تداولت حسابات مجهولة على مواقع التواصل الإجتماعي مجموعة من الفتاوى المتشددة، التي تفتي بأن الجنة لن تدخلها امرأة غير مرتدية النقاب.

سعاد صالح: النقاب ليس فرضا ولا سنة وأصبح بالوراثة طفلة تسأل: هل النقاب فرض؟.. وعلى جمعة: لو فرض ماكنش خلعوه في الحج

واستاء جمهور السوشيال ميديا، من هذه المنشورات التي تحدث فتنة في المجتمع وتحدث خللا في مفاهيم دينية راسخة عند كل مسلم.

وفي هذا الإطار نوضح رأي الدين في حكم النقاب.

بدوره، كشف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حكم النقاب في الإسلام، منوها أنه ليس فرضاً ولا سنة ومندوباً ولكنه ليس مكروهاً أو ممنوعاً.

حكم النقاب

وتابع شيخ الأزهر في حلقة تليفزيونية سابقة: "النقاب أمر مباح ومن لا ترتدى النقاب لا شئ عليها ومن ترتديه لا يمكن لى أن أقول لها أنكى تفعلى أمرًا شرعيًا تثابى عليه.. هو أمر فى دائرة المباح.. هو كما أنك تلبس خاتم أو تخلعه أى أنه من باب الزينة لا يتعلق به أمر أو نهى ولا ثواب أو عقاب".

وأضاف الإمام الأكبر، أن الحجاب أمر لكل نساء المسلمين وأجمعت الأمة على أنه أمر مطلوب وتصوير المرأة التى لا تلبس الحجاب أنها خارجة عن الإسلام أمر خطأ ولكنها عاصية.

وأشار شيخ الأزهر، إلى أنه لا يعلم سبب إثارة قضية الحجاب فى الإسلام رغم أن علماء المسلمين أوضحوا كثيرًا أن الحجاب فرض فى الدين، وتابع : "معركة الحجاب ليست معركة البحث عن معرفة الحكم الشرعى بقدر أنها معركة من ينتصر فيها ضد من".

وشدد الإمام الأكبر على أن المرأة التى لا تلبس الحجاب المفروض على نساء المسلمين كافة ليست خارجة من الدين ولكنها عاصية، لافتًا إلى ضرورة التحلى بالأخلاق فى أمر العبادات، وتابع:"العبادات بدون خلق فى مهب الريح".

أدلة عدم فرضية النقاب

وتحدث الدكتور محمد سالم أبو عاصي، أستاذ التفسير، عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، عن أدلة عدم فرض النقاب، من السنة النبوية، والتي تتفق مع القرآن في الآية "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم".

وقال أبوعاصي" في تصريح سابق له، إنه إذا القرآن أمر بغض البصر، إذا منطقيا أغض بصري عن امرأة أراها، أي أن هناك وجها مكشوفا، والقرآن يأمر بغض بصرك، فلما تجيب روايات يذكرها ابن كثير والطبري على أن المرأة لا بد أن تخرج ولا يظهر منها إلا عين واحدة، فيقولون إن النقاب فرض، فإذا كان النقاب فرض ما معنى أن الله يأمرنا نغض أبصارنا؟ وعن أي شيء نغض أبصارنا؟".

وأشار إلى أن الحديث الأحاد يعني رواه اثنان أو ثلاثة، ونجد أن المشهور والعزيز والغريب كله يدخل تحت الحديث الأحاد، وهو إذا عارض القرآن أو عارض السنة المتواترة أو القواعد العامة للشريعة مرفوض.

وأوضح أنه في عدة أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام جاءت امرأة تعرض نفسها عليه وهو جالس بين الصحابة، والرواية تقول فصعد النظر فيها ثم سكت يعني نظر إليها، وعند ذلك علمت أو علم الحاضرون أن النبي عليه الصلاة ليس له رغبة، فخطبها أحد الصحابة وقال التمس ولو خاتما من حديد".

