على خلفية الاحتجاجات الداعمة لفلسطين بالجامعات الأميركية برزت أسماء عدة ولاعبون مؤثرون في هذه الحالة غير المسبوقة في الولايات المتحدة منذ عقود.

أسماء مثل نعمت مينوش وأسنا تبسم ومحمود خليل، وكيانات ومجموعات تتزاحم في الأذهان في ظل أحداث سريعة وغير متوقعة ارتبطت بأحداث غزة المشتعلة منذ أكتوبر الماضي.

هذه الأحداث لم تقع على هذه الشاكلة بالولايات المتحدة منذ حرب فيتنام خلال الستينيات من القرن الماضي وتتشابك عدة عناصر فيها لتشكل أزمة تزداد اشتعالا مع مرور الوقت.

 ماذا حدث؟

منذ 7 أكتوبر الماضي تتواصل الاحتجاجات المطالبة بإنهاء الحرب ووقف الدعم الأميركي لإسرائيل خاصة بين شريحة الشباب والطلاب. دعا الطلاب المتظاهرون إدارات جامعاتهم لوقف التعاون مع الشركات التي تدعم إسرائيل خاصة شركات الأسلحة. جماعات وكيانات يهودية أكدت أن الخطاب المناهض لإسرائيل يتعمق ويغذي الكراهية ويدعوا للعنف ولا يجب التسامح معه. في 17 أبريل نصبت مجموعة من الطلاب خيامهم في ساحة جامعة كولومبيا احتجاجا على الحرب في غزة مطالبين إدارة الجامعة بمنع أي تعاون مع الشركات التي تدعم الحرب. في نفس اليوم استدعت شفيق للإدلاء بشهادتها أمام لجنة التعليم والقوى العاملة في مجلس النواب الأميركي. عقدت اللجنة ولجان فرعية أخرى بالمجلس ما لا يقل عن 4 جلسات فضلا عن أنشطة أخرى ركزت على نشاط الطلاب المرتبط بغزة. الاستدعاء كان حول مزاعم معاداة السامية في الحرم الجامعي، ولعبت خلالها النائبة الجمهورية إليز ستيفانيك دورا رئيسيا. خلال شهادتها قالت نعمت: "من المحزن أن يتصرف البعض في مجتمعنا بطريقة لا تتفق مع قيمنا". مينوش قالت أيضا إن: "الطلاب يعلمون جيدا أن انتهاك قواعدنا سيكون له تبعاته". مينوش ادعت في اليوم التالي أن الطلاب اعتدوا على الممتلكات واستدعت شرطة مدينة نيويورك للتدخل وإنهاء الاعتصام، حيث جرى اعتقال العشرات. القرار أشعل الاحتجاجات في عدة كليات بجميع أنحاء الولايات المتحدة. تقدمت مجموعة مؤيدة لفلسطين بشكوى تتعلق بالحقوق المدنية ضد جامعة كولومبيا بسبب سماحها بدخول الشرطة لحرم الجامعة. لجأت بعض إدارات الجامعات للتفاوض مع المحتجين، واختارت أخرى طلب المساندة من قوات الأمن لقمع الاحتجاجات. مع تصاعد الأحداث اعتقلت قوات الأمن رئيسة قسم الفلسفة نويل مكافي، وأستاذة الاقتصاد كارولين فوهلين، في جامعة إيموري بعد مشاركتهما في مظاهرة تطالب بوقف إطلاق النار ووقف الدعم الأميركي لإسرائيل. في غضون ذلك استقالت كلودين غاي من منصب رئيس جامعة هارفارد، ووليز ماغيل من منصب رئيس جامعة بنسلفانيا بعد تعرضهما لانتقادات بسبب شهادتهما أواخر العام الماضي أمام اللجنة. دهمت شرطة نيويورك مساء الثلاثاء 31 أبريل جامعة كولومبيا، مركز التعبئة الطالبية المؤيّدة للفلسطينيين لإخلاء مبنى احتلّه هؤلاء المحتجّون منذ ليل الإثنين. اقتاد عناصر الشرطة عشرات الأشخاص إلى حافلات لتوقيفهم وكان المعتقلون يعتمرون الكوفية. أعادت هذه الاحتجاجات إلى الأذهان ذكرى التظاهرات التي عمّت الولايات المتّحدة في نهاية ستينيات القرن الماضي تنديداً بحرب فيتنام.

 أهم الجامعات

تتواصل الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين بالجامعات الأميركية للتنديد بالقصف الإسرائيلي والمطالبة بسحب الأموال من الكيانات المرتبطة بإسرائيل، ما أدى لاعتقال المئات من الطلاب في جميع أنحاء البلاد.

أما أهم الجامعات والكليات التي شهدت الاحتجاجات فهي:

جامعة ولاية أريزونا. كلية بارنارد. جامعة كولومبيا. جامعة دنفر. جامعة إيموري. جامعة جورج واشنطن. جامعة ولاية أوهايو. جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل. جامعة جنوب كاليفورنيا. جامعة تكساس في أوستن. جامعة فرجينيا للتكنولوجيا. جامعة ييل.

 اللاعبون المؤثرون في الحالة الاحتجاجية:

كيانات:
مجموعة نزع الفصل العنصري بجامعة كولومبيا

تحالف يصف نفسه بأنه يضم أكثر من 100 مجموعة طلابية. تأسست المجموعة عام 2016. سعت لإنهاء استثمارات الجامعات في شركات تصنيع الأسلحة. والشركات التي تدعم إسرائيل. أبرز وجوه التحالف هو الطالب الفلسطيني محمود خليل.

طلاب من أجل العدالة في فلسطين والصوت اليهودي من أجل السلام في جامعة كولومبيا

مجموعتان مناهضتان للصهيونية والاحتلال العسكري الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. تأسست المجموعتان المناهضتان للصهيونية والاحتلال العسكري الإسرائيلي قبل عقدين من الزمن. لهما فروع بأنحاء الولايات المتحدة. شكلت المجموعتان العنصر الرئيسي في تنظيم الاحتجاجات بالجامعات الأخرى.

لجنة التعليم والقوى العاملة بمجلس النواب

عقدت اللجنة ولجان فرعية أخرى بالمجلس ما لا يقل عن أربع جلسات فضلا عن أنشطة أخرى. ركزت اللجنة على النشاط الطلابي الناشئ من الصراع في غزة. لعبت النائبة الجمهورية البارزة إليز ستيفانيك دورا رئيسيا في جلسات اللجنة. رافقت رئيسة لجنة التعليم والقوى العاملة فيرجينيا فوكس رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، في زيارة لجامعة كولومبيا في 24 أبريل. فوكس قالت في تصريحات لها بالحرم الجامعي "جامعة كولومبيا في حالة سقوط حر".

 أشخاص:

نعمت مينوش

هي نعمت شفيق وشهرتها مينوش مصرية من مواليد الإسكندرية 13 أغسطس عام 1962 وتحمل الجنسيتين الأميركية والبريطانية. تركت عائلتها المصرية في ستينيات القرن الماضي وعاشت بالولايات المتحدة وهي طفلة. عادت لمصر بعد ذلك لتتخرج من المدرسة الثانوية. التحقت بالجامعة الأميركية بالقاهرة وبعد سنة ذهبت إلى جامعة ماساتشوستس - أمهرست حيث أكملت شهادة البكالوريوس في الاقتصاد والسياسة. عملت على قضايا التنمية في مصر عن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في مكتب القاهرة. حصلت على درجة الماجستير في الاقتصاد من كلية لندن للاقتصاد ثم الدكتوراة من كلية سانت أنتوني جامعة أكسفورد. أصبحت أصغر نائب رئيس للبنك الدولي في سن 36 عاما. وشغلت مناصب بارزة في وزارة التنمية الدولية في المملكة المتحدة، وصندوق النقد الدولي، وبنك إنجلترا. عادت إلى الأوساط الأكاديمية في عام 2017 كرئيسية كلية لندن للاقتصاد حتى 2023. تولت رئاسة جامعة كولومبيا في يوليو 2023 برز اسم رئيسة جامعة كولومبيا الأميركية نعمت "مينوش" شفيق خلال الأيام الماضية على خلفية الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين التي تشهدها الجامعة.

أسنا تبسم

مسلمة من عائلة جنوب آسيوية. اختارتها جامعة جنوب كاليفورنيا لتكون الطالبة المتفوقة التي تلقي الخطاب التقليدي في حفلة التخرج. كانت قد نشرت رابطا لصحفة مؤيدة لفلسطين على حسابها على انستغرام. بعد نشر الرابط أعلنت الجامعة في 15 أبريل أنها لن تسمح لها بإلقاء الخطاب مشيرة إلى مخاطر أمنية. قررت الجامعة بعد ذلك إلغاء حفل التخرج نهائيا بعد اندلاع احتجاجات الطلاب داخل الحرم الجامعي.

محمود خليل

باحث فلسطيني يدرس بالجامعة بتأشيرة طالب. يدرس في كلية الشؤون الدولية والعامة بالجامعة. أحد زعماء الاحتجاجات في جامعة كولومبيا. أصبح خليل المفاوض باسم التحالف الطلابي.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات نعمت مينوش فيتنام إسرائيل جامعة كولومبيا مجلس النواب الأميركي نيويورك الجامعات إيموري جامعة هارفارد جامعة بنسلفانيا شرطة نيويورك الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين شركات تصنيع الأسلحة إسرائيل محمود خليل الإسكندرية جامعة ماساتشوستس مصر جامعة أكسفورد للبنك الدولي المملكة المتحدة كلية لندن للاقتصاد جنوب كاليفورنيا الولايات المتحدة أميركا احتجاجات الطلاب الجامعات غزة نعمت مينوش فيتنام إسرائيل جامعة كولومبيا مجلس النواب الأميركي نيويورك الجامعات إيموري جامعة هارفارد جامعة بنسلفانيا شرطة نيويورك الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين شركات تصنيع الأسلحة إسرائيل محمود خليل الإسكندرية جامعة ماساتشوستس مصر جامعة أكسفورد للبنك الدولي المملكة المتحدة كلية لندن للاقتصاد جنوب كاليفورنيا أخبار أميركا الولایات المتحدة جامعة کولومبیا

إقرأ أيضاً:

اعتقال 19 طالبا بجامعة بنسلفانيا وبايدن يعد بسماع الطلاب

اعتقلت الشرطة الأميركية 19 طالبا في جامعة بنسلفانيا أثناء تظاهرهم من أجل فلسطين، بينما يواصل طلاب الجامعة التظاهر مطالبين إدارة الجامعة بقطع تعاونها الأكاديمي مع الجامعات والمؤسسات الإسرائيلية.

وأثناء محاولة الطلاب دخول أحد الأبنية بالحرم الجامعي، اعتقلت الشرطة 19 منهم، وبحسب وسائل إعلام أميركية، شهدت جامعة دركسل مسيرة بمناسبة الذكرى الـ76 للنكبة الفلسطينية.

وأقام نحو 75 طالبا مخيما اعتصاميا للمطالبة بوقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، ووقف استثمارات الجامعة المرتبطة بإسرائيل.

وحول ذلك الاعتصام قال رئيس جامعة دركسل إن قوات الأمن أشرفت على الاعتصام من أجل ضمان استمراره بشكل سلمي دون الإخلال بالنظام.

وشدد على أنهم لن يتسامحوا مع "الخطاب العنصري أو المعادي للسامية أو المعادي للمسلمين" وسيكونون على استعداد للتدخل.

بايدن يعد بسماع الطلاب

في سياق متصل، حضر الرئيس الأميركي جو بايدن حفل تخرج في كلية مورهاوس بمدينة أتلانتا بولاية جورجيا.

والتزم بايدن في البداية الصمت تجاه الاحتجاجات بشأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لكنه قال لاحقا إن "النظام يجب أن يسود"، بعد أن قامت الشرطة بفض العديد من الاعتصامات الجامعية في أنحاء الولايات المتحدة.

وقبيل خطابه، تفاعل بايدن بالتصفيق مع دعوة الطالب المتفوق في الكلية إلى وقف فوري لإطلاق النار في كلمة ألقاها.

وقال للطلبة إنه سمع أصواتهم وشدد على أنه يعمل على مدار الساعة من أجل وقف فوري لإطلاق النار، وإرساء سلام دائم في الشرق الأوسط.

وكان بعض طلاب الكلية قد دعوا إلى إلغاء خطاب بايدن، وأفادت تقارير بأن مسؤولا رفيعا في البيت الأبيض التقى مؤخرا بالطلاب وأعضاء هيئة التدريس لترتيب الخطاب.

وقال بايدن خلال حفل التخرج "أنا أؤيد الاحتجاج السلمي غير العنيف. يجب أن تُسمع أصواتكم، وأعدكم بأنني أسمعها".

تكتيكات مختلفة

ولاحتواء الاحتجاجات، اعتمدت الجامعات الأميركية تكتيكات مختلفة، بينها إلغاء حفلات التخرج أو نقلها لأماكن أخرى، ومنع أعداد من الطلاب المحتجين من اجتياز الامتحانات، والتهديد بطردهم واعتقالهم.

ومنذ 17 أبريل/نيسان الماضي تشهد جامعات أميركا مواجهات بين الطلاب وأعضاء هيئات التدريس، وكذلك مع شرطة مكافحة الشغب التي تقوم بإخلاء معسكرات الطلاب واعتقال الآلاف كما حدث في جامعات كولومبيا، وإيموري، ونيويورك، وأوستن في تكساس، وكلية مدينة نيويورك، وكلية إيمرسون، وغيرها.

ووفق مراقبين، فإن العنف الوحشي الذي تمارسه الشرطة الأميركية ضد الطلاب في الجامعات مؤخرا لم تشهده البلاد منذ حركة الحرم الجامعي ضد حرب فيتنام.

وهذا ما تبرره السلطات هذه المرة بادعاءات حول "سلامة الطلاب"، مدعومة بمزيج من "معاداة الصهيونية والسامية".

مقالات مشابهة

  • اعتقال 19 طالبا بجامعة بنسلفانيا وبايدن يعد بسماع الطلاب
  • مينوش شفيق ومحمود محيى الدين
  • أميركا تستكمل سحب قواتها من النيجر بحلول 15 سبتمبر
  • إيران تؤكد التفاوض مع أميركا: محادثاتنا لن تكون الأخيرة
  • كيف أنهت الجامعات الأمريكية احتجاجات الطلاب ضد الحرب في غزة؟
  • ما الوعود التي قطعتها جامعات أميركية لإنهاء احتجاجات حرب غزة؟
  • واشنطن بوست: عمالقة الأعمال تآمروا على الطلاب المؤيدين لغزة في جامعة كولومبيا
  • هيئة تدريس الآداب والعلوم في “كولومبيا” تصوت لمصلحة حجب الثقة عن رئيسة الجامعة
  • نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا تفقد الثقة بسبب مناهضتها تظاهرات داعمة لفلسطين
  • حجب الثقة عن نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية.. التفاصيل الكاملة