النفايات.. قاتل صامت يتربص بحياة أهالي قطاع غزة المحاصر
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
مع دخول الحرب الإسرائيلية علي قطاع غزة شهرها السابع، أصبح تفشي النفايات وتراكمها بفعل القصف المتواصل وما رافقه من موجة نزوح هائلة لمئات الآلاف من السكان، بمثابة قاتل صامت يفتك بأرواح سكان القطاع ليفاقم من معاناتهم مع الموت والفقد يوما بعد يوم.
ويعاني الفلسطينيون النازحون لاسيما في شمال قطاع غزة من تفاقم مشكلة تراكم النفايات بشكل عشوائي في الشوارع والأزقة، ما يسبب انبعاث روائح كريهة وتواجد كثيف للحشرات، وهو ما نتج عنه تفشي للعديد من الأمراض.
وقال شهود عيان للأناضول إن تلك النفايات "فاقمت" من معاناة النازحين في ظل الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وقالوا إنهم باتوا يواجهون "تحديات جسيمة" بسبب الظروف القاسية والحرجة التي يعيشونها.
وفي هذا الشأن، ناشدت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الأربعاء، كافة المؤسسات المعنية و الأممية والإنسانية بضرورة وسرعة التدخل لإنقاذ سكان القطاع من الأمراض الناتجة عن التلوث.
وأبرزت في بيان انتشار العديد من الأمراض والأوبئة نتيجة طفح مياه الصرف الصحي في الشوارع وبين خيام النازحين، وعدم توفر المياه الصالحة للشرب بالقدر الكافي.
واعتبرت أن هذا الوضع "ينذر بحدوث كارثة صحية خاصة بين الأطفال"، مشيرة إلى رصد العديد من حالات الحمى الشوكية ومرض الكبد الوبائي بين المواطنين.
جبال من القمامة
وأمام إحدى مدارس النزوح في شمال قطاع غزة، تتراكم النفايات في كل مكان مشكله "جبال من القمامة"، مما يضع النازحين في موقف صعب بين ظروف النزوح القاسية وتفشي النفايات المتراكمة التي تسبب الأمراض.
وبحسب مراسل الأناضول، يتجه بعض الأشخاص إلى حرق النفايات فتنطلق سحب من الدخان الأسود يرافقها انبعاث روائح كريهة في المكان.
وتضاعف هذه الممارسات من معاناة النازحين، حيث ينجم عنها تأثيرات سلبية على صحتهم بسبب الروائح الكريهة الضارة التي تنبعث أثناء حرق النفايات، بيهم المسنة الفلسطينية النازحة، أم رمزي أبو رشيد (71 عاما) التي تعاني من مشكلات في الصدر ناتجة عن انتشار روائح النفايات الكريهة في المنطقة.
وقالت للأناضول: "أعاني من ضيق في التنفس، والسعال ومشكلات أخرى بالصدر بسبب روائح النفايات التي انتشرت بشكل كبير في الشوارع والطرقات".
وأوضحت أنه في فترة المساء، تنتشر حشرة البعوض والقوارض وحشرات أخرى، ما يسبب لها إزعاجا بالغا.
ولا تمتلك المسنة النازحة الأموال لشراء الأدوية اللازمة للتخفيف من أزمتها الصحية الناتجة عن حرق النفايات، لتعيش معاناة لا تنتهي بعدما فقدت منزلها بشكل كامل في قصف استهدف بلدة بيت لاهيا في مخيم جباليا شمالي القطاع، قبل 7 أشهر.
ولخصت أبو رشيد أمنيتها الحالية في عبارة واحدة وهي "أن تنتهي الحرب في أقرب وقت ممكن، ليتمكن سكان القطاع من العيش بكرامة وأمان".
مشكلة متكررة
مشكلة أبو رشيد ليست الوحيدة، إذ يشتكي الفلسطيني أيمن الكفارنة (45 عامما) من مشكلات صحية ناتجة عن انتشار النفايات في مناطق واسعة في قطاع غزة.
وقال للأناضول: "الأمراض منتشرة بشكل كبير، ولا يوجد حلول لمشكلة البعوض والقوارض".
وأكد أن الجميع في شمال قطاع غزة "يعاني من السعال وضيق التنفس بسبب انتشار الروائح الكريهة، التي تصاحب حرق النفايات في مناطق مختلفة".
والأسبوع الماضي، حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، من تداعيات صحية وبيئية "خطيرة" على سكان شمال القطاع، على خلفية التلوث البيئي "غير المسبوق" الذي خلفه تكدس جبال نفايات، ومئات المقابر الجماعية المؤقتة، وركام المنازل جراء القصف الإسرائيلي.
وكشف المكتب الحكومي في بيان أن مناطق شمال قطاع غزة "تتعرض لمكرهة صحية وتلوث بيئي غير مسبوق ينذر بتداعيات صحية وبيئية خطيرة على أكثر من 700 ألف نسمة يعيشون فيها".
ولفت إلى "تكدس جبال من النفايات، ومئات المقابر الجماعية المؤقتة، وركام المنازل في مختلف المناطق"، موضحا أن حجم النفايات المنتشرة يقدر بأكثر من 75 ألف طن، في حين تنتشر مئات آلاف أطنان الأنقاض وركام المنازل.
وكشف البيان الحكومي أن هذه النفايات تسببت بانتشار الأمراض المعدية لآلاف المواطنين، لا سيما الكبد الوبائي والأمراض الجلدية، وباتت بيئة خصبة لتكاثر الذباب والبعوض والحشرات والزواحف الضارة، فضلا عن تأثيرها البيئي لقيام المواطنين بإضرام النار فيها.
