5 مدن سعودية ضمن مؤشر IMD2024 للمدن الذكية بالعالم
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
الرياض : البلاد
أسهم التحول الرقمي للمدن الذكية في المملكة الذي تدعمه الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية من خلال استخدام تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي في صعود خمس مدن سعودية بمراتب مؤشرIMD للمدن الذكية بالعالم لعام 2024م الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية بالمقارنة مع تقرير 2023.
وانضمت مدينة الخبر لأول مرة للمؤشر لهذا العام مع مدن: الرياض، ومكة المكرمة، وجدة، والمدينة المنورة، وصعدت بعض المدن في ترتيبها العالمي ضمن هذا المؤشر، واستمرت مدينة الرياض في الترتيب الثالث عربيًا بينما احتلت مكة المكرمة المرتبة الخامسة، وجدة السادسة، والمدينة المنورة السابعة، وعلى المستوى العالمي للمؤشر حققت مدينة الرياض المرتبة 25 متقدمةً 5 مراتب عن العام الماضي، وحافظت مكة المكرمة على المرتبة 52، ومحافظة جدة بالمرتبة 55 متقدمةً مرتبة واحدة عن الماضي، والمدينة المنورة بالمرتبة 74 متقدمة 11 مرتبة عن العام الماضي، والخبر الترتيب 99، وذلك من بين 142 مدينة في العالم.
وركز مؤشر IMD للمدن الذكية لعام 2024 على معايير عدة، منها كيفية إدراك السكان لنطاقَ وتأثيرَ الجهود المبذولة لجعل مدنهم ذكية، ومدى تحقيق التوازن بين الجوانب الاقتصادية والتقنية مع عدم إغفال الأبعاد الإنسانية، فضلاً عن الإسهام في سد الفجوة بين تطلعات واحتياجات السكان والتوجهات الحديثة
في بناء المدن الذكية إلى جانب توظيف التقنيات الرقمية من أجل استخدام أفضل للموارد وتقليل الانبعاثات الكربونية وجعل الأماكن العامة أكثر تلبية لاحتياجات السكان.
وأسهمت الجهود التي تقودها (سدايا) مع الجهات الحكومية في تعزيز ترتيب مدن المملكة ضمن مؤشرIMD للمدن الذكية من خلال حزمة من المشروعات والمبادرات التي كانت داعمة لتحقيق مفهوم المدن الذكية مثل: العمل على المنصة الوطنية للمدن الذكية التي تقدم تحليلات متقدمة من خلال نماذج محاكاة تدعم بناء الخطط والتوجهات المستقبلية بحلول قائمة على خوارزميات الذكاء الاصطناعي.
وتتضمن هذه المنصة مؤشرات تشغيلية حية لمتابعة القطاعات الحيوية في مدينة الرياض من أجل تحقيق تنمية حضرية مستدامة تسهم في تحقيق جودة الحياة في الرياض إضافة إلى الجهود القائمة في ابتكار أداة الكشف عن التشوه البصري بمدينة الرياض عبر كاميرات تجوب طرق المدينة ويتم تحليلها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحديد بيانات التشوه البصري أسبوعياً في خطوة أولى ستصل إلى 4 مدن أخرى بالمملكة يتم مسحها أسبوعيًا للمناطق ذات الأولوية لدعم أعمال التخطيط ورفع جودة الحياة في هذه المدن وتحسين المشهد الحضري فيها عبر تسخير الحلول التقنية المبتكرة لمدن أكثر تنمية واستدامة.
وفي إطار هذه العمل، صعّدت سدايا من جهودها الوطنية لتعزيز مفهوم المدن الذكية في المملكة لتنطلق إلى الاستفادة من الخبرات العالمية في ذلك المجال وتوطين ذلك في المملكة، لتنظم في فبراير الماضي أول منتدى عالمي للمدن الذكية بالمملكة تحت شعار “حياة أجود” شارك فيه 100 متحدث يمثلون 40 دولة من خبراء المدن الذكية والذكاء الاصطناعي وصنّاع السياسات الاقتصادية، وكبار المسؤولين من القطاعين الحكومي والخاص، والمستثمرين من مختلف دول العالم.
