يمانيون/ الحديدة

تعد المدارس الصيفية المكان الأنسب والآمن لحماية الأبناء وتحصينهم في أوقات الفراغ، وتنويرهم بالثقافة القرآنية، والتوجه لإعدادهم الإعداد السليم في مختلف المجالات.
تتميز الدورات الصيفية في عموم مديريات محافظة الحديدة هذا العام باستراتيجية تربوية في طريق الإعداد السليم للنشء والشباب وفق المنهج القرآني ومبادئ الدين الحنيف لبناء جيل متسلح بالعلم والبصيرة والوعي الديني وما يحاك ضد الأمة من مخاطر ومؤامرات.


ويجسد الاهتمام على الصعيدين الرسمي والمجتمعي بالدورات الصيفية للاستفادة من الأنشطة التي تتضمنها، مستوى الحرص على تحصين الأبناء من الاختراقات والثقافات الغربية والدخيلة وإبعادهم عن مخاطر الانحراف الأخلاقي والتحريف الديني والحرب الناعمة وكل ما يهدد سلوكياتهم في ظل الضياع والشتات الذي تعيشه الأمة.

مستوى الإقبال على المدارس :
تحظى المدارس الصيفية النموذجية والمفتوحة بمحافظة الحديدة باهتمام واسع وتشهد إقبالاً كثيفاً لتلقي العلوم والثقافة النافعة وبناء السلوك الوجداني والمعرفي للأبناء، حيث تكرس الجهود الرسمية لمواكبة احتياج الطلاب والطالبات الملتحقين بالدورات بما يسهم في ترسيخ الهداية الإلهية والمعارف الصحيحة.
وتتوج هذه الجهود إلى جانب التوعية المجتمعية واستراتيجية خطة اللجنة المركزية للدورات الصيفية، بزيادة عدد الملتحقين بها في مختلف المديريات، وكذا ارتفاع عدد المدارس التي تستقبل الطلاب والطالبات.
وحسب المؤشرات الأولية للالتحاق بهذه الدورات بلغ عدد الطلاب والطالبات خلال الأسبوع الأول أكثر من 55 ألف طالب وطالبة في أكثر من 800 مدرسة، ويتوقع أن يفوق العدد أكثر من 100 ألف.

الغايات النبيلة:
الغاية النبيلة من الدروات الصيفية ترسيخ الهوية والانتماء الوطني والمفاهيم والأفكار الصحيحة، وتربية الجيل تربية قرآنية وغرس السلوكيات الإيمانية وإكسابه المهارات لتحصينه من الأفكار الضالة والحرب الناعمة واكتشاف المواهب.
ومن هذه الغايات، الاهتمام بالثقافة القرآنية، وتزويد الملتحقين بالمعارف الدينية والمهارات اللغوية والثقافة العامة، وتعويدهم على برامج وأعمال الإحسان والمشاركات الخلاقة التي تنمي في نفوسهم روح المبادرة الإنسانية والمجتمعية وحب الخير.
ترمي القيادة الثورية التي تحرص على الدورات الصيفية، إلى إعداد جيل صالح لخدمة الوطن والأمة من خلال ترسيخ مبادئ وثقافة القرآن وقيم الانتماء الديني والوطني والأخلاق في أوساط الشباب، واستثمار طاقاتهم بما يخدم المجتمع فضلا عن تنمية المهارات والابتكارات ورفع الوعي والبصيرة في مختلف المجالات.

غايات تربوية:

تعد الدورات الصيفية، فرصة للأبناء للتعلم النافع خلال العطلة المدرسية، وخارطة طريق ضمن استراتيجية تربوية صحيحة للحفاظ عليهم من الضياع وتنمية مداركهم من خلال استغلال أوقات الإجازة في ما يعزز قدراتهم ومواهبهم والمعارف العلمية والثقافية التي تعود بالفائدة على المستوى الشخصي والمجتمعي.
ومقارنة مع الأعوام الماضية، تشهد المدارس الصيفية إقبالاً متزايداً لتنامي الوعي بأهميتها في احتواء الطلاب وحمايتهم من الفراغ أثناء العطلة، وتكتسب أهميتها من خلال الأنشطة الهادفة والمتنوعة التي تسعى إلى بناء جيل يحمل ثقافة القرآن قولاً وفعلاً.
وتسعى الدولة من خلال الدورات الصيفية إلى تأسيس لبنات سليمة لمستقبل الأجيال، التي يعول عليها بناء الوطن وفق منهجية القرآن وروحية الإيمان، وغرس البذور لتأسيس يمن المجد والقوة في مختلف المجالات.

