"إعلام الأسرى" ينعى الأسير محمود عبد الله عقب استشهاده في سجون الاحتلال
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
رام الله - صفا
نعى مكتب إعلام الأسرى المعتقل محمود طلال عبد الله (49 عامًا) من مخيم جنين، الذي ارتقى شهيدًا اليوم الأحد في مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي، بعد صراعٍ مريرٍ مع المرض وتدهورٍ خطيرٍ في حالته الصحية، نتيجة الإهمال الطبي المتعمد الذي مارسته إدارة سجون الاحتلال بحقه على مدار الشهور الماضية.
وأكد إعلام الأسرى، أن ما جرى مع الشهيد محمود عبد الله هو جريمة مكتملة الأركان، تبدأ من الإهمال الطبي المتعمد وتمرّ بحرمانه من العلاج، وتنتهي بإبقائه في الأسر رغم حالته الصحية الميؤوس منها، في انتهاكٍ صارخٍ لكل المواثيق الدولية والإنسانية.
وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل سياسة القتل البطيء بحق الأسرى والمعتقلين من خلال الإهمال الطبي، والتعذيب، وسوء التغذية، ومنع الدواء والرعاية، في ظل صمتٍ دوليٍ مخزٍ يشجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم.
وحمل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن استشهاد المعتقل محمود طلال عبد الله، داعيًا المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية إلى التحرك الفوري والجادّ لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم ضد الأسرى، ووقف حالة الإفلات من العقاب التي تمثل غطاءً لاستمرار الجرائم بحق أبناء شعبنا.
وكان الشهيد عبد الله اعتُقل بتاريخ 1 شباط/ فبراير 2025، وخلال فترة اعتقاله طرأ تدهور حاد على وضعه الصحي، ليتبيّن لاحقًا أنه مصابٌ بمرض السرطان في مرحلة متقدمة.
ورغم خطورة حالته، واصلت إدارة السجون احتجازه في ظروف قاسية، متنقلًا بين سجن مجدو وجلبوع وعيادة سجن الرملة، دون أن يتلقى العلاج اللازم أو يُفرج عنه لتلقي الرعاية الطبية الملائمة.
وأكدت مصادر حقوقية، أن الفحوص الطبية التي أُجريت له داخل السجون كشفت إصابته بالسرطان منذ أسابيع، إلا أن الاحتلال رفض الإفراج عنه أو نقله للعلاج في المستشفيات المدنية، إلى أن استُشهد بعد يومٍ واحدٍ فقط من نقله إلى مستشفى "أساف هروفيه"، في جريمة جديدة من جرائم القتل البطيء والإهمال الطبي الممنهج بحق الأسرى الفلسطينيين.
ومع استشهاده، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة والمعتقلين منذ بدء جريمة الإبادة الجماعية إلى (79) شهيدًا، من بينهم عشرات المعتقلين الذين ما يزال مصيرهم مجهولًا في ظل استمرار جريمة الإخفاء القسري.
كما بلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة الموثقين منذ عام 1967 نحو (316) شهيدًا، وفق بيانات المؤسسات الحقوقية الفلسطينية.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: اسير شهيد سجون الاحتلال اهمال طبي سرطان جنين عبد الله
إقرأ أيضاً:
أسير فلسطيني محرر يروي أهوال التعذيب في سجون الاحتلال
وصف الأسير المحرر محمود العارضة ما يجري داخل السجون الإسرائيلية بأنه "كارثة حقيقية" وقال إن مرحلة السنتين الماضيتين في الأسر كانت "الأقسى في تاريخ الأسر منذ الاحتلال البريطاني" مؤكدا أن إسرائيل "ارتكبت ما لم يقم به أي احتلال عالمي سابق".
وأضاف العارضة -في لقاء مع الجزيرة- أن ما كشفت عنه سلطات الاحتلال من أعداد القتلى داخل السجون لا يعكس الحقيقة، قائلا "إسرائيل اعترفت بقتل عشرات، لكننا نعتقد أن مئات بل آلاف الغزيين قُتلوا أثناء التحقيق والاعتقال الميداني" مشيرا إلى أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تمارس "كل أشكال التعذيب الوحشي" لانتزاع معلومات استخباراتية تتعلق بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة.
وأكد الأسير المحرر-الذي تم إبعاده إلى مصر- أن كل الأسرى الفلسطينيين يتعرضون لعمليات ضرب قاتلة تستخدم كوسيلة إذلال ممنهجة، ويسعى الاحتلال من ورائها لإخراجهم للعالم بحالة من الضعف الجسدي والنفسي، تماما كتلك التي خرجوا بها قبل أيام في عملية تبادل الأسرى.
وتحدث الأسير المُبعد عن طبيعة المعاملة القاسية التي لقيها في السجن، مشيرا إلى أن وحدات القمع تقتحم الزنازين أسبوعيا وتنهال على الأسرى بالضرب المفضي إلى الموت.
