قال ضياء رشوان، الكاتب الصحفي، إن هناك مواجهة غير مباشرة قائمة منذ سنوات ما بين إسرائيل وإيران عبر أصدقاء طهران ووكلائها وأذرعها، لكن كون إيران هي من تطلق أسلحتها من أراضيها على إسرائيل هذا شيئا مقصودا وهو تطور جديد.

نائب الأمين العام لـ"الجهاد الإسلامي" الفلسطينية: الردع الإسرائيلي انتهى أمام إيران أسامة كمال: إيران أضرت بالقضية الفلسطينية ووضعت غزة في المرتبة الثانية لأول مرة الصراع الإسرائيلي تمتد حدوده خارج الإطار العربي

وأضاف ضياء رشوان، خلال حواره  ببرنامج "حديث الأخبار"، المذاع على قناة "إكسترا نيوز"، وتقدمه الإعلامية ريهام السهلي، أننا إزاء مشهد جديد في الشرق الأوسط في الصراع الدائم ما بين إسرائيل والآخرين، الآخرين المقصود بهم كانوا قبل ذلك الدول العربية والفلسطينيين، وأصبح هناك الآن طرف إقليمي جديد غير عربي، وبالتالي لأول مرة الصراع الإسرائيلي تمتد حدوده خارج الإطار العربي في مواجهة مباشرة.

ولفت ضياء رشوان إلى أن الرد الإيراني بحسب تقارير كثيرة إسرائيلية وغيرها لم يحدث أشياء ضخمة في إسرائيل على المستوى المادي، لكنه أحدث سبق غير موجود من قبل، وبعض المحللين الغربيين بأن إسرائيل لديها خيارات ضيقة.

وصرح نائب الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، محمد الهندي، اليوم الثلاثاء، بأن "موازين القوى تتغير في العالم وأمريكا ليست في أحسن حالاتها ولا يمكن لإسرائيل أن تتسيّد على المنطقة".


وأجرت قناة نليفزيونية، مساء اليوم الثلاثاء، مقابلة مع الهندي، أكد من خلالها أن وزن إسرائيل الاستراتيجي بدأ بالتقلص على كافة المستويات، وبأن اليوم هناك قواعد جديدة والرد الإيراني هو تحذير أولي لإسرائيل في المنطقة، والردع الإسرائيلي انتهى أمام إيران.

وأضاف الهندي بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أن "جرائم إسرائيل في غزة وفلسطين يغطيها الغرب ويشارك فيها ولكن هناك مرحلة جديدة بدأت تتشكل تحتاج إعادة للحسابات، وغزة هي المنطقة الأكثر إيلاما لإسرائيل وهي هشّمت صورتها لأن المواجهة كانت مع فصائل تصنع سلاحها رغم الحصار المفروض على القطاع".

واستطرد نائب الأمين العام لـ"الجهاد الإسلامي":

المقاومة قدّمت ردها وكان موقفها واضحا أن الانسحاب أساسي ومن الممكن أن يكون بالتدريج ووقف تدريجي لإطلاق النار.

وتابع محمد الهندي أن "نتنياهو يريد جر المنطقة إلى حرب، وأمامنا المزيد من الوقت حتى تدرك إسرائيل أنها يجب أن تدفع الثمن".

ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة وقد دخلت شهرها السابع، وسط مخاوف من عملية برية في رفح جنوب القطاع، في حال انهارت مفاوضات إطلاق سراح الرهائن في غزة، مما يسبب كارثة مدمرة في صفوف النازحين، الذين يعيشون في خيام ويواجهون أوضاع إنسانية صعبة للغاية، أجبرت عددا كبيرا منهم مواجهة الموت، في محاولة للعودة إلى شمال القطاع.

وارتفع عدد القتلى في قطاع غزة إلى 33843 قتيلا و76575 مصابا غالبيتهم من الأطفال والنساء، فيما لا يزال آلاف المواطنين في عداد المفقودين تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

من جهة أخرى أكد الدكتور عبد الستار الشميري، المحلل السياسي اليمني، أن الولايات المتحدة الأمريكية ليس لديها رغبة حقيقية في القضاء على قوة "أنصار الله"، واصفا ما يجري في البحر الأحمر بـ"عملية تأديب واحتواء".

