صحيفة التغيير السودانية:
2025-06-26@20:01:42 GMT

اكذوبة جيش واحد شعب واحد!

تاريخ النشر: 29th, April 2024 GMT

اكذوبة جيش واحد شعب واحد!

رشا عوض

لو كان لدينا بالفعل جيش واحد وكنا شعبا واحدا هل كنا نرزح تحت وطأة حرب قذرة وقاسية كهذه!
ما عاد الجيش واحدا بل تعددت الجيوش واستقل كل جيش باطماعه الخاصة في السلطة فاقتتلوا ! فقتلونا ودمرونا وعذبونا وشردونا!
وما عاد الشعب واحدا بل انقسم وسرت في اوصاله خطابات الكراهية والعنصرية التي تهدف لتمزيق البلاد!
اكبر تحدي يواجهنا الان هو توحيد الجيوش المتعددة وتوحيد الشعب المنقسم تبعا لانقسامات الجيوش!
لو كانت القوات المسلحة صمام امان السودان، ولو كانت قوات الدعم السريع مناضلة في سبيل الديمقراطية، لكنت انت كموطن سوداني مستقرا ومعززا مكرما في بيتك داخل وطنك، لاترى في شوارع مدنك وقراك سوى الشرطة التي تحميك ، ولن ترى مطلقا دبابات او تاتشرات في شوارعك لان الجيش سيكون في الحدود ! يحرس حدود وطنك من العدوان الخارجي!
اما وانت عزيزي المواطن “شايل بقجتك وجاري” من ولاية لولاية ومن بلد لبلد، منهوبا ومذلولا ومرعوبا وجائعا ، والسلاح المدفوع ثمنه من حر مالك ومن ثروتك القومية بدلا من ان يحميك يقتلك ويدمر بيتك وبلدك ويحول حياتك لجحيم، فان عليك ان تضع عقلك في رأسك لتعرف خلاصك! ولا تردد عبارات فارغة المضمون!
حرب صراع السلطة بين اجنحة المؤسسة العسكرية المأزومة افقدتك الامان والكرامة فلا تسمح للابواق الاعلامية الفاجرة لهذه المؤسسة المعطوبة( بكل اجنحتها) ان تجعلك تفقد عقلك وتمجد اي طرف من اطراف القتال وتصطف خلفه!
وان تجعلك تفقد عقلك اكثر وفي عز هذه الحرب تجعل معركتك الرئيسية مع مدنيين عزل مسالمين سواء قحت او تقدم او اي قوى سياسية مدنية مهما كان اختلافك معها! فهؤلاء مهما فشلوا او اختلفوا او تعاركوا سياسيا فلن تصلك منهم دانات او قذائف طيران او رصاص يقتلك! ولن يحبسوك في بيوت اشباح ويعذبوك عقابا على رأي او موقف سياسي!
معركتك الرئيسية والاستراتيجية مع الاحزاب السياسية المسلحة ممثلة في الجيش والدعم السريع ، فهذه الاحزاب المسلحة اذا اتفقت مع بعضها تسرقك وتقمعك ! واذا اختلفت وتصارعت تشعل حربا تقتلك وتشردك وتذلك! لانها مدججة بالسلاح ومجردة من الاخلاق والضمير والانسانية!
وطبعا هذا التقييم للمؤسسة العسكرية لا يشمل باي حال اي ضابط او اي جندي في الجيش او في الدعم السريع بالمطلق، فالسواد الاعظم من هؤلاء جزء من الشعب ضحايا مثلنا تماما ولا انصاف لهم ولا تحقيق لمصالحهم سوى الدولة المدنية الديمقراطية الراشدة التي لن تستهلك حيواتهم العزيزة علينا في صراعات السلطة العارية، ولكن الادانة السياسية والاخلاقية هي لكارتيلات المصالح الضيقة ومراكز القوى التي حولت المؤسسة العسكرية الى مطية لاطماع السلطة ونهب الموارد بواسطة عصابات سياسية متمرسة تزاوجت مع عصابات عسكرية وجعلت المؤسسة العسكرية باكملها حصان طروادة الذي يختبئ داخله الاستبداد والفساد .


الحرب زلزال مدمر وقاسي ، وكما للزلازل رغم قسوتها فوائد جيولوجية ممثلة في اعادة التوازن للارض ، فان فائدة الحروب رغم قسوتها يجب ان تكون استخلاص الحكمة والوعي الذي يقود الى الضفة الصحيحة من التاريخ!
فهل يعقل ان تكون تلك الضفة هي البوت العسكري! هل يعقل ان تكون نتيجة هذه الحرب ان يدخل الشعب السوداني مجددا تحت البوت العسكري ويقدم له البيعة السياسية!
الضفة الصحيحة من التاريخ هي السلام والديمقراطية وحقوق الانسان هي شعار الثورة الخالد حرية سلام وعدالة ، مهما بدت هذه الضفة بعيدة ومهما بدا الطريق اليها وعرا فان اضعف الايمان ان نضبط بوصلتنا الاخلاقية والفكرية والسياسية نحو هذا الاتجاه بعناية فائقة وبارادة مخلصة وحتما سيأتي بعدنا من يمتلك ادوات العبور الى هناك.