رؤية سديدة:

واعتبر محافظ الحديدة محمد قحيم، الإقبال الكبير للالتحاق بالدورات الصيفية تتويجاً لمستوى الوعي بأهميتها وللجهود التي بذلت في إنجاح الخطة المركزية للجنة العليا للدورات الصيفية.
ونوه إلى ما تمثله هذه الدورات من أهمية لتخريج أجيال المستقبل، أجيال القرآن الذين تعول عليهم القيادة وكل اليمنيين في أن يكونوا رواد الأمة وقادتها بما يحملونه من ثقافة لمشروع قرآني نهضوي لا ينفك عن هدي الرسول وأعلام الأمة.
وعبر المحافظ قحيم، عن الفخر بمستوى الزخم الذي تحظى به الدورات والأنشطة الصيفية هذا العام، والتي تمثل إحدى صور العلم الحقيقية في تحصين الأبناء وتنويرهم بثقافة القرآن الكريم والعلوم الشرعية.
من جانبه نوه وكيل أول المحافظة أحمد البشري، إلى أن حملات التشويه والشائعات التي يبثها أعداء الإسلام واليمن تأتي من واقع خوفهم من ثمار هذه الدورات، مبينا أن حملات التحريض كل عام بالتزامن مع تدشين الدورات الصيفية، تعكس حالة القلق من مخرجاتها القرآنية في بناء جيل متسلح بالدين لا يساوم على قضايا الأمة وسيادة الأوطان.
وأثنى على رؤية وحكمة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، وحرص المجلس السياسي الأعلى وجهود كل الجهات التي تسهم بفاعلية في ربط الطلاب بالدورات الصيفية وايلائهم المزيد من الاهتمام تحقيقا للوعي والبصيرة بمخرجاتها وأهميتها.
وثمن وكيل أول المحافظة، الدور الفاعل للمجتمع وأولياء أمور الطلاب الذين يسارعون لتسجيل أبنائهم في الدورات الصيفية بمختلف مستوياتها العمرية، داعيا إياهم إلى الاستمرار في استغلال فرصة العطلة لربط الأبناء بحلقات الذكر والتلاوة وحفظ القرآن بما يحقق لهم الفلاح في الدنيا والآخرة.
من جانبه أوضح المسئول على الدورات الصيفية بالمحافظة محمود الوشلي، أن خطة العام الجاري حافلة بالعديد من الأنشطة الثقافية والدينية والمتنوعة بما يحقق هدف استغلال العطلة بشكل إيجابي يعود بالنفع والفائدة على الطلاب والطالبات.
ونوه إلى أن ارتفاع عدد الملتحقين بالدورات نتيجة وعي أولياء الأمور وقادة المجتمع بأهميتها ودورها في تحصين الأبناء وإعدادهم ثقافيا ودينيا، مشيدا بتعاون قيادة السلطة المحلية في متابعة تفعيل الأنشطة وتعزيز إنجاح الرسالة التنويرية للدورات الصيفية وتحقيق أهدافها. # الدورات الصيفية#الحديدة#هوية إيمانيةالمراكز الصيفية

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الطلاب والطالبات الدورات الصیفیة فی مختلف من خلال

إقرأ أيضاً:

السوشيال ميديا بين الوعي والوعي المضاد: معركة السيطرة على العقول

شهد العالم العربي في العقدين الأخيرين تحولا غير مسبوق في بنية الاتصال والإعلام، مع انفجار ثورة السوشيال ميديا وتحوّل المنصات الرقمية إلى ساحة عامة جديدة، تتقاطع فيها السياسة بالدين، والثقافة بالأيديولوجيا، والمعلومة بالدعاية. ولم يعد حضور الحركات والأفكار والمشاريع الحضارية في هذه الساحة مسألة اختيار، بل بات جزءا من معركة الوجود ذاته.

لكن ما بدا في لحظةٍ ما تمكينا للجماهير، وفتحا لآفاق التعبير الحر، سرعان ما تحوّل إلى ساحة مزدحمة بأدوات "الوعي المضاد": تضليل، وتشويه، وتفكيك للهوية، وترويج للانهزام، وتمييع للقضايا، حتى صارت هذه المنصات -في كثير من السياقات- تُدار من قبل أجهزة أمنية أو شركات كبرى أو غرف حرب سيبرانية، تصنع الرأي العام كما يُصنع الخبر.

