بوابة الوفد:
2025-06-17@09:50:08 GMT

على مائدة القرآن

تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT

 

 

 

العظمة هى المكانة التقديرية الكبيرة والمرتبة الرفيعة التى يُصَنَّف فيها أعلام البشر جزاء ما قدَّموا لأممهم خاصة أو للإنسانية عامة.

ويأتى النبى محمد صلى الله عليه وسلم على رأس المائة من عظماء التاريخ الإنسانى الذين رتبهم الأمريكى مايكل هارت.

وحقيقة هذه العَظَمة المحمدية بحيثياتها قد قرَّرها القرآن الكريم وأرشدت إليها السنة النبوية قبل أن يشهد بها علماء الغرب والشرق من غير المسلمين.

ولا يمكن الوفاء بحصر تلك الحيثيات فى مقامنا هذا إذْ ليس فى المتاح سوى مرور الكرام على جانب منها:

أولا: المهمة الثقيلة التى أُلقيتْ على كاهله: (إنا سنلقى عليك قولا ثقيلا) ببعثه فى هذه البيئة الخاملة الجاهلة القاسية من جوالة الأعراب الأجلاف غلاظ القلوب، فكان لهم كما قال توماس كارليل: كالشهاب من السماء وسائر الناس كالحطب الذى تأجج حضارة وتمديناً من غرناطة إلى دلهى.

ثانيا: محيط رسالته الواسع: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، والذى يشمل الإنسانية جميعها مستهدفا رحمتها وصلاحها، وما أصعب وأشقَّ أن يُكَلَّف شخص واحد بتغيير مسار العالم الدينى وتعديل مركزية حركة التاريخ البشرى لتنتقل إلى شبه الجزيرة العربية وليس يملك سوى إيمان يفوق الخيال وبيده كتاب: (أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور).

ثالثاً: المثالية الشخصية التى جعلت منه أُسوة وقدوة ونموذجا يحتذى: (لقد كان لكم فى رسول الله أُسوة حسنة)،

بما كان عليه من رحمة: (فبما رحمة من الله لنتَ لهم ولو كنتَ فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)، وبما كان عليه من رفعةٍ وكمال أخلاقى فى القول والفعل والسلوك الخارجى والباطنى، مما استحق عليه شهادة إلهية وتزكية ربانية بأنه الرسول الأعظم أخلاقيا: (وإنك لعلى خلق عظيم).

رابعا: خاتم الأنبياء والمرسلين: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين).

وذلك من أبرز جوانب عظمته صلى الله عليه وسلم التى عيّنها بنفسه: (فُضِّلتُ على النبيين بستٍ: أُعطيتُ جوامع الكلم، ونُصرتُ بالرعب، وأُحلتْ لى الغنائم، وجُعلت لى الأرض مسجدا وطهورا، وأُرسلت إلى الناس كافةً، وخُتم بى النبيون ).

فذلك الختم الذى يعنى ضرورةً انقطاع وحى السماء إلى الأرض يستلزم أن تكون الرسالة الخاتمة صالحة لكل زمان ومكان إلى أن تقوم الساعة، وأن يكون الرسول الأعظم مصدقا لمن قبله من الرسل وأن يكون كتابه: (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه).

خامساً: صاحب الشفاعة الكبرى لكل الخلائق بتعجيل الحساب للتخفيف عنهم يوم القيامة: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مُشفَّع).

سادسا: شهادته على العالمين يوم الحساب: (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا).

سابعا: ذو مقام القرب الإلهى الفريد مقام: (فكان قاب قوسين أو أدنى)، الذى لا يدانيه فيه أحد فى درجة القرب أثناء رحلة المعراج ولا فى كيفيته، إذ أنه فى هذا القرب الإلهى: (ما زاغ البصر وما طغى).

بينما موسى عليه السلام عندما: (وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا)، وسأل اللهَ الرؤية: (فلما تجلَّى ربه للجبل جعله دكا وخرَّ موسى صَعِقاً).

