مسلسلات النساء الغاضبات في رمضان.. ميلودراما الانتقام وغدر الأحباب
تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT
تغيب النساء عن بطولات الأفلام السينمائية منذ أعوام لكننا نجدهن حاضرات بقوة في المسلسلات التلفزيونية، فتجذب بعض الأعمال مشاهديها لأن فريقها يحتوي على نجمة مثل منى زكي أو منة شلبي أو نيللي كريم.
ويُعرض في رمضان الحالي عدد كبير من المسلسلات ذات البطولات النسائية، ولكن بعضها ذو نوع خاص مختلف عن باقي الأعمال، مسلسلات بطلتها امرأة يحرّكها الغضب، ودافع الحبكة الأساسي هو الانتقام.
ما الذي يدفع امرأة للانتقام؟ غضب مكبوت؟ غدر؟ حق تم اغتصابه؟ اعتداء لم يمكن رده في الوقت المناسب؟ كلها أسباب منطقية، غير أن هناك سببا آخر يجب إضافته وهو إثبات الذات، يمكن فهم ذلك بشكل أفضل بقراءة مسلسل "صيد العقارب" وهو من إخراج أحمد حسن وتأليف باهر دويدار وبطولة غادة عبد الرازق ومحمد علاء ورياض الخولي وأحمد ماهر.
ففي المسلسل لا ينغص عيش "عايدة" (غادة عبد الرازق) -المرأة الناجحة في عملها خبيرة في العقارب والسعيدة في زواجها- إلا تقليل والدها منها بسبب جنسها، فيرفض عملها معه في شركته رغم تعليمها العالي، ويختار بدلًا منها أخاها "علي"، وعندما تتعرض للدغة عقرب -وهو أمر وارد خلال عملها- يحاول إجبارها على ترك عملها والتفرغ للمنزل لأن ذلك هو المكان الوحيد المناسب للمرأة.
تهتز قناعات الأب عندما يُقتل ابنه الأكبر "علي" على يد ابن شريكه، ويساعد هذا الشريك ابنه على الهرب من الشرطة، فيقرر الأب ذو الأصول الصعيدية البحث عن الثأر، ولظروفه الصحية الخاصة بعد محاولة قتله لا يجد أمامه أي شخص لتحقيق هذا الثأر سوى "عايدة" الابنة التي يعيّرها بجنسها طوال حياتها.
View this post on InstagramA post shared by Phenomena Media Production (@phenomena_media)
تبدأ "عايدة" رحلتها في الانتقام من شريك والدها "الغول" وكل أفراد أسرته بما فيهم زوجها الذي ينتمي إلى هذه العائلة، من ناحية لأخذ ثأرها من قاتل أخيها والمتسبب في شلل والدها، ومن ناحية أخرى لإثبات نفسها أمام والدها الذي قلل من شأنها واعتبرها عددا إضافيا في العائلة وليس فردا يمكنه الاعتماد عليه.
امرأة أخرى تنتقم لأن لديها ما تحتاج لإثباته هي "يمنى" بطلة مسلسل "لحظة غضب"، وهو من إخراج عبد العزيز النجار وتأليف مهاب طارق، وبطولة صبا مبارك ومحمد شاهين وعلي قاسم، وفيه تعيش البطلة مع زوج مسيء، يعنفها نفسيا بصورة يومية، ويقلل من شأنها سواء من حيث ذكائها أو جمالها وأنوثتها، وفي عيد ميلادها يهملها ويرفض الاحتفال معها وحدهما، ثم يسخر من ثيابها فتضربه بإحدى أدوات المطبخ على رأسه ويسقط على الأرض وتعتبره ميتا وتخفي جثته.
