أخبارنا:
2024-06-16@17:44:33 GMT

شكرا الجزائر.. شكرا جْمَاعَةْ شنقريحة وعمي تبون

تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT

شكرا الجزائر.. شكرا جْمَاعَةْ شنقريحة وعمي تبون

أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة

على الرغم من أن ما حصل لفريقنا المغربي نهضة بركان خلال رحيله إلى الجزائر لمواجهة نظيره اتحاد العاصمة، برسم نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية، كان متوقعا جدا، بالنظر للحقد التاريخي والعداء المتجذر الذي يكنه الكابرانات لوطننا الحبيب، لكن دعونا اليوم نعترف وبكل واقعية أن نظام العسكر، بـ"غبائه" البين، قدم لنا خدمات كثيرة مجانية، لابد أن ينال في أعقابها كل عبارات الشكر والتقدير.

نعم، لابد أن نشكر "الكابرانات" على مساهمتهم "الغبية" في تنوير الرأي العام الدولي، بعد أن أكدوا للعالم بما لا يدع مجالا للشك، أنهم طرف أساسي يقف دائما خلف كل المكائد والمناورات التي تستهدف المغرب، وأنهم المحرك الفعلي للصراع المفتعل حول الصحراء المغربية، بدليل ردة فعلهم الغاضبة وثورتهم الكبرى بسبب خريطة المغرب الكاملة التي رصع بها فريق نهضة بركان قميصه الرسمي.

غباء كابرانات الجزائر لم يقف عند هذا الحد، بل تعداه إلى المساهمة في أكبر حملة دعائية مجانية، تناقلتها كبريات الصحف والفضائيات الدولية، والتي بلا شك، أثارت الموضوع من كل جوانبه التاريخية والسياسية، ما سيخلق وعيا كبيرا بعدالة القضية المغربية لدى فئات أوسع من المتابعين عبر العالم، سيما بعد أن تأكد للجميع أن المغرب لم يسجل في حقه أن ترامى يوما على أي شبر من التراب الجزائري، عكس ما يروج له إعلام العسكر المأجور، الذي ربط واقعة نهضة بركان واتحاد العاصمة بمسألة "السيادة"، وكأن الأقاليم الجنوبية المغربية موضوع النقاش، تابعة جغرافيا لتراب الجارة الشرقية.

إلى جانب ذلك، لابد أن نشكر الجزائر أيضا، على حرصها الدائم من أجل افتعال المشاكل مع المغرب، في كل مرة تستقبل فيها تظاهرات رياضية، قارية كانت أو عربية، في خلط صريح للسياسة مع الرياضة، ما يعني استحالة تجديد الثقة فيها من أجل تنظيم تظاهرات من هذا القبيل، ولعل بطولة الـ"شان" الأخيرة، أكبر شاهد على حماقات نظام الكابرانات الذي استقدم حفيظ "مانديلا" من أجل توجيه خطاب "سياسي" مقيت للمغرب، أمام دهشة واستغراب العالم.

لأجل كل ما جرى ذكره، لابد أن نشكر الجزائر، ونشكر "عمي تبون" ومعهما "عصابة الكابرانات" شكرا جزيلا، نظير غبائهم الكبير الذي مكن المغرب من كسب معارك دبلوماسية وأخرى رياضية، ساهمت بشكل جلي في التعريف بعدالة قضية الصحراء المغربية، وكذا تورط نظام العسكر بما لا يدع مجالا للشك في هذا الصراع المفتعل الذي أضاع على الشعوب المغاربية زمنا طويلا، كان بالإمكان استثماره بما يعود عليها بالرخاء والنفع، لو تم توحيد جهود كل القوى المشكلة لاتحاد المغرب العربي.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: لابد أن

إقرأ أيضاً:

المغرب العربي الكبير.. حلمٌ لا يمكن إقباره

في أبريل / نيسان 1958، انعقد في طنجة لقاءٌ تاريخي بين قادة الحركة الوطنية في المغرب وتونس والجزائر تم بموجبه وضع اللبنات الأولى للعمل المغاربي المشترك من أجل تحقيق الوحدة والاندماج. بعدها كانت محاولات متعددة في الستينات من أجل لَمِّ شمل دول المنطقة، إلا أن الحدث المفصلي وقع في الثمانينيات حين تمَّ التئام جمع قادة دول المنطقة الخمس في قمة زرالدة بالجزائر في العاشر من يونيو / حزيران 1988 للتحضير للتأسيس للوحدة المغاربية والتي التأمت في لقاء تاريخي في مراكش في 17 فبراير / شباط للتوقيع على معاهدة بناء المغرب العربي الممتد من ليبيا شرقا إلى المغرب وموريتانيا غربا. 

الحلمُ الذي بدأ كفكرة في طنجة قبل ثلاثة عقود، أصبحت بوادر تحقيقه ممكنة في مراكش من خلال معاهدة تتوخى تمتين أواصر الأخوة التاريخية بين الشعوب، وخلق الاندماج الاقتصادي والتسهيل من حرية تنقل الأشخاص والبضائع، والحفاظ على الهوية المشتركة وغيرها…في الحقيقة، ما قام به القادة المغاربيون هو تجاوز خلافات الماضي أو وَضْعِها جانبا من أجل تغليب مصلحة الشعوب في الوحدة والتكتل والتآزر. 