ثامناً: رِفْعة ذِكْره صلى الله عليه وسلم التى تكفل بها الله تعالى: (ورفعنا لك ذِكْرك) بحيث بات الشخص والاسم الأكثر تداولا وذِكْرا فى العالم من جهة الأشخاص التى تحمل اسمه (محمد) هويةً لها، ومن جهة الذين يلهجون باسمه على مدار الساعة فى الآذان خمس مراتٍ فى اليوم والليلة، فقدْ قُرِن اسمه باسم الله:

وضمَّ الإله اسم النبى إلى اسمه

إذا قال فى الخمس المؤذن أشهدُ

وشقَّ له من اسمه ليُجِلَّه فذو العرش محمودٌ وهذا محمدُ

وكذلك الذين يتعبدون بالصلاة عليه فى فروضهم الخمسة وفى نوافلهم استجابة لأمر الله: (إن الله وملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

هنئياً لمن طاب ذكرهم

تجمعنا الحياة بأشخاص قد يكونون أقرباء أو أصدقاء أو زملاء عمل ،أو قد تجمعنا الصدفة بأحدهم في مكان ما ونظل نذكر مواقفهم معنا ،ويظل القاسم المشترك بيننا جميعا هو احترام ومحبة الشخص الذي يتسم بحسن الخلق وحسن المعشر وحسن التعامل وحسن التصرف .

والنفس تميل دائماً لمن أحسن إليها وهناك أشخاص يوفقهم الله سبحانه وتعالى للإحسان فتراهم يكفون الأذى ويبذلون الخير والمعروف لمن حولهم ، يعاملون الناس بالحسنى يرجون الثواب من عند الله تعالى ويتسمون بسمو الأخلاق الحسنة والصفات الطيبة لأنهم يعلمون أن حسن الخلق يعتبر من الإحسان والإحسان يكون في العبادات والتعاملات وللمحسن نصيب من رحمة الله قال سبحانه وتعالى ( إن رحمة الله قريب من المحسنين) ومن منا لايرجو رحمة الله نسأل الله تعالى أن لايحرمنا منها .

وبما أننا جميعا وبحكم فطرتنا نميل لمن يتسم بحسن الخلق والتواضع فلماذا لا نسعى جاهدين لتربية أنفسنا على التعامل بهذا المبدأ العظيم ؛

نلتزم في تعاملاتنا مع الآخرين سواء بالأقوال أو الأفعال بالصفات الطيبه ومكارم الأخلاق نتصف بالحلم وبحسن الظن ونتغاضى عن الأخطاء لانسبُ ولانشتم ولانمشي بين الناس بالنميمة والكذب ، نصلح ما نستطيع إصلاحه ونترفع بأنفسنا عن سفاسف الأمور ، نبذل المعروف ونزرع الخير والإبتسامة وننزع الخوف،نتعامل بالصدق والأمانة نعفو ونسامح ولا ننسى المروءة .

نجعل من رآنا يدعو لمن ربانا ،ونتذكر أن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام جمع بين التقوى وحُسن الخلق قال عليه السلام (أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحُسن الخلق ) نتعامل بالرفق واللين فعن عائشة رضي الله عنها : أَنَّ النبيَّ ﷺ قَالَ: إِنَّ الرِّفقَ لا يَكُونُ في شيءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلا يُنْزَعُ مِنْ شَيءٍ إِلَّا شَانَهُ رواه مسلم.

والتعامل بالرفق يبعدنا عن مواطن العنف ويطفئ شرارة الغضب والنزاع الذي يدمر العلاقات الإنسانية .

ما أجمل الناس الذين يتعاملون بلطف وبأدب وباحترام وبصدق وبتسامح وبتواضع يشعلون الشموع لتقوى أواصر المحبة والألفة في مجتمعهم
هنيئا لمن طابوا وطاب تعاملهم وطاب ذكرهم وشكراً جزيلاً لكل الأشخاص الذين التقينا بهم أو تعرفنا عليهم فغمرونا بلطفهم ولهم أقول لم ينسينا الزمن طيبكم وحسن تعاملكم فلا زلنا ندعو لكم ونذكركم بكل خير .

مقالات مشابهة

  • دعاء الشيخ الشعراوي لفك السحر .. يبطله فورا ولا يقدر عليه ساحر ولا جان
  • اليمن يمثل سيف الإمام علي عليه السلام في هذا العصر
  • أفضل أوقات الاستغفار في القرآن.. ردده بهذه الصيغة لزيادة الرزق والبركة
  • ما حكم احتكار السلع؟.. أمين الفتوى يوضح
  • هنئياً لمن طاب ذكرهم
  • دعاء الرزق والتوفيق.. احرص عليه بيقين بعد كل صلاة
  • سورة تفتح خلايا المخ لكل من يقرأها بفضل بركتها
  • عالم يحذر من الطاعة فى المواسم: أحب العبادات إلى الله أدومها
  • لماذا سُمِّي سيدنا جبريل عليه السلام بالروح القدس؟.. الإفتاء توضح
  • "التربية" تعلن نتائج النسخة الـ49 من مسابقة القرآن الكريم