يمنيون يقتحمون مهنة "مرفوضة" اجتماعياً... تعرف عليها
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
يواصل هيثم عبد الحميد الليل بالنهار، منذ الخامس والعشرين من شهر رمضان، مع بدء التدفق المعتاد بكثافة من قبل الزبائن على صالون الحلاقة الخاص به في مدينة صنعاء استعداداً لعيد الفطر، حيث تعتبر الحلاقة وقص شعر الرأس من أهم الاهتمامات التي يحرص عليها كثير من اليمنيين للاحتفال بمثل هذه المناسبات العيدية.
قد لا تجد فرصة لحلاقة شعر رأسك والتزيّن استعداداً للاحتفال بالعيد في حال تلكأت عن التوجه إلى أحد صالونات الحلاقة، التي يلاحظ اكتظاظها بصورة لافتة في مثل هذه الأيام بشكل تصاعدي منذ منتصف رمضان تحديداً، في جميع المدن اليمنية.
يشير عبد الحميد لـ"العربي الجديد"، إلى وصول الحركة النشطة في محل صالون الحلاقة الخاص به إلى الذروة مع اقتراب العيد.
في السياق، يوضح العامل في هذه المهنة بشير سعيد، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الذروة الحقيقية تكون ليلة العيد، حيث يواجه كثير من العاملين في هذا المجال صعوبة بالغة في التعامل مع التدفق الذي يواجهونه، إضافة إلى الأيام الثلاثة أو الأربعة التي تسبق العيد.
يعتبر العمل في الحلاقة وقص الشعر للرجال من المهن المنفرة في اليمن، حيث توجد قائمة واسعة من المهن والأعمال والأنشطة التي يتعامل معها المجتمع بتمييز ومصنّفة تحت إطار "العيب"، خصوصاً في المحافظات والمناطق القبلية التي تضع كثيراً من المحددات والقيود المتعلقة بالتعامل الاجتماعي.
الحلاق وجدي الحمادي يبدي استغرابه، في حديثه لـ"العربي الجديد"، من هذا النمط السائد في بعض المناطق اليمنية التي يعيب فيها المجتمع العمل وطلب الرزق، بينما لا يمانع في أن تكون عاطلا عن العمل وتتضور من الجوع ولا تجد قوت يومك أو ما تنفق به على أسرتك، لأن المهنة التي تجيدها يصنفها المجتمع في إطار العيب.
تقدّر تكلفة حلاقة الرأس في صنعاء بين 500 و1000 ريال في الأيام العادية، في حين تتضاعف التكلفة في مثل هذه المناسبات لتصل إلى ذروتها مع اقتراب العيد وقد تتجاوز 2500 ريال.
بينما تصل التكلفة إلى ضعف هذا المبلغ في عدن بسبب فارق سعر صرف الريال اليمني مقابل الدولار، إذ يصل في عدن ومناطق الحكومة المعترف بها دولياً إلى 1680 ريالا مقابل الدولار الواحد، فيما يستقر في صنعاء ومناطق نفوذ الحوثيين عند مستوى 525 ريالا للدولار الواحد.
تقدّر تكلفة حلاقة الرأس في صنعاء بين 500 و1000 ريال في الأيام العادية، تتضاعف التكلفة في المناسبات لتصل إلى ذروتها مع اقتراب العيد
من جانبه، يشرح هاني شرف، مالك صالون حلاقة في مدينة عدن، لـ"العربي الجديد"، أن النظرة السائدة في مناطق أخرى في اليمن قد لا تكون موجودة في مدن مثل عدن على سبيل المثال، أو تعز، إذ أنها في الأخير مهنة تعيش منها، وعمل يحظى برواج واهتمام كبير من قبل الناس الذين يبحثون في مثل هذه الأيام عن أشكال متعددة من الحلاقة استعداداً للاحتفال بالعيد.
يأتي الإقبال على المهن التي كانت مرفوضة مجتمعيا في ظل تراجع فرص العمل والتشغيل في اليمن، بسبب الحرب المستمرة منذ سنوات، وانفجار آفة البطالة.
وأكدت بيانات حكومية في شهر يوليو/تموز الماضي، ارتفاع نسبة الفقر في البلاد إلى 80%، وانكماش الاقتصاد بنسبة 50%، في ظل الصراع الذي يشهده اليمن منذ 9 سنوات.
وكان "العربي الجديد" قد أحصى سابقاً عدداً من الأنشطة، يرجح وصولها إلى نحو 18 مهنة، اعتاد اليمنيون على النفور منها ووضعها في خانة الأعمال والأنشطة والمهن غير المرغوب فيها، بالرغم من أن بعضها مجدية ومدرّة للدخل.
"العربي الجديد" أحصى عدداً من الأنشطة، يرجح وصولها إلى نحو 18 مهنة، اعتاد اليمنيون على النفور منها ووضعها في خانة الأعمال والمهن غير المرغوب فيها
الخبير المتخصص في أنظمة العمل، مطيع القدسي، يقول لـ"العربي الجديد"، إن الظروف الحالية والمتغيرات التي نشهدها من حولنا تقتضي أن يكون هناك تجدد وتحديث للممارسات الاجتماعية، تشمل النظرة السائدة لسوق العمل الذي يشهد تطورات متلاحقة.
وبحسب القدسي فإن هناك بعض المهن والأنشطة مثل الحلاقة وغيرها بدأت باختراق هذه النظرة المجتمعية، ولو بشكل طفيف، بالنظر إلى كونها نشاطاً مزدهراً تحتاج للخدمات التي يقدمها هؤلاء المهنيون.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الأزمة اليمنية الحلاقة مهن العربی الجدید مثل هذه
إقرأ أيضاً:
أركان الحج ومعنى كل ركن وكيفية أدائه.. تعرف عليها
أجمَعَتِ الأمّة سلفًا وخلفًا شرقًا وغربًا على فرضية الحج، وأنه أحد أركانِ الإسلامِ الخَمسة، وهو من المعلومِ من الدينِ بالضرورة، ويحرم إنكاره ومن فعل ذلك فهو خارج عن الملة.
واختلف العلماء في حكم وجوب الحج على المسلم، هل يجب أداؤه على الفَورِ أو على التَّراخِي؟ فذهبَ الجمهورُ إلى أنَّ الحجَّ يجبُ على الفَورِ (بمعنى فَورِ الاستطاعة)، وهو الأَولى، وذهب الشافعية والإمام محمد بن الحسن إلى أنَّه يجبُ على التَّراخي. ذلك ما يتعلق بحُكمِه، أمّا فَضلُه فكبيرٌ، نُبَيِّنُ بعضه فيما يلي:
وفي هذا التقرير نسلط الضوء على أركان الحج ومعنى كل ركن وكيفية أداؤه.
أركان الحج1- الإحرام: وهو في اللغة الدخول في الحرمة، ومعناه الشرعي: نية الحج عند الجمهور، والنية مع التلبية وهي قول: لبيك اللهم - عند الحنفية.
والإحرام ركن من أركان الحج عند الجمهور، وشرط من شروط صحته عند الحنفية.
الوقوف بعرفة2- الوقوف بعرفة: وهو أن يقف الحاج بأرض عرفة، ويبدأ وقت الوقوف بعرفة من زوال الشمس يوم عرفة - وهو تاسع ذي الحجة - ويمتد إلى طلوع الفجر الصادق يوم عيد النحر حتى لو وقف بعرفة في غير هذا الوقت كان وقوفه باطلا اتفاقا في الجملة.
وقد أجمعوا على أن آخر وقت وعرفة كلها موقف إلا بطن عرنة، ويسن ألا يدخل عرفة إلا بعد الزوال، وبعد أن يجمع الظهر والعصر تقديمًا، فيقف بعرفة مراعيا أحكامه وسننه وآدابه، ويستمر إلى غروب الشمس، ولا يجاوز عرفة قبله، ويتوجه إلى الله في وقوفه خاشعا ضارعا بالدعاء والذكر والقرآن والتلبية، ويسقط الفرض بالوقوف في تلك المدة زمنًا يسيرًا، وما ذكر أفضل.
3- طواف الزيارة أو الإفاضة: هو طواف يؤديه الحاج بعد أن يفيض من عرفة ويبيت بالمزدلفة، ويأتي منى يوم العيد، فيرمي، وينحر، ويحلق، ثم بعد ذلك يفيض إلى مكة فيطوف بالبيت، وسمي طواف الزيارة؛ لأن الحاج يأتي من منى فيزور البيت ولا يقيم بمكة، بل يرجع ليبيت بمنى.
طواف الإفاضةيسمى أيضا طواف الإفاضة؛ لأن الحاج يفعله عند إفاضته من منى إلى مكة.
وعدد أشواط الطواف سبعة، ويجب المشي في الطواف على القادر عليه عند الجمهور، وهو سنة عند الشافعية.
ويشترط فيه أن يكون مسبوقًا بإحرام، ومسبوقًا بالوقوف بعرفة، ويبدأ وقت طواف الإفاضة بعد منتصف ليلة النحر، لمن وقف بعرفة، ولا حد لآخره.
4- السعي: هو مشي الحاج بين جبل الصفا وجبل المروة، وهو السعي بين الصفا والمروة ويشترط فيه سبق الإحرام، وأن يسبقه الطواف، وأن يبدأ السعي بالصفا فالمروة، فلو عكس يلغي الشوط واحتسب من عند الصفا.
وركن السعي سبعة أشواط، ويجب المشي في السعي على القادر عليه عند الحنفية، والمالكية، ويسن عند الشافعية والحنابلة.
وتسن الموالاة بين السعي والطواف، ونية السعي، والسعي الشديد بين الميلين الأخضرين، كما تسن الموالاة بين أشواط السعي عند الجمهور، وهي شرط لصحة السعي عند المالكية.
وقد ذهب الأئمة الثلاثة إلى أن السعي ركن من أركان الحج لا يصح بدونه، حتى لو ترك الحاج خطوة منه يؤمر بأن يعود إلى ذلك الموضع فيضع قدمه عليه، ويخطو تلك الخطوة.
وذهب الحنفية إلى أن السعي واجب في الحج وليس بركن، وركن السعي عند الجمهور سبعة أشواط، حتى لو ترك شيئا منها لم يتحلل من إحرامه، أما الحنفية فإن ركن السعي أكثر أشواط السعي، والثلاثة الباقية ليست ركنا، وتنجبر بالفداء.
والمشي للقادر واجب في السعي عند الحنفية والمالكية، وسنة عند الشافعية والحنابلة.
الحلق أو التقصير5- الحلق أو التقصير: وهو واجب عند الحنفية والمالكية والحنابلة، وعند الشافعية ركن، والقدر الواجب هو حلق شعر جميع الرأس أو تقصيره عند المالكية، والحنابلة، وربع الرأس على الأقل عند الحنفية، وثلاث شعرات على الأقل عند الشافعية.
والحلق للرجال أفضل في العمرة إلا للمتمتع، فالتقصير له أفضل، لكي يبقي شعرا يأخذه في الحج.
والسنة للنساء التقصير فقط، ويكره الحلق في حقهن؛ لأنه مثلة.
6- الترتيب: وهو ركن عند الشافعية بين الأركان السابقة، وهو ليس ركناً منفصلاً، بل هو كيفية لأداء تلك الأركان الخمسة المذكورة، فيحصل مع آخر ركن، ويبدأ مع أول ركن.