وأردف: "وجاءت امرأة من خثعم من قبيلة وجعل الفضل ابن عباس كان مع النبي وينظر إليها أكثر فالنبي ولى وجهه عنها، إذا هي كانت غير منقبة، امرأة أخرى تأتي إلى النبي عليه الصلاة والسلام والصحابي ينظر إليها أكثر من مرة فالنبي يقول لما استثارت شهوته قال له ارجع إلى أهلك فإن معها مثل الذي معها إذا نظر إليها، وامرأة صبيعة الإسلامية لما توفي زوجها وجاءت يقولون يعني ظاهرة الخدين وكذا فخطبها أحد الصحابة".

واستطرد: "كل هذه الروايات تدل أن النساء كانت تكشف وجهها، وهي روايات تتفق مع الآية القرآنية "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم"، لهذا المشتغل بالحديث لابد أنا يكون وعيه الأول بالقرآن، ليعرف هل الأحاديث تتناقض مع القرآن أو لا تتناقض.

وأردف أن القرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، أما  السنة فيها روايات، ومن الممكن أن يخطئ الراوي أو يدلس، أو يضطرب، أو ينسى، ممكن يسهو أمور كثيرة جدا.

وختم أن علماء الحديث وعلماء الجرح والتعديل وضعوا شروطًا وضوابط، وهي اتصال السند عدالة الرواة الضبط التام عدم الشذوذ عدم العلة، لكن العلة والشذوذ في الحديث كما يدخل في المتن يذهب في السند، كثير من المشتغلين بالحديث عينه علي السند وليس على المتن، المتن قد ينظر فيه المشتغل بأصول الفقه والمشتغل بالفلسفة، والمشتغل بالكلام والمشتغل بالتفسير، هل المتن يستساغ عقلا؟ ويتفق مع دلالات القرآن ومقاصد الشريعة الكلية؟.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حكم النقاب شيخ الأزهر الجنة الحجاب

إقرأ أيضاً:

قطع اليد الإسرائيلية قاب قوسين أو أدنى

في هذا الوقت ينتحر جنود العدو بسبب تأزم نفسياتهم في مواجهة عناصر المقاومة الفلسطينية، فيما يتواصل "أرَق" الصهاينة الغاصبين لأراضي الفلسطينيين، ومجلس الحكومة الصهيوني يحاول إعادة ترتيب الأوراق وفق وقْع التحديات، فتصاعد الخطر بات يشكل مفصلا يُنذر بإنهاء حالة الاستيلاء للأراضي الفلسطينية، وبالتالي إنهاء وجود الاحتلال.

تجرُّؤ الكيان الصهيوني على ارتكاب العملية الإرهابية في الحديدة، إنما أضاف مبررا آخر لإيلامه، بعد ثبوت أن الغطرسة والغرور قد بلغا به حد الانتحار، فاليمن قد حذر بأنه لن يقبل بالاستباحة، ولن يساوم في ثوابته، واليمن قد اتفقت الأوساط الصهيونية ومن واقع التجربة بأنه جاد، وإذا قال فعل، وحين يلجأ العدو وراعيته الأمريكية إلى ارتكاب حماقة ضد السيادة الوطنية اليمنية، فإنه حتما لن يعود كما كان سابقا على طول المنطقة، منتشيا بالإنجاز، وإنما عليه أن ينتظر العقاب. فاليد الإسرائيلية التي استباحت طويلا، لم يعد لها أن تبطش دون أن تلقى الرد، وهذه المرّة سيكون بقطعها، خصوصا وأنها مصدر إثارة للمشاكل، فضلا عن كون الكيان محتل.

الرد السريع يربك لقاء "ترامب" بـ"نتنياهو"