الملصق الترويجي لمسلسل "لحظة غضب" (الجزيرة)تبدأ "يمنى" (صبا مبارك) مرحلة جديدة من حياتها بعد هذه الجريمة، فبعدما عاشت طوال حياتها بشخصية ضعيفة، تهلع من نبرة صوت عالية يخاطبها بها زوجها، تضع الخطط لإنقاذ نفسها من تهديدات متعددة، منها شك "هشام" (محمد شاهين) فيها ومحاولاته تضييق الخناق عليها، وتهديدات جارها "آسر" (علي قاسم) بكشف سرها بعدما صورها سرا، ولكنها تواجه كل هذه الضغوط، بل تنتقم منهما بشكل لم تتوقعه في أكثر أحلامها تفاؤلا، وأثبتت لنفسها ولهم قوة شخصيتها.
بطلات المسلسلات وغدر الأحباب"غدر الصُحاب" واحدة من المقولات الساخرة في العامية المصرية، والتي تطلق على حالات الغدر التي يقوم بها أشخاص مقربون، ونجدها تنطبق على مسلسلين من مسلسلات النساء الغاضبات في رمضان 2024، أشهرها مسلسل "نعمة الأفوكاتو" من إخراج محمد سامي وتأليفه مع مهاب طارق وبطولة مي عمر وأحمد زاهر وأروى جودة.
المسلسل المصري "نعمة الأفوكاتو" (الجزيرة)ويدور المسلسل حول "نعمة" (مي عمر) المحامية الماهرة التي تعيش مع زوجها شبه العاطل صلاح (أحمد زاهر)، تتحمل البطلة تنطع زوجها عليها بعدم بحثه عن وظيفة مجزية واستمرار حلمه بفوزه بقضية "وقف" تنهي كل مشاكله المادية، ورفضه إنجابها الأطفال، وعندما تكسب 10 ملايين من الجنيهات في إحدى القضايا تقرر وهبه 8 منها لتسعد قلبه، ولكن من هنا يأتي "غدر الأحباب" فبعدما يحصل صلاح على المال يقرر الزواج من "سارة" (أروى جودة) سرا، وعندما تكتشف "نعمة"، تضربها "سارة" على رأسها بأحد التماثيل ويدفناها سويا بإحدى المقابر.
تخرج "نعمة" من القبر مثل العنقاء العائدة من الرماد لتحقق انتقامها الكامل من صلاح وسارة، وتنكل بهما بكل الوسائل الممكنة، وتستمر في ذلك حتى يُحكم على زوجها الغادر بالإعدام في قضية قتل "محمد" المحامي المساعد لـ"نعمة".
امرأة أخرى عانت من غدر الأحباب الذي أغضبها لدرجة الانتقام منهم جميعا، نجدها في مسلسل "سر إلهي" من إخراج رؤوف عبد العزيز وتأليف أمين جمال وحمدي التايه، وبطولة روجينا ونهى عابدين ومحمد ثروت ومي سليم.
يبدأ المسلسل بـ"ناصرة" (روجينا)، الأخت المضحية التي ربت ثلاثة إخوة بعد وفاة والديها، بالإضافة إلى كونها مسؤولة عن مصاريف ابنتها المريضة وزوجها شبه العاطل والبلطجي.
تعيش "ناصرة" أزمات مادية وعائلية مستمرة، لكن ذلك لا يؤثر على عملها في إحدى دور المسنين، فهي المفضلة لدى الكثير من النزلاء ومنهم العم "جميل" (أحمد بدير) الذي تكتشف بعد قليل أنه هارب من ابنه وابنته اللذين قتلا أخاهما الثالث ويبحثان عن الأب للاستيلاء على أمواله التي أخفاها.
يُقتل "جميل" على يد "بدر" ابنه مدمن المخدرات، وفي محاولة لتبرئة نفسه يتهم "بدر" وأخته "شاهيناز" "ناصرة" بقتل والديهما، ثم يرشيان أخوتها وزوجها ليشهدوا عليها في المحكمة، فتحصل على حكم بالسجن لسبع سنوات، وتخرج منه مقررة الانتقام من كل من أذاها، بمن فيهم زوجها السابق وأخوتها و"بدر" و"شاهيناز".
