عقب تغريدات أطلقتها من صنعاء.. سياسيون وناشطون: بريطانيا تكرّس سياسة الانفصال والحكومة تلتزم الصمت
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
شن سياسيون وناشطون حملة انتقادات غاضبة ضد السياسة البريطانية في الملف اليمني، عقب تهنئة وجهتها سفارة بلادها من العاصمة صنعاء الخاضعة للحوثيين بمناسبة عيد الفطر المبارك على منصة أكس، متهمين إياها بتكريس سياسة الانفصال في البلاد.
وجاء نص التهنئة: "من السفارة البريطانية بصنعاء، #عيدكم_مبارك"، بدلا من قولها على أقل تقدير (من اليمن) وهي امتداداً لسلسلة تغريدات أطلقتها من صنعاء، في تعارض مع السياسة الدولية بشأن اليمن الذي يواجه انقلابا حوثيا، ونقلت على أثره جميع الدول سفاراتها وقنصلياتها إلى خارج البلاد، قبل أن تعاود بعضها العمل من العاصمة المؤقتة عدن.
تلك التغريدة استفزت الكثير من الناشطين والصحفيين والسياسيين اليمنيين خاصة انها نُشرت من الحساب الرسمي للسفارة البريطانية لدى اليمن، وجاءت بعد تغريدة مماثلة تصف "السفارة البريطانية بصنعاء" بديلا عن العاصمة المؤقتة عدن وهو ما اعتبروه اعترافا ضمنيا بمليشيا الحوثي الإرهابية ومحاولة لإضفاء الشرعية لها.
من السفارة البريطانية بصنعاء، #عيدكم_مبارك.
— BritishEmbassySanaa (@UKinYemen) April 10, 2024وكانت السفارة البريطانية بصنعاء قد أعلنت إغلاق أبوابها في 11 فبراير/شباط 2015 بعد يوم واحد من قرار مماثل للولايات المتحدة الأمريكية لأسباب أمنية بعد الانقلاب المسلح لمليشيا الحوثي على السلطة بصنعاء وبدعم النظام الإيراني.
وتحدثت مواقع إخبارية نقلا عن مصادر دبلوماسية حينها عن اعتزامهما نقل العمل الدبلوماسي والقنصلي للسفارة من صنعاء الى العاصمة المؤقتة عدن ولكن السفير البريطاني لدى اليمن" إدموند فيتون براون" نفى ذلك واعتبرها شائعات غير صحيحة ولكنها مارست بعض نشاطاتها وأعمالها من المملكة العربية السعودية.
تبادل أدوار
وعززت تغريدات السفارة البريطانية لدى اليمن اتهامات مراقبون إن بريطانيا تدعم بشكل رئيس وسري مليشيا الحوثي، وهو ما يترجمه اليوم الواقع الملموس والفاضح وظهر بشكل علني منذ انقاذها للمليشيا عبر اتفاق ستوكهولم بعد ان وصلت القوات المشتركة الى مشارف مدينة الحديدة، مؤكدين ان "التراشقات والتصريحات البريطانية والحوثية المتبادلة ليست الا مجرد تبادل أدوار للاستهلاك الإعلامي لا أكثر".
وأثارت تلك التغريدات الكثير من التساؤلات والانتقادات الساخرة بين اليمنيين على منصة أكس (تويتر سابقا) كالتالي:
خاطب الصحفي همدان العليي السفارة البريطانية متسائلاً: "لماذا تسمون أنفسكم في (x) سفارة صنعاء وليس سفارة اليمن (الدولة) كما تسمون صفحاتكم الخاصة ببقية البلدان؟! هذا سؤال مهم نحتاج إلى إجابة عليه؟!".
وعلق وكيل وزارة العدل بالحكومة الشرعية فيصل المجيدي على التغريدة ساخراً: "كيف نخفي حبنا والشوق واحد! شعار بريطانيا مع الحوثي".
وكتب الصحفي ابراهيم عبدالقادر تعليقاً بهذا الخصوص: "ما قدرتم تخفوا العلاقة الغير شرعية بينكم وبين الجماعة؟ كل السفارات تنسب سفارتها للدولة وليس للعاصمة، وهذا اثبات التواطؤ مع الحوثيين".
الناشط ابراهيم عسقين علق هو ايضا على التغريدة قائلاً: "اللعب على المكشوف افضل اظهرتم لنا كيمنيين خبثكم ولؤمكم".
ووصف الصحفي عمار صالح التام التحالف الأمريكي البريطاني لحماية السفن بالبحر الاحمر بتهكم: بـ "تحالف ازدهار التهاني والتبريكات".
فيما علق الصحفي حمزة الجبيحي على الأمر بقوله:"مسرحيات.. والمخرج مفضوح". وقال الفنان الشعبي محمد الاضرعي معلقاً على ذات التغريدة بجملة مقتضبه:"اخيرا افتضحتوا".
واعاد الناشط نشوان ذو ريدان التذكير بماكتبه سابقاً: "قلنا لكم ان الحوثي هو الابن غير الشرعي لبريطانيا ماصدقتم".
شرعنة الانفصال
الصحفي وليد العمري وصف تغريدة السفارة البريطانية بـ:" التصرف والخروج الفاضح عن الأعراف الدبلوماسية وانتهاكا صريحا لميثاق الأمم المتحدة واتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة خاصة قرار 2216".
ودعا العمري "الحكومة الشرعية الى اتخاذ موقف وإجراءات قانونية وسياسية ملائمة للحفاظ على شرعيتها وسيادة واستقلال اليمن".
ورأى المواطن محمد المكمري ان تغريدات السفارة البريطانية :"جس نبض لها ما بعدها" وتسأل:"هل ستعترف بريطانيا بالحوثي، وبالتالي تشرعن للانفصال وتجعله أمر واقع؟ بريطانيا هي التي أوقفت معركة استعادة الحديده، بعد أن كانت القوات تطرق أبواب المدينة، يبدو أنها كانت تخطط منذو ذلك الحين لاعادة التشطير" - حد قوله.
من جانبها قالت الناشطة داليا محمد علي في سياق ردود المعلقين على تغريدة السفارة البريطانية:" بريطانيا اعترفت بالحوثي جهارا نهارا، ماعندها مشكله كواليس مفاوضات مسقط تشهد على ذلك، المشكله في عيال النهقه اللي صنفو بريطانيا دولة معادية وبيمارسو العشق الممنوع معاها بالسر".
واورد الناشط سلطان العباد تعليقاً ساخراً بهذا الشأن :"اهم شيء تعايدون الحوثي في الصباح وتخزنون مع بعض العصر وفي الليل تكملون مسرحية البحر الاحمر".
وأضاف:"من يحمي الحوثي هي بريطانيا ومن يسمح بتسليح الحوثي هي بريطانيا ومن منع سقوط الحوثي هي بريطانيا" - حد قوله.
واعتبر الصحفي علي العقبي تغريدة السفارة البريطانية من صنعاء التي مازالت ترزح تحت احتلال مليشيا الحوثي الانقلابية: "تطور خطير وكشف عن المستور واعتراف بريطاني بالحوثيين الارهابيين ومن وسط صنعاء؟".
وتساءل: "ما هو السر من هذا التلميح؟ هل الضربات العسكرية البريطانية مجرد مسرحية مكشوفة؟ هل نحن أمام سيناريو جديد لتقسيم اليمن ودعم الانقلاب من بريطانيا؟".
مختتماً تغريدته: "نقول لكم إن مخططاتكم ستبوء بالفشل، وسيبقى اليمن موحدًا".
فشل حكومي
واستغرب مراقبون من صمت مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية الشرعية ووزارتي الخارجية والاعلام، تجاه السياسة البريطانية التي تتعارض مع الموقف الدولي تجاه الانقلاب الحوثي في اليمن الذي يحضى يدعم عسكري ولوجستي واستخباراتي من إيران.
وحملوا الجهات الحكومية كامل مسؤولية التخادم البريطاني الصريح مع سياسة الانقلاب الحوثي، ما يقوض نفوذ الحكومة الشرعية ومساع السلام الدولي في البلاد.
واتهموا الحكومة ووزارتي الخارجية والإعلام بالفشل الذريع تجاه التجاوزات الدولية في البلاد، وعدم مكاشفة الرأي العام المحلي والدولي بها، وإجراء تحركات رسمية توقفها وتقدمها لمحاسبة دولية.
وأشاروا إلى أن السياسة البريطانية اليوم لم تختلف عن السياسة البريطانية في اربعينيات وخمسينيات وستينيات القرن الماضي، والتي كانت قد ابرمت اتفاقات وتفاهمات حينها مع النظام الامامي الكهنوتي في شمال اليمن، على أن يبسط قوته في مناطق سيطرتها مقابل الاعتراف به مقابل أن تواصل بريطانيا هيمنتها الاحتلالية جنوب اليمن.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: السیاسة البریطانیة من صنعاء
إقرأ أيضاً:
الحكومة البريطانية تعين صحفيا من ذا صن رئيسا للاتصالات
عيّنت الحكومة البريطانية الصحفي ديفيد دينسمور -المحرر السابق بصحيفة "ذا صن"- في منصب رئيس الاتصالات، رغم المخاوف بشأن خدمته الطويلة بمنصب رفيع في شركة "نيوز يو كيه" (News UK) المملوكة لروبرت مردوخ، والتي تنشر صحيفة التايمز وشقيقتها صنداي تايمز والتي ارتبطت بما عرف بفضيحة التنصت على الهواتف.