الوسومرشا عوض

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: رشا عوض

إقرأ أيضاً:

مؤمن الجندي يكتب: مهما صفق الواقفون

حين تتكرّر الهزيمة، تُصبح كرة القدم عجوزًا ساخرة، تجلس على حافة المدرّج، تضحك على أحلامنا المتكررة، وتصفّق بحرارةٍ لخيبتنا كلما لبسناها ثوب المجد الزائف.. هي لا تكرهنا كما نزعم، ولا تحبّ غيرنا كما نتوهّم، لكنها ترفض أن تُصافح من لا يحترم قواعدها، ولا يمنحها ما تستحق من عقلٍ، لا عاطفة.

مؤمن الجندي يكتب: أثر اللامستحيل مؤمن الجندي يكتب: ما الذي لا يستطيع المال شراؤه؟

نخسر، فنبكي. نخرج، فنغنّي.. نهدر فرصةً بعد أخرى، ثم نحمّل الحظ ذنب ما ارتكبته أقدامنا المرتعشة، وقلوبنا المرتبكة.. وكأننا اعتدنا أن نؤجر مقاعد الشرف في مواكب الوداع، لا أن نصعد منصات التتويج.


هي عادتنا.. لا نشتريها، بل نرثها.. عادتنا في تدوير الخيبة، وتلميع الفشل، وارتداء وسام "الشرف" على صدر الهزيمة.. خرج الأهلي من الدور الأول لكأس العالم للأندية بلا انتصارات، كما خرجت غيره من قبل منتخبات مصرية في بطولات عالمية، كما سيخرج القادمون من بعده.. خروج "مشرف" كما يقولون، لكنه في الحقيقة لا يشرف أحدًا، ولا يليق بمن يمتلك ذرة طموح أو احترام لذاته.

خرج لأن الكرة لم "تخونه"، بل لأنه خان فرصه وإمكانياته.. ضيّع أهدافًا، وتراخى في لحظات الحسم، وراهن على حظ عاقر لا ينجب إلا الندم.. خرج لأن هناك من يفضّل تبرير السقوط، لا تحليله، لأننا نحترف صناعة الأعذار أكثر من صناعة الإنجاز.

كل مرة، نفس الملامح، نفس النبرة، نفس الكلمات: "كنتم رجالة"، "ولا يهمك يا بطل"، وكأننا نغني لخيبة نحبها!

نحن الشعب الذي يحب تزيين الانكسارات، ويجيد تأليف الأهازيج في جنازات الفُرص الضائعة.. بل نختزل الفشل في "عدم التوفيق"، وكأن الحظ هو اللاعب رقم 12، وليس التنظيم الفني، ولا الاستعداد، ولا الإدارة ولا حتى تركيز اللاعبين على أرضية الميدان.

نكرّر السيناريو ذاته منذ عقود، في الكرة، وفي اليد، وفي الطائرة، وفي كل لعبة دخلناها بـ "حلم"، وخرجنا منها بـ "عذر".

المشهد محفوظ:

هزيمة دموع تصفيق جماهيري… منشورات على السوشيال ميديا… ومقولة شهيرة: "شرفتونا".. لكن الحقيقة؟

لا، لم يُشرّفنا أحد بمجرد الحضور، فالعالم لا يتذكّر من حضر، بل من حصد.. والقفز من الطائرة دون مظلة لا يجعلك شجاعًا، بل ساذجًا مهما صفّق لك الواقفون في الأسفل.

"الخروج المشرف" أكذوبة نُغنّيها لأنفسنا كي لا نسمع صوت خيبتنا، و"الحظ" ليس خصمك، بل عادتك في الهروب من الحقيقة.

في النهاية، كلماتي ليست للأهلي فقط بل للجميع.. لا تطلب من العالم أن يحترمك، وأنت لا تحاسب من خذلك، ولا تنتظر المجد، وأنت تفرح ببطاقات المشاركة، لا بالكؤوس.. إن لم نخجل من كثرة النسخ التي نكرر فيها هذا السيناريو، فليكن عندنا من الشجاعة ما يكفي لنمزق هذه النسخة، ولنكتب حكاية أخرى.. حكاية إنجاز، لا "عذر".. حكاية بطولة، لا دموع.
حكاية نرويها للعالم، لا لأنفسنا فقط.

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا 

مقالات مشابهة

  • “حماس” تشيد بشجاعة أهالي ترمسعيا والضفة في التصدي لهجمات المستوطنين الإرهابيين
  • الخامنئي: انتصرت الجمهورية الإسلامية في هذه الحرب ووجهت صفعة قوية لأمريكا
  • المرشد الإيراني: الشعب كان على قلب رجل واحد في مواجهة العدوان
  • الجيش الإيراني: استهداف المراكز العسكرية والاستراتيجية والبحثية لإسرائيل
  • “الأغذية العالمي”: المساعدات التي وصلت غزة منذ أيار أقل من احتياجات يوم واحد للسكان
  • من الأميري لاي عبد الله خليل إلى كبرون.. لماذا لا يشتكي ضباط الجيش السوداني من التهميش؟
  • “الأغذية العالمي”: المساعدات التي ادخلت أقل من حاجة غزة وتكفي ليوم واحد
  • زامير : تركيز المؤسسة العسكرية يعود إلى غزة الآن
  • العرابي: إيران اكتسبت قوة ليست فى نفس الوضع التي كانت إسرائيل تستهين به من قبل العمليات العسكرية
  • مؤمن الجندي يكتب: مهما صفق الواقفون