وكشف الأسير المحرر عن تعرض القائد في حركة فتح مروان البرغوثي لكسر 3 أضلاع، مؤكدا أن "ما يحدث معه يحدث مع جميع الأسرى في سجن مجدو".
وأشار إلى أن ما تعرض له اليهود في معسكرات النازيين أكثر رحمة مما يفعله يهود اليوم، مضيفا أنه لو كان في أوروبا عام 1945 لكان من أول من دافع عنهم، لكن "يهود اليوم لا يمتون بصلة لأولئك الذين اضطهدوا آنذاك".
وأوضح العارضة أنه كان من الأقل تعرضا للضرب والتعذيب من بين باقي الأسرى، رغم محاولات السجّانين المتكررة لقتله.
لحظة الإفراجوعن لحظة الإفراج، قال العارضة إنه تلقى القرار وهو في عزل سجن ريمون "لكنني صدمت عندما علمت أنني وحدي من أُفرج عنه، رغم أن الأنباء كانت تؤكد أن أسماء جميع المعتقلين معه مدرجة ضمن القائمة" واصفا ذلك بأنه "أسلوب مقصود لإذلال الأسير وتحطيمه نفسيا".
إعلانوأوضح أنه تشكك بصحة خبر الافراج عنه، خاصة وأنه سبق وتكرر الأمر معه في صفقة تبادل الأسرى الأولى بداية العام حين أبلغ بإطلاقه ثم جرى نقله إلى زنزانة انفرادية بسجن مجدو لتجديد حبسه "لذلك تعاملت هذه المرة مع الخبر بحذر" إلى أن تأكد من نقله إلى معبر رفح وظهور الحافلات المصرية.
وقد شهد فبراير/شباط 2025 تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، والتي شملت إطلاق 642 أسيرا فلسطينيا بينهم 151 أسيرا محكومًا بالمؤبدات. بالإضافة إلى 445 مواطنا من غزة اعتقلوا بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، و46 من الأسيرات والأسرى الأطفال من غزة.
وروى العارضة لحظة خروجه قائلا "كان أكثر ما أقلقني خبر سمعته بالخطأ عن إصابة أحد أبناء شقيقتي هدى، لكن حين التقيت بها وأولادها أدركت أنهم بخير، فكانت سعادة ناقصة في ظل غياب بقية الأسرى داخل السجون، خاصة أسرى النفق ومنهم القائد يعقوب غوادي المصاب بمرض عضال".
وقال الأسير المحرر إن "حقيقة دهس دبابات الاحتلال الإسرائيلي لجثامين الشهداء ستظهر بعد سنوات وربما عقود طويلة".
واختتم العارضة حديثه بالتأكيد على أن ما يجري في السجون "لن يُخفى طويلا" معتبرا أن الاحتلال يحاول أن يدفن الحقيقة داخل الزنازين، لكنها ستخرج يوما ما.
الهروب من جلبوعوفي حديثه عن محاولته السابقة قبل 4 أعوام للهروب من سجن جلبوع، قال العارضة إنه كان في العزل الانفرادي آنذاك، موضحا أن سجون العزل تنقسم إلى قسمين: الأول في سجن ريمون، والثاني في سجن مجدو، ولكل منهما سياسات مختلفة، لكن في الأخير "يوجد مسلخ حقيقي".
وكانت محاولة الهروب من سجن جلبوع واحدة من أبرز الأحداث التي شهدتها السجون الإسرائيلية للأسرى الفلسطينيين، حيث وقع الحادث في سبتمبر/أيلول 2021، حين تمكن 6 أسرى فلسطينيين من الفرار عبر نفق حفروه بسرية تامة من زنزانتهم بالقسم الأمني في سجن جلبوع شديد الحراسة.
ويقول العارضة إنه جرى التخطيط للعملية بعناية كبيرة، واستغرق إعداد النفق عدة أشهر، مستخدمين أدوات بسيطة وكذلك معرفتهم بتصرفات السجانين وساعات الحراسة.
وقد كشف الأسير المحرر الهروب عن نقاط ضعف كبيرة في إجراءات الأمن بسجن يُعد من أكثر السجون تشددًا، وأثار ضجة إعلامية وسياسية كبيرة داخل إسرائيل وخارجها.
وقال أيضا إن وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير أشرف بنفسه أكثر من مرة على سجن ريمون، وكشف أن الوزير قام بزيارة زنزانة القائد القسامي إبراهيم حامد وهدده بالقتل قبل خروج "العارضة" من السجن بنحو أسبوع.
وأضاف العارضة أنه نُقل في إحدى المرات إلى غرفة المراقبة المخصصة للأسرى المرضى نفسيا، حيث كان السجانون "يدخلون الكلاب علينا ويضربوننا حتى تسيل الدماء" إلى جانب التجويع المباشر والممنهج.