في مسلسل "عتبات البهجة" الذي عُرض رمضان الماضي، ظهر الممثل الشاب خالد عمر، وهو يؤدي دور الفتي الذي يعمل في شبكة إنترنت تُسمى "الدارك ويب" ومن خلالها، يمارس أنشطة غير قانونية مثل تجارة المخدرات وما إلى ذلك، وإن كان العمل الفني اقتضى ذكر تجارة المخدرات فقط، فإن حادثة شبرا التي وقعت منذ أيام توضح لنا أن "المخدرات" هي أقل الأضرار في هذا العالم المسمى "الإنترنت المظلم".

فبحسب التحقيقات الرسمية حتى الآن، فهناك طفل مصري تجاوز الخمسة عشر عام بقليل، ومقيم في الكويت، كلّف طفل آخر في مصر أن يقوم بقتل طفل ثالث مقابل 5 ملايين جنيه مقابل بيع أعضاؤه البشرية التي سينقلها بعد ذلك، وإمعانا في تنفيذ الجريمة طلب المقيم في الكويت أن يكون هناك اتصال مرئي ليخبر المجرم بكيفية تأدية جريمته، لكن الحقيقة أنه أراد تصوير هذا المشهد لبيعه لمواقع "الدارك ويب" التي تدفع ملايين الدولارات مقابل شراء مقاطع القتل البشعة التي تحظى بمشاهدات فلكية في هذا الجزء الغامض من الفضاء المفتوح.

ما حدث يتناسب مع الدراسة التي أجراها الباحث غاريث أوين في جامعة بورتسموث عام 2014، وتوصّل فيها إلى أن أكثر المحتويات التي تلقى رواجا في "الدارك ويب" هي محتويات القتل البشعة، والاستغلال الإباحي للأطفال، وفي المرتبة الثالثة تأتي الأسواق السوداء للعملة ثم منتديات النقاش السياسي في المرتبة الأخيرة.

من يرى ذلك، يظن أن "الدارك ويب" أمر حديث، وفكرة ابتكرها مجرمون من البداية، لكن الصدمة الحقيقية أن كل ذلك غير صحيح، ففي عام 2001 وبسبب انتشار منتديات الانترنت العادية وقتها، قرر بعض الأفراد مجهولي الهوية والعناوين الهروب من الرقابة التي يتعرضون لها بسبب الشبكة العنكبوتية والتي من خلالها يمكن معرفة موقعك بدقة، ولذلك لجئوا إلى شبكات صغيرة يصعب تتبعها مثل "P2P" و"F2F" قبل أن يتسع المجال لمنظمات عالمية تملك شبكات عملاقة مثل "I2P " و"فرينت تور".

وتعتمد تلك الشبكات في آلية عملها على طرق غير تقليدية، فلا يمكن الوصول إليها باستخدام متصفحات كـ"جوجل كروم" أو "فاير فوكس"، بل بتطبيقات متخصصة يتم تحميلها حتى تتيح لك استخدام متصفح مجهول يُسمى "Tor "  وهو بوابة الدخول إلى هذا العالم، فمن خلال دخوله يتم تشفير بياناتك عدة مرات قبل إرسالها عبر الإنترنت، ويتم تشفير البيانات محليًا ثم إرسالها إلى سلسلة من الخوادم مملوكة لأناس يُسموا "متطوعين" ويُعرف كل منهم باسم "العقدة"، وفي كل عقدة يتم فك تشفير البيانات جزئيًا وإعاده تشفيرها باستخدام مفتاح جديد قبل إرسالها إلى العقدة التالية، ويعد "تور " هو "جوجل الدارك ويب"  وهكذا وسط شبكة غير نهائية ومتطوعين موجودين في جميع أنحاء العالم، يصبح التتبع أمر مستحيل والتعرف على الأشخاص يستلزم جهد أجهزة دولة تعمل وفق أحدث النظم لمطاردة الجرائم التي تقع في هذا الجانب المظلم.

وتلخيصًا لتلك العملية، يمكن القول أن شبكات "تور" لا تستخدم شبكات الـ"VPNs" العادية، التي تقوم بتوصيل العملاء مباشرة إلى الخوادم، بل تصنع دوائر افتراضية فرعية كثيرة، وتحتوي تلك الدوائر على ثلاث صفات مهمة، أولها، إنه لا توجد نقطة تعرف المسار الكامل بين نقاط النهاية للدائرة، وثانيًا، أن كل اتصال يكون مشفرًا بشكل فريد، وثالثًا، ان جميع الارتباطات قصيرة الأمد لمنع مراقبة سلوك البيانات مع مرور الوقت.

أما بالنسبة للأموال التي تُستخدم في تلك العمليات غير القانونية، ففي الماضي كان النشطاء على "الدارك ويب" يستخدمون أساليب مختلفة مثل تحويل الأموال في بنوك سرية لا تفصح عن هوية أصحابها، مثل البنوك السويسرية وأخرى في جزر الكاريبي وما إلى ذلك من بنوك تعتمد نظام الـ"أوف شور"، أما مع بزوغ شمس العملاقة الرقمية مثل "بيتكوين" وغيرها، لم يعد هناك حاجة لتلك العمليات إذ أضحت العملات الرقمية هي الرسمية والمتداولة في كافة الأنشطة. 

وأخيرًا، وإذا كان هذا الواقع، فالسؤال كيف يمكنك أن تصبح بأمان إن اضطررت لاستخدام "الدارك ويب"، وهذا ما أوضحه في بعض النقاط للنجاة من هذا الفخ.

 أولًا، تثبيت برامج الأمان، أي التأكد من وجود برامج لمكافحة الفيروسات وحماية جدار الحماية لجهازك لتجنّب التعرض لأي تهديد إلكتروني.

ثانيًا، تجنب قدر المستطاع مشاركة المعلومات الشخصية، بما في ذلك اسمك الحقيقي أو عنوان بريدك الإلكتروني أو موقعك الجغرافي.

ثالثًا،  الحذر التام من المحتوى الذي تتصفحه، وتجنب أي روابط مشبوهة، أو تحميل أي ملفات غير موثوق بها.

رابعًا، بعد الانتهاء من تصفحك، تأكد من فصل اتصالات بالإنترنت وإغلاق متصفح "تور".

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عتبات البهجة الإنترنت المظلم الدارك ويب الدارک ویب

إقرأ أيضاً:

الموت يفجع محمد نجاتي

أعلن الفنان محمد نجاتي، وفاة ابنة خالته، وذلك عبر حسابه الرسمي على موقع تبادل الصور والفيديوهات الشهير "انستجرام".

ونعى محمد نجاتي، ابنة خالته، عبر خاصية الاستوري على حسابه الرسمي، قائلا: "البقاء والدوام لله وحده، انتقلت إلى رحمة الله ابنة خالتي، السيدة منار أيمن، أسألكم الدعاء لها بالرحمة والمغفرة، ولم يعلن موعد الجنازة أو العزاء".
 

آخر أعمال محمد نجاتي

وكان آخر أعماله مسلسل "العتاولة"، الذي خاض به السباق الرمضاني الماضي ٢٠٢٤، تدور أحداثه في مدينة الإسكندرية،  في إطار من التشويق والإثارة، يتبع العمل قصة الشقيقان (خضر) و(نصار)، واللذان يعملا في مجال النصب والجريمة، مما يضعهما في العديد من العقبات والمخاطر.

يذكر أن مسلسل " العتاولة" بطولة النجوم أحمد السقا، طارق لطفي، زينة، باسم سمرة، مي كساب، محمد نجاتي، أحمد كشك، هدى الإتربى، نهى عابدين، ميمي جمال، زينب العبد، منة تيسير، مصطفى أبو سريع، مريم الجندى، مؤمن نور، محمد التاجي، يسرا الجديدى، وآخرون،  تأليف هشام هلال، وإخراج أحمد خالد موسى.

كما خاض السباق الرمضاني ٢٠٢٤ أيضا بمسلسلي صيد العقارب للنجمة غادة عبد الرازق، والحشاشين للنجم كريم عبد العزيز.

معلومات عن الفنان محمد نجاتي

ولد في حي شبرا بالقاهرة، وتخرج من كلية التجارة بجامعة القاهرة، بدأ حياته الفنية طفلاً في مسلسل "أنا وأنت وبابا في المشمش" عام 1989، وفي نفس العام قدمه المخرج عاطف الطيب في فيلم "قلب الليل"، ثم في فيلم "ضد الحكومة" 1992.

ومع نهاية تسعينيات القرن العشرين شارك في عدة أفلام مثل "المدينة، عرق البلح، العاصفة"، كما قدم عدة مسلسلات تلفزيونية مثل "حديث الصباح والمساء، محمود المصري، درب الطيب، الجماعة".

 

مقالات مشابهة

  • حملة تفتيش وكلاب بوليسية.. ما الذي يجري حول الحي الحكومي في كييف؟
  • أزيد من 300 حاج مغربي استفادوا من مبادرة “طريق مكة” إلى غاية 9 يونيو الجاري
  • محمد كركوتي يكتب: عالم غارق بديونه
  • مأساة سيدي علال التازي.. ماء الموت الموجع والمفجع!
  • أمير تاج السر يكتب: تذوق لا حكم
  • محمد وداعة يكتب: امريكا .. تهدد (1)
  • محمد فودة يكتب: ارفعوا أيديكم عن عمرو دياب
  • الموت يفجع الفنان محمد نجاتي
  • مدى الفاتح يكتب: “المتعاونون”: عن “الحركيين” السودانيين
  • الموت يفجع محمد نجاتي