تفجيرات وحرائق في محطات الكهرباء بالعراق.. حوادث عرضية أم حرب سياسية؟
تاريخ النشر: 31st, July 2023 GMT
بغداد– قضية قديمة جديدة تلك التي يشهدها العراق في قطاع الكهرباء، فبعد أن توصلت الحكومة لاتفاق مقايضة النفط مقابل الغاز الإيراني، وعودة طهران لضخ الغاز إلى العراق، شهدت البلاد انهيارا شاملا في تجهيز الكهرباء، صباح السبت الماضي، إثر احتراق محطة البكر التحويلية في محافظة البصرة (جنوب) دون أن تتضح الأسباب حتى الآن.
ولم يقتصر الوضع على ذلك، ففي ذات اليوم، شهدت محافظة صلاح الدين عملا تخريبيا لأبراج نقل الطاقة (الضغط العالي) الأمر الذي تسبب بسقوط عدد من الأبراج المتجهة من صلاح الدين نحو مدينة حديثة (أقصى غرب البلاد)، ليعقب ذلك فجر الأحد تعرض محطة "جميلة" التحويلية شرق مدينة الصدر ببغداد لعمل تخريبي كذلك.
أحداث متزامنة عديدة تأتي في وقت يعاني فيه العراقيون من درجات حرارة لاهبة تجاوزت الخمسين، وسط تساؤلات عما إذا كانت هذه الأحداث عرضية أم بفعل فاعل.
حريق هائل يؤدي لانقطاع الكهرباء في كافة أنحاء العراق#الجزيرة_مباشر | #العراق ???????? pic.twitter.com/uDl0AhGG8p
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) July 29, 2023
أعمال تخريبيةفي غضون ذلك، أكدت وزارة الكهرباء أن حريق محطة البكر التحويلية بالبصرة أدى لانفصال شبكة الكهرباء عن الخدمة، وأشارت إلى أنها استطاعت حل المشكلة وإعادة ربط خطوط الضغط العالي وإعادة تجهيز الكهرباء إلى وضعه السابق تدريجيا.
وينتج العراق نحو 25 ألف ميغاوات، في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد نحو 36 ألف ميغاوات حاليا، في ظل اعتماد محطات التوليد الغازية على الغاز الإيراني المستورد، الذي دائما ما يتعرض لتوقفات في الضخ بسبب التراكمات المالية على الحكومة العراقية وعدم إمكانية تسديد مستحقات طهران بسبب العقوبات الأميركية المفروضة عليها.
في غضون ذلك، أوضح المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى العبادي أن وزارته شكلت فريقا للوقوف على أسباب حريق محطة البكر، في الوقت الذي أكد العبادي أن القوات الأمنية استطاعت أمس إبطال مفعول 15 عبوة ناسفة كانت معدة لاستهداف خطوط نقل الطاقة في محافظة صلاح الدين.
وعن جهود الوزارة للحد من عمليات التخريب، أضاف العبادي -في تصريح خاص للجزيرة نت- أن هناك غرفة عمليات بين وزارات الداخلية والدفاع والكهرباء، وأن الجهد الأمني أسفر مؤخرا عن إبطال العديد من الأعمال التخريبية مع تسيير أفواج طوارئ واستخدام كاميرات حرارية لمراقبة خطوط الضغط العالي، مشيرا إلى أن حريق محطة جميلة كان نتيجة انفجار أحد المحولات، وأن التحقيقات الوزارية مستمرة وستعلن لاحقا، وفق قوله.
على الجانب الآخر، يؤكد الخبير الأمني والإستراتيجي فاضل أبو رغيف أن ما وصفه بـ "مسلسل" تفجير الأبراج بدأ منذ عام 2008 في المناطق الشمالية والغربية، بيد أن التفجيرات التي وقعت في مناطق وصفها بـ "ذات بصمة شيعية" واضحة تثير العديد من علامات الاستفهام، بما يتطلب تحقيقات واسعة للتوصل إلى الجناة.
وفي حديثه للجزيرة نت، تابع أبو رغيف "إن من شأن هذه الأحداث جرّ البلاد لموجة احتجاجات شعبية، وأنه كان يمكن لهذه الأحداث أن تؤدي لتوتر الوضع لولا السيطرة المبكرة عليها حكوميا".
وبالاتجاه إلى رئيس لجنة الكهرباء والطاقة النيابية محمد نوري العبد ربه، وعمّا إذا كانت هذه الأعمال لها طابع سياسي، أوضح أن العراق يعاني من مشكلات فنية في وزارة الكهرباء، وأنها بحاجة لإعادة تقييم بصورة شاملة.
وفي حديثه للجزيرة نت، يعلق العبد ربه بالقول "هناك بعد سياسي ومناكفات وتداخلات داخلية وخارجية في مجال الكهرباء، فضلا عن تدخلات الأحزاب والمحاصصة الحزبية في داخل الوزارة"، منوها إلى أن ما حصل في محطة البصرة كان عرضيا، أما محطة جميلة شرق مدينة الصدر فقد كان حادث احتراقها متعمدا بعد اقتحامها من قبل مجموعة من المسلحين المجهولين، بحسبه.
وفي السياق، يقول الباحث السياسي رياض العلي إن استهداف محطات وأبراج نقل الطاقة يعيد سيناريو استهدافها المتعمد في عهد حكومة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، وأن عودة استهدافها يضع علامات استفهام عديدة حول أهدافها السياسية، لا سيما في ظل الاستقرار الأمني الملحوظ الذي تشهده البلاد والمناطق التي تعرضت فيها الأبراج للتدمير.
ولا يستبعد العلي -في حديثه للجزيرة نت- أنه في حال أثبتت التحقيقات أن احتراق محطة البصرة كان متعمدا، فإن ذلك يعني بكل وضوح أن هناك استهدافا لحكومة رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، خاصة أن استهداف محطة جميلة (شرق بغداد) كان متعمدا، وهو ما قد يضع الحكومة في مأزق سياسي جديد ومحاولات للضغط عليها لأجل تأجيج الرأي العام، وفق قوله.
مشكلات مركبة
وبالعودة إلى رئيس لجنة الطاقة والكهرباء النيابية وأسباب تداعي الطاقة في البلاد، أوضح العبد ربه أن هناك مشكلات مركبة في وزارة الكهرباء، موضحا أنه وبسبب وجود كميات إنتاج كهربائي غير متساوية في المحافظات، فإن وزارة الكهرباء تعتمد ربط جميع المحافظات (باستثناء إقليم كردستان) في شبكة كهربائية موحدة، الأمر الذي يتسبب بانطفاء الشبكة في عموم البلاد في حال حدوث أي طارئ.
وعن الحلول، أوضح أنه في حال استحداث مزيد من وحدات التوليد للطاقة، فإنه يمكن للوزارة أن تفصل المحافظات جزئيا عن الشبكة الوطنية، وهو ما تعمل لجنة الطاقة والكهرباء النيابية على متابعته، وفق قوله.
أما أمنيا، وعن إمكانية تطوير الحكومة أساليب أمنية لمراقبة عشرات آلاف أبراج الضغط العالي ومحطات الطاقة، يرى الخبير الأمني أبو رغيف أن العراق كان قد شهد استقرارا أمنيا، إلا أن الموجة الأخيرة لتفجيرات الأبراج التي بدأت قبل نحو أسبوعين، اتجهت بالأجهزة الأمنية لدراسة معمقة لإمكانية استيراد طائرات مسيرة لمراقبة الأجواء والأبراج التي يمكن لها أن تغطي مساحات شاسعة بأقل التكاليف.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: وزارة الکهرباء للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
NIO تقلّص زمن شحن المركبات الكهربائية بنسبة تصل إلى 99% عبر تقنية استبدال البطارية خلال ثلاث دقائق
أعلنت شركة NIO الرائدة عالمياً في تصنيع المركبات الكهربائية الذكيّة الفاخرة، عن تحقيق إنجاز نوعي جديد في عالم شحن المركبات الكهربائية بدولة الإمارات، بعد الكشف عن محطة تبديل الطاقة NIO Power وهي تقنية مبتكرة تمثل بديلاً عملياً ومتطوراً لأساليب الشحن التقليدية.
وتوفر هذه التقنية للمستخدمين إمكانية استبدال بطارية المركبة بأخرى مشحونة في غضون ثلاث دقائق، ما يسهم في تعزيز كفاءة عمليات الشحن وتسريعها بصورة غير مسبوقة. وتشكل هذه المنظومة المتطورة بديلاً فورياً وفعالاً لأنظمة الشحن التقليدية، حيث تجمع بين الكفاءة العالية وسرعة الأداء، لتقدم بذلك حلاً جذرياً لاثنين من أبرز التحديات التي تعيق انتشار المركبات الكهربائية في المنطقة: طول مدة الشحن وقلة توافر محطات الشحن.
وتُعد محطة تبديل الطاقة NIO Power لاستبدال البطاريات نموذجاً متقدماً للتقنيات المؤتمتة بالكامل، حيث تعتمد منظومة ذكية تتيح للمركبة ركن نفسها تلقائياً داخل المحطة، لتبدأ فوراً عملية استبدال البطارية الفارغة بأخرى مشحونة بالكامل، وذلك في إطار عملية دقيقة تُرافقها سلسلة من الفحوصات الشاملة التي تشمل حالة البطارية، والمحرك، والأنظمة الكهربائية للمركبة. وبعد إتمام عملية الاستبدال، يتم نقل البطاريات الفارغة إلى بيئة شحن مخصصة، تتسم بمواصفات تقنية متطورة، حيث يتم شحنها وفقاً لأعلى معايير الكفاءة، قبل أن تخضع لفحص دقيق يضمن جاهزيتها التامة للاستخدام الآمن.
وتوفر تقنية استبدال البطاريات التي طورتها NIO خمس مزايا رئيسية وهي:
• مدة شحن قصيرة تعادل مدة تعبئة الوقود التقليدي، حيث لا تستغرق العملية كاملةً سوى 3 دقائق.
• تجربة سلسة ومؤتمتة بالكامل دون الحاجة لمغادرة السائق للمركبة.
• تتضمن كل عملية استبدال بطارية إجراء فحص شامل لسلامة المركبة، مع ضمان تزويد المركبات ببطاريات بحالة مثالية لتقديم الأداء الأمثل.
• يجري شحن البطاريات في ظروف مثالية لإطالة عمرها التشغيلي.
• سهولة إعادة استخدام البطارية أو إعادة تدويرها بفضل قابليتها للاستبدال.
وجرى الافتتاح الرسمي لأول محطة تبديل طاقة NIO Power في دولة الإمارات خلال شهر فبراير الماضي، وذلك في حلبة مرسى ياس بالعاصمة أبوظبي. ومنذ تدشينها، شهدت المحطة إقبالاً متزايداً من مستخدمي مركبات NIO، حيث اعتمد نحو 15% منهم على هذه التقنية المتقدمة بشكل دائم.
ومن المرتقب أن تشهد هذه النسبة ارتفاعاً مستمراً خلال الفترة المقبلة، بالتوازي مع الخطط التوسعية لإنشاء المزيد من المحطات في مختلف أنحاء الدولة، بفضل الإقبال المتنامي على حلول الشحن الذكية وسرعة تبنّي المستخدمين المحليين لتقنيات التنقل المستدام.
وعلى خلاف أنظمة الشحن التقليدية التي تتباطأ وتيرة شحنها كلما اقتربت البطارية من السعة القصوى، نتيجة تغير تدفق التيار الكهربائي، توفر تقنية استبدال البطارية من NIO حلاً فورياً وفعّالاً من خلال تزويد المركبة ببطارية مشحونة دون أي انتظار.
وتقدم هذه التقنية حلاً نوعياً يعزز من كفاءة المركبات الكهربائية للاستخدام اليومي، من خلال إلغاء فترات الانتظار المرتبطة بالشحن، ما يجعلها خياراً عملياً ومثالياً يواكب أنماط الحياة العصرية التي تتسم بالسرعة والاعتماد المتزايد على حلول التنقل الذكي والمستدام.
وعند مقارنة تقنية استبدال البطارية بأساليب الشحن التقليدية لبطارية بسعة 100 كيلوواط/ساعة، من مستوى شحن 5% حتى 95%، تبرز النتائج التالية:
• باستخدام شاحن تيار متناوب بقدرة 11 كيلوواط: يستغرق الشحن التقليدي حوالي 8 ساعات للوصول إلى هذا المستوى، في حين تُتيح محطة تبديل الطاقة NIO Power تقليص هذا الزمن بما يصل إلى 99%.
• باستخدام شاحن تيار مستمر بقدرة 50 كيلوواط: يستغرق الشحن التقليدي نحو ساعتين، بينما تختصر محطة تبديل الطاقة NIO Power هذا الوقت بما يصل إلى 97%.
• باستخدام شاحن تيار مستمر بقدرة 120 كيلوواط: يستغرق الشحن التقليدي حوالي 45 دقيقة، في حين توفّر محطة تبديل الطاقة NIO Power تقليص الزمن بما يصل إلى 93%.
وتجدر الإشارة إلى أن إطلاق تقنية استبدال البطاريات من NIO أسهم في تزويد المركبات بما يزيد عن 1,749 كيلوواط/ساعة من الطاقة حتى تاريخه، وذلك عبر عمليات الاستبدال المتكررة. وللمقارنة، فإن تزويد هذه الكمية من الطاقة باستخدام شاحن يعمل بالتيار المستمر بقدرة 120 كيلوواط يتطلب نحو 15 ساعة، بينما استطاعت محطات تبديل الطاقة NIO Power إنجاز ذلك خلال 1.4 ساعة فقط من وقت التبديل الفعلي، ما يمثل تحسناً يتجاوز عشرة أضعاف من ناحية الكفاءة الزمنية لتزويد الطاقة.
وفي ظل الطلب المتنامي على هذه التقنية المتقدمة، تستعد NIO لافتتاح ثاني محطة تبديل طاقة NIO Power في دبي خلال الأسابيع المقبلة، ضمن خطة توسعية تشمل إطلاق عدد من المحطات الجديدة على مدار العام، تلبيةً للنمو المتسارع في قاعدة المستخدمين وتعزيزاً لأهداف التنقل المستدام على مستوى الدولة.