وقال، في حديثه لـ"سبوتنيك": "فشلت الضربات الأمريكية البريطانية على جماعة الحوثي (أنصار الله) لأنها في البداية لم تكن تريد عمليا القضاء عليهم، وإنما كانت رغبتها الأول هي الوجود في البحر الأحمر لأهداف استراتيجية.

وتابع: "هذا الوجود بالفعل شمل بعض الضربات وبعض المواجهات، لكن لم تكن الاستراتيجية الأمريكية تتمثل في القضاء النهائي على أي قوة حقيقية للجماعة الحوثية وبنيتها التحتية واللوجستية".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ضياء رشوان إيران إسرائيل غزة بوابة الوفد ضیاء رشوان

إقرأ أيضاً:

الشرق الأوسط بين المطرقة والسندان: حين تُمسك واشنطن وتل أبيب بخيوط اللعبة

#سواليف

#الشرق_الأوسط بين #المطرقة و #السندان: حين تُمسك #واشنطن و #تل_أبيب بخيوط اللعبة

بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة

تعيش منطقة الشرق الأوسط واحدة من أكثر مراحلها تعقيدًا، حيث تتقاطع فيها خطوط النار مع التحالفات الدولية، وتتشابك الأجندات الإقليمية مع صراعات النفوذ. لكن رغم تعدد الفاعلين الظاهريين، يظل المشهد محكومًا بثنائية واضحة: الولايات المتحدة ترسم الخطوط الكبرى، وإسرائيل تنفذها على الأرض. أما بقية الأطراف، من العواصم العربية إلى العواصم الأوروبية، فدورها لا يتعدى التفاعل الهامشي مع نتائج سياسات لا يملكون التأثير الحقيقي فيها.

مقالات ذات صلة بريطانيا تقرع طبول الحرب وستارمر يعد بإنفاق مليارات الدولارات على الأسلحة 2025/06/03

في قلب هذا الواقع المأزوم، تتصدر غزة المشهد مجددًا كرمز للمعاناة المستمرة. القصف الإسرائيلي المتواصل يحصد أرواح الأبرياء، ويدمر المنازل والبنى التحتية، وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة. المستشفيات انهارت، والمساعدات لا تدخل إلا بشق الأنفس، والمجتمع الدولي يراقب بصمت. وحتى الوساطات الإقليمية، مثل جهود مصر وقطر، رغم جديتها، تبدو عاجزة أمام تعنت إسرائيلي مدعوم سياسيًا وعسكريًا من واشنطن.

الولايات المتحدة، التي تُفترض بها مسؤولية كقوة كبرى، لا تقوم بدور الوسيط النزيه. بل تواصل تقديم مقترحات “سلام” تفصّلها وفق المصلحة الإسرائيلية، متجاهلة الحقوق الفلسطينية الأساسية، وعلى رأسها إنهاء الاحتلال ورفع الحصار. لا عجب إذًا أن ترفض الفصائل الفلسطينية هذه المبادرات، التي تهدف إلى تهدئة مرحلية دون معالجة الأسباب الجذرية للصراع.

ولا تختلف الصورة كثيرًا في لبنان، حيث الجنوب ما يزال ساحة مستباحة للغارات الإسرائيلية المتكررة. الدولة اللبنانية تعاني من ضعف مؤسسي وغياب إرادة موحدة، فيما سلاح حزب الله يظل محط جدل داخلي وإقليمي. ومع استمرار إسرائيل في تجاوز الخطوط الحمراء دون مساءلة، تتحول الأراضي اللبنانية إلى منطقة توتر دائمة، في ظل عجز دولي واضح عن فرض أي قواعد اشتباك عادلة.