كل من "عايدة" و"يمنى" و"نعمة" و"ناصرة" قامت بأفعال انتقامية كانت أساس الحبكة الدرامية للمسلسلات الأربعة التي تحدثنا عنها هنا، ونلاحظ أنه بالتوازي مع الانتقام ناقش "صيد العقارب" و"لحظة غضب" التمييز ضد المرأة والعنف النفسي الذي قد يمارسه الزوج على زوجته فيدفعها حتى لقتله، بينما لم يقدم "نعمة الأفوكاتو" و"سر إلهي" إلا ميلودراما الغدر والانتقام التي تكررت من قبل في عشرات الأعمال السينمائية والتلفزيونية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات فی رمضان لحظة غضب من إخراج
إقرأ أيضاً:
تشكيلة عروض "رؤى البحر الأحمر" و"مسلسلات البحر الأحمر" بمشاركة أفلام سعودية للمرة الأولى
كشف مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن قائمة أفلام الدورة الرابعة لفئتي “رؤى البحر الأحمر" و"مسلسلات البحر الأحمر" التي تُعد نافذة للأعمال السينمائية ذات الرؤى الفريدة والخلّاقة من السينما العربية والعالمية. وتضمنت القائمة لهذا العام أفلام سعودية في سابقة هي الأولى منذ إطلاق البرنامجين، مما يعكس ازدهار المشهد السينمائي المحلي والإقليمي.
ومن خلال أفلام "رؤى البحر الأحمر" و"مسلسلات البحر الأحمر"، يقدّم مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي مجموعة فريدة من الإخراج الإبداعي والقصص المبتكرة من السينما العربية والعالمية، إضافة إلى أصوات جديدة ومثيرة من الشاشة الصغيرة. وتعكس اختيارات هذا العام التزام المهرجان برعاية المشهد الفني والثقافي الناشئ في المملكة، وتوفير منصة للفنانين السعوديين لمشاركة قصصهم مع العالم.
ويحتفي برنامج "رؤى البحر الأحمر" لهذا العام بخمسة أفلام متنوعة، تُسلِّط الضوء على صُنَّاع الأفلام المبدعين وأعمالهم السينمائية المُبتكرة التي تعكس نسيجًا ثقافيًا ثريًا ومتنوعًا. وتأخذنا عدسة بعض من هذه الأفلام في رحلة سينمائية معمقة داخل المملكة العربية السعودية، مقدمةً رؤية فريدة للمشهد الثقافي المُزدهر في المملكة.
يروي المخرج ياسر بن غانم في فيلمه "عثمان في الفاتيكان" رحلة ملهمة لفنان من رمال السعودية إلى قاعات الفاتيكان، وهي شهادة على لغة الفن العالمية. ويحتفل فيلم روائي سعودي آخر "الروشان" للمخرج محمد أوس، بالإرث الفني العريق للروشان، وهي نوافذ خشبية تعكس العِمَارة الثرية في مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة. وفي فيلم " عندما يشع الضوء"، يوثق ريان البشري مهمة مؤسسة ليان الثقافية: الحفاظ على تراث المملكة العربية السعودية للأجيال القادمة. وفي فيلم "كيموكازي"، يصبح المشهد الفنِّي النابض بالحياة في جدة بمثابة لوحة لاكتشاف الذات. ويلتقط عبد الرحمن بتاوي رحلة كيمو وهو يتنقل بين توقعات الأسرة والشغف الفني، ويتعلم أن الهدف غالبًا ما يأتي من الخيارات الصغيرة.
من جانبه، علّق أنطوان خليفة، مدير البرنامج السينمائي العربي والكلاسيكي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي قائلًا: "يتجلى المشهد السينمائي السعودي النابض بالحياة من خلال هذه الأفلام، التي تعكس إبداع وطموح فنّانيها. وبلمسات فرشاة من العاطفة ومنحوتات ذات رؤية جريئة، يجلب المخرجون السعوديون إلى الحياة قصص الرسامين والنحاتين وغيرهم من المبدعين الذين شكّلوا المشهد الفني في المملكة، ويدعوننا لرؤية العالم من خلال أعينهم. يحظى برنامج رؤى البحر الأحمر بتقدير خاص، لاحتفائه بالمخرجين المبدعين وأعمالهم المتنوعة الخيال، والوثائقية، كما تغوص هذه الأعمال إلى العمق الإنساني لتقدم وجهات نظرٍ ملهمة وفريدة."
