7 مايو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: يشهد العراق تضخماً ملحوظاً في أعداد الموظفين في القطاع العام، مما يثير قلق العديد من الخبراء الاقتصاديين والمختصين. وتُظهر الإحصائيات الرسمية ازدياداً مطرداً في أعداد الموظفين الحكوميين خلال السنوات الماضية، حيث تشير التقديرات إلى وجود ما يقارب 4.5 مليون موظف حكومي، يشكلون ما نسبته 37% من إجمالي القوى العاملة في البلاد.

يُعزى هذا الازدياد إلى عدة عوامل، منها اعتماد سياسة التوظيف الحكومي كحلّ لمشكلة البطالة إذ واجه العراق بعد العام 2003 موجة بطالة هائلة، دفعته إلى اتباع سياسة توسيع قاعدة الموظفين في القطاع العام لامتصاص جزء من هذه البطالة.
وتوسعت مهام ومسؤوليات الدولة العراقية بعد العام 2003، مما أدى إلى الحاجة إلى المزيد من الموظفين لتلبية هذه الاحتياجات.
ويُشير بعض المراقبين إلى أن التوظيف في القطاع العام يُستخدم كأداة سياسية لكسب الولاءات وتحقيق مكاسب سياسية.

و يُثير هذا الازدياد في أعداد الموظفين مخاوف اقتصادية كبيرة، ًأبرزها، الثقل على الميزانية اذ تُشكل رواتب الموظفين الحكوميين عبئاً ثقيلاً على ميزانية الدولة، حيث تُستهلك ما نسبته 70% من إجمالي الإنفاق العام.
ويُهدد هذا الوضع استقرار المالية العامة ويُقلّل من قدرة الحكومة على الاستثمار في مجالات أخرى ضرورية مثل التعليم والرعاية الصحية والبنى التحتية.
ويُعاني القطاع العام العراقي من مشكلات ضعف الإنتاجية، حيث يُشير العديد من الخبراء إلى أن عددًا كبيرًا من الموظفين لا يعملون بكفاءة عالية،

ويُؤدي ازدياد أعداد الموظفين إلى تضخم البيروقراطية، مما يُعيق عملية اتخاذ القرار ويُبطئ من وتيرة تقديم الخدمات للمواطنين.

وكتب الناشط احمد الزيادي: “إذا سمعتم أن هناك 150 ألف وظيفة ستطلق قريبًا في العراق، فتأكدوا أنها عبارة عن 150 ألف مسمار قد دق في نعش الاقتصاد العراقي. هذه الدولة المخنوقة وموازنتها المهترئة لم تعد تتحمل قرارات مجنونة وارتجالية ستؤدي إلى انهيار هذه الدولة وانهيار اقتصادها”.

ويعكس هذا البيان ظاهرة ازدياد الوظائف في العراق بشكل ساخر، حيث يتم التشكيك في صحة هذه الأرقام وتأثيرها الفعلي على الاقتصاد الوطني. ويعزز التحليل فكرة أن القرارات القائمة على المحاباة السياسية والاقتصادية العشوائية لن تؤدي إلا إلى تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد.

كما أن  أسعار النفط، التي تعد مصدرًا رئيسيًا للإيرادات العراقية، لن تستمر في الارتفاع بشكل دائم، ما يشير هذا إلى التباين بين توقعات الزيادة في الوظائف وواقع الاقتصاد العراقي المعتمد بشدة على النفط.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: أعداد الموظفین القطاع العام

إقرأ أيضاً:

أمين بغداد: تمكين المرأة حجر الأساس لبناء قدرات مؤسسات الدولة

31 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: أكد أمين بغداد عمار موسى كاظم، اليوم الخميس، أن تدريب وتمكين المرأة العراقية، يمثل حجر الأساس في بناء قدرات مؤسسات الدولة وتطوير خدماتها.

وذكر بيان لأمانة بغداد، أن “أمين بغداد عمار موسى كاظم حضر اختتام البرنامج التدريبي، الذي أُقيم بالتعاون بين أمانة بغداد، ومكتب رئيس مجلس الوزراء، وبإشراف مستشارة رئيس الوزراء لشؤون المرأة”.

ونقل البيان عن كاظم قوله: “نحتفل اليوم باختتام مبادرة تدريب 500 مهندسة زراعية، وهي مبادرة نوعية هدفت إلى تطوير الخبرة وصقل المهارات المهنية لهذه النخبة المميزة من بنات بلدنا العزيز”، مشيدًا “بنجاح البرنامج التدريبي النوعي الذي استهدف 500 متدربة من خريجات كليات الهندسة الزراعية داخل دوائر أمانة بغداد”.

وأوضح، أن “البرنامج لم يكن يستهدف التعيين الفوري، بل كان استثمارًا استراتيجيًا في بناء الخبرة المهنية للمهندسات، وتعزيز فرصهن في سوق العمل الزراعي والبلدي، بما يمكنهن من تقديم رؤى مبتكرة تخدم بيئة العاصمة بغداد وجمالها الحضري”.

وأشار إلى، أن “أمانة بغداد تولي الجانب الزراعي والبيئي اهتمامًا بالغًا ، حيث نفذت خلال الفترة الماضية حملات زراعية واسعة، وافتتحت مؤخرًا مختبر الزراعة النسيجية في متنزه الزوراء كخطوة متقدمة في الابتكار الزراعي المستدام”.

وأعرب أمين بغداد عن “فخره بالمهندسات المشاركات”، مؤكدًا، أن “هذه التجربة ستكون رصيدًا عمليًا يدعم مسيرتهن المهنية، وموجهًا الشكر لكل الجهات الداعمة والملاكات التدريبية، ولا سيما دائرة المتنزهات والتشجير والأقسام الزراعية وقسم شؤون المرأة في أمانة بغداد”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • اقتصاد ما بعد الريع: طريق التنمية بوابة العراق إلى العصر اللوجستي
  • مركز الخدمات الحكومي في محافظة الكرك.. نقلة نوعية تبشر بمستقبل واعد
  • من حرية التعبير إلى “الطشة”.. الإعلام العراقي رهينة بين الديمقراطية والفوضى
  • السجن لا يكفي.. جماعة “القربان” والانتحار المؤسَّس في أطراف ذي قار
  • عون يمهّد للقرار الحكومي: الاستقرار أو الانهيار وليكن رهانكم على الدولة وحدها
  • الماء مقابل التجارة والنفط.. العراق يفاوض في العطش وتركيا تصمت بحسابات السدود والنفوذ
  • خبراء: ركود السوق العراقية بسبب تذبذب الدينار وضعف الإنفاق العام
  • أمين بغداد: تمكين المرأة حجر الأساس لبناء قدرات مؤسسات الدولة
  • قائمة السفراء: دبلوماسية العراق تختزل بعائلات السلطة
  • تنفس السُمّ في صمت.. بغداد في قبضة الكبريت