أما الملف الإيراني، فهو بدوره يعكس ذات المعادلة المختلّة. طهران رفضت مؤخرًا مقترحًا نوويًا أمريكيًا وصفته بـ”غير القابل للتطبيق”، معتبرة أنه يكرس منطق الضغوط لا التفاهم. ومع تعثر المفاوضات وغياب الثقة، تتسع الهوة بين واشنطن وطهران، ويزداد التوتر على أكثر من جبهة، بما ينذر بانفجار إقليمي قد يتجاوز حدوده الجغرافية.

في ظل هذا المشهد، تبدو الساحة العربية في أسوأ حالاتها من حيث التنسيق والتأثير. لا جامعة عربية فاعلة، ولا تكتل إقليمي قادر على تشكيل موقف موحد. البعض غارق في أزماته الداخلية، والبعض الآخر يدير ظهره للقضية الفلسطينية في مقابل مكاسب تطبيعية آنية. هذه الانقسامات منحت إسرائيل فرصة ذهبية لتوسيع مشروعها الاستيطاني وفرض وقائع جديدة، دون أن تواجه ضغطًا حقيقيًا من أي طرف عربي.

اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي يقود الحكومة اليوم، لم يعد يخفي نواياه. هناك إيمان عميق داخل المؤسسة الحاكمة في تل أبيب بأن استخدام القوة وحده كفيل بتحقيق “الأمن”، وأن المجتمع الدولي لن يتجاوز بيانات القلق المعتادة. وهذا ما تؤكده ردود الفعل الباهتة على المجازر في غزة، التي لم تُقابل حتى الآن بأي تحرك فعلي من مجلس الأمن أو المؤسسات الحقوقية.

الأخطر من كل ذلك هو تطبيع التوحش. حين تُمارس القوة بلا محاسبة، ويُكافأ المعتدي بدلاً من رَدعِه، تتحول المجازر إلى مشهد يومي، وتتحول المبادئ إلى شعارات خاوية. وفي هذا السياق، لم تعد العدالة جزءًا من المعادلة السياسية، بل مجرد تفصيل لا يغيّر شيئًا في حسابات الربح والخسارة الجيوسياسية.

إن الأزمة في الشرق الأوسط ليست أزمة عابرة، ولا يمكن حلّها عبر تسويات شكلية. طالما أن مفاتيح الحل لا تزال محتكرة من قبل من يرفض أصلًا الاعتراف بجوهر المأساة، فإن كل حديث عن السلام يظل أقرب إلى الوهم. المطلوب ليس إدارة الأزمة، بل كسر المعادلة التي جعلت من الاحتلال واقعًا طبيعيًا، ومن الضحية متهمًا.

لقد آن الأوان لإعادة النظر في أدوات الضغط، وتفعيل الأدوار العربية والدولية، لا بالصوت فقط، بل بالفعل. فسلام بلا عدالة ليس سلامًا، بل استراحة مؤقتة تسبق انفجارًا أكبر.

مقالات مشابهة

  • 350 مليار دولار حجم الإنفاق السياحي في الشرق الأوسط بحلول عام 2030
  • الشرق الأوسط بين المطرقة والسندان: حين تُمسك واشنطن وتل أبيب بخيوط اللعبة
  • ترامب يعيد تشكيل اللعبة في الشرق الأوسط: المفاتيح لِمَن؟
  • مصر وإيران وتركيا: مثلث التوازن الجديد في الشرق الأوسط
  • متحدث الخارجية: إسرائيل الوحيدة الغير منضمه لمعاهدة منع انتشار السلاح النووي
  • أحمد موسىى: مصر مصرة على نزع السلاح النووي الإسرائيلي
  • حزب الوعي يؤيد مطالبة وزير الخارجية إسرائيل بالانضمام لمعاهدة منع الانتشار النووي
  • إيران تعيد تموضع نفسها لمواجهة صعود إسرائيل وتركيا
  • ما هو «الشرق الأوسط الجديد»... الحقيقي هذه المرة؟!
  • قناة الحرة تعلق بثها التلفزيوني