من هنا، تسعى هذه الورقة إلى تحليل هذا التحول، من "منصات التحرر" إلى "مخازن التوجيه"، ومن "الحرية الرقمية" إلى "الاحتلال الناعم للعقول"، وتقديم رؤية استراتيجية تعيد تموضع الفاعلين الحضاريين في ساحة الوعي، بعد أن استردّها الخصوم واحتلوها تدريجيا.

لم تعد السوشيال ميديا "أداة محايدة"، بل أصبحت مجالا لصناعة الحقيقة الزائفة، وإزاحة القضايا الجوهرية، وتفكيك رموز الوعي الجمعي، وإحلال خطاب اللامعنى والجدوى محل الأمل والمقاومة
أولا: من الساحة الافتراضية إلى ساحة المعركة

في لحظة الثورات العربية، لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا حيويا في كسر الحصار الإعلامي، وتشكيل خطاب شعبي حر، وبناء شبكات تعبئة واسعة. لكن بعد سنوات، شهدنا ما يلي:

• استيعاب المنصات الكبرى في أجندات القوى المسيطرة عالميا (الغرب النيوليبرالي- الكيان الصهيوني - شبكات المال والإعلام).

• صعود جيوش إلكترونية، ممولة أو موجّهة، لبث الفوضى أو التطبيل أو التشويه.

• سياسات رقابة مزدوجة، حيث يُغلق صوت المقاومة أو الإسلام السياسي، بينما يُترك خطاب الانحلال أو التطبيع أو التهوين.

• توظيف الذكاء الاصطناعي والتحليل البياني لبناء "هندسة رأي عام" تؤطر وعي الجمهور، وتدفعه لا شعوريا نحو خيارات محددة.

لم تعد السوشيال ميديا "أداة محايدة"، بل أصبحت مجالا لصناعة الحقيقة الزائفة، وإزاحة القضايا الجوهرية، وتفكيك رموز الوعي الجمعي، وإحلال خطاب اللامعنى والجدوى محل الأمل والمقاومة.

ثانيا: مظاهر الوعي المضاد في المجال الرقمي العربي

1- تزييف القضايا وتفكيك الأولويات، حيث يُعاد تشكيل الوعي العربي لصرفه عن القضايا المصيرية (فلسطين، الهوية، السيادة) نحو قضايا وهمية (الترفيه، النزاعات الشخصية، البرامج التافهة).

2- تشويه الرموز والتيارات الإسلامية، حيث تُدار حملات منتظمة لشيطنة الحركات الإسلامية، وتسفيه رموزها، وتقديمها كعائق أمام التطور أو سبب للدمار، في وعيٍ مزيف يُنتج "الاستسلام الطوعي".

3- ترويج خطاب اللامبالاة واليأس، حيث يُستثمر الإعلام الرقمي في ترسيخ عقلية "ما فيش فايدة"، و"كلهم زي بعض"، و"الدين سبب مشاكلنا"، ليُصبح الجمهور خصما لقضاياه.

4- إعادة تعريف القيم والمفاهيم، مثل "الحرية"، "العدالة"، و"الهوية"، و"الدين"، حيث تُعاد برمجتها في اتجاه تفريغها من مضمونها المقاوم، لصالح نسخ فردانية استهلاكية.

5- الاختراق القيمي والتطبيع الثقافي، فمن خلال الفن والإعلانات والمؤثرين والدراما، يتم تطبيع الرأي العام مع الاحتلال، أو النظم القمعية، أو معايير الغرب النيوليبرالية.

ثالثا: أخطاء الحركات الإسلامية في المجال الرقمي

رغم وعيها المبكر بأهمية الإعلام، فإن كثيرا من الحركات الإسلامية وقوى التغيير ارتكبت جملة من الأخطاء التي سمحت بتمدّد الوعي المضاد، منها:

• التأخر في بناء رواية بصرية جذابة ومقنعة.

• غياب التنسيق الرقمي بين المكونات المتقاربة.

• الاكتفاء بخطاب تعبوي، دون محتوى معرفي أو تحليلي عميق.

• عدم الاستثمار الجاد في المؤثرين الرقميين.

• ترك المجال للخصوم ليحتكروا الساحة، أو تقديم خطاب رد الفعل فحسب.

والأخطر أن هناك من داخل الحركات مَن لم يدرك بعد أن المعركة الإعلامية ليست ترفا، بل هي الجبهة الأولى في الصراع الحضاري والسياسي.

