قطر تعيد تقييم وساطتها وتركيا تتحدث عن قبول غربي لحماس بشروط
تاريخ النشر: 17th, April 2024 GMT
#سواليف
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن بعض الدول الغربية مستعدة للقبول بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، وتحويل حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى حزب سياسي من أجل الوصول لهذه الدولة، فيما قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن بعض الأطراف يحاول استغلال الوساطة القطرية لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة وعمل دعاية انتخابية.
وأضاف فيدان في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء القطري في الدوحة اليوم الأربعاء أن بعض الدول الغربية تريد حل الدولتين لكن لديها شكوك حول حماس خصوصا في ظل الدعاية الإسرائيلية التي تريد إظهار الحركة في صورة تنظيم الدولة.
وأوضح الوزير التركي ردا على سؤال بشأن فحوى النقاش الذي دار بينه وبين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية قبيل ساعات من عقد المؤتمر أن بلاده تبحث حل الدولتين مع بعض الدول الغربية التي تقبل بوجود دولة فلسطينية على حدود 1967 “وتحويل حماس لحزب سياسي وإلغاء جناحها العسكري (كتائب القسام)، وهذا نداء كبير للعالم”.
مقالات ذات صلة بن غفير: الإعدام هو الحل لمشكلة اكتظاظ السجون 2024/04/17وقال فيدان إن هناك تواصلا تركيا قطريا مكثفا وتبذلان جهودا كبيرة لوقف إطلاق النار والوصول لحل الدولتين.
نرفض الإساءة لوساطتنا
بدوره، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري إن الدوحة “ترفض إساءة استخدام وساطتها لخدمة أهداف سياسية ضيقة من قبل البعض”، مؤكدا أن قطر “تعمل حاليا على إعادة تقييم هذه الوساطة بشكل كامل ودقيق”.
وأضاف “قطر أكدت منذ البداية أنها ستسهم بشكل إيجابي في المفاوضات وجسر الهوة بين الأطراف”، مشيرا إلى أن “المسألة أخذت شهورا طويلة لأن الخلافات واسعة”.
وأكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن “نحن نعمل بشكل وسيط مع الولايات المتحدة ومصر لتقديم مقترحات بنّاءة، لأن دور الوسيط محدود ولا يمكنه تقديم أشياء ترفضها أطراف الأزمة”.
وتابع “المفاوضات تمر بمرحلة حساسة ودقيقة ولا بد أن تسفر عن وقف الحرب وإطلاق الرهائن (الأسرى)”، مضيفا “للأسف وجدنا إساءة لاستخدام وساطتنا وتوظيفها لخدمة مصالح سياسية ضيقة مما دفعنا لإعادة تقييم هذه الوساطة وساطة بشكل دقيق وتقييم انخراط الأطراف فيها”.
وقال إن “هناك إساءة للدور القطري في الوساطة، ونحن نرفض هذه الإساءة”، مضيفا “لقد تدخلنا في الوساطة من منطلق إنساني وقومي ووطني لحماية إخوتنا الفلسطينيين، لكننا وجدنا بعض السياسيين يحاولون استخدام الوساطة في حملاتهم الانتخابية”.
ولفت إلى أن “بعض الأطراف يتحدثون في الغرف المغلقة بطريقة ثم يخرجون للحديث بطريقة أخرى وهذا أمر مرفوض”، مضيفا “نسعى للقيام بدور بناء في هذه الأزمة، ولدينا حدود للقيام بدور بنّاء، وسنتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب”.
وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن إنه ناقش مع وزير الخارجية التركي تطورات المنطقة، مضيفا “المنطقة تمر بتصعيد خطير وقد عقدنا مشاورات مفصلة بشأن هذا التصعيد”.
وأضاف “أكدنا ضرورة التزام الجميع بخفض التصعيد وتحكيم العقل واللجوء للحوار بدلا من العنف، وقد تواصلنا مؤخرا مع كافة الأطراف لاحتواء التصعيد”.
وقال إن دولة قطر مستمرة في التواصل مع الأشقاء والأصدقاء لوضع حد لهذه الأزمة، مضيفا “تواصُلنا مستمر مع أميركا وإيران وحاولنا احتواء التصعيد قبل الضربة الإيرانية بيومين”.
وأضاف “قلنا منذ البداية إن استمرار الحرب على غزة يمكن أن يؤدي لتوسع الصراع، وقد تصاعد الصراع منذ قصف قنصلية طهران في دمشق ونحن نعمل على احتواء الأزمة ولا نعرف إلى أين ستصل الأمور”.
وختم بالقول “لا نعرف من يرغب في احتواء التصعيد ومن يرغب في توسيعه، وسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يقوم بالتنسيق حاليا مع دول المنطقة لتوحيد المواقف”.
المصدر : الجزيرة
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف وزیر الخارجیة
إقرأ أيضاً:
العُمانيون أخلاق تتحدث
جابر حسين العُماني **
jaber.alomani14@gmail.com
ورد في الحديث النبوي الشريف: "لَوْ أَنَّ أَهْلَ عُمان أَتَيْتَ مَا سَبُّوكَ وَلَا ضَرَبُوكَ" وهو تصريح لأَشرف الأعراب والعجم، وطيب الأخلاق والشيم، محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم، في أهل عُمان، أراد أن يقول به: إن الإنسان العُماني يتميز بأخلاقه وقيمه ومبادئه الإنسانية الراسخة، التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من هوية العُماني وسمته؛ فهي أخلاق وقيم لم تكن طارئة أو وقتية أو لحظية، بل نتاج أجيال توحدت وتماسكت وأخلصت وآمنت بمحاسن الأخلاق التي استمدها الإنسان العُماني من هدي الإسلام الحنيف ومن العادات العربية الأصيلة.
لقد اشتهر أهل عُمان بكرمهم وتسامحهم وترابطهم، وكان من كرمهم أنهم يفتحون بيوتهم للضيوف، ويستقبلونهم بالابتسامة والبشاشة والاحترام والإجلال، حتى مع من خالفهم في الدين والمذهب والمعتقد، فأصبح أهل عُمان بأخلاقهم نموذجا رائعا يحتذى به في التعايش السلمي الذي عرف به العُمانيون عبر التأريخ.
يقول الطبيب الأمريكي بول هاريسون في كتابه "رحلة طبيب في الجزيرة العربية" أثناء إقامته في سلطنة عُمان، أنها "أرض التسامح والكرم"، ويعد هذا التصريح في حد ذاته اعترافًا ضمنيًا بما يشهد به كل من أقام في سلطنة عُمان أو زارها، لا سيما الرحَّالة الأوروبيون والأمريكيون.
وهو دليل واضح وجلي على ما تمتلكه سلطنة عُمان وأهلها الكرام من قيم أخلاقية نبيلة وجليلة، جعلت من عُمان وأهلها محلًا للاحترام والتقدير والإجلال بين سائر الأمم.
وصرح الجنرال البريطاني فليكس تيكاري هيج، في ختام رحلته إلى الجزيرة العربية، أثناء زيارته لعُمان ولقائه بالعُمانيين، بتقرير موسع عن عُمان وأهلها الكرام ووصفهم بأنهم "شعب صادق ومُنفتح ومُهذَّب وأن سَمْت التسامح الذي يتمتعون به ليست محصورة في سكان المدن الساحلية وإنما ظاهرة عامة يمكن ملاحظتها بوضوح كذلك بين سكان المناطق الداخلية".
وهناك استطلاع أجرته المركز الوطني للإحصاء والمعلومات حول مفهوم "التسامح"، لعام 2025 وكانت النتيجة كالتالي: 90.9% من الوافدين يرون أن المجتمع العُماني يتسم بالتسامح تجاههم، مقارنة مع 90.7% في عام 2024، وأوضحت الإحصائية أن 95.6% من الوافدين لم يتعرضوا إلى أي شكل من أشكال التمييز أو الإساءة من العُمانيين مقارنة بـ93.6% في العام السابق. وعبَّر 90.4% من الوافدين عن انطباعهم بتقبل المجتمع العُماني لهم على الرغم من اختلاف ثقافاتهم المختلفة والمتنوعة.
إن تمسك أهل عُمان بالأخلاق الحميدة الفاضلة ليس من باب العادات الاجتماعية وإنما هو سلوك حضاري واجتماعي متوارث عبر الأجيال، وروح سامية التزم بها الشعب العُماني عبر التاريخ، فاستحق أن يحترم ويقدر ويميز بين سائر الشعوب، ويشار له بالبنان، لما تحلى به من تسامح وأخلاق وقيم ومبادئ فكسب بذلك ثقة ومحبة الجميع، والعُمانيون لا يتفاخرون بأخلاقهم ولكنها هي من تتحدث عنهم في مجالس الرجال والنساء والطرقات والأسواق وهذا ما يلمسه ويراه كل من يخالطهم ويجالسهم.
إنَّ المتأمل فيما تنعم به سلطنة عُمان من خيرات وبركات وأمجاد تليدة ومباركة، يجد أنَّ في ذلك أثر عظيم لدعاء النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لأهل عُمان، وهو القائل: "رَحِمَ اَللَّهُ أَهْلَ اَلْغُبَيْرَاءِ"، أي: أهل عُمان " آمَنُوْا بِيْ وَلَمْ يَرَوْنيْ"، وقال لمازن بن غضوبة حين سأله المزيد من الدعاء لأهل عُمان قال: "اَللَّهُمَّ اُرْزُقْهُمْ اَلْعَفَافَ وَاَلْكَفَافَ وَاَلرِّضَا بِمَا قُدِّرَتْ لَهُمْ".
وستبقى سلطنة عُمان مفخرة بين الأمم؛ فهي ليست مجرد رقعة جغرافية وجدت على الأرض، بل هي وطن عظيم يتنفس روح الأصالة والأمجاد، وشعب لا يعرف من الحياة إلا القيم النبيلة والمبادئ السامية الأصيلة.
أخيرًا.. وكما نَصُون تراثنا من الاندثار والضياع، فإن من واجبنا صَوْن أخلاقنا الفاضلة والحفاظ عليها وتعزيز استمراريتها. ويتحقق ذلك بالتركيز على التربية الصالحة، والاهتمام بالتعليم في المدارس والجامعات والنوادي، واعتماد الخطاب المعتدل على منابر المساجد والإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، والتذكير المستمر بالماضي الزاهر الجميل، وكيف كان الآباء والأمهات يرسخون القيم والمبادئ في نفوسهم ونفوس أبنائهم بالممارسة، ويحيونها بالمواقف النبيلة.
** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
رابط مختصر