ومن بين القضايا الشائكة التي وضعها القادة المغاربيون آنذاك جانبا هي قضية الصحراء المغربية. بعد قرار المحكمة الدولية الاستشاري بلاهاي في 16 أكتوبر/تشرين الأول 1975 بوجود روابط بيعة بين ملوك المغرب وقبائل الصحراء وهو ما يؤكد سيادة المغرب التاريخية على هذه المنطقة، دعا الراحل الحسن الثاني إلى تنظيم "مسيرة شعبية خضراء" (أي سلمية يحمل فيها 350 ألف رجل وامرأة القرآن الكريم في يدٍ والعلم الوطني المغربي في يدٍ أخرى) لاسترجاع الصحراء إلى حضيرة الوطن الأم، المغرب. وكان ذلك للملك الحسن والشعب المغربي حين تم التوقيع على اتفاقية مدريد في 14 نوفمبر 
/ تشرين الثاني 1975 تم بموجبها استرجاع الصحراء لتصبح جزءا لا يتجزأ من التراب المغربي. 

ملحمة استرجاع الأراضي المغربية لحضيرة الوطن لم ترُقْ آنذاك الرئيس الجزائري الهواري بومدين والعقيد الليبي معمر القدافي فقاما بتسليح "البوليساريو" لمناهضة المغرب في صحرائه. والبوليساريو هي فكرة تكونت في الرباط في أوساط طلابية صحراوية كان هدفها الأولي هو استرجاع الصحراء إلى حضيرة الدولة المغربية، ولكن القذافي شجعها آنذاك على مناوءة النظام المغربي وقام بتسليحها قبل أن يتبناها بومدين ويقوم بدعمها عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا مما أثَّر على العلاقات بين المغرب والجزائر وعطَّل فكرة الاتحاد المغاربي في فترة السبعينات وبداية الثمانيات. 

في أواسط الثمانينيات، كان المغرب قد أكمل جداره العازل حول الصحراء المغربية ووضع حدّا للهجومات الآتية من التراب الجزائري، كما أنه اتخذ زمام المبادرة الدبلوماسية باقتراح الملك الحسن الثاني في 25 يونيو / حزيران 1981 خلال انعقاد قمة نيروبي للدول الإفريقية تنظيم استفتاء في الصحراء. بعد الخطأ الفادح الذي ارتكبه أمين عام منظمة الوحدة الإفريقية في 1984 بفبركة دخول ما يسمى بالجمهورية الصحراوية (والتي لا وجود فعلي لها إلا على الورق) إلى المنظمة الإفريقية، انسحب المغرب من العمل الإفريقي المشترك واتخذ قرارا بوضع الملف أمام أنظار الأمم المتحدة. بعدها أدرك العقيد القذافي والرئيس الشاذلي بنجديد ومعهم الزعماء المغاربيون أن المغرب لن يتخلى أبدا عن الصحراء وأنه مصصم على الذهاب إلى أبعد حدٍّ لإيجاد حلٍّ يخدم مصلحته الأولى ألا وهي الحفاظ على وحدته الترابية مهما كلف الأمر. 

هذه هي خلفيات قمة مراكش والآمال التي انعقدت عليها. وهي آمال سرعان ما بدأت تتبخر بعد دخول الجزائر ما يصطلح عليه بـ "العشرية السوداء" في التسعينيات من القرن الماضي، عِلْماً أن سنة 1991 شهدت التوقيع على وقف إطلاق النار بين المغرب والعناصر الانفصالية المسانَدة من طرف الجزائر وبداية مسلسل تحديد هوية من سيشارك في الاستفتاء. بعد تعثر مسلسل تحديد الهوية، أعلنت الأمم المتحدة في أواخر التسعينيات أن الاستفتاء هو حل غير قابل للتحقيق، وأنه على الأطراف أن تقترح أفكارا جديدة لحل النزاع المفتعَل. وهو ما قام به المغرب باقتراح حكم ذاتي للصحراويين تحت السيادة المغربية سنة 2007. 

كل هذا أثار حفيظة القادة الجزائريين خصوصا  الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة وكان لذلك أثرا سلبيا على العمل المغاربي المشترَك. هكذا تم إلغاء القمة المغاربية التي كان مزمعا عقدها في مايو/أيار 2005 في طرابلس في ليبيا بسبب رسالة الرئيس بوتفليقة إلى رئيس الحركة الانفصالية (البوليساريو) والتي يؤكد فيها دعمه لهذه الحركة، وهو ما فسره المغرب وقادة الدول المغاربية الأخرى على أنه ضرب لأهداف الاتحاد المغربي خصوصا الوحدة والتكتل، وذلك عبر زرع بذور التفرقة والانفصال.

