سرايا - أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان احتجاز جيش الاحتلال الإسرائيلي مواطنة فلسطينية مدنية في قطاع غزة لعدة ساعات رهينة للابتزاز لإكراه شقيقها على تسليم نفسه قبل الإفراج عنها لاحقًا وفصلها عن زوجها وأطفالها، بما يشكل جريمة أخرى في مسلسل الجرائم الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة للشهر السابع على التوالي.



وأفاد المرصد الأورومتوسطي بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي احتجز السيدة "إيناس أبو المعزه"، وهي زوجة صحافي فلسطيني، على نقطة تفتيش عسكرية يقيمها في منطقة "نتساريم" وسط القطاع وذلك خلال محاولتهما النزوح من مدينة غزة باتجاه الجنوب لنحو 12 ساعة، قبل أن يُفرج عنها ويأمرها بالعودة إلى شمال قطاع غزة ويصادر كافة ممتلكاتها.

وبإعادتها إلى مدينة غزة، تبقى السيدة "أبو المعزه" منفصلة عن زوجها وأبنائها الذين يتواجدون في جنوبي قطاع غزة، والذي تفصله "إسرائيل" عن مدينة غزة وشمالي القطاع وتستهدف بالقتل المباشر كل من يحاول العودة إليه من الجنوب.

وكان المصور الصحافي الفلسطيني "محمد الحجار" وزوجته "إيناس" متوجهين مع طفليهما من مدينة غزة إلى رفح جنوبي قطاع غزة، تمهيدًا لمحاولة سفرهم خارج القطاع والنجاة بحياتهم، في ظل حرب الإبادة التي تشنها "إسرائيل" على غزة منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي، حين أوقفهم جيش الاحتلال الإسرائيلي للتفتيش والاستجواب.

وذكر الصحافي "الحجار" أنه سعى يوم الخميس للتوجه إلى مدينة رفح والمكوث فيها لبضعة أيام قبل سفرهم المقرر خارج قطاع غزة، لكن عند وصولهما إلى نقطة تفتيش للجيش تم اعتقال زوجته وإجباره على المغادرة وطفليه باتجاه الجنوب دونها.

وقال "الحجار" إن جيش الاحتلال بدأ على الفور بتفتيش زوجته، في الوقت الذي صوّب فيه نحو ثمانية جنود أسلحتهم نحوه لتهديده وإجباره على تركها والمغادرة باتجاه الجنوب، بينما لم يقدم أية تفسيرات حول أسباب اعتقالها.

وأشار "الحجار" أنه لدى وصوله نقطة التفتيش الإسرائيلية، طلب منه ضابط إسرائيلي إحضار بطاقات الهوية الشخصية الخاصة به وبزوجته وبالعائلات الأخرى خلفهم، ثم أمره بقراءة أرقام الهويات وأسماء حامليها، قبل أن يصل إلى هوية زوجته "إيناس".

وأضاف: "عندها سألني الضابط ما صلة القرابة بيني وبين إيناس، فأخبرته أنها زوجتي، فقال لي، أعطها هويتها وأخبرها بأن تأتي إلى هنا، ففعلت.. اعتقدت في البداية أنه يريد أن يوجه لها سؤالًا، فانتظرتها في الخارج، ليأتي الضابط ويقول لي "روح من هون"، قبل أن يوجه الجنود أسلحتهم نحوي ويأمروني بالمغادرة وعدم النظر إلى الخلف بحضور أطفالي".

ولم يخبر جيش الاحتلال "الحجار" عن سبب اعتقال زوجته، لكنه لاحقًا وخلال احتجازها، أجرى اتصالًا هاتفيًّا مع شقيقها "علاء" الذي سمحوا له بالتحدث معها للحظات محدودة، قبل أن يطلبوا منه الحضور و"تسليم نفسه" مقابل الإفراج عنها، من دون إبداء أية أسباب حول طلبهم حضوره.

ووفقًا للعائلة، فإن جيش الاحتلال احتجز زوجة الصحافي فيما يبدو بهدف الضغط على شقيقها لتسليم نفسه دون تقديم تفسيرات، من دون أن يكون لشقيقها ذي الـ21 عامًا أي ارتباطات مع أي فصائل سياسية أو مسلحة، بحسب عائلته.

وبعد عدك ساعات من احتجازها والضغط عليها، أفرج جيش الاحتلال الإسرائيلي عن السيدة، فيما صادر كافة ممتلكاتها الثمينة، ومن ضمنها ذهب ومبالغ نقدية وهواتف نقالة، وسلمها هويتها الشخصية فقط.

وقال المرصد الأورومتوسطي إن استخدام سيدة كرهينة وورقة ضغط بهدف ابتزازها وعائلتها لإجبار شقيقها على "تسليم نفسه" يشكل جريمة حرب قائمة بحد ذاتها، ولا ينبغي بأي حال استخدام المدنيين كأدوات أو تعريض حياتهم ومصيرهم للخطر خلال العمليات العسكرية.

وأبرز الأورومتوسطي أن جيش الاحتلال الإسرائيلي انتهج ارتكاب جرائم أخذ الرهائن والاعتقالات التعسفية والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية، خاصة ضد النساء في قطاع غزة، منذ بدء هجومه العسكري واسع النطاق، بهدف انتزاع اعترافات بالإكراه وابتزاز عائلاتهم والضغط لتحقيق أوامر يمليها الجيش عليهم، أو بهدف إجبار أفراد من أقاربهم على تسليم أنفسهم للتحقيق.

وفي سياق متصل، أشار الأورومتوسطي أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يمارس انتهاكات شتى ضد الصحافيين الفلسطينيين في قطاع غزة وعموم الأرض الفلسطينية المحتلة، إذ قتل منذ بدء هجومه العسكري واسع النطاق على قطاع غزة، ما لا يقل عن 137 صحافيًّا فلسطينيًّا، بمن في ذلك العديد ممن استهدفهم مع عائلاتهم.

وشدد على أن "إسرائيل" تعمدت في هجومها العسكري على قطاع غزة عدم ترك أي مكان آمن للصحافيين واستهدفتهم وعائلاتهم في منازلهم، وخلال عملهم وهم يرتدون ستراتهم الخاصة في الميدان، وفي خيام صحافية أُقيمت بالقرب من المستشفيات لتيسير التغطية الإعلامية.

وطالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان سلطات الاحتلال الإسرائيلية بالسماح للسيدة "أبو المعزه" بحرية التنقل والحركة للم شملها بزوجها وأطفالها المتواجدين في جنوبي القطاع، والتوقف عن ارتكاب كافة الجرائم ضد المدنيين في القطاع المحاصر، واحترام الحماية المفروضة لهم بموجب القانوني الدولي الإنساني، بمن في ذلك الصحافيين وعائلاتهم، وتجنب استهدافهم أو اعتقالهم أو مضايقتهم، والكف عن استخدام نقاط التفتيش كـ "مصائد" للمدنيين.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: جیش الاحتلال الإسرائیلی المرصد الأورومتوسطی فی قطاع غزة تسلیم نفسه مدینة غزة قبل أن

إقرأ أيضاً:

الأورومتوسطي: الاحتلال تعمّد التدمير الشامل لمقومات الحياة والسكن في جباليا

غزة - صفا

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، يوم الجمعة، إن ️جيش الاحتلال تعمد على مدار ثلاثة أسابيع من عمليته العسكرية في جباليا التدمير الشامل لمقومات الحياة والسكن والنجاة المتبقية في المخيم، بما في ذلك محو مربعات سكنية بأكملها ومراكز طبية وتموينية، ومراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة.

وأوضح المرصد في بيان له، إنّ "إسرائيل" تمعن في جريمة التهجير القسري، بتدمير ما تبقى من الأحياء السكنية ومراكز الإيواء الأممية في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

وأضاف بالقول "لم تسلم أي بناية سكنية من القصف أو التجريف أو الحرق في مخيم جباليا، مع تدمير كامل للبنية التحتية، وحرق السوق الرئيسي والمحال في الشوارع المحيطة به".

وتابع "وثقنا تدمير جيش الاحتلال جميع مقار أونروا في مخيم جباليا من مدارس ومخزن توزيع مساعدات ومركز صيانة وحرق المقر الرئيسي للوكالة بما في ذلك إتلاف المستندات اللاجئين".

وبيّن أن المدارس ومقار أونروا المدمرة كانت تعد مأوى ومراكز إيواء لآلاف المدنيين الفلسطينيين الذين طردوا من منازلهم بعد تدميرها في هجمات إسرائيلية، أو في محاولة منهم لإيجاد مناطق آمنة والنجاة بأنفسهم.

وأشار إلى أن نهج التدمير الإسرائيلي الشامل والمتعمد وواسع النطاق لأشكال الحياة والسكن كافة في مخيم جباليا، يمثل نمطا واضحا يتكرر في مناطق قطاع غزة كافة بهدف ترسيخ جريمة التهجير القسري.

وقال إن "جيش الاحتلال يتعمد عسكرة الأعيان المدنية بشكل منهجي، بما في ذلك تحويل مدارس ومرافق تعليمية ومستشفيات إلى قواعد عسكرية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقواعد الحرب".

وأضاف "حتى المدارس التي تتولى أونروا إدارتها والتي تحولت إلى مراكز إيواء تعرضت وما زالت لهجمات إسرائيلية مكثفة بما في ذلك في المناطق التي أعلن جيش الاحتلال أنها مصنفة آمنة".

وطالب الأورومتوسطي بتدخل دولي عاجل لوقف جميع الهجمات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين والأعيان المدنية بشكل مباشر وعلى نحو منهجي ووقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • إصابة 46 جندياً إسرائيلياً بغزة خلال 48 ساعة
  • «الأورومتوسطي» يوثق تدمير 85% من المنازل في غزة على يد الاحتلال الإسرائيلي
  • طوارئ البلديات بغزة: جباليا وبيت حانون منطقتين منكوبتين جراء القصف الإسرائيلي المتواصل
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل حربه على قطاع غزة لليوم الـ 240
  • الدفاع المدني بغزة: عدد كبير من جثامين الشهداء لا يزال تحت الأنقاض ونحاول الوصول إليها
  • "انسحاب جيش الاحتلال".. ما المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار بغزة؟
  • الأورومتوسطي: الاحتلال تعمّد التدمير الشامل لمقومات الحياة والسكن في جباليا
  • المكتب الإعلامي بغزة: نفذ الطعام والشراب والمرضى ممنوعين من الانتقال لتلقي العلاج
  • الأورومتوسطي ..  إسرائيل تمعن في جريمة التهجير القسري
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين في معارك غزة