ياسر العطا و حديث سجم الرماد
تاريخ النشر: 28th, November 2025 GMT
ياسر العطا و حديث سجم الرماد
بابكر فيصل
– خطورة الحديث الذي أدلى به ياسر العطا في الأبيض لا تتمثل في هجومه الساذج على تحالف “صمود” فقد خبرت القوى المدنية مجالدة العسكر ومقاومتهم لأكثر من خمسين عاماً ولن يُضيرها كلام أو تهديد صادر من جنرال مضطرب فقد سبقه آخر مخلوع أقسم قسماً غليظاً بأن المعارضة لن تدخل البلد إلا بعد أن تغتسل في ماء البحر الأحمر فأين هو الآن ؟
– الخطورة الكُبرى هى أن الحديث يكشف النوايا الحقيقية للعسكر تجاه السلطة والحكم في البلد ويفضح إدعاءاتهم حول “السيادة” و”الدولة”, فهو إذ يعلن صراحة أنه سيقوم بالإنقلاب على “حكومة منتخبة” بطريقة ديمقراطية فإنما يعكس العقلية التي يُفكر بها العسكر نحو إرادة الشعب صاحب السيادة ومصدرها الأول.
– ليس المستهدف من كلماته هو تحالف “صمود” بل هى المدنية والديمقراطية وخيارات الشعب, وهو إذ يتكلم بهذه الصراحة والجرأة والوضوح إنما يُعبِّر عن التفكير الغالب لدى العسكريين الذين يتم تدريبهم على أنهم الأقدر والأجدر بالحكم حتى إذا كان ذلك ضد رغبة الغالبية الشعبية.
– حديث العطا يُدخل السرور في قلوب أتباع المؤتمر الوطني المحلول لأنه يعكس ذات العقلية الشمولية التي يتربون عليها, حيث لا تعني لهم مصادرة خيار الشعب أي شيء لأنهم أدرى منه بمصلحته ولأن هناك جهة متعالية أعطتهم تفويضاً للحكم بإسمها وبالتالي فإن تفويض الجماهير لا قيمة له.
– هذا الحديث يجب أن يمثل جرس إنذار لكافة القوى المدنية, خصوصاً المثقفين الذين تماهوا مع أطروحة “السيادة” كما يفهمها العسكر والشموليين وآثروا توجيه سهامهم لقتل الطرح المدني : إنَّ هذه الحرب في مبتدأها وخبرها هى حربٌ ضد الثورة وضد التحول المدني الديمقراطي.
الوسوماتباع المؤتمر الوطني المحلول بابكر فيصل تحالف صمود جرس إنذار حديث سجم الرماد كافة القوى المدنية ياسر العطاالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: بابكر فيصل تحالف صمود جرس إنذار كافة القوى المدنية ياسر العطا
إقرأ أيضاً:
الأردن يتهم دولة الاحتلال بخرق السيادة السورية وتهديد استقرار المنطقة
أكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الجمعة، أن الاحتلال الإسرائيلي مستمرة في خرق السيادة السورية وشن اعتداءات على أراضيها، مشيرا إلى أنها تسعى لبث الفتنة بين مكونات الشعب السوري.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك في ختام أعمال المنتدى الإقليمي العاشر للاتحاد من أجل المتوسط، الذي عقد في مدينة برشلونة الإسبانية.
وقال الصفدي: "في الوقت الذي تعمل فيه سوريا على إعادة البناء، نرى إسرائيل مستمرة في خرق السيادة السورية وفي الاعتداء على الأرض السورية، وبثّ الفتنة بين مكونات الشعب السوري".
وأضاف الوزير الأردني، في إشارة إلى العدوان الأخير، أن الهجوم على قرية بيت جن في ريف دمشق، الذي أدى إلى مقتل عشرة سوريين، يعد انتهاكا للقانون الدولي وكل الأعراف الدولية، وتصعيدا غير مبرر.
