دراسة تكشف عن خطر يهدد مدينة بيروت.. والنتائج مثيرة للقلق
تاريخ النشر: 23rd, April 2024 GMT
يخيم الضباب الدخاني على مدينة بيروت معظم الأيام، وهو عبارة عن سحابة بنية اللون تُظلم أفق المدينة، ما يشكل خطرا صحيا كبيرا على السكان ويرفع إصابات السرطان إلى 30%.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن ما يقدر بنحو 8 آلاف مولد ديزل يعمل على تشغيل المدن اللبنانية منذ عام 2019. ويمكن سماع هذه المولدات وشم روائحها ورؤيتها في الشوارع.
ويقول أطباء الأورام إن معدلات التشخيص الإيجابي آخذة في الارتفاع. وتوضح نجاة صليبا، عالمة كيمياء الغلاف الجوي وقائدة الدراسة: "النتائج مثيرة للقلق". وتؤثر هذه المشكلة بالدرجة الأولى على بيروت، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان مثل المقاصد.
وعادة ما تكون مستويات التلوث الناتج عن الجسيمات الدقيقة المعروفة باسم PM2.5، وتصل إلى 60 ميكروغراما لكل متر مكعب، وفقا لصحيفة "الغارديان".
وهذه الكمية أعلى بأربع مرات من الحد الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية وهو 15 ميكروغرام/م3، ما يؤكد أيضا على أنه لا ينبغي أن يتعرض الأشخاص لهذا المستوى لمدة لا تزيد عن ثلاثة إلى أربعة أيام في السنة.
وتطلق المولدات ملوثات مسرطنة في الغلاف الجوي، ما يزيد بشكل كبير من مخاطر الإصابة بالسرطان بين السكان.
وبحسب قياسات الجامعة الأميركية في بيروت، تضاعفت الملوثات المسببة للسرطان في ثلاث مناطق في العاصمة بشكل أساسي.
وذكرت صليبا أن التقييم يشير إلى أن خطر الإصابة بالسرطان قد ارتفع بنسبة 50% تقريبا. خطر السرطان على أساس المواد المسرطنة
بحسب صحيفة "الغارديان" يقول علماء الجامعة الأميركية في بيروت في ورقتهم البحثية: "نحن نحسب خطر الإصابة بالسرطان على أساس المواد المسرطنة المنبعثة من مولدات الديزل، والتي يتم تصنيف بعضها على أنها مواد مسرطنة من الفئة 1A". وتتمثل الفئة 1A (المعروفة سابقا باسم Cat 1) في المواد المعروفة بقدرتها على التسبب في الإصابة بالسرطان لدى البشر بناء على أدلة بشرية إلى حد كبير.
ولاحظ متخصصو الأورام في بيروت بشكل غير رسمي ارتفاعا كبيرا في معدلات الإصابة بالسرطان، ما يشير إلى ارتفاع تقريبي بنسبة 30% كل عام منذ عام 2020.
وعلاوة على ذلك، لاحظوا اتجاها شائعا: أصبح المرضى أصغر سنا بينما أصبحت الأورام التي يصابون بها أكثر عدوانية. ومع ذلك، لم يتم التصديق على هذه البيانات.
وتقول صليبا إن البلاد تعاني من "حلقة مفرغة كبيرة. نحن بلد فقير للغاية الآن، لذلك نستمر في طلب كل هذه الأموال".
ورغم أن الجهات المانحة الدولية ساهمت بمليارات الدولارات لبدء مشاريع البنية الأساسية المحسنة، فإن المشاكل الأساسية لم تعالج بعد.
‘Where can you hide from pollution?’: cancer rises 30% in Beirut as diesel generators poison city https://t.co/EECURAe0pm
— Guardian Environment (@guardianeco) April 22, 2024المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الإصابة بالسرطان فی بیروت
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف مفارقة قاسية في غانا: كسب الرزق من النفايات الإلكترونية مقابل التعرض لسموم خطيرة
ركزت الدراسة، التي قادها الباحث براندون مارك فين من كلية البيئة والاستدامة بجامعة ميشيغان، على منطقة أغبوغبلوشي في العاصمة الغانية أكرا، التي تعد من أكبر مواقع النفايات الإلكترونية غير الرسمية في العالم.
أظهرت دراسة صادرة عن جامعة ميشيغان أن العاملين في إعادة تدوير النفايات الإلكترونية في غانا وفي دول الجنوب العالمي يواجهون مفارقة قاسية؛ تأمين مصدر رزق ضروري للبقاء يقابله تعرض طويل الأمد لسموم خطيرة وتلوث بيئي كبير.
