفورد للآثار البحرية أصدر مؤخراً النتائج العلمية الأحدث المتعلقة بتنقيب معبد إيزيس، والتي تُعتبر مرجعاً أكاديمياً أساسياً في فهم البنية الدينية والثقافية للإسكندرية في العصر الروماني المبكر.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة