المنطقة الثقافية بالسعديات.. منصات عالمية للإبداع الإنساني
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
فاطمة عطفة (أبوظبي)
تحضر جزيرة السعديات حضوراً زاهياً من الناحية التاريخية والجغرافية، كما تمثل المنطقة الثقافية بالسعديات «أحد أكبر تجمعات المؤسسات الثقافية في العالم، حيث يلتقي فيها معلمو الأمس بمبدعي اليوم ومبتكري المستقبل، احتفاءً بإنجازات دولة الإمارات العربية والمنطقة والعالم».
ومن خلال ما تضمه المنطقة من معالم ثقافية ومتحفية بارزة، مثل متحف اللوفر أبوظبي، متحف زايد الوطني، تيم لاب فينومينا أبوظبي، بيت العائلة الإبراهيمية، جوجنهايم أبوظبي، متحف التاريخ الطبيعي، منارة السعديات وبيركلي أبوظبي، تعد مقصداً للمبدعين وعشاق الفنون والتاريخ والتراث والحداثة.
وعبر وجهات نظرهم، يؤكد الفنانون على الثراء المعرفي والثقافي والتعليمي الذي تتيحه «المنطقة الثقافية بالسعديات».
وحسب ما أشاروا إليه، فإن المعارض التي تحتضنها المنطقة الثقافية بالسعديات تمنح كل زائر فرصة لاكتشاف ذاته قبل اكتشاف ما تعرضه من إبداع. وهذا بحد ذاته له تأثير ثقافي عميق؛ لأن الفن هنا لا يفرَّض، بل يقترح بلطف، ويدعو للتأمل لا للامتثال.
فنانة إيمان الهاشمي: «بالنسبة لي، كفنانة إماراتية نشأت على نبض البيانو، وجدت في المنطقة الثقافية بالسعديات انعكاساً لطموحاتنا الفنية الأصيلة والحديثة، حيث يتحول المكان إلى فضاء للهوية، وليس فقط للعرض»، مبينة أن هذه المنطقة/ المنصة لا تقتصر على تجميع الفنون، بل تعيد تعريفها، وتجعل من الإمارات كوكباً ثقافياً إنسانياً. وهذا المشروع الحضاري أثره ملموس في بناء جسور بين الفنانين من مختلف الخلفيات، كما أنه يعيد تشكيل المشهد الفني المحلي، بحيث يصبح متنوعاً، حياً، ومتميزاً بين التصنيفات النمطية المعهودة.
وحول دور المنطقة الثقافية في إثراء الحراك، وبناء علاقات إبداعية بين الرواد والناشئة، تشير الهاشمي إلى أن المنطقة الثقافية في السعديات لا تصنع الفنون فقط، بل تصنع الحوارات التي تنتج فناً، وتخلق بيئة إبداعية خصبة لجميع فئات المجتمع، فما يميزها هو قدرتها على الجمع بين جيل المؤسسين، الذين شكلوا البدايات، وجيل الناشئة الذين يُعيدون صياغة اللغة الفنية بلغتهم الخاصة، وتضيف: «كوني واحدة من الفنانات اللواتي صنعن بصمة إماراتية في التلحين والتوزيع، أقدر هذا التداخل الذي يجعل من التجربة حلقة متصلة لا تنفصم».
وترى الفنانة إيمان الهاشمي أن من بين الأعمال التي أثرت في وجدانها كفنانة، كانت المعارض الصوتية والبصرية التي جمعت بين الحداثة والتقاليد، ومنها ما عرض في اللوفر أبوظبي من قطع تدمج التكنولوجيا بالفكر الإنساني.
وتضيف: «شدتني أعمال لفنانين عالميين من الذين يطرحون الفن كقضية، لا كزينة. أما على صعيد النقاد والمفكرين، فقد حضرت ندوات شارك فيها مثقفون من طراز رفيع، وكانت رؤاهم مصدر إلهام فكري يوازي أثر الموسيقى في روحي بشكل شخصي. هنا بيئة تعليمية بامتياز».
حراك فني وثقافي
من جانبها، تقول الفنانة التشكيلية كريمة الشوملي: «الحراك الفني في منصة السعديات هو أيضاً حراك ثقافي، كما تقدم فيها المعارض العلمية والشخصية لفنانين عالميين ومحليين، ولا ننسى أيضاً القمة الثقافية التي تقام سنوياً في المنطق نفسها؛ لذلك نرى أن لها تطوراً وتعزيزاً إيجابياً للثقافة بشكل عام، وللتشكيل بشكل خاص، كما أن المنطقة الثقافية بالسعديات تضم متحف زايد الوطني، وأيضاً «متحف اللوفر أبوظبي»، الذي يعتبر مركزاً أساسياً للفنون إضافة إلى عرض الأعمال الفنية العالمية والمحلية، إلى جانب متحف «جوجنهايم»، فالمنطقة ذات أهمية ثقافية بكل جوانبها».
وتكشف الشوملي عن أن تأثير المنطقة الثقافية بالسعديات، في الحراك الثقافي كبير ومهم جداً، ومنها «فن أبوظبي»، وأهمية هذه المنصة لا يقتصر فقط على الجاليرهات التي تقدم الأعمال الفنية فيه، بل تعتبر مركزاً عالمياً، حيث يحضرها فنانون وزوار من كل الدول، وتقام فيها عروض ثقافية وتشكيلية عالمية ومحلية فيه.
وترى الشوملي المنطقة الثقافية منصة رئيسة للحراك الثقافي، خصوصاً أن الفعاليات الثقافية والفنية، تكون مصحوبة بمحاضرات وجلسات عمل فنية، نطلع من خلالها على أهم الإنجازات الجديدة التي تحدث بالعالم. وهذا يعطي تحفيزاً مهماً للفنان المحلي والمقيم.
منارة ثقافية
حول أهمية المنطقة الثقافية بالسعديات وتأثيرها في الحراك الفني المحلي والعربي والعالمي، يقول الفنان محمد مندي: «وجود المنطقة الثقافية وخاصة للفن والثقافة يشكل مركزاً حافلاً بإقامة برامج ومعارض ومحاضرات تشارك بهذه الفعاليات جميع الفئات، حيث تضم أيضاً الرواد جنباً إلى جنب الجيل الجديد من الفنانين الشباب، إضافة إلى ورش العمل».
ويشير مندي إلى حضور الجمهور والفنانين من شتى أنحاء العالم إلى السعديات، خاصة خلال معرض «فن أبوظبي» حيث تتجمع أكبر الجاليريهات المحلية والدولية، وهذا الحراك الثقافي الفني والأدبي يجعل من أبوظبي منارة ثقافية متميزة ومتجددة، حيث يعمل الفنانون على تطوير أعمالهم وإغناء تجاربهم، من خلال مشاركاتهم بالحوار وتبادل الرؤى والأفكار التي تحتضنها المنصة كمركز عالمي خاص بالفنون.
قلب نابض
الفنان محمد الأستاد يؤكد من ناحيته أهمية المنطقة الثقافية بالسعديات كمنصة ثقافية فنية عالمية هي نافذة للعالم والمنطقة العربية، والمنطقة بما تنظم من معارض، سواء معارض شخصية أو عالمية إضافة، إضافة للندوات والمتاحف الموجودة بالمنطقة، وجميع هذه المعالم التاريخية والمراكز الفنية تؤكد أن منصة السعديات أصبحت القلب النابض للثقافة والفنون في الإمارات والعالم العربي والعالم.
ويرى الفنان محمد الأستاد أن تأثير منصة السعديات قوي، حيث أصبحت مظلة فنية متميزة تحتوي كل الفنون بلا استثناء ومن جميع الجنسيات، ومن كل الأساليب الفنية: المفاهيمي، الكلاسيكي ومن جميع الفنون الحديثة أيضاً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: المنطقة الثقافية جزيرة السعديات الإمارات أبوظبي منارة السعديات منارة السعديات في أبوظبي السعديات إيمان الهاشمي محمد مندي محمد الأستاد كريمة الشوملي المنطقة الثقافیة بالسعدیات
إقرأ أيضاً:
هذه منصات صُنعت خصيصًا لنشر الفوضى في السودان ودعم الخراب
دا إعلام حربي عديل، يجتهد في نقل كل ما يخدم الحرب النفسية للعدو، ويبرر جرائم حصار المدن بالمرتزقة الأجانب وتجويع سكانها، دون أي التزام بالخط المهني، ودون أخلاق.
هذه منصات صُنعت خصيصًا لنشر الفوضى في السودان ودعم الخراب، وأي شخص يعترض عليهم يتعرض للابتزاز باسم “الحريات”. لديهم مجموعة من الضيوف، تُدفع لهم حفنة دولارات، ليقوموا بالدفاع عن هذا العبث، والهجوم على كل من يعترض على موالاة الميليشيا، ومع ذلك هؤلاء الضيوف يدّعون وقوفهم في صف الوطن!
عن أي حريات يتحدثون؟ “حريات في زمن الحرب”، حريات ترفع من شأن المجرمين والعملاء، وتوفر لهم مساحات وتغطية كاملة لأي كلام فارغ يتفوهون به.. حريات تُمنح لمليشيا الاتجار بالبشر والمخدرات وتصفية الأسرى.
مثل هذه الحريات لا تُفرض إلا على الشعب السوداني المغلوب على أمره، وقيادته الهزيلة التي تخضع لكل صوت ناعم أو كفيل.
تخيل فقط أن مثل هذه المنصات تعمل في روسيا وتخدم الخط العسكري لأوكرانيا، أو تعمل في أمريكا وتدافع عن كوريا الشمالية، أو حتى في المملكة وتنقل أخبار الحوثي دون أن تصفها بالمليشيا. ما هي ردة الفعل حينها؟ تخيل ذلك فقط!
عزمي عبد الرازق