كلما تقدم المغرب على درب تأكيد مغربية الصحراء، خصوصا مبادرة الحكم الذاتي (2007)، وقرارات مجلس الأمن التي تؤكد مصداقية المبادرة المغربية، وقبول الكونغريس الأمريكي ابتداء من 2014 إدماج الصحراء المغربية في برامج التنمية الدولية الممولة من طرف الحكومة الأمريكية، واعتراف الكثير من الدول بمغربية الصحراء وفتحها قنصليات في العيون والداخلة، والتي تُوِّجَتْ بالاعتراف التاريخي للولايات المتحدة في العاشر من ديسمبر / كانون الأول 2020 بسيادة المغرب على الصحراء، ودخول دول أوروبية (مثل إسبانيا وألمانيا وهولندا وهنغاريا وغيرها) على الخط مؤكدة مصداقية الحل المغربي (أي الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية)، كلما تقدم المغرب على هذا المستوى كلما حاول البعض افتعال الأزمات لإبعاد الحلم المغاربي عن إيجاد سبيل له على أرض الواقع.  

لكن وحدة المغرب العربي الكبير هو حلم شعوب المنطقة برمتها. والشعوب تدرك أن هذا الفضاء الرحب الممتد من الكفرة والجوف في الشرق الليبي إلى طنجة وأكادير والداخلة على المحيط الأطلسي، ومن بنزرت شمال تونس إلى انكزام في عمق الجنوب الجزائري، هو غنى جغرافي وإيكولوجي كفيل بخلق فرص التنمية والشغل والازدهار والتكامل والتعاضد، لما فيه مصلحة 105 مليون من الساكنة تتقاسم نفس التاريخ واللغة و العقيدة والمذهب والثقافة وغيرها. 

الناتج الداخلي لدول المنطقة يقارب 600 مليار الدولار ولكنه قد يصل إلى واحد تريليون دولار ومائتي مليار دولار في غضون عشر سنوات إن تم إدماج اقتصاديات دول المنطقة. الاندماج الاقتصادي سيعطي مابين 150 و200 مليار دولار  إضافية للمنطقة؛ إذا أضفنا إلى هذا 4 % كمعدل نمو سنوي لاقتصاديات دول المنطقة (أي حوالي 240 إلى 300 مليار دولار) متفرقة فإن التريليون دولار يصبح في متناول دول المنطقة. وهذا يعني مضاعفة الدخل الفردي على الأقل مرتين ونمو الطبقة المتوسطة وخلق العديد من فرص الشغل، ناهيك عن فرص الاستثمار والعمل المشترك على المستوى السياسي والدبلوماسي.

لا يجب ترك مشكل قد تم حسمه بشكل شبه نهائي لصالح الوحدة والسيادة المغربية يؤثر على مستقبل شعوب المنطقة. من جانب آخر، لا يمكن تبني الانفصال ومحاولة خلق دويلات غير قابلة للحياة، وفي نفس الوقت الدعوة إلى العمل المغاربي المشترك، وفي بعض الأحيان بطريقة تزرع مزيدا من التشردم كما حصل مؤخرا حين تم تنظيم لقاءات على مستوى بعض دول المنطقة دون الأخرى. على قادة دول المنطقة التحلي ببعد النظر وطي خلافات الماضي وسن سياسة اليد الممدودة التي نادى بها العاهل المغربي الملك محمد السادس من أجل تحقيق حلم أبناء المنطقة في الوحدة والتكتل والتكامل لمواجهة تحديات العصر وللعمل المشترك من أجل غد مشرق وأفضل. لا يجب علينا أن نضحي بآمال الأجيال الصاعدة عبر محاولات يائسة لتغيير مسار ماضٍ ولَّى إلى غير رجعة.

التاريخ سوف لن يرحم من لم يكن على موعد مع طموحات الشعوب في الحرية والانعتاق والكرامة والتآخي والحق في الأمل وفي مستقبل أكثر عدلا وإشراقاً. الحق في الحلم أجمل هدية يقدمها قادة المنطقة لشعوبهم.

مقالات مشابهة

  • وزير المجاهدين يتقاسم فرحة العيد مع أطفال وجرحى فلسطينيين تم إجلاؤهم من غزة
  • شاهد لحظة مغادرة الرئيس تبون حامع الجزائر
  • الفريق أول شنڨريحة يهنئ مستخدمي الجيش الوطني الشعبي بمناسبة عيد الأضحى المبارك
  • فضيحة تهز الجزائر.. مقربين من نظام الكابرانات تحصلوا على رشوة من شركات أجنبية للفوز بصفقة مصفاة حاسي مسعود
  • ماذا تناول حديث ابن زايد مع رئيس الجزائر بأول مواجهة بينهما في قمة السبع (شاهد)
  • ماذا تناول حديث بن زايد مع رئيس الجزائر بأول مواجهة بينهما في قمة السبع (شاهد)
  • صور الرئيس تبون مع بايدن وماكرون وبن زايد.. ترند يصنع الحدث ورسائل لأولي الألباب
  • الرئيس تبون يصنع الحدث في قمة الكبار بإيطاليا
  • تبون يعقد مباحثات ثنائية مع ماكرون على هامش قمة السبع بإيطاليا
  • المغرب العربي الكبير.. حلمٌ لا يمكن إقباره