وجرى تعيين دينسمور بعد منافسة مع رجل العلاقات العامة تيم ألان المستشار السابق لرئيس الوزراء الأسبق توني بلير، بحسب صحيفة غارديان.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إسرائيل تريد طمس الحقيقة من الجو بحظر تصوير إسقاط المساعداتlist 2 of 2ما مصدر المعلومات الذي يثق به ترامب وبه غير موقفه من تجويع غزة؟end of listوسينضم دينسمور -الذي عمل بالصحف الشعبية ومحررا ومديرا إخباريا منذ التسعينيات- إلى الخدمة المدنية كسكرتير دائم للاتصالات بمكتب مجلس الوزراء في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بعد أن شغل منصب المدير التنفيذي لـ"نيوز يو كيه".
دهشة وقلق من تعيين دينسموروقد قوبل تعيين دينسمور بالدهشة والقلق داخل دوائر الخدمة المدنية البريطانية، ومن بعض الشخصيات في حزب العمال، نظراً للجدل الذي أحاط بـ"نيوز يو كيه" على مدى السنوات الماضية، من فضيحة التنصت على الهواتف إلى تغطيتها التي اعتذرت لاحقا عنها لكارثة ملعب هيلزبره عام 1989 حيث لقي فيها 97 من مشجعي فريق ليفربول حتفهم جراء التدافع.
ورغم أن دينسمور لم يكن رئيس تحرير صحيفة "ذا صن" وقت وقوع الحادثتين، فإنه شغل منصبا رفيعا في "نيوز يو كيه" خلال العقد الماضي.
وفي حين بعث 3 نواب من مدينة ليفربول رسالة إلى رئيس الوزراء كير ستارمر عبروا فيها عن قلقهم بشأن تعيين دينسمور، أعربت بعض النساء البارزات في حزب العمال عن انزعاجهن من تاريخه في الدفاع عن نشر صور عاريات الصدر في الصحف الشعبية بهدف بيع المزيد من النسخ، مما أكسبه لقب "أكثر شخص عنصري ضد النساء" ضمن استطلاع أجرته حملة "إنهاء العنف ضد النساء" عام 2014.
إعلانوبصفته محررا في صحيفة "ذا صن" أدين دينسمور بنشر صورة مشوشة لضحية اعتداء جنسي، مما سمح بالكشف عن هويتها عن طريق الخطأ، وحُكم عليه بغرامة قدرها ألف جنيه إسترليني.
صارم ومدافع عن وسائل الإعلامووفق صحيفة غارديان، فقد كان دينسمور مدافعا قويا عن وسائل الإعلام المحلية، وقال لجمعية المحررين عام 2018 إنه سئم من "الإساءة إلى الصحافة".
ووصفه الصحفيون الذين عملوا معه في "نيوز يو كيه" بأنه "صارم" لكن جايلز كينينغهام -مؤسس شركة العلاقات العامة "ترافالغار إستراتيجي" والرئيس السابق للاتصالات في حزب المحافظين– قال إن دينسمور "صريح وساحر ومحبوب" وإنه يواجه مهمة صعبة تتمثل في تولي مزيد من المسؤولية عن قنوات الإعلام الحكومية و"تغيير مسار الآلة الضخمة دون السماح للبيروقراطية بالسيطرة".
ورغم خلفيته التقليدية في مجال الصحافة المطبوعة، حيث بدأ عمله مراسلا لصحيفة "ذا صن" عام 1990 وترقى إلى منصب رئيس التحرير من عام 2013 إلى 2015، أشرف دينسمور على تغييرات رقمية كبيرة في "نيوز يو كي" منذ إطلاق "تايمز راديو" و"توك تي في" إلى زيادة إنتاج الفيديو في "ذا صن" بما في ذلك برنامجها التلفزيوني الخاص "نيفر ميند ذا بالوتس".
وقالت مصادر حكومية إن دينسمور أثار إعجاب ستارمر بأفكاره حول وسائل الإعلام الجديدة، والوصول إلى الجماهير بشكل أكثر مباشرة. وبالإضافة إلى توجيه الاتصالات الشاملة، سيشرف دينسمور على "وحدة وسائل الإعلام الجديدة" التي يقودها إد بيريمان أحد المسؤولين بمكتب مجلس الوزراء، والذي عمل سابقا مع دينسمور كرئيس تسويق أول في "نيوز يو كيه".