أشبه بالأفلام.. المحققون يسابقون الزمن لفك لغز سرقة ملثمين ل 500 مليون من محل لبيع المجوهرات بالدار البيضاء
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
أخبارنا المغربية- العربي المرضي
لازال محققو الأمن الوطني، مدعومين بخبراء الشرطة العلمية، يعملون على مدار الساعة، من أجل الوصول إلى طرف خيط يقود إلى تحديد هوية أفراد العصابة التي تفذت عملية سطو احترافية على محل لبيع الذهب والمجوهرات بمنطقة المعاريف بالدار البيضاء يوم الثلاثاء الماضي.
المعطيات المتوفرة لحدود الساعة تشير إلى أن منفذي العملية هم 5 أشخاص، كانوا يرتدون أقنعة تخفي ملامح وجوههم، كما وزعوا الأدوار بشكل مدروس مسبقا فيما بينهم لضمان نجاح المهمة وفي أسرع وقت ممكن.
فقد تم استهداف محل بعينه يتواجد بقيسارية بنعمر بعد ساعة واحدة من آذان الفجر، حيث ظل أحد اللصوص داخل السيارة، فيما توجه اثنان للخزنة الحديدية بينما ركز الآخران على جمع الحلي والمجوهرات المعروضة بالمحل، قبل أن يلوذ الجميع بالفرار إلى وجهة لازالت مجهولة.
وقدرت مصادر مطلعة قيمة المسروقات بحوالي نصف مليار سنتيم، موزعة بين الحلي والمجوهرات ومبالغ نقدية، إضافة إلى شيكات مصرفية.
ويركز المحققون حاليا مجهوداتهم على تحليل البصمات، وما سجلته كاميرات المراقبة بالشارع والمحلات المجاورة، بحثا عن هفوة ارتكبها الجناة تقود إلى الإيقاع بهم.
ما أثار استغراب المحققين هو استهداف ذلك المحل بالذات داخل القيسارية، خاصة وأنه لا يتوفر على جهاز إنذار أو حتى كاميرات المراقبة، مما يعني حتما أن الجناة يعرفون تماما هذه المعطيات.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
د. نزار قبيلات يكتب: جابر جاسم.. أيقونة الزمن الجميل
مَن لا يعرف جابر جاسم! ذلك الصّوت الفتي الشّجي صاحب الأغنيات العالقة على جُدران الذاكرة وفي تلافيف أرشيف الطرب الإماراتي الأصيل، حين كنت صغيراً كنت أسمع الكبار يرددون أغانيه بشجن ووَله وفي مختلف المناسبات والأوقات، فلجابر أغاني خالدة عبرت الخليج وحطّت حتى في حفظ المغتربين عن أوطانهم لتطرب أشواقهم وتروّح عنهم كمد الشوق والحنين، فقد يكفي أن تذكر مثلاً مطلع أغنية «غزيل فله في دبي لاقاني» و«ضاع فكري» و«سيدي يا سيد ساداتي» أمام مَن عاصروا جابر جاسم ليكملوا لك وبترنمٍ عذب ولاشعوري تكملة الأغنية دَفقة واحدة، فصوت جابر جاسم عذب ورقيق، لا يشكو الوجد والفقد، بقدر ما يوقظ في نفس مَن يسمعه أعذب المعاني الرقيقة وأغزرها.
حين كنت صغيراً كنت أطرب لصوته قادماً من سيارات الشّحن الصغيرة وباصات النقل العام ومن أزقة المدينة ونوافذها وشوارعها...، فقد كان صوته متناسقاً والصخب الذي يناسب غروب الشمس وعتمة الليل ورقة الفجر، إنه مطرب الأزمنة والأمكنة من دون تكلّف أو عُسر، عرفَ خشبةَ المسرح مبكراً بعد أن ألهمته جزيرة دلما مسقط رأسه وأهدته جميل الصوت والإيقاع والكلمة، صوتُه نشيدٌ جماعي لا يخاطب فيه الغائب والمستحيل بقدر ما يتضامن مع كل الأحاسيس المرهفة لأنه يعزف على الحسّ لا على العود فقط، ترافقه دائماً جوقة موسيقية توازي جزالة صوته المشدود على وتر موج البحر والنخيل السامق والصحراء الممتدة، إنه صوت هادر لا تعيقه أي نغمة شاردة أو واردة، وهو ما جعل مغناه عذباً ينسل على الألسنة هكذا من دون تكلف أو استغلاق، فصوته يجمع بين الفردي والجمعي وبين المقام العالي والهادي من دون اضطراب أو وجل، ذكرني فيه أحد الأصدقاء الأعزاء حين قال لي هل تسمع جابر جاسم؟ فقلت ومن لا يعرف صوت الخليج وحارس أغنية الإمارات العريقة، قبل مدة أيضاً امتدت يدي إلى صندوق قديم يحفظ الصور والأوراق والذكريات لأعثر على «كاسيت» قديم كتب عليه جابر جاسم صوت الخليج، فشعرت بهزة أعادتني إلى زمن الصوت الجميل ووسامة جابر جاسم ورنّة عوده الأخّاذة، فمعَهُ تسافر إلى شواطئ ومرافئ وجزر لا تراها لكنك تسمعها فقط بصوت جابر جاسم الأغنية التي رافقت كل الأعمار والأطياف، لقد ظل صوته يصدح بانسجام لا يغادر من يجلس في حضرة أغانيه الرقيقة.
جابر جاسم لم يُنس ذلك لأنه ظل خالداً، وتراً وصوتاً وعوداً كلما رنّ كلما أحاطك بشيء من التصالح والتعافي النفسي.
*أستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية