لقي 25 مدنيا مصرعهم في اشتباكات مسلحة اندلعت الثلاثاء بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. وتشهد الولاية منذ أيام اشتباكات على جبهتين: الأولى بين قوات الدعم السريع والحركات المسلحة غرب الفاشر وفي مدينة مليط التي تقع إلى الشمال منها على بعد 100 كيلومتر، والثانية بين قوات الدعم والجيش في الفاشر نفسها.



فرانس24

أفادت منظمة حقوقية سودانية الثلاثاء بأن 25 مدنيا قتلوا في اشتباكات مسلحة اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي لجأ إليها الكثير من النازحين بعدما ظلت لفترة طويلة بمنأى من الحرب الدائرة بين الطرفين منذ عام.

وقالت "محامو الطوارئ"، وهي منظمة حقوقية مؤيدة للديمقراطية، في بيان، إن "25 قتيلا و100 جريح سقطوا في الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في الأحياء الغربية لمدينة الفاشر في اليومين الماضيين".

و"محامو الطوارئ" منظمة توثق الانتهاكات التي ترتكب بحق المدنيين في الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع في 15 نيسان/أبريل 2023.

بدوره، قال مصدر طبي في مستشفى الفاشر الجنوبي لوكالة الأنباء الفرنسية الثلاثاء، إن "عشرات الإصابات من المدنيين وصلت إلى المستشفى بسبب اشتباكات اليوم".

وأضاف المصدر طالبا عدم كشف هويته: "نعاني نقصا في الدم والكوادر".

من جهتهم، أفاد شهود عيان لوكالة الأنباء الفرنسية، بأن الاشتباكات دفعت بمئات النازحين إلى الفرار من مخيم أبوشوك إلى مدينة الفاشر القريبة منه بعدما وصلت المعارك إلى قلب المخيم.

وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" تسيطر حاليا على أربع من عواصم ولايات دارفور الخمس، ما عدا الفاشر التي تضم مجموعات مسلحة متمردة كانت قد تعهدت حتى الأمس القريب بالوقوف على مسافة واحدة من طرفي الحرب، ما جنبها الانزلاق إلى القتال.

لكن هذا الموقف تبدل الأسبوع الماضي مع إعلان جماعات متمردة أنها قررت خوض القتال ضد قوات الدعم السريع، بسبب "الاستفزازات والانتهاكات" المتهمة بارتكابها هذه القوات في الفاشر.

وتشهد ولاية شمال دارفور منذ أيام اشتباكات على جبهتين: الأولى بين قوات الدعم السريع والحركات المسلحة غرب الفاشر وفي مدينة مليط التي تقع إلى الشمال منها على بعد 100 كيلومتر، والثانية بين قوات الدعم والجيش في الفاشر نفسها.

ودفعت اشتباكات الفاشر إلى تصاعد القلق الدولي على مصير المدينة التي كانت مركزا رئيسيا لتوزيع الإغاثة والمساعدات.

وخلال عام واحد، أدت الحرب في السودان إلى سقوط آلاف القتلى، بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.

كما دفعت الحرب البلاد البالغ عدد سكانها 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، ودمرت البنى التحتية المتهالكة أصلا، وتسببت بتشريد أكثر من 8,5 ملايين شخص بحسب الأمم المتحدة.

فرانس24/ أ ف ب  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الدعم السریع فی بین قوات الدعم بین الجیش فی الفاشر

إقرأ أيضاً:

العفو الدولية: شهادات مروعة لناجين من جرائم الدعم السريع

بعد أن نجح خليل ذو الـ34 عاما في الفرار بأعجوبة من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور والوصول إلى بلدة الطويلة التي تبعد نحو 68 كيلومترا مشيا على الأقدام، حرص على سرد شهادته لمنظمة العفو الدولية  وكشف الفظائع التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، والتي يؤكد أنها لن تمحى من ذاكرته.

يحكي خليل أنه اضطر للتظاهر بالموت حين فتحت عناصر المليشيات الرصاص على 20 رجلا كانوا معه بعد إجبارهم على النزول من السيارات، ما أسفر عن مقتل 17 شخصا منهم على الأقل، وقال: "قتلوا الناس كأنهم ذباب".

لكن الانتهاكات التي يرتكبها عناصر الدعم السريع لا تقتصر على قتل المدنيين العزل فحسب، بل وصلت للخطف والاغتصاب، وفق تقرير لمنظمة العفو الدولية.

وأورد التقرير شهادات 28 ناجيا، أكدوا ارتكاب قوات الدعم السريع جرائم قتل واختطاف واغتصاب في الفاشر، ووصفت المنظمة ما ورد في هذه الشهادات بأنه جرائم حرب، مطالبة بمحاسبة مرتكبيها.

 

جرائم الدعم السريع

ولفتت شهادات أخرى إلى اختطاف رهائن مقابل فدية، حيث قال بدر -26 عاما- إن قوات الدعم اقتادته مع 5 آخرين إلى قرية قريبة من الفاشر، حين كانوا ينتقلون مع كبار في السن بشاحنة صغيرة خارج المدينة.

وأضاف: "أوقفوا الشاحنة وأعدموا بالرشاشات كل كبار السن الذين كانوا معنا، ثم طلبوا فدية مالية من عائلتي بقيمة 8 آلاف دولار، وأطلقوا النار على رأس شخص لم تتمكن عائلته من دفع الفدية أمام الكاميرا بينما كانت عائلته تراقب إعدامه".

أما النساء في الفاشر، فكانوا أكثر الفئات معاناة في هذه الحرب، فتحدثت كلثوم -29 عاما- عن الاعتداء على النساء والفتيات في مخيم زمزم بعد فصلهن عن الرجال، قائلة: "تعرضت للاغتصاب عدة مرات، فصلوا النساء الأصغر سنا بعد اقتيادنا إلى المخيم واختاروا حوالي 11 امرأة، وكل من اختاروهن للتفتيش تعرضن لذات الأمر".

إعلان

وبدورها، تحدثت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أغنيس كالامارد عن ضرورة التحقيق في كل ما جرى وما يجري في الفاشر، وإيقاف الهجوم الوحشي على المدنيين وكافة الانتهاكات والتجاوزات.

ومنذ أسابيع، تشهد ولايات كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب) اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع، ضمن حرب اندلعت في أبريل/نيسان 2023، ما تسبب بمقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص.

مقالات مشابهة

  • أطباء بلا حدود: الناجون من الفاشر يكافحون للبقاء على قيد الحياة
  • رئيس وزراء السودان: الحرب في البلاد ستنتهي بانتصار الجيش
  • وكالة السودان للأنباء تتهم الدعم السريع بتصفية مدير مكتبها في الفاشر
  • الجيش السوداني يشن هجمات مضادة ويحاصر الدعم السريع
  • «مسعد بولس»: على الجيش والدعم السريع الإلتزام بالهدنة الإنسانية دون شروط مسبقة
  • وزير الخارجية السوداني: ميليشيا الدعم السريع ارتكبت فظائع كبيرة في الفاشر
  • منظمة العفو الدولية تكشف جرائم الدعم السريع ضد المدنيين في الفاشر
  • مسؤولة تخاطب البرلمان الأوروبي: لا معلومات حول مصير 160 ألف محاصر في الفاشر
  • العفو الدولية: شهادات مروعة لناجين من جرائم الدعم السريع
  • فضيحة كندية.. شركات تبيع أسلحة منتهية الصلاحية للدعم السريع