وشهد المنتدى إطلاق العديد من المشروعات الوطنية منها إطلاق مركز التميز لحلول الزحام باستخدام البيانات والذكاء الاصطناعي المعني بتطوير الحلول الذكية لمختلف الجهات الحكومية بالمملكة؛ لتعزيز مستويات جودة الحياة لسكان المدن حيث يعمل المركز على توظيف البيانات وتقنيات الذكاء الاصطناعي؛ لدعم جهود خفض الزحام وتسهيل حركة سير المركبات، وتطوير الحلول الذكية لمختلف الجهات الحكومية، ودعم اتخاذ القرار بناءً على البيانات لدعم جهود خفض مستوى الزحام، وتعزيز الاستدامة والكفاءة وجودة الحياة في المدن.
وضمن هذه الجهود الوطنية التي بذلتها (سدايا) للتحول للمدن الذكية ضمن معايير هذا المؤشر الدولي ما تقدمه عبر منظومة توكلنا ذات قيمة مضافة تُثري تجربة المستفيد في المدن، وتُعزز الجهود المشتركة مع مختلف الجهات الحكومية للوصول إلى خدمات نوعية متقدمة تتم التعاملات فيها رقميًا بكل يُسر وسهولة، علاوة على الدعم التقني الذي تقدمه سدايا للمنصة الوطنية للعمل الخيري منصة (إحسان) التي تعد منصة رقمية موثوقة للتبرعات الخيرية في المملكة مستخدمة التقنيات المتقدمة في جهودها من أجل تسهيل تبرع المحسنين وضمان وصول تبرعاتهم لمستحقيها في أسرع وقت لتحقيق الأثر الإيجابي على حياتهم، بمتابعة لجنة إشرافية مكوّنة من 13 جهة حكومية.
وفي الجانب الصحي المعني به مؤشر المدن الذكية لعام 2024م أطلقت (سدايا) مركز التميز للذكاء الاصطناعي في الصحة، ضمن تعاونها مع وزارة الصحة لتطوير الإستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي في مجال الصحة، والمساعدة في بناء أساسيات ومعايير البيانات الصحية وقدرات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى بناء مركز وطني للابتكار في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي بالقطاع الصحي، كما تم إطلاق مشروع (عيناي) وهو حل تقني يسهم في تشخيص اعتلال شبكية العين السكري بالذكاء الاصطناعي، ومشروع (صوتك) عبر نظام ذكاء اصطناعي يتيح تحويل الكلام إلى نصوص عبر خاصية التعرّف على الصوت باللغة العربية الفصحى وباللهجات المحلية.
يذكر أن المعهد الدولي للتنمية الإدارية IMD من أرقى معاهد إدارة الأعمال في العالم، ومرجعاً مهماً لدى المنظمات والمؤسسات الدولية الأخرى للتنافسية بين الدول، كما يعد مرجعاً أساسياً لدى صناع القرار على مستوى العالم لقياس أثر الإستراتيجيات الوطنية في تعزيز مستويات الرفاهية وتحقيق التقدم وتعزيز جودة الحياة.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: المدن الذكية سدايا والذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی الجهات الحکومیة للمدن الذکیة مدینة الریاض المدن الذکیة جودة الحیاة فی المملکة
إقرأ أيضاً:
حرب.. وحُب!
نُحب كما لو أنَّ الحياة لا تُعاد، ونُغادر كما لو أننا لم نُولد أصلًا. وبين البداية والنهاية، لا شيء سوى ركام الكلمات
ريم الحامدية
reem@alroya.info
العالم مُشتعلٌ بالحروب، الحدود تنزف، المدن تُمحى، والسماء تمطر بالصواريخ، لكن هناك حربًا أخرى لا تُعرض على الشاشات، ولا تنقلها وكالات الأنباء. حرب صامتة، ناعمة، لكنها لا تقلّ ضراوة. إنها حرب الحُب. تلك الحرب التي تدور في صدر عاشق ينتظر، وفي قلب يخشى الخسارة، وفي عيون قرأت "أُحبُك" في غير وقتها، وفي صوت خنقته الكلمات، فصَمَتَ.
ليست كل الحروب تُخاض بالرصاص، ولا كل الحُب يُكتب بالورد. في الحياة جبهتان لا تراهما العين: قلب يعشق حتى الإنهاك، وآخر ينسحب تحت وابل من الكلمات الصامتة. في عالم لا يمنحنا وقتًا كافيًا لارتداء خوذ العاطفة، نخوض الحُب كما نخوض الحرب، بنبض عالٍ وخسائر لا تُحصى. الحُب ليس قصيدة تُقال؛ بل بندقية تركها العاشق في حضن الليل ومضى. والحرب ليست ساحة، بل قلب لم يجد من يفهم لغته.