ووفقا للسلطات في قطاع غزة، يزداد هذا الواقع سوءا في ظل عدم قدرة البلديات على التعامل مع هذه الكميات الضخمة من النفايات والركام، نظرا لعدم توفّر الآليات والمعدات المناسبة، بعد قصف الاحتلال لعشرات المعدات والآليات التابعة للبلديات، وكذلك عدم وجود الوقود الكافي.
وتشن إسرائيل منذ نحو 7 أشهر، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية ودمار هائل في البنى التحتية، وهو ما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب "إبادة جماعية".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: شمال قطاع غزة حرق النفایات
إقرأ أيضاً:
عشرات الشهداء ونزوح آلاف السكان من شمال غزة
استشهد عشرات الفلسطينيين اليوم الأربعاء جراء غارات كثيفة تركزت إلى حد كبير على خان يونس، بعد أن أوقع القصف أمس أكثر من 100 شهيد، في وقت نزحت فيه آلاف العائلات من شمال غزة.
وأفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد 32 فلسطينيا في القصف الإسرائيلي المتواصل، بينهم 24 في خان يونس، منذ فجر اليوم.
وفي التفاصيل، أفاد مصدر طبي في مجمع ناصر الطبي باستشهاد 6 أشخاص وإصابة أكثر من 10 آخرين -معظمهم أطفال- في قصف نفذته مسيّرات إسرائيلية فجر اليوم على خيام نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس.
وداع موجع لشهداء عائلة أبو طعيمة، نساء يبكين أحبّاءهن الذين ارتقوا جراء قصف خيمتهم في مواصي خان يونس جنوب القطاع الليلة الماضية. pic.twitter.com/EtUWQOtKj6
— فلسطين بوست (@PalpostN) July 2, 2025
وقال المصدر إن حالة بعض المصابين خطيرة، ونشر ناشطون صورا تظهر أطفالا مضرجين بدمائهم في المستشفى.
وتأتي المجزرة الجديدة في منطقة المواصي المكتظة بالنازحين بعد ساعات من إصدار جيش الاحتلال أوامر بإخلاء عدة أحياء في خان يونس بذريعة إطلاق صواريخ من داخلها أمس.
وكانت كتائب القسام تبنت إطلاق صواريخ من طراز "كيو-20" من منطقة تتواجد فيها الآليات العسكرية الإسرائيلية شمال خان يونس على مستوطنتي نير إسحاق ومفتاحيم المحاذيتين لقطاع غزة.
وتشهد خان يونس معارك محتدمة بين المقاومة وقوات الاحتلال المتوغلة في بعض المحاور بالمنطقة.
غارات مستمرة
وفي تطورات ميدانية أخرى، أفاد مصدر في المستشفى المعمداني بوصول 4 شهداء بينهم طفلان إثر غارة إسرائيلية على منزل بحي التفاح شرقي مدينة غزة.
وتعرضت المناطق الشرقية لمدينة غزة، بما فيها حي الشجاعية، لغارات جوية وقصف مدفعي، وشمل القصف حي الزيتون الذي يقع جنوب شرقي المدينة، وفقا لمصادر فلسطينية.
وكانت مدينة غزة شهدت في الأيام القليلة الماضية عدة مجازر إحداها وقت في استراحة على شاطىء البحر وأسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى.
إعلانوفي شمال القطاع، تجدد القصف اليوم على منطقة جباليا التي تعرضت في الآونة الأخيرة لأحزمة نارية.
وفي وسط القطاع، أفاد مصدر في مستشفى شهداء الأقصى باستشهاد 5 بينهم أطفال في غارة إسرائيلية على مجموعة من الفلسطينيين بدير البلح.
وقبل ذلك، استهدفت غارة خيمة تؤوي نازحين في محيط مستشفى شهداء الأقصى مما أسفر عن 10 مصابين.
وكانت مصادر في مستشفيات القطاع أفادت بأن 109 فلسطينيين استشهدوا أمس الثلاثاء جراء القصف الإسرائيلي، مشيرة إلى أن أكثر من نصف الشهداء سقطوا في جنوبي القطاع وبينهم عدد من الباحثين عن مساعدات غذائية.
ومنذ استئناف العدوان على غزة في مارس/آذار الماضي، استشهد أكثر من 6300 وأصيب 22 ألفا، وبين الشهداء 600 من المجوعين الذي جرى استهدافهم في محيك مراكز المساعدات الخاضعة لإشراف أميركي إسرائيلي.
عائلات فلسطينية تغادر شمال غزة بعد أوامر إخلاء إسرائيلية#فيديو #حرب_غزة pic.twitter.com/XgTtzge4r6
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) July 2, 2025
عمليات نزوحفي غضون ذلك، قالت الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 1500 عائلة نزحت من شمال غزة، وكذلك من الجزء الشرقي من محافظة غزة.
وأضافت الأمم المتحدة أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تكثفت في غزة منذ إصدار أمر النزوح الأخير.
من جهتها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أمس إن 82% من مناطق قطاع غزة تخضع لأوامر إخلاء إسرائيلية.
وأضافت الوكالة أن الفلسطينيين لا يجدون مكانا يلجؤون إليه مع استمرار تدمير المنشآت ومراكز الإيواء.
وتؤكد الأمم المتحدة أن إسرائيل تحاصر السكان في نحو 22% من مساحة القطاع.
ومنذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، اضطر معظم السكان البالغ عددهم نحو 2.2 مليون للنزوح مرة واحدة على الأقل.
ونزح مئات الآلاف من مناطق توغلت فيها الدبابات الإسرائيلي وبينها رفح وخان يونس في الجنوب، وجباليا وبيت لاهيا وبيت حانون والمناطق الشرقية لمدينة غزة في الشمال.