شكرا الجزائر.. شكرا جْمَاعَةْ شنقريحة وعمي تبون
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة
على الرغم من أن ما حصل لفريقنا المغربي نهضة بركان خلال رحيله إلى الجزائر لمواجهة نظيره اتحاد العاصمة، برسم نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية، كان متوقعا جدا، بالنظر للحقد التاريخي والعداء المتجذر الذي يكنه الكابرانات لوطننا الحبيب، لكن دعونا اليوم نعترف وبكل واقعية أن نظام العسكر، بـ"غبائه" البين، قدم لنا خدمات كثيرة مجانية، لابد أن ينال في أعقابها كل عبارات الشكر والتقدير.
نعم، لابد أن نشكر "الكابرانات" على مساهمتهم "الغبية" في تنوير الرأي العام الدولي، بعد أن أكدوا للعالم بما لا يدع مجالا للشك، أنهم طرف أساسي يقف دائما خلف كل المكائد والمناورات التي تستهدف المغرب، وأنهم المحرك الفعلي للصراع المفتعل حول الصحراء المغربية، بدليل ردة فعلهم الغاضبة وثورتهم الكبرى بسبب خريطة المغرب الكاملة التي رصع بها فريق نهضة بركان قميصه الرسمي.
غباء كابرانات الجزائر لم يقف عند هذا الحد، بل تعداه إلى المساهمة في أكبر حملة دعائية مجانية، تناقلتها كبريات الصحف والفضائيات الدولية، والتي بلا شك، أثارت الموضوع من كل جوانبه التاريخية والسياسية، ما سيخلق وعيا كبيرا بعدالة القضية المغربية لدى فئات أوسع من المتابعين عبر العالم، سيما بعد أن تأكد للجميع أن المغرب لم يسجل في حقه أن ترامى يوما على أي شبر من التراب الجزائري، عكس ما يروج له إعلام العسكر المأجور، الذي ربط واقعة نهضة بركان واتحاد العاصمة بمسألة "السيادة"، وكأن الأقاليم الجنوبية المغربية موضوع النقاش، تابعة جغرافيا لتراب الجارة الشرقية.
إلى جانب ذلك، لابد أن نشكر الجزائر أيضا، على حرصها الدائم من أجل افتعال المشاكل مع المغرب، في كل مرة تستقبل فيها تظاهرات رياضية، قارية كانت أو عربية، في خلط صريح للسياسة مع الرياضة، ما يعني استحالة تجديد الثقة فيها من أجل تنظيم تظاهرات من هذا القبيل، ولعل بطولة الـ"شان" الأخيرة، أكبر شاهد على حماقات نظام الكابرانات الذي استقدم حفيظ "مانديلا" من أجل توجيه خطاب "سياسي" مقيت للمغرب، أمام دهشة واستغراب العالم.
لأجل كل ما جرى ذكره، لابد أن نشكر الجزائر، ونشكر "عمي تبون" ومعهما "عصابة الكابرانات" شكرا جزيلا، نظير غبائهم الكبير الذي مكن المغرب من كسب معارك دبلوماسية وأخرى رياضية، ساهمت بشكل جلي في التعريف بعدالة قضية الصحراء المغربية، وكذا تورط نظام العسكر بما لا يدع مجالا للشك في هذا الصراع المفتعل الذي أضاع على الشعوب المغاربية زمنا طويلا، كان بالإمكان استثماره بما يعود عليها بالرخاء والنفع، لو تم توحيد جهود كل القوى المشكلة لاتحاد المغرب العربي.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: لابد أن
إقرأ أيضاً:
المغرب يُفشل مناورات الجزائر لنقل مقر الأمانة العامة للإتحاد العربي من دمشق إلى الجزائر
زنقة20| علي التومي
مرة أخرى، يبرهن المغرب على يقظته الدبلوماسية وحنكته السياسية في الدفاع عن المبادئ والمؤسسات العربية، وذلك خلال المؤتمر الـ38 للاتحاد البرلماني العربي الذي انعقد مؤخرًا في الجزائر.
كما نجح الوفد المغربي، برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس النواب محمد الصباري، في إفشال مخطط جزائري كان يهدف إلى نقل مقر الأمانة العامة للاتحاد من دمشق إلى الجزائر، في خطوة اعتبرها كثيرون مخالفة لقواعد العمل العربي المشترك، وتفتقر إلى روح التوافق واحترام السيادة الوطنية للدول الأعضاء.
ورفض الوفد المغربي بشكل قاطع أي محاولة لاتخاذ قرار يمس دولة عضو — سوريا — في غياب ممثلها، معتبراً أن ذلك يمثل خرقاً صريحاً لمبادئ الديمقراطية والشرعية التي تأسس عليها الاتحاد البرلماني العربي.
وفي كلمته، شدد الصباري على الدور الريادي للاتحاد منذ تأسيسه، باعتباره فضاءً للحوار العربي ومؤسسة جامعة تهدف إلى تقريب وجهات النظر، وبناء ثقافة برلمانية قائمة على التعاون والتشاور، لا على الإقصاء أو التفرد بالقرارات.
كما جدّد الوفد المغربي، موقفه الثابت من القضية الفلسطينية، مؤكداً أنها تظل التحدي المركزي في الأجندة العربية، ومديناً العدوان الإسرائيلي المتواصل. وأشار إلى الجهود الإنسانية والميدانية التي يقودها جلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيساً للجنة القدس، عبر وكالة بيت مال القدس الشريف.
ويؤكد هذا النجاح المغربي، أن الموقف لم يكن إجراء إداريا فحسب، بل تجسيداً لرؤية دبلوماسية متكاملة تقودها المملكة، تقوم على احترام السيادة الوطنية، والتمسك بالشرعية، والعمل المشترك، ورفض كل محاولات الهيمنة أو التوظيف السياسي للمؤسسات العربية.
ويعكس هذا الانتصار الجديد، الذي تحقق بالدبلوماسية الهادئة والحزم المسؤول، أن المغرب، بقيادته الرشيدة ومؤسساته اليقظة، سيظل مدافعاً قويا عن مبادئ العمل العربي المشترك، وعن احترام التعددية والتوافق، في وجه أي محاولات تهدف إلى المساس بوحدة الصف العربي.