وأوضح الصفدي أن دعم سوريا لإعادة بناء وطنها يجب أن يتم على أسس تحمي أمنها واستقرارها وسيادتها، وتضمن حقوق جميع مواطنيها بعدالة ومساواة.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
تصعيد عسكري في بيت جن
وأشار الوزير الأردني إلى توغل دورية إسرائيلية في قرية بيت جن شمالي دمشق صباح الجمعة، ما أدى إلى اشتباك مسلح مع الأهالي وإصابة ستة جنود إسرائيليين. ورد الاحتلال الإسرائيلي بقصف جوي على القرية، ما أسفر عن مقتل 13 شخصا، بينهم نساء وأطفال، بحسب وزارة الصحة السورية.
وبخصوص قطاع غزة، أكد الصفدي أن ما دخل من مساعدات منذ توقيع اتفاق وقف النار في 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي لا يغطي سوى 20% من احتياجات الغزيين، مشددا على أن الأطفال والنساء والرجال في القطاع لا يزالون يعانون، وأن معظم الأطفال غائبون عن مدارسهم لأكثر من عامين.
وأضاف أن الأمطار دمرت نحو 13 ألف خيمة للنازحين، مشيرا إلى تشريد أكثر من 740 ألف فلسطيني، مؤكدا ضرورة تكاتف الجهود لتثبيت وقف إطلاق النار وتمكين المنظمات الأممية من تقديم المساعدات دون انقطاع.
وتابع الصفدي: "نرى أن المرحلة الأولى من خطة السلام التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يجب أن تنجح، لوقف القتل والتجويع، والبدء بمسار سياسي حقيقي لتحقيق السلام العادل والدائم على أساس حل الدولتين".
وأشار إلى استمرار الأردن في العمل مع شركائه في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ومع الدول الشقيقة في المنطقة، من أجل التقدم نحو المرحلة الثانية من الاتفاق وتحقيق السلام الحقيقي.
الوضع في الضفة الغربية والتصعيد الإسرائيلي
وعن الضفة الغربية المحتلة، قال الصفدي إن الاحتلال الإسرائيلي تدفع الوضع نحو التفجر عبر استمرار مصادرة الأراضي، التوسع الاستيطاني، وشن حروب جديدة على الفلسطينيين.
وأضاف أن الإرهاب الاستيطاني في تصاعد مستمر، داعيا إلى توحيد المواقف وفق القانون الدولي لمواجهة هذه الإجراءات التي تقوض حق الفلسطينيين في العيش بأمن وسلام.
وأشار الوزير الأردني إلى حادثة قتل جنديين إسرائيليين لشابين فلسطينيين رغم استسلامهما، واصفا الواقعة بأنها "جريمة حرب لا يجوز أن تمر دون محاسبة". وأكد أن استمرار انتهاك القانون الدولي والظلم في المنطقة يجعل مستقبلها رهينة للصراع الدائم.
وكانت وزارة الخارجية الفلسطينية قد أدانت الواقعة واعتبرتها امتدادا مباشرا للسياسة الإسرائيلية الرسمية الممنهجة، بينما زعم الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن الشابين كانا مطلوبين وأن إطلاق النار جاء بعد حصار استمر لساعات.
وأفاد الصفدي بأن حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، التي بدأت في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، واستمرت عامين، أسفرت عن أكثر من 69 ألف شهيد ونحو 171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، فضلا عن دمار هائل بلغت كلفة إعادة إعمار قطاع غزة وفق الأمم المتحدة نحو 70 مليار دولار.
وبشأن التصعيد المستمر في الضفة الغربية، أشار الوزير الأردني إلى استشهاد أكثر من 1085 فلسطينيا، وإصابة نحو 11 ألفا، واعتقال أكثر من 20 ألفا و500 شخص منذ بدء الحرب، مؤكدا أن هذا التصعيد يفاقم حالة التوتر ويهدد استقرار المنطقة بشكل خطير.