الإعلام كلمة
عبد المؤمن عبد الله القين
المضمون يتنوع في الرسالة بتنوع المناسبة والحدث؛ مثل الوثائق التاريخية، والسياسة والفن. فالوثائق سواء كانت تاريخية أم سياسية أو ثقافية، يجب أن تحيزها الموضوعية قليلاً أو كثيراً، فهي تعبر عن واقع ومحيط المعدّ لاعن الاهتمام العالمي أو الإنساني. ولا بدّ من الإشادة بتطور القطار في اليابان مثلاً، وبدايته في المملكة العربية السعودية؛ حيث بدأ قبل أن يبدأ في البلدان الأخرى تقريباً، مع مواكبة التنمية في شتى المجالات.
وإذا نظرنا مثلاً إلى اختراع الطباعة منذ مخترعها جوتنبرج، سندرك القفزة الكبيرة التي حدثت في صدور الكتب، فتوقفت صناعة الورق وصدور الصحف الورقية في المملكة العربية السعودية وأصبحت إلكترونية، باستثناء بعض المجلات مثل “مجاهد الفيصل” التي تصدر كل شهر أو شهرين، ومجلة “المنهل” كذلك.
وفي مجال الفن، غاب المسرح تماماً بسبب عوامل عديدة، منها عدم وجود ممثلين وممثلات وتقلص أجور الموجودين حالياً، بالإضافة إلى سطحية ثقافتهم، وتغير التوجهات من الشرق إلى الغرب الذي يحاول السيطرة على ثقافة الآخرين ولا يخصص الجوائز إلا لمن يوالي الغرب، وهناك أمثلة متعددة دون الحاجة إلى تسميتها.
وياليت أن يتم اعتماد تأليف مسرحيات من كتب التراث مثل :”كتاب البخلاء” للجاحظ، و”ألف ليلة وليلة” و”حديث عيسى بن هشام” وغيرها، لربط الماضي بالحاضر، كما يمكننا أن نأخذ من الثقافة الغربية عرض مسرحيات شكسبير، مثل “ماكبث”، كوسيلة لزيادة الوعي الثقافي والتواصل بين الثقافات المختلفة.
بالنسبة للإعلام الحالي، يشهد تطورًا كبيرًا في العصر الحديث، حيث أصبحت وسائل الإعلام متنوعة ومتاحة بسهولة للجميع، حيث يمكن للأفراد الآن الوصول إلى المعلومات ومشاركة الأخبار والمحتوى بسرعة وسهولة من خلال وسائل الاتصال المختلفة مثل الإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي.
ومن الجوانب الإيجابية للإعلام الحديث، يمكن أن نذكر أنه يساهم في نشر المعرفة والثقافة، وتعزيز الوعي العام حول القضايا المختلفة، ويمكن للأفراد مشاركة وجهات نظرهم وتجاربهم والتواصل مع الآخرين من خلال الإعلام الاجتماعي، ممّا يعزِّز التفاعل والتعاون الاجتماعي.
ومع ذلك، هناك أيضًا جوانب سلبية للإعلام الحديث، فقد يؤدي التطور التكنولوجي السريع وسهولة الوصول إلى المعلومات، إلى نشر الأخبار الزائفة والمضلّلة، وتعزيز الكراهية والتحيُّز، كما يمكن أن يؤدي التعرض المستمر للمحتوى الإعلامي إلى زيادة القلق والتوتر وانعدام التوازن في الحياة الشخصية.
بصفة عامة، يعتبر الإعلام أداة قوية تؤثر في الثقافة والمجتمع، لذا يجب أن يتم مراعاة المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية للإعلاميين والمنظمات الإعلامية في تقديم المعلومات بشكل دقيق وموضوعي، وتعزيز التفاهم والتعاون بين الثقافات المختلفة.
كما ينبغي على الأفراد أن يكونوا ناقدين وواعين للمحتوى الإعلامي الذي يتلقونه، وأن يسعوا لتطوير مهارات التفكير النقدي والبحث عن المعلومات الموثوقة.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: مقالات
إقرأ أيضاً:
مستشفيات قنا الجامعية تكتب سطرًا جديدًا في الطب الحديث.. علاج أول حالة «أكلازيا» بدون جراحة
أُعلن الدكتور حجاجي منصور، المدير التنفيذي لمستشفيات قنا الجامعية، عن نجاح فريق طبي متخصص في علاج حالة نادرة ومعقدة من مرض أكلازيا المريء، باستخدام تقنية حديثة تُعرف بـ POEM - Peroral Endoscopic Myotomy، وذلك بدون أي تدخل جراحي تقليدي، في إنجاز يُضاف إلى سجل المستشفى الحافل بالنجاحات الطبية النوعية.
ويأتي هذا الإنجاز في إطار خطة مستشفيات قنا الجامعية، للارتقاء بمستوى الخدمات الطبية المقدمة لأهالي جنوب الصعيد، من خلال تطبيق أحدث التقنيات العالمية، وذلك تحت رعاية الدكتور أحمد عكاوي رئيس جامعة جنوب الوادي، وبإشراف الدكتور علي عبد الرحمن غويل عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية.
وصرّح الدكتور محمد تاج الدين سعيد، أستاذ الأمراض الباطنة والجهاز الهضمي والكبد، أن عند استقبال المريضة وبعد عمل جميع الأشعات والفحوصات الطبية اللازمة، تبين أنها كانت تعاني من أعراض شديدة تمثلت في صعوبة مستمرة في البلع، ونقص واضح في التغذية نتيجة الإصابة بمرض "أكلازيا المريء"، وهو مرض نادر ناتج عن فشل عضلة المريء السفلية في الارتخاء أثناء البلع، مما يؤدي إلى تراكم الطعام وصعوبة مروره إلى المعدة.
وأشار الدكتور محمد تاج، إلى أن هذه الحالة تطلبت تدخلًا سريعًا باستخدام تقنية POEM، وهي إجراء متطور يعتمد على إدخال المنظار من خلال الفم، ثم إجراء قطع دقيق في العضلة العاصرة للمريء من الداخل، دون الحاجة إلى فتح جراحي، وهو ما يُقلل من المضاعفات ويُسرّع من عملية التعافي.
تمت العملية بنجاح داخل وحدة مناظير الجهاز الهضمي بالمستشفى، بإشراف ومشاركة فريق طبي متكامل يضم كلًا من: الدكتور محمد تاج الدين سعيد أستاذ الأمراض الباطنة والجهاز الهضمي والكبد، و والدكتورة نهال صلاح مدرس مساعد، والدكتورة صباح فؤاد مدرس مساعد، والدكتورة آية محمود طبيب مقيم، والدكتور عبد القادر سيد طبيب مقيم بالقسم، والدكتور مصطفى عبيد مدرس بقسم الأمراض الباطنة.
كما شارك أيضًا من قسم التخدير والعناية المركزة: الدكتور محمد جابر العادلي مدرس واستشاري علاج الآلام جامعة جنوب الوادي، وعضو الجمعية المصرية لعلاج الألم المزمن و الدكتور عبد الرحمن محمد طبيب مقيم بالقسم، وذلك تحت إشراف الدكتور عبادي عبد اللاه أحمد محمد رئيس قسم التخدير والعناية المركزة، وشارك أيضا من طاقم هيئة التمريض المتميز: فريال حمدي، ومروة عبده و ياسر شمروخ داخل وحدة المناظير.
وأكد الفريق الطبي، أن المريضة قد تماثلت للشفاء بعد متابعة دقيقة بالمستشفى، وغادرت في حالة صحية جيدة، مع تحسن ملحوظ في قدرتها على البلع وممارسة حياتها اليومية بشكل طبيعي.
ويعد هذا التدخل واحدًا من أوائل الإجراءات الدقيقة التي تُجرى باستخدام تقنية POEM على مستوى محافظات الصعيد، وهو ما يُبرهن على قدرة مستشفيات قنا الجامعية على تقديم خدمات طبية عالية الجودة دون الحاجة لنقل المرضى إلى محافظات أخرى.
كما يأتي هذا الإنجاز تتويجًا لتكامل العمل بين الأقسام المختلفة داخل المستشفى، ويعكس مدى التطور الملحوظ في تجهيزات البنية التحتية، وتوفير الكوادر الطبية المدربة على أعلى مستوى.
يُذكر، أن مستشفيات قنا الجامعية تسعى بشكل مستمر إلى إدخال تقنيات جديدة في مجالات المناظير، والجراحات الدقيقة، والعناية الحرجة، بما يخدم رؤية جامعة جنوب الوادي في تقديم رعاية صحية شاملة ومتطورة لأبناء الإقليم.
وأضاف الدكتور محمد زين العابدين أبو الحسن، مدير المستشفى الجامعي بالمعبر: أن المريضة قد تماثلت للشفاء التام، وغادرت المستشفى بعد استقرار حالتها بشكل كامل، مؤكدًا أن هذا النجاح يُعد ثمرة تعاون فعّال بين مختلف الفرق الطبية والإدارية بالمستشفى.