المقاطعة سلاح جبار ضد التجار الجشعين الذين لا يراعون الله فى هذا الشعب العظيم، وصحيح أن ضبط الأسواق مهمة رئيسية للدولة ولكل الأجهزة المسئولة عن ذلك، إلا أن المواطن له الدور الأكبر فى هذا الشأن، لأن الامتناع عن الشراء للسلعة المبالغ فيها، يجعل التاجر الجشع يفكر ألف مرة ومرة فى زيادة سعرها، ولو بارت هذه السلعة لدى التاجر وتعرض للخسارة لن يفعلها ثانية.
الأجهزة الرقابية - وما أكثرها - فى بلدنا، منوط بها التصدى بكل حسم وقوة لكل تاجر جشع وعليها مسئولية كبيرة فى ضبط فوضى الأسواق، لكن لا يغنى هذا أبداً عن ضرورة مشاركة المواطن فى التصدى لهذه الظاهرة، ويجب أن يتخلى كل مواطن عن السلبية فى هذا الشأن. والحقيقة أن المصريين لديهم القدرة الفائقة على ردع أى ظاهرة سلبية، فما بالنا بما ينغص عليه حياته ويزيد من الأسعار دون مبرر يذكر. المواطن لا ينتظر من الحكومة أن تضع رقيباً على كل تاجر داخل الأسواق، بل المواطن شريك وفاعل رئيسى فى هذه المهمة. وكم لعب المصريون العديد من المواقف الصلبة فى العديد من القضايا التى تعرض حياتهم وأمنهم للخطر.
فكرة المقاطعة ليست جديدة على المصريين فهم نفذوها كثيراً وفى كل مرة تأتى بنتائج إيجابية، تعود بالخير على الجميع، فلو فوجئ التاجر الجشع بعدم الإقبال على السلعة ووجدها تبور وتفسد أمامه، لن يكرر إجرامه فى زيادة الأسعار مرة ثانية، لكن للأسف الشديد استمرأ التاجر أفعاله الإجرامية، طالما أن الأرباح الطائلة يحققها فى نهاية المطاف.. سلاح المقاطعة جبار ومن خلاله يتم الحزم والحسم، ويضطر التاجر إلى النزول بسعر السلعة ويكسب فيها بدون مبالغة.
وكلنا يذكر الواقعة الشهيرة بمقاطعة اللحوم، ما جعل سعرها ينخفض بشكل ملحوظ، وكانت درساً قاسياً لكل الجزارين، وما أشبه الليلة بالبارحة، فقد نفذ أهلنا فى بورسعيد حملة المقاطعة للأسماك، التى ارتفعت هى الأخرى بشكل جنونى مؤخراً، وفسدت الأسماك ويندم حالياً التجار الذين يبالغون فى الأسعار، إذن لماذا لا يشارك المواطنون الدولة فى ضبط الأسواق ومقاومة جشع التجار بالسلاح الجبار وهو سلاح المقاطعة. أعتقد أن هذه الفكرة التى ليست جديدة على المصريين سهلة التنفيذ ولو تم تفعيلها على كل السلع المبالغ فى أسعارها لتغيرت الصورة تماماً، ولوقف كل تاجر جشع عند حده.
فعّلوا سلاح المقاطعة وسنرى النتائج الإيجابية بدلاً من مصمصة الشفاه والفرجة على ما يحدث من فوضى بالأسواق، طالما أن الأجهزة الرقابية المنوط بها التصدى لذلك لا تستخدم حقها فى الحسم والحزم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قاطعوا حكاوى التجار الجشعين الشعب العظيم
إقرأ أيضاً:
أعترف .. أنا المواطن السعودي!
صالح جريبيع الزهراني*
أعترف أنا المواطن -كاتب هذه السطور- بأنني عاجزٌ تماماً عن متابعة وملاحقة النجاحات والإنجازات والفعاليات في بلادي، رغم حرصي الشديد على أن أكون مُطَّلعاً بشكل حثيث كل يوم على كل حدث وحراك وعمل.
نحن -السعوديين- بفضل الله نعدُّ النجاحات عندما يعدُّ غيرنا الخيبات، وتتوالى علينا البشارات عندما يتجرع غيرنا الانكسارات.
أخبار قد تهمك يقول أخو نوره على الشرق والغرب.. 15 مايو 2025 - 12:57 صباحًا زيارة ترامب للمملكة.. تحوّلات استراتيجية في السياسة والاقتصاد الإقليمي 13 مايو 2025 - 5:06 صباحًانحن نسافر بسرعة الصاروخ، وغيرنا مازال عالقاً في الحُفَرِ، يندب حظّه، ويستجرُّ ماضيه، ويعزف على شعاراته المهترئة.
أقول ذلك فخراً واغتباطاً بما وصلنا إليه، فخراً بالنفوس الطامحة، والعزائم القوية، والعقول التي لا تهدأ، والعيون التي لا تنام.
أفتخر بالجذور الضاربة في أعماق التاريخ، والحضارة التي تقول بأن أول حجرٍ وُضِع على حجرٍ وأول بيت وضع للناس كان هنا، في بكة “مكة”، إيذاناً بفتح جديد للإنسانية التي كانت تسكن الكهوف والقفار، وتفترش الأرض وتلتحف السماء.
كنَّا ومازلنا وسنبقى روَّادُ الحضارة المادية والمعنوية؛ عبر إرثنا وتأثيرنا في شعوب العالم لغةً وفروسيةً وحميةً وديناً وأخلاقاً ومبادئ وقيم ومعاني إنسانية سامية، نطق بها التاريخ وتمثَّلت بها الشعوب.
أفتخر بقيادةٍ (منّا وفينا)، تقي براحتيها مواطنيها، وتضعهم في مآقيها، وترفع من قدرهم وشأنهم بين الأمم كل يوم، قيادة تبني وطناً عظيماً، ينعم فيه أبناؤه بالأمن والخيرات، وتجلب لهم الثمرات، وتقال لهم العثرات، قيادة لا تعرف الشعارات الزائفة، ولا العنتريات الكاذبة، بل تؤمن بالعمل، والعلم، والإخلاص، وأداء الأمانة، وصناعة السلام.
إن ما حدث في الرياض وحدها من حراك اقتصادي في يوم واحد، يعادل اقتصادات بلدان بأكملها خلال عام كامل، وما يحدث في الرياض وحدها من حراك سياسي كفيل بقيادة توجهات الدول، وتغيير سياسات العالم، وفرض الرؤية السعودية في كل القضايا، وتعزيز حضورها في كل المحافل، وما يحدث فيها من فعاليات ومؤتمرات وأنشطة علمية وثقافية ورياضية وفنية وصحية وبيئية يدلُّ على أنها أصبحت قلب العالم.
خلال زيارة الرئيس الأمريكي لعاصمة القرار العربي (الرياض)، استمتعت باتجاهين:
باتجاه النجاح الذي تحققه بلادي والشراكات والاتفاقيات الاستراتيجية والاستثمارات الضخمة في مجالات الطاقة والذكاء الاصطناعي والنقل والبحوث الصحية والفضاء والتعدين والصناعات المدنية والعسكرية، والإشادة الكبرى وعبارات الإعجاب التي أظهرها المسؤولون الأمريكيون تجاه قائد النهضة السعودية في العصر الحديث سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله وسدد خطاه وأخزى أعداءه.
أما الاتجاه الآخر والمتعة الأخرى فقد كانت في مشاهدتي لامتقاع الوجوه وجحوظ العيون ورؤية الخيبات والحسرات على وجوه الكارهين الحاقدين الحاسدين لوطني العظيم، الذين لم يتبقَّ أمامهم إلا الكذب والشتم والتلفيق والتدليس، ومحاولة حرف الحقائق، والتقليل من الإنجازات، وتسطيح العقول بكلام لا يقبله حتى الأغبياء، ونشر رسومٍ وصورٍ طفولية وفيديوهات معدلة تسيئ للمملكة وحكامها، معتقدين أن ذلك يشفي غليلهم، ويطفئ غضبهم، ولكن هيهات، فلن يزيدهم ذلك الوهم المصطنع والتبرير الزائف والله إلا اضطرام النار في أكبادهم، وتغلغل اليأس إلى نفوسهم، واجتراع الحسرات، وتراكم الخيبات، زادهم الله خيبةً وحقارةً وذلاً وصغاراً.
*كاتب سعودي