وبحسب الأمم المتحدة، ينتج العالم سنويا 62 مليون طن من النفايات الإلكترونية، ويجري تدوير أقل من ربع هذه الكمية في منشآت رسمية ومنظمة، بينما يتم تدوير الجزء الأكبر في قطاع غير رسمي لا يخضع للحماية أو التنظيم أو التسجيل. وتستقبل غانا وحدها نحو 15 في المئة من النفايات الإلكترونية العالمية.
موقع غير رسمي يهدد صحة البشر والبيئةركزت الدراسة، التي قادها الباحث براندون مارك فين من كلية البيئة والاستدامة بجامعة ميشيغان، على منطقة أغبوغبلوشي في العاصمة الغانية أكرا، التي تعد من أكبر مواقع النفايات الإلكترونية غير الرسمية في العالم.
وخلال 55 مقابلة ميدانية، وثق فين ما سماه المفارقة غير الرسمية، حيث يؤدي العمل غير المنظم في إعادة التدوير إلى الإضرار بصحة العمال وتلويث بيئة المدينة بصورة واسعة.
وبالتعاون مع الباحث ديميتريس غوناريديس والأستاذ باتريك كوبيناه من جامعة ملبورن، وجد الفريق أن ازدياد عدد السكان في المنطقة أدى إلى تفاقم التلوث الناتج من الجسيمات الدقيقة، ما رفع المخاطر الصحية والبيئية. ونشرت نتائج البحث في مجلة Urban Sustainability بدعم من معهد غراهام للاستدامة والمركز الإفريقي للدراسات في جامعة ميشيغان.
يعتمد العمال على حرق البلاستيك لفصل المعادن من الأسلاك والأجهزة، أو على استخدام الأحماض لاستخراج المعادن القيّمة، ما يؤدي إلى انتشار جسيمات ضارة في الهواء وتسرب ملوثات خطيرة إلى التربة والبحيرة القريبة.
ويبيع العمال المعادن المستخرجة لتجار محليين يعيدون إدخالها في سلاسل التوريد العالمية، مع أن هذه المعادن ضرورية لصناعات الطاقة الحديثة ولعمليات التحول نحو الطاقة النظيفة.
مخاطر مصدرها الشمال العالميأوضح فين أن كثيرا من العاملين هم مهاجرون من شمال غانا حيث تنتشر الفقر والنزاعات، مشيرا إلى أن الأجهزة الإلكترونية تصل إلى البلاد من دول الشمال العالمي ومن دول إفريقية، وغالبا تحت غطاء التبرعات أو المعدات الصالحة للاستخدام رغم أنها غير قابلة للتشغيل.
وقال فين إن المفارقة واضحة؛ نتائج اجتماعية وبيئية خطيرة، مقابل أن هذا العمل قد يكون السبيل الوحيد أمام الناس لكسب المال وتحقيق أي درجة من الحراك الاقتصادي. وأكد أن الاقتصادات الدائرية، إذا قامت على الاستغلال والتعرض للسموم، لا يمكن اعتبارها اقتصادات مستدامة، مضيفا أن سلامة سلاسل التوريد لا تقل أهمية عن الهدف النهائي للطاقة النظيفة.
بيانات تمتد لعشرين عامااستخدم الباحث غوناريديس بيانات جغرافية تمتد عشرين عاما لقياس العلاقة بين نمو السكان وزيادة الجسيمات الدقيقة PM2.5 الناتجة أساسا من حرق البلاستيك.
وتوصل إلى علاقة مباشرة؛ كلما ازداد عدد السكان في أغبوغبلوشي، ارتفعت مستويات التلوث التي يتعرضون لها.
وقال غوناريديس إن الناس ينتقلون بحثا عن عمل، لكن وجودهم ونشاطهم يسهمان أيضا في تفاقم التلوث الذي يعانون منه.
الحاجة إلى حل وسطأشار فين إلى أن تنظيم الاقتصاد غير الرسمي في دول الجنوب العالمي يواجه تحديات كبيرة؛ فالتدخلات السابقة إما أدت إلى عمليات إخلاء قاسية شردت السكان، أو فرضت شروطا تعجيزية منعت دخولهم السوق، أو تجاهلت المشكلة تماما.
ويقترح الباحث اعتماد استراتيجية وسطية تخفف الأضرار وتوفر دعما ماليا وتقنيا للعاملين، مثل توفير أدوات stripping للأسلاك لمنع الحرق، أو إنشاء وحدة معالجة مركزية تسمح بإعادة التدوير ضمن ظروف أكثر أمنا وتزيد من شفافية سلاسل التوريد.
وختم فين بأن التدخل لمعالجة المفارقة غير الرسمية ضرورة ملحة في غانا وفي دول أخرى، لكنه حذر من السياسات التي قد تؤدي إلى تفاقم معاناة الفئات الأكثر هشاشة في حال لم تراع السياق الحقيقي والتحديات الفعلية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة