أبرز ما قاله البابا تواضروس فى عظته الأسبوعية بالمقر البابوي فى القاهرة
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع مساء أمس الأربعاء، من كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بالمقر البابوي بالقاهرة، دون حضور شعبي، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
استكمل قداسته سلسلة "طرق تقديم المحبة"، وتناول جزءًا من الأصحاح الثامن عشر في إنجيل معلمنا متى، والأعداد (٢٣ - ٣٥)، وتأمل في "كيف استخدم السيد المسيح لغة الحب وعبّر عنها باللمسات الرقيقة"، من خلال مثليْن في الكتاب المقدس، وهما: مَثَل الابن الضال في إنجيل لوقا والأصحاح الخامس عشر، ومَثَل العبد الذي لا يغفر في إنجيل متى والأصحاح الثامن عشر، كالتالي:
- الابن الضال ظنَّ أن النعمة الموجود بها هي سجن، وهذا الظن هو ما تفعله الخطية بالإنسان، ثم بعد أن بدد أمواله بدأ الدافع لديه في العودة لأبيه، لأنه يثق في حنو أبيه، "وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، (فَتَحَنَّنَ) وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ" (لو ١٥: ٢٠).
- العبد الذي لا يغفر كان قاسيًا على زميله، بينما سيد العبد ترك له دينه، "فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذلِكَ الْعَبْدِ وَأَطْلَقَهُ، وَتَرَكَ لَهُ الدَّيْنَ" (مت ١٨: ٢٧)، وهذا العبد لم يترك الدين لزميله ويسامحه، "وَلَمَّا خَرَجَ ذلِكَ الْعَبْدُ وَجَدَ وَاحِدًا مِنَ الْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ، كَانَ مَدْيُونًا لَهُ بِمِئَةِ دِينَارٍ، فَأَمْسَكَهُ وَأَخَذَ بِعُنُقِهِ قَائِلًا: أَوْفِني مَا لِي عَلَيْكَ" (مت ١٨: ٢٨).
وأوضح قداسة البابا أن مَثَل العبد الذي لا يغفر ينقل لنا الحقيقة وكيف يتجبر الإنسان ويكون قاسيًا مع الآخر أحيانًا، لذلك وضع لنا الله في الصلاة الربانية "وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا" (مت ٦: ١٢)، والمعادلة هنا بين ثلاث أطراف: الله وأنت والآخر، "فَهكَذَا أَبِي السَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ إِنْ لَمْ تَتْرُكُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لأَخِيهِ زَلاَتِهِ" (مت ١٨: ٣٥)، فالإنسان كما يغفر لأخيه الإنسان ويسامحه هكذا الله يفعل معنا بنفس المقدار، وهنا الغفران هو مبدأ للحياة على الأرض وكذلك هو مرتبط بالسماء.
ووضع قداسته مقارنة بين المثليْن، كالتالي:
- مشاعر الأب الحنون الذي سامح ابنه الذي بدد أمواله، والسيد الحنون الذي سامح العبد وترك له الدين.
- الابن طلب العفو "أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا" (لو ١٥: ٢١)، والعبد كذلك "فَخَرَّ الْعَبْدُ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلًا: يَا سَيِّدُ، تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ" (مت ١٨:٢٦).
- اللمسات الرقيقة لدى الأب "فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ" (لو ١٥: ٢٠)، لذلك الابن الضال برغم أنه فقد كل شيء إلا أنه لم يفقد الرجاء في أبيه، والسيد فعل الأمر ذاته مع العبد "فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذلِكَ الْعَبْدِ وَأَطْلَقَهُ، وَتَرَكَ لَهُ الدَّيْنَ" (مت ١٨: ٢٧).
- الجانب المظلم في مثل الابن الضال كان في أخيه الأكبر القاسي الذي رفض دخول البيت والمشاركة في فرحة عودة أخيه، بل وعاتب أبيه وشوَّه صورة أخيه، وكذلك العبد الذي لا يغفر عندما رفض زميله وكان قاسيًا معه ووضعه في السجن.
وأشار قداسة البابا أن القساوة مرض وخطية وضعف وحرمان من غفران الله وحنانه، ومصدرها هو سقوط الإنسان في الخطية مرات ومرات.
وأضاف قداسته وتحدث عن صفات اللمسات الحانية، وهي:
- لا يبذل فيها الإنسان المال مثل لغة الهدايا.
- الشعور بالقرب يُعطي مشاعر الحنو والرحمة.
- المشاركة الإنسانية.
- لا تحتاج إلى مهارات، "وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضًا فِي الْمَسِيحِ" (أف ٤: ٣٢).
- يفهمها كل الناس، مثل التماس العذر والشفقة.
- هي لغة صامتة، لأنها تُقدَّم بالمشاعر، "فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي، وَالْيَهُودُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ، انْزَعَجَ بِالرُّوحِ وَاضْطَرَبَ" (يو ١١: ٣٣)، "بَكَى يَسُوعُ" (يو ١١: ٣٥).
وأوصى قداسة البابا أن يراجع الإنسان قلبه باستمرار في تصرفاته مع الآخرين لينال رحمة الله وحنانه، "مَنْ هُوَ إِلهٌ مِثْلُكَ غَافِرٌ الإِثْمَ وَصَافِحٌ عَنِ الذَّنْبِ لِبَقِيَّةِ مِيرَاثِهِ! لاَ يَحْفَظُ إِلَى الأَبَدِ غَضَبَهُ، فَإِنَّهُ يُسَرُّ بِالرَّأْفَةِ" (مي ٧: ١٨).
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اجتماع البابا البابا تواضروس الكنيست قداسة البابا الابن الضال ال ع ب د
إقرأ أيضاً:
البابا لـ«كهنة الرعاية الاجتماعية»: كونوا «رحماء» والتزموا
البطريرك يشهد حفل تخرج دفعة جديدة بـ«معهد المشورة»
دعا قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية كهنة الرعاية الاجتماعية بـ«إيبارشيات الوجه القبلى» إلى التحلى بالنظام فى البيانات، والملفات، والعمل، والوقت، لافتاً إلى أنه إحدى الفضائل التى تعطى جمالاً، وتؤهل لوجود المنظومة.
وقال: إن التخلى عن المنظومة يشوه العمل، مؤكداً أنها تحتاج إلى التزام بالمواعيد، والقرارات، والخدمة، وهكذا تتكامل الصورة.
وأضاف خلال كلمته بلقاء «كهنة الرعاية الاجتماعية» المنعقد، بالمقر البابوى، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أن الأمانة تزيد البركة، مؤكداً أن الأمانة فى البيانات، والمعلومات، يجب أن تستمر طوال فترة الخدمة.
وأشار البابا إلى أن الناس تحتاج إلى الرحمة، معرباً عن أمله فى أن يتحلى الكهنة بالحنان الحقيقى، بعيداً عن الشح فى التصرف، والكلام.
وتضمن اللقاء الذى ينعقد فى مطلع شهر ديسمبر سنوياً، ويشرف عليه سكرتارية المقر البابوى للرعاية الاجتماعية، أفلاماً تعريفية عن برنامج «علم ابنك» الذى يعتنى بتعليم أبناء الأسر المدرجة بياناتها فى منظومة الرعاية الاجتماعية، وعن الشركاء الداعمين لخدمة الرعاية الاجتماعية، وعن الزيارات واللقاء التى عقدتها سكرتارية الرعاية الاجتماعية فى العديد من الإيبارشيات على مدار العام فى كافة أنحاء الكرازة.
حضر اللقاء الأنبا بيمن، مطران نقادة، وقوص، والذى استعرض ورقة عمل حول كيفية تفعيل دور مكاتب الرعاية الاجتماعية، والتنمية فى الإيبارشيات.
إلى ذلك افتتح البابا تواضروس الثانى بيت الأنبا ونس لخدمات الطفل التابع لكنيسة العذراء بشبرا، وتفقد محتوياته، بجانب مسرح الكاروز.
وعقد البابا لقاءً مع كهنة الكنيسة، وأسرهم، وتطرق إلى حديث حول «الأذن»، والتى تهتم بها الكنيسة خلال فترة صوم «الميلاد».
وقبيل إلقاء عظته بكنيسة «العذراء» بشبرا، أعرب البطريرك عن سعادته بزيارة الكنيسة ذات الخدمة المميزة- على حد تعبيره-، مشيراً إلى أن آباء كثيرين تخرجوا منها، وخدموا بأماكن عديدة داخل مصر، وخارجها، وأردف قائلاً:» هذه كنيسة ولود، وجامعة فى عملها، وخدمتها، وأنشطتها».
ولفت البابا إلى أن تصميم الكنيسة يشتمل على وقار يجمع بين الأصالة، والحداثة، مثمناً خدمة الأنبا مكارى، والآباء العاملين معه، واستطرد قائلاً:» لقد زار هذه الكنيسة البابا كيرلس، والبابا شنودة، واليوم نأخذ بركتها معكم».
وقال إن الله يعرف التوقيت المناسب للاستجابة، مؤكداً أن ثمة استجابات تأتى أكبر من الطلب، فى حين أن بعضها يأتى على غير قياس الاستحقاق.
وأضاف خلال عظته الأسبوعية التى ألقاها بكنيسة «العذراء» شبرا، أن الله يؤجل، لكن لا يهمل، لافتاً إلى أن الاستجابة المؤجلة تصنع قديسين.
وأوضح البابا تواضروس أن التأجيل ليس رفضاً، وإنما إعداد لكى يشكل قلب الإنسان، ويجعلنا أكثر قرباً لله.
وكرم البابا الحاصلين على شهادات الدكتوراه، والماچستير من أبناء الكنيسة، بجانب الفائزين بميداليات فى عدد من الرياضات البدنية، والذهنية.
يشار إلى أن البابا تواضروس الثانى عاد إلى القاهرة، قادماً من العاصمة النمساوية «فيينا» الثلاثاء الماضى، بعد رحلة رعوية تخللها إجراء بعض الفحوصات الطبية الاعتيادية، وعدد من الأنشطة الرعوية.
واستأنف البابا تواضروس الثانى عمله الرعوى بلقاء عدد من أساقفة المجمع المقدس بالمقر البابوى، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
وفى سياق مختلف شهد البابا حفل تخريج دفعة جديدة من معهد المشورة، بحضور الأنبا دانيال مطران المعادى، والأنبا إيلاريون أسقف البحيرة.
وتضمن الحفل تكريم الراحلتين شيرى، ودينا اللتين كانتا تخدمان بالمعهد، بجانب تكريم أعضاء هيئة التدريس، والخريجين، وزوجات الآباء الكهنة.
وهنأ البطريرك خلال كلمته الخريجين الجدد، داعياً لدى شكره أعضاء هيئة التدريس إلى عمل كورس متخصص لغرس روح الوفاء فى النفوس.