في الخارج تُرسم خرائط الحرب بقلم البارود، وتُحدَّد مناطق الخطر بمدى الصواريخ. أما في الداخل، فترسم حدود الاشتياق بين رسالة تُكتب وأخرى تُمحى، وتُقاس الخسارة بمدى ما لم يُقل. هناك تُعلن الهدنات وتُوقَّع اتفاقات السلام على الورق، أما في قلوب المُحبين، فلا هدنة مع الذاكرة، ولا سلام مع الغياب، ولا توقيع ينهي الشوق حين يشتعل في لحظة هدوء. هناك تُطلِق الطائرات والصواريخ نحو أهدافها، وهنا تُطلِق الذكريات دون إذن مسبق، فتضرب القلب في أنقى لحظاته.
في ساحات الحرب، يتدرّب الجنود على القتال، أما في ساحات الحُب، فلا أحد يعلّمنا كيف ننجو، كيف نُحب دون أن نستنزف، أو كيف نغادر الساحة دون أن ننكسر. في هذا الحُب- الحرب، لا نرتدي زيًّا عسكريًّا، لكننا نحمل خوذات من الحذر، ونخوض معاركنا خلف ابتسامة، ونبكي هزائمنا في صمت. الغياب لا يُكتب دومًا كخيانة؛ بل كانسحاب من معركة بات فيها الحُب أقرب إلى الموت البطيء.
الحُب ليس سلامًا دائمًا؛ بل جبهات مفتوحة. فيه من الخوف ما يكفي لإعلان الطوارئ، ومن الحنين ما يُشبه قصفًا جويًّا على المدن الخالية. نكتب رسائلنا كما تُكتب الدول معاهدات الهدنة، بخطٍّ مرتجف وبنوايا مُؤجّلة. من قال إنَّ المُحبين لا يحملون خوذًا؟ نحن نحتمي بنظراتهم، ونتخندق خلف ابتسامة واحدة، ونتألم بصمت حين يخذلنا الرد. الحرب تُعلَن بانفجار، أما الحُب… فينفجر بصمتٍ، في منتصف الرسائل، في منتصف الليل، في منتصف القلب؛ في الفؤاد!
هل هناك فارق بين من فقد وطنًا ومن فقد حَبيبًا؟ الاثنان ينظران خلفهما طويلًا، ينامان بجوار الخيبة، ويحملان خارطة لا تؤدي إلى العودة. أحيانًا نحتاج إلى هدنة بين قلبين متعبين، لا لنفوز، بل لنعيش. نريد أن نتنفس وسط أنقاض القصص، أن نُرمم أنفسنا دون أن نُجبَر على النسيان. الحرب لا تسألنا إن كنّا مستعدّين، والحُب أيضًا لا يمهلنا لتوضيب قلوبنا. كلاهما يختبر هشاشتنا، يجرّدنا من الحصانة، ثم يكتب علينا أن نُكمل الحياة بنصف سلام.
نحن نُحب كما لو أنَّ الحياة لا تُعاد، ونغادر كما لو أننا لم نُولد أصلًا. وبين البداية والنهاية، لا شيء سوى ركام الكلمات وذكريات نازفة لا ترمّمها أي هدنة. نحن لا نُحب كما يُحب الشعراء في قصائدهم، نحن نُحب كما تُحب الأرض المطر بعد الجفاف. يا من ظننت أن الحُب مفرٌّ من المعارك، اعلم أنَّ أجمل الحروب هي تلك التي خضناها بكل صدق، بكل نبض، بكل ضعف، وخرجنا منها أحياء. نحن نُحب كما المدن المحاصرة، تتوق للحظة صمت قبل أن ينفجر كل شيء.
وفي نهاية الأمر، قد تضع الحروب أوزارها وتعود الدول إلى طاولة الحوار. لكن الحروب التي يخوضها القلب تظل مشتعلة، حتى في أكثر اللحظات هدوءًا. ففي حين يُعاد إعمار المدن، لا أحد يرمم قلبًا خُذل، ولا ترسل الأمم المتحدة قوات لحفظ السلام. نحن لا نُحب ببراءة، كما لا نُحارب بخفة. نضع قلوبنا في ساحة المعركة، بكل ما فيها من صدق وخوف. فما بين حربٍ وحُب، نكتشف أنَّ أخطر الأوطان هو القلب حين يُحب ولا يجد من يُنقِذه!
رابط مختصر