وتبرز حكايات من مختلف أنحاء العالم العربي في فيلم "يلّا باركور" للمخرجة عريب زعيتر، وهو فيلم وثائقي تدور أحداثه في غزة ويقفز بين الحنين والطموح، حيث يصبح الباركور استعارة للصمود في مواجهة مستقبل غير مؤكد.
وعن فئة مسلسلات البحر الأحمر، تأخذنا المخرجة زينة صفير مع مسلسل "حكايات على ضفاف البوسفور" في رحلة حول صعود الدراما التركية، وتتفحص العوامل الإبداعية والاجتماعية خلف نجاحاتها العالمية. ويستكشف مسلسل " LOST WORLDS WITH BETTANY HUGHES: THE NABATAEANS" لمخرجه جيم قراير؛ المملكة النبطية العريقة والغامضة، وعاصمتها البتراء.
الأفلام المختارة لفئة "البحر الأحمر: رؤية جديدة"
"عثمان في الفاتيكان" إخراج ياسر بن غانم
السعودية
الفنان السعودي المرموق عالميًا عثمان الخزيم يتأمل في علاقته الطويلة مع الروح الفنية لإيطاليا.
"الروشان" إخراج محمد أوس
السعودية
تعتبر الروشانات، الواجهات الخشبية في المملكة العربية السعودية، إرثاً فنياً عزيزاً ومعالم معمارية بارزة في مكة وجدة والمدينة. وتتحكم هذه الروائع في الإضاءة والتهوية لتجسد التاريخ الثقافي الغني للمنطقة.
"عندما يشرق النور" إخراج ريان البشري
المملكة العربية السعودية
قبل ثلاثين عاماً، سعى سمو الأمير فيصل بن عبدالله إلى عرض تراث المملكة العربية السعودية من خلال الفن، فأسس مؤسسة ليان الثقافية للحفاظ على هذا الإرث للأجيال القادمة.
"كيموكازي" إخراج عبد الرحمن البطاوي
المملكة العربية السعودية
في جدة،يخوض كيمو (كيموكازي) صراعًا داخليًا لاكتشاف هدفه كفنان.
"يلا باركور" إخراج عريب زعيتر
السويد، فلسطين، قطر، المملكة العربية السعودية
في غزة، يُسَخِّر شبابها الطموح والمبدع بقايا الحروب المتعاقبة لممارسة رياضة الباركور، لتصبح هذه الرياضة المُفعمة بالحياة بوابتهم لحياة أخرى.
البرامج التلفزيونية المختارة لفئة مسلسلات البحر الأحمر:
"حكايات على ضفاف البوسفور" إخراج زينة صفير وإعداد بيسان طي
لبنان، مصر، تركيا
في غضون 10 سنوات فقط، أصبحت المسلسلات التّركيّة التي تعرف بال "ديزي" صناعة مزدهرة،يتمّ تصديرها إلى بقاع كبيرة من العالم. فما سرّ هذا النجاح؟
"قطار الأشباح" إخراج سي وونغ تاك.
كوريا الجنوبية.
صانعة محتوى على يوتيوب تسعى لزيادة عدد متابعيها، من خلال البحث عن الأشباح في محطة مترو كوريّة، مليئة بالقصص المرعبة.
"زورو" إخراج جان بابتيست ساوريل.
بلجيكا وفرنسا.
عندما يصبح دون "دييغو دي لا فيغا" عمدة لوس أنجلوس، يتعيّن عليه إعادة إحياء شخصيّته السّريّة "زورو" لإنقاذ المدينة.