بقلم /أحمد محمد

لا يملك الانسان العربي والمسلم والحر في العالم، الا ان ينحني إجلالا، امام الشعب اليمني المؤمن والشجاع، الذي جسد معاني الاية الكريمة” ان تنصروا الله ينصركم” تجسيدا حيا، وهو يرى هذا الشعب العربي الاصيل، رغم كل ظروفه الصعبة، كيف انتصر لغزة وشعبها الذي يتعرض لابادة جماعية منذ اكثر من 7 اشهر، وكيف قارع، أعتى قوى الشر في العالم ومرغ أنفها بوحل العار.

امريكا وبريطانيا، القوتان النوويتان، جاءتا من وراء اعالي البحار، بأساطيلهما المدججة باسلحة الدمار والقتل، الى منطقتنا وبالتحديد الى منطقة البحر الاحمر، مع تحشيدهما دولا اخرى، وللاسف منها عربية، لتضيفا طابعا “دوليا” على “تحالفهما” الذي اطلقا عليه “تحالف حارس الازدهار”، لم تعجزا عن حماية سفن الكيان الاسرائيلي، والسفن التي تتجه الى موانئه، فحسب، بل باتت سفنهما هدفا لرجال اليمن الاشداء، فانطبق عليهما المثل الشعبي المصري المعروف :”جيبتك يا عبد المعين تعيني لقيتك يا عبد المعين عايز تتعان”!؟

امريكا وبريطانيا، كانتا تتوقعان انهما ستردعان اليمن بمجرد انتشار سفنهمها الحربية في المنطقة، فاذا باليمن يجعل من سفنهما اهدافا لمسيراته وصواريخه، حتى باتت التصريحات تتوالى من كبار قادة البلدين والبلدان الغربية الاخرى، والتي تؤكد جميعها، ان القوة لن تنفع مع اليمن، فبعد نحو 500 هجوم جوي وصاروخي امريكي وبريطاني عليه، يخرج علينا المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية، باتريك رايدر، ليعترف “ان محاولة ردع القوات المسلحة اليمنية لم تنجح حتى الآن”، فيما ذهب قائد العملية البحرية الاوروبية في البحر الاحمر، الى ابعد من ذلك بقوله: “ان الخطر الناجم عن الهجمات من اليمن اصبح اكثر حدة من اي وقت مضى”.

اذا ما تحدثنا عن الملحمة الكبرى التي يسطرها ابناء اليمن في البحر الاحمر وباب المندب خليج عمان والبحر العربي والمحيط الهندي، وقريبا في البحر المتوسط، بالارقام، فعندها ستتكشف اكثر، طبيعة هذه الملحمة التي وصفها المراقبون، بانها اكبر منازلة بحرية تخوضها القوات الامريكية منذ الحرب العالمية الثانية، ضد دولة توصف بانها “الافقر عربيا”، الا ان انها اثبتت للعالم اجمع، بانها الاقوى والاكثر جرأة، على منازلة اساطيل امريكا، بل واذلالها، بعد ان فرضت عقوبات على امريكا وبريطانيا والكيان الاسرائيلي، تمخضت عن رفض اغلب شركات التأمين تغطية السفن الامريكية والبريطانية و “الاسرائيلية”، وهو امر لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية.

امريكا وبريطانيا، ومن خلال دعمها الاعمى للكيان الاسرائيلي، وعدوانه على غزة، أضرتا كثيرا، بـ”ازدهار” اوروبا، فقد كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال”، ان التصعيد القائم في البحر الأحمر يعرقل حركة الشحن، وأوروبا تتحمل العبء الأكبر، فعسكرة البحر الاحمر أقنعت المزيد من شركات النقل باختيار الرحلة الأكثر أماناً ولكن الأطول والأكثر تكلفة حول أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح، الامر الذي سيضاعف تكاليف الشحن، والذي سيدفع بدوره معدل التضخم في منطقة اليورو إلى الارتفاع بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية وخفض النمو الاقتصادي بمقدار نقطة مئوية تقريبا، وان انخفاض التضخم الذي تمتعت به أوروبا العام الماضي يمكن أن يتباطأ، ومع ضعف اقتصاد منطقة اليورو بالفعل، فقد يدفعه ذلك إلى الانكماش خلال عام 2024.

الحصار البحري الذي يفرضه اليمن على الكيان الاسرائيلي، وتداعيات عدوانه على غزة، وجهت ضربات قاصمة للاقتصاد في هذا الكيان المزيف، فباعتراف وزير مالية الكيان، بتسلئيل سموتريتش “كلفة الحرب المباشرة، تصل إلى 246 مليون دولار يوميا”، ففي حال استمرت 8 اشهر فان التكاليف المباشرة قد تصل إلى 50 مليارا، ناهيك عن التكاليف المباشرة للهجوم الجوي الإيراني، التي وصلت 1.4 مليار في ليلة واحدة.

الحصار البحري الذي يفرضه اليمن على الكيان الاسرائيلي، اصاب اقتصاد الكيان في مقتل، حيث انخفضت الاستثمارات وتباطأ نمو الإنتاجية واضطرب سوق العمالة.

تقارير اقتصادية صادرة عن مراكز تابعة للكيان، كشفت وبالارقام، عن حقيقة الازمة الاقