شاركت مدينة الإنتاج الإعلامي بجناح في مهرجان هوليوود للفيلم العربي في دورته الثالثة بمنطقة جليندال في لوس أنجلوس ، وتأتي مشاركة المدينة في إطار تعريف صناع السينما العربية من مختلف دول العالم بإمكانيات المدينة وبالتسهيلات والخدمات التي تقدمها مصر لصناع السينما من مختلف دول العالم للتصوير والإنتاج بمصر .

وما تقدمه لجنة مصر للأفلام التابعة للمدينة من خدمات لشركات الإنتاج غير المصرية للتصوير بمصر بدءا من استخراج تصاريح التصوير بنظام الشباك الواحد ومرورا بترشيح شركات إنتاج محلية ذات سمعة وخبرة في التصوير الأجنبي لمساعدة الشركات غير المصرية لتنفيذ عملها على أعلى مستوى وإتاحة إمكانيات المدينة كمنطقة حرة في توفير إعفاء جمركي للمعدات بخلاف المزايا والحوافز المادية التي تصل إلى ٣٠٪؜ للشركات غير المصرية التي تقوم بتنفيذ  إنتاجها في مصر. 

 

تأتي مشاركة المدينة في هذا المهرجان لما تتمتع به فكرته من أهمية في اختيار شهر إبريل من كل عام موعدا لإقامته بوصفه شهر التراث العربي في كاليفورنيا .. ولما يمثله من منصة جديدة لجمع صناع السينما العربية في عاصمة صناعة السينما العالمية. وهو ما يسهم في إلقاء الضوء على السينما العربية ومدينة الإنتاج الإعلامي لدى عدد كبير من المهتمين بالصناعة .

 

عقد الوفد عدة لقاءات على هامش المشاركة في المهرجان مع عدد من المسؤولين في شركات الإنتاج الأمريكية الكبرى والتقى رئيس المفوضية العالمية لصناع السينما والتقى رئيس نقابات مديري مناطق التصوير في العالم وتم بحث فرص واعدة لتصوير وإنتاج أفلام أجنبية في مصر يجري الإعداد لها خلال الفترة المقبلة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مهرجان هوليوود للفيلم العربي دورته الثالثة لوس أنجلوس مختلف دول العالم والخدمات تقدمها مصر لصناع السينما

إقرأ أيضاً:

المجال الجوي العربي والحروب العبثية

أن تجد أطفالا في القرية يشكّلون فريقين أو ثلاثة أو أكثر في طرق المارّة أو الحدائق العامّة يجرّهم أحيانا إلى المشاجرة البدنيّة ثمّ يعودون إلى حياتهم الطّبيعيّة وكأنّه شيء لم يحدث؛ هذا شيء طبيعيّ، بيد أن تجد ساسة يتلاعبون بملايين البشر، ويجرّونهم إلى صراعات دمويّة، يخرّبون البلدان، ويقتلون الأبرياء من الأطفال والنّساء، ويعيثون في الأرض الفساد، منهم من يستدعي الماضي وأحلامه الخلاصيّة، ومنهم من يتشبث بقيم الإنسان المعاصرة، والنّاس تبع لهذا وذاك، لا يختلفون بحال عن ساسة التّأريخ وما أحدثوه من قتل ودمار، فما دخلوا قرية إلّا أفسدوها وجعلوا أعزّة أهلها أذلّة، فليت تلاعب هؤلاء السّاسة لا يتجاوز عقول الأطفال، بيد أنّهم يجرّون العالم أجمع إلى حروبهم العبثيّة، وصراعاتهم الحيوانيّة البعيدة عن التّعقّل الإنسانيّ.

شاء القدر أن يكون عالمنا العربيّ في جغرافيّته قلبا وسطا بين العالم أجمع، بتأريخه القديم والحديث، يحمل ذاكرة الشّرق والغرب، حباه الله بخيرات زراعيّة ومعدنيّة وجغرافيّة وبشريّة، كانت صفحته بيضاء أمام حربين عبثيتين وما بعدهما في القرن العشرين، كانت دمارا وبلاء على العلم والبشريّة، فكانت غاية عالمنا العربيّ أن ينال استقلاله وحرّيته مِن يد مَن وضع وثيقة حقوق الإنسان ذاتها، فلم يتمدّد شرقا ولا غربا ليعيث في الأرض فسادا، بل احترم ما استقرّ عليه المجتمع الدّوليّ من مواثيق ومعاهدات دوليّة، فخرج المستعمر بعساكره، لكنّه بقي بتحكّمه وغطرسته، وزرع كيانا لباسه دينيّ ماضويّ لاهوتيّ، وواقعه تحكّم استعماريّ، ينقض كلّ ما يدعون إليه من أنسنة وسلم عالميّ وحقوقيّ، ويمارسون العنف اليوم باسم إعادة خريطة شرق الأوسط الجديد منذ جورج بوش الابن ووزيرة خارجيّته كوندليزا رايس، وما تبع ذلك من دمار في المنطقة لا يكاد تنطفئ جذوته في مكان إلّا وتشتعل ناره في مكان آخر من عالمنا العربيّ.

هذا الكيان مع الاستعمار الأوسع قبله وحّد قلب عالمنا العربيّ، فلم يعرف حينها يمينيّا ولا يساريّا وغيرها من التّيارات بالمعنى التّشويهيّ، ولا مسلما أو مسيحيّا أو يهوديّا وغيرها من الأديان، ولا عربيّا أو سريانيّا أو كرديّا أو قبطيّا أو أمازيغيّا وغيرها من العرقيّات، ولا سنيّا أو شيعيّا أو صوفيّا أو سلفيّا وغيرها من المذاهب والتّوجهات، جمعهم غاية التّحرّر من الاستعمار، مع غاية الإحياء والنّهضة العلميّة والحضاريّة كسائر العالم، فكان عقلاؤه يتجهون به هذا الاتّجاه، إلّا أنّه انحرف عن مساره، وتصارع بين هويّاته، فأصبحت شعوبه عربيّة اسما لا قلبا، وتحوّلت الانتماءات إلى غايات أثارت بينهم الشّقاق والفرقة، فلم نعد نسمع الإحياء العربيّ، ولا الأمّة العربيّة الواحدة بالمفهوم النّهضويّ والإنسانيّ.

بعد معاهدة كامب ديفيد 1978م بدأ عالمنا العربيّ يتراجع بشكل واضح، بعدما تراجع ثقله العروبيّ عن أرض مصر، وما تبع ذلك في سوريا والسّودان، ثمّ لاحقا العراق، وأخيرا اليمن، واستخدم الغربُ العرب درعا بشريّة في مواجهة الرّوس، ممّا أفقد ثقله خصوصا بعد حرب الخليج الثّانية (1990-1991م) وحتّى اليوم، فأصبح عالمنا العربيّ لا يرى قوّته في ذاته ووحدته، بل في ولاءاته الخارجيّة، على مستوى أحزاب الدّولة ذاتها، كما هو الحال اليوم في لبنان واليمن مثلا، لتفقد الدّولة الوطنيّة وجودها، أو على مستوى الدّولة القطريّة ذاتها، فلم يعد انقسامهم مقتصرا عند الكتلتين الشّرقيّة اليساريّة والإمبريالية الغربيّة، بل تمدّد اليوم طائفيّا إلى تركيا وإيران، وقد يتمدّد ديمغرافيّا إلى الهند وباكستان، واقتصاديّا إلى كوريا والصّين، وتطبيعيّا إلى إسرائيل لتكون عنصر هيمنة في الدّاخل وفق الشّرق الأوسط الجديد.

إنّ أحداث ما بعد 7 أكتوبر لم يكشف حالة الانهزام والضّعف في عالمنا العربيّ فحسب، بل كشف حالة تراجع حتّى على مستوى الولاءات الوطنيّة، فأصبحت الشّعوب تبحث عن ولاءات لها خارجيّة تنظر إليها بعين المخلّص من انهزامات الدّاخل، قد تتطوّر لاحقا سلبا على مستوى الأمن الوطنيّ المتمثل في وحدته الجغرافيّة، خصوصا أنّ النّقط الولائيّة الخارجيّة لم تعد محصورة في كتل خارجيّة لا تتعدّى الكتلة أو الكتلتين، بل نقطا متباينة تزداد يوما بعد يوم، ومع ضعف الدّولة الوطنيّة ذاتها تظهر هذه الولاءات الخارجيّة المتباينة على مستوى الأقليّات والأحزاب والعرقيّات المختلفة.

والمتتبع في الجانب الإعلاميّ الرّقميّ في وسائل التّواصل الاجتماعيّ نتيجة الحرب الأخيرة يدرك هذا الوضع تماما، إذ أصبحنا أمّة لا تشكّل ثقلا تحترم جغرافيّتها، وتهاب كلمتها، بل أصبحنا نحارب بعضنا بعضا، لنشتغل بتخوين الذّات، واستدعاء الماضي، وإشعال فتيل الطّائفيّة بين فترة وأخرى، فقافلة الصّمود، والّتي هي أقرب إلى رمزيّة عروبيّة شبابيّة لا تتجاوز لفت العالم من خلال رسالة سريعة لفكّ حصار جزء من عالمنا العربيّ والإنسانيّ يتعرّض لأكبر حالة إبادة وتجويع في القرن الحادي والعشرين، هذا الحصار الجائر الّذي نراه مباشرة مصحوبا بالدّماء والإبادة العبثيّة يكفي لتحرّك العالم لوقفه، ويكفي أن يوحد هذه الأمّة العربيّة لتقول كلمتها، وهو الّذي حرّك قافلة الصّمود من خلال فتية لا يحملون أسلحة ولا غيرها، ولكنّها كُبتت من قبل أبناء العروبة أنفسهم، وليست من غيرهم.

صحيح أنّ العالم أصبح يعيش متقاربا على بعضه، ومن الجيّد أن تتوزع القوى في العالم لأجل التّدافع الّذي يحافظ على استقرار المنطقة دون الهيمنة الأحاديّة المؤدية إلى الاستكبار العالميّ، لكن هذا كلّه لا يعني أن لا نكون شيئا أمام هذه القوى، وأن نكون مسرحا دائما لها، ما بين قواعد وميلشيّات وولاءات طائفيّة وحزبيّة، كانت نتيجته هذا الواقع المؤلم في عالمنا العربيّ من تمدّد الصّراع، وانتشار الفقر والبطالة، وتشريد العديد من أبنائه بحثا عن الحياة والاستقرار، فإن لم ينتبه عقلاء العروبة اليوم، ويراجعوا أوراقهم من جديد؛ فإن ما نراه ونشاهده اليوم من تجاذبات طائفيّة وحزبيّة وولاءات متباينة قد يتمدّد أثره واقعا بشكل أكبر مستقبلا، لا أريد بهذا أن نكون جزءا من الصّراع في إثارة الحروب، لكن على الأقل أن لا نكون دوما مسرحا لهذا الصّراع، وأضحوكة العالم وكأنّه لا عقلاء لدينا، ولن يتحقّق ذلك ما لم تكن هناك وقفة حازمة وجادّة أمام القضيّة الفلسطينيّة ابتداء، وأن نكون نحن من نشكّل عالمنا من خلال ذاتنا وعقلائنا، ولسنا بحاجة إلى شرق أوسطيّ جديد يشكّله غيرنا وفق الاستعمار النّاعم الحديث.

بدر العبري كاتب مهتم بقضايا التقارب والتفاهم ومؤلف كتاب «فقه التطرف»

مقالات مشابهة

  • المجال الجوي العربي والحروب العبثية
  • هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النووية
  • في ذكرى ميلاده.. أحمد يحيى مخرج الكلاسيكيات الخالدة وصانع علامات السينما المصرية
  • «لازم يكون في حد يمتلك لغات».. شوبير يهاجم المسؤول الإعلامي بالأهلي بسبب إمام عاشور
  • “عايزة أتجوز” لا يزال يلاحقها.. هند صبري تشارك جمهورها لحظاتها ويكرمها مهرجان بيروت
  • أفراح الكرامة.. مهرجان للفن التشكيلي في جمعية بيت الخط العربي والفنون
  • مقدمة لدراسة صورة الشيخ العربي في السينما الأمريكيَّة «25»
  • مشاركة سودانية بفيلمين في مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي
  • الصين تستنسخ مدينة شفشاون وتتيح زيارة المدينة الزرقاء “بدون فيزا”
  • في ذكرى رحيلها.. إلهام حسين الجميلة التي انسحبت في صمت من أضواء السينما إلى حياة الظل