رابعا: نحو هندسة وعي بديل.. المعركة تبدأ من الداخل

معركة السوشيال ميديا ليست فقط في أدواتها، بل في رؤيتها ووعيها. والانتصار فيها يتطلب:

1- إنتاج رواية كبرى جامعة، من خلال رؤية حضارية تتجاوز التجزئة والردود اليومية، وتقدم سردية كبرى تلهم الناس وتجمعهم، وتحول الإسلام من طقوس إلى مشروع نهضة.

2- بناء شبكات رقمية مقاومة، من خلال فرق إعلامية، ومؤسسات إنتاج رقمي، ومجموعات بحث واتصال، ومؤثرين، وشبكات دعم.. تعمل ضمن رؤية مشتركة.

3- التنوع في الخطاب، يشمل مزيجا من التحليل- القيم- العاطفة- الفكاهة - الثقافة- البصريات- والقصص.. بحيث لا يكون الخطاب جامدا أو مكررا.

إذا كانت السوشيال ميديا قد بدأت كوسيلة لتحرير الصوت، فقد تحولت اليوم إلى ساحة لتوجيه العقول. وبهذا، فإن أي مشروع نهضوي أو تحرري لا يُدرك مركزية "المجال الرقمي" كجبهة أساسية في المعركة، فإنه يعيش خارج الزمان
4- الاستثمار في المؤثرين والمبدعين، من خلال دعم جيل من المؤثرين القادرين على التعبير بلغة العصر، والتفاعل مع الناس، وكسر حاجز الجدية الصلبة لدى بعض التيارات الإسلامية.

5- التدريب والتأهيل المستمر، فلا يكفي أن تملك الكاميرا والمنصة، بل يجب بناء وعي تقني- فكري مركب، يفهم الجمهور، ويحترم العقل، ويُتقن الإخراج والتوقيت.

خامسا: التحديات المقبلة وضرورات التحصين

• الرقابة الصاعدة بالذكاء الاصطناعي، حيث الخوارزميات المتطورة التي تحذف المحتوى، وتُخفي الحسابات، وتُصنّف كل ما هو إسلامي أو مقاوم على أنه "خطير" أو "تحريضي".

• ساحة ملوثة بالضجيج والتفاهة، حيث المنافسة صعبة، والانتباه قصير، والرسالة تحتاج إلى ذكاء بصري ولساني عالي المستوى.

• حملات التشويه والإقصاء، فلا يكفي أن تُبدع، بل يجب أن تصمد أمام موجات الهجوم المنسق الذي يستهدفك بصفحات موجهة وذباب إلكتروني.

• تحول الجمهور إلى منتِج للوعي المضاد دون وعي، حيث يُعيد الناس نشر الخطاب المعادي لقضاياهم من باب التسلية أو التهكم، فيصبحون أدوات ضد أنفسهم.

خاتمة: نحو استعادة الوعي وبناء الجمهور الرقمي الفاعل

إذا كانت السوشيال ميديا قد بدأت كوسيلة لتحرير الصوت، فقد تحولت اليوم إلى ساحة لتوجيه العقول. وبهذا، فإن أي مشروع نهضوي أو تحرري لا يُدرك مركزية "المجال الرقمي" كجبهة أساسية في المعركة، فإنه يعيش خارج الزمان.

والوعي اليوم لم يعد يُبنى في المساجد والمدارس فقط، بل في الشاشة الصغيرة، والمقطع القصير، والرسالة الذكية، والصورة المؤثرة. وكل من أراد أن يستعيد الأمة، عليه أن يستعيد جمهورها أولا، بإحياء الوعي، ومواجهة الوعي المضاد، والانخراط في معركة الأفكار من بوابة السوشيال ميديا، لا من هامشها.

مقالات مشابهة

  • «الإيسيسكو»: الإجازة الصيفية فرصة لتأهيل جيل رقمي مبدع
  • بوتين: اتفاق مع إيران لبناء مفاعلين نوويين إضافيين في بوشهر
  • السوشيال ميديا بين الوعي والوعي المضاد: معركة السيطرة على العقول
  • حسام موافي يكشف عن تجربته الشخصية في المذاكرة التي جعلته من أوائل دفعته
  • سندويتشات تربوية
  • ثقافة الغربية تحتفل بذكرى ثورة 30 يونيو وتواصل فعالياتها الصيفية
  • مركز طنطا الثقافي يشهد إقبالا كبيرا على الأنشطة الصيفية
  • إعلان دعوة لحضور اجتماع دوري لجمعية عمومية بالحديدة
  • إقبال كبير على الأنشطة الصيفية بمركز طنطا الثقافي
  • "الأوقاف" تطلق مبادرة "بصائر" لتعزيز الوعي الديني