أراد ترامب والنتنياهو شُرب نخْب العملية الإرهابية في الحديدة، فإذا بهم في مواجهة رد يمني سريع وعنيف، استهدف  مطار اللَّدّ بصاروخٍ باليستيٍّ فَرْطِ صوتيٍّ نوعُ "فلسطين2"، وميناء أسدود بصاروخ باليستي فرطِ صوتي، ومحطة الكهرباء في منطقة عسقلانَ المحتلةِ بصاروخٍ باليستي فرطِ صوتي، وكذلك استهدافُ ميناءِ أُمِّ الرشراشِ بثمانِ طائراتٍ مُسيَّرَة، والقادم وفق هذا الإيقاع اليماني المتصاعد يبدو أعظم، ويُعطي استخلاصا واحدا لدى المراقبين والمحللين بأن الكيان قد دخل فعلا مرحلة دفع الثمن، خصوصا مع توعد الرئيس مهدي المشاط للعدو بالمفاجآت، ليسقط ترامب والنتنياهو من جديد في تعقيدات حسابات المواجهة مع اليمن، إذ إن عدم ارتداع اليمنيين يعني احتمالية أكيدة بتعاظم الخطر، ليس على الكيان فقط، وإنما أيضا على أمريكا التي لا تزال ممنوعة من دخول البحر الأحمر، لاستعادة هيمنتها عليه، خصوصا بعد أن حوّل اليمن البحر الأحمر إلى مصيدة للقطع البحرية الأمريكية والأوروبية.

وفيما لا يبدو هناك أفق يمكن أن تقف عنده القوات اليمنية عن تنفيذ عملياتها في عمق العدو إلا بتنفيذ شرط إيقاف إبادة غزة، تشتد رحى عمليات "الفتح الموعود"، ولا يمكن للعملية الإرهابية الإسرائيلية الأخيرة على الموانئ، أن تغير من الأمر شيئا لصالح الغطرسة الأمريكية والإسرائيلية، وإنما تزيد من وتيرة العمليات، فجرأة العدو لا تتوافر إلا عندما ترى في الآخرين الضعف وعدم القدرة على الرد إما جُبنا أو افتقارا للقدرات.

ورأى مراقبون أن العملية الإرهابية الإسرائيلية فاجأت الكثير، لأنها جاءت عقب حملة دعائية إرهابية شديدة اللهجة من قادة الكيان، لينتهي الأمر إلى مهمة فاشلة، ألقت بعضها بحمولتها على أعيان سبق أن تم قصفها، فيما فرّت أخرى بحمولتها تحت وقع صواريخ الدفاع الجوي. في المقابل كانت المفاجأة من جانب القوات اليمنية بسرعة الرد، وتنوع الأهداف.

"ماجك" التي حاولت كسر القرار اليمني

في هذا الوقت أيضا كان من الحماقة الإيعاز إلى إحدى الشركات الملاحية المتعاونة مع الصهاينة أن تغامر بكسر قرار حظر التحرك لصالح العدو في المياه العربية، وربما أراد العدو من هذا الأمر قياس مدى تأثير ضرباته لجهة رضوخ اليمن وتوقفه عن فرض الحصار البحري على كيانه، أو قياس مدى تأثُر القدرات اليمنية بالضربات العقيمة التي أصبحت تُلحق به العار، أكثر من منحه جرعة من المعنويات، وهو الذي لا يغادر قصف الموانئ ومحطات الطاقة والأعيان المدنية، فزورقينِ مسيَّرينِ، وخمسةِ صواريخَ باليستيةٍ ومجنحة، وثلاثِ طائراتٍ مسيَّرةٍ، كانت كافية لإغراق سفينة (ماجيك سيز) وتأديب الشركة المالكة لها، ثم شمل التأديب سفينة (ETERNITY C)، لتتحدد رسالة القوات المسلحة في العمليتين، بأن قرار الحظر على الكيان قرار وطني وسيادي، ومن العبث اللعب في المنطقة التي باتت محرمة على أي دولة أو جهة تحمل العداء لدول المنطقة، أو "المتماهية مع السلوك الإجرامي الصهيوني الممارس في حق أعيان مدنية، وغضها الطرف عن كل الانتهاكات الجسيمة للكيان الصهيوني المجرم الخارقة لكل قواعد القانون الدولي، ومبادئه التي تجرم استهداف المدنيين، والأعيان المدنية، خاصة ما يتعلق بالقواعد المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، والقانونين الإنساني الدولي، وحقوق الإنسان".

اليمن أيضا في عمليتي الإغراق، أضاف درسا جديدا في الأخلاق للأعداء، تمثل في إعطاء القوات البحرية السفينتين الفرصة لتتخذا القرار المناسب، فنبهتهما بالنداءاتٍ والتحذيراتٍ، إلا أنَّ طاقمَي السفينتين رفضَا كلَّ تلك التحذيراتِ. ولم يأت الرد اليمني العقابي إلا في إطار عمليات الإسناد لغزة، فضلا عن كون القرار وطني وقد قضى بفرض الحصار البحري على العدو انتصارا للفلسطينيين المحاصرين من الغذاء والماء والدواء، وانتهاكه يمثل انتهاكا للسيادة،  وسيُعلّمُ اليمن "العدوُّ المجرمُ أنَّ العُدوانَ على اليمنِ العظيمِ سيكلفُهُ الكثيرَ، ولن يَدفعَ اليمنيِّينَ إلَّا للمزيدِ من الصُّمودِ والثَّباتِ، والمزيدِ من العمليَّاتِ الإسناديَّةِ للشعبِ الفلسطينيِّ المظلومِ. وفق القوات المسلحة اليمنية.

 قلب المعادلات وفرض الصيغة اليمنية

اليمن الذي أجبر رأس الإرهاب أمريكا على تحريك خمس حاملات طائرات لمواجهة قواته المسلحة، وهو ما لم يحدث معها من قبل، وخضع نصف أسطولها البحري من السفن والحاملات للصيانة، تجاوَز حسابات التهويلات والتلويحات، ولا تُجدي معه التهديدات أو القيام بأي عمليات إرهابية ضده، أكانت أمريكية أو اسرائيلية. لذلك قبيل العملية الإرهابية، وفي إطار توزيع أدوار التصريحات، علت لدى الأعداء نبرة التهديد والوعيد، ثم ركنوا إلى أن تأثير الرسالة سيُجبر اليمنيين على الإذعان أو اللحاق بركب المتخاذلين. وهو ما نسفه صباح الاثنين الذي صنعت ضوءه الأسلحة اليمنية، وصنعت ضوضاءه أصوات انفجارات الأهداف مع اختراق الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية سماء الكيان (فلسطين المحتلة)، في طريقها إلى بنك أهدافها.

في أمريكا، ترامب يلتقي النتنياهو، والمنطقة هي محور النقاش بكل تأكيد، وربما سيعود النتن ليبدأ جولة جديدة من إغراق المنطقة في الفوضى، لكنه سيبقى دائما في مساحة ذات المربع دون أن يتجاوزه: إخفاقات تتكرر، وتزيد اليوم تعقيدا مع بروز محور المقاومة ككتلة حامية للمنطقة من التمدد الصهيوني، وصولا إلى بتره من الخارطة العربية.

يؤكد على ذلك القناعة التي باتت راسخة لدى كل الفريق الصهيوني، بما في ذلك المدعو ترامب ومجلس الدولة الأمريكية العميقة، بأن اليمن الفاعل المستمر في المحور، قد نجح في قلب المعادلات وفرض صيغته، وفي الظهور كقوة تأبى الضيم، ومستعدة لقطع دابر المستبيحين للقيم والأخلاق ولحقوق الشعوب في أوطانها.

#الملاحة البحرية  

مقالات مشابهة

  • "تعذر علاجه لعده أشهر" فريق طبي بجامعة أسيوط ينجح في إنهاء معاناة رضيع مصاب بفتق الحجاب الحاجز
  • ابراج الجنوب... دعم أمني ام رقابة دولية مقنعة؟
  • قانون الانتخابات محور الصراعات الكبرى
  • تقربك إلى الرسول في الجنة.. الصلاة على النبي يوم الجمعة من المستحبات
  • الردّ الذي فجّر الأزمة: ماذا خلف هجوم القوات؟
  • ماسك يقدم تفسيرا حول مدح روبوت لـهتلر.. حريص على إرضاء الآخرين
  • 10 نسخ فقط.. باجاني تكشف النقاب عن هويرا Codalunga Speedster| صور
  • قطع اليد الإسرائيلية قاب قوسين أو أدنى
  • غرفة انتظار الجنة.. أين يقضي بابا الفاتيكان صيفه؟
  • مرصد الأزهر يدين حملة فوكس ضد الحجاب ويشيد بموقف الحكومة الإسبانية