تبدأ بعض سور القرآن الكريم بحروف مقطعة، وقال الشيخ محمد متولي الشعراوي، في مقطع فيديو، إن الحروف المقطعة معناها أنك تنطق باسم الحرف، مؤكدا أن الحرف له اسم ومسمى، لافتاً إلى أنّ هناك فرق بين الاسم والمسمى، مشيراً إلى أنّ القرآن كله مبني على الوصل لكن فواتح السور مبنية على الوقف.

عدد السور التي بدأت بحروف مقطعة

وتابع: في القرآن الكريم 29 سورة بدأت بحروف هجائية، تقرأ مقطعة بأسمائها هكذا: ألف، لام، ميم، وكان منها ما بدئ بحرف واحد «ص، ق، ن» ومنها ما بدى بحرفين «طه، يس» ومنها ما بديء بثلاثة أحرف «الم» منها ما بدئ بأكثر «كهيعص، حم، عسق».

تفسير معنى الحروف المقطعة 

وأضاف «الشعراوي» أنه لم يرد من طريق صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بيان للمراد منها؛ ولذلك اختلف الناس فيها اختلافًا كثيرًا، وكان لهم آراء، وأوضح: العلماء لهم اتجاهين، الأول يقول إن الكلمات علمها عند الله ولا نعرف المراد منها، وفريق آخر، قال إنها أسماء للسور، والبعض قال إن هذه الحروف أوائل بعض السور مثال على وجه التحدي والإعجاز وتحدي المشركين رغم أنهم آل فصاحة على أن يأتوا بمثل آية من القرآن الكريم، والدليل على ذلك قوله تعالى: «قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا». 

وعليه، فليس في هذا المعنى ما يطعن به في القرآن، بل إن العكس هو الصحيح، فإنها تدل على إعجاز القرآن الكريم وعدم قدرة الخلق على الإتيان بمثله، وتابع: «إن كنت تقصد الحروف المقطعة في فواتح بعض السور القرآنية فإن هذه الحروف من مظاهر إعجاز القرآن الكريم، وفيها إشارة إلى أن القرآن الكريم مركب من جنس هذه الأحرف التي يكوِّن منها العرب كلامهم، ومع ذلك فإنهم يعجزون عن أن يصيغوا منها مثل هذا القرآن».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القرآن الكريم حروف القرآن الشعراوي القرآن الکریم منها ما

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: الإسلام دعا إلى الحوار وأسس له نظريا في القرآن الكريم

ألقى الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، كلمة رئيسية في فعاليات المنتدى الإسلامي العالمي المنعقد في موسكو، وركز في كلمته على أهمية الحوار الإنساني كأداة أساسية لتحقيق التعايش السلمي بين الشعوب، مشددًا على ضرورة تبنيه كبديلٍ فعال للصراع والنزاع الذي يسيطر على أجزاء كثيرة من العالم.

قيمة الحوار كأساس للتعايش

وقال مفتي الجمهورية: «نجتمع اليوم بهدف بحث قيمة الحوار كأساس للتعايش، وهذا الموضوع تدفعنا الحاجة الماسة إلى التباحث فيه في ظلِّ ما نشهده من صراعات وحروب تتزايد يومًا بعد يومٍ، وتكثر فيها حالات القتل والتشريد والإبادة»، مضيفا أن المسؤولية الإنسانية والدينية تُحتِّم علينا دعوة البشرية للحوار كبديل للصراع، باعتباره أهم الطرق وأنجعها في القضاء على الحروب والنزاعات.

وأشار إلى أنَّ الحوار يمثل أعلى درجات الإنسانية وأكرمها، وهو ما يميز الإنسان عن باقي المخلوقات، مؤكدًا أن الحوار الإنساني أداة التواصل الوحيدة بين البشر لتحقيق التفاهم والتعايش المشترك.

فهم الآخرين واحترام الاختلاف معهم

واستشهد بما قدمه الإسلام من توجيهات للحوار، حيث قال «الحوار الذي ندعو إليه ليس مجرد كلمات، بل هو عملية تفاعلية تهدف إلى فهم الآخر واحترام اختلافاته، وهي الطريقة المثلى لتحقيق التعايش السلمي»، كما أوضح أنَّ الإسلام لم يجعل الاختلاف بين الشعوب منطلقًا للنزاع، بل جعله وسيلة للتعارف والتعاون من أجل الخير.

وتحدث عن أن الحوار الإنساني هو الأداة الأساسية لتحقيق مقصد الاستخلاف الإلهي في الأرض، مستندًا إلى قول الله تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود: 61]، مشددًا على أن الاستخلاف لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الحوار والتفاهم الذي يؤدي إلى التعاون والتكامل.

وتناول فضيلةُ المفتي في كلمته دَور الحوار في بناء الحضارات، مؤكدًا أن التاريخ أثبت أن الحضارات لم تُبنَ إلا من خلال التحاور الإنساني الذي أنتج حالة من التعايش السلمي وتبادل الخبرات، مستشهدًا بما فعله النبي محمد صلى الله عليه وسلم عند دخوله المدينة المنورة، حيث اختار تعزيز قيم الحوار والتفاهم مع غير المسلمين، متعاهدًا معهم على التعايش المشترك والسلمي. كما أشار إلى لقاء الملك الكامل الأيوبي بالقديس فرنسيس الأسيزي عام 1219م، واعتبره نموذجًا فريدًا للحوار بين الأديان الذي حقق نتائج ملموسة في تعزيز التفاهم والتعايش.

الإسلام دعا إلى الحوار

وأكد فضيلة المفتي أن الإسلام دعا إلى الحوار وأسَّس له نظريًّا في القرآن الكريم وعمليًّا في السيرة النبوية، مستشهدًا بالعديد من الآيات القرآنية التي تدعو إلى الحوار بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، موضحا أن النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم حاور المسلمين وغير المسلمين بروح من التفاهم والاحترام؛ مما أسهم في نشر رسالة الإسلام بشكل سلمي.

كما استعرض مفتي الجمهورية جهودَ دار الإفتاء المصرية في تعزيز الحوار كأداة لتحقيق التعايش السلمي، مؤكدًا أن دار الإفتاء، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبالتنسيق مع جميع المؤسسات الدينية والمجتمعية، وفي مقدمتها الأزهر الشريف، برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، قد بذلت جهودًا كبيرة لتعزيز الحوار باعتباره حجرَ الأساس لتحقيق التعايش السلمي.

وأضاف أن دار الإفتاء المصرية أصبحت رائدة في نشر ثقافة التسامح والتعايش على المستويين المحلي والدولي.

وأشار فضيلته إلى أن من أهم الجهود التي بذلتها الدار في هذا الإطار تعزيزَ الفتوى الوسطية والمعتدلة، مؤكدًا أن الفتوى المعتدلة تعتبر وسيلة أساسية في نشر قيم الحوار والتعايش السلمي، والحد من الفتاوى الشاذة التي قد تثير الفوضى، كما أكد أن الدار تسعى إلى توجيه المسلمين نحو إدراك خطورة التطرف والإرهاب، وما تجره هذه الأفكار من تداعيات سلبية على المجتمع والأمن.

تصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة

وفي ذات السياق، أوضح مفتي الجمهورية أن تصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة، وخاصة فيما يتعلق بقضايا الحوار والتعايش، هو هدف أساسي لدار الإفتاء، مؤكدا الرد على أفكار المتطرفين وتفنيد حججهم يتم باستخدام الأدلة القاطعة والبراهين الساطعة التي تبرهن على ضلال تلك الأفكار وفسادها، مضيفًا أن دار الإفتاء قد نجحت في كسر شوكة التطرف وتقليص نفوذ المتطرفين عبر تقديم الحجج التي تسند منهج الوسطية والاعتدال.

وأضاف فضيلة المفتي أن دار الإفتاء تعمل على إبراز الجوانب المشرقة للتراث الإسلامي فيما يتعلق بعلاقة المسلمين بغيرهم، مؤكدًا أن التراث الإسلامي غني بالأمثلة التي تؤكد أهميةَ التعايش السلمي والاحترام المتبادل، موضحًا أن الرد على الشبهات التي يثيرها المتطرفون حول التراث الإسلامي هو جزء من الجهود الرامية إلى تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام، وتابع فضيلة المفتي قائلًا إن دار الإفتاء قامت باستحداث عدد من الإدارات المتخصصة التي تركز على تعزيز قيم الحوار، ومنها «وحدة حوار» و«مرصد الفتاوى التكفيرية»، والتي أسهمت بشكل فعال في رصد ومحاربة الأفكار المتطرفة.

وفي ختام كلمته، شدَّد فضيلة المفتي على ضرورة العمل المشترك بين مختلف الأطراف لتعزيز الحوار وتحقيق السلام العالمي، مؤكدًا أن الإسلام دين يدعو إلى التعارف والتعاون بين البشر جميعًا.

مقالات مشابهة

  • منها التدخين والبنطلونات المقطعة.. قائمة محظورات العام الدراسي الجديد
  • ورد اسمه 136 مرة.. من النبي الأكثر ذكرا في القرآن الكريم؟
  • «الشعراوي» يوضح تفاصيل قصة الملكين هاروت وماروت في القرآن الكريم
  • تعرف على آيات جبر الخواطر في القرآن الكريم.. ما هي؟
  • مفتي الجمهورية: الإسلام دعا إلى الحوار وأسس له نظريا في القرآن الكريم
  • شاهد بالصور.. تخريج الدفعة الثانية عشر من حفظة القرآن الكريم بخلاوي عرفات بمدينة الأبيض
  • حسام موافي يكشف سبب حدوث إسهال للطلاب في بداية العام الدراسي.. فيديو
  • لاعب مانشستر يونايتد يتلو القرآن الكريم بصوت عذب ..فيديو
  • الشعراوي يوضح قصة تابوت السكينة.. ذُكر في القرآن وحملته الملائكة
  • أمين الفتوى يوضح الحكم الشرعي في تلحين آيات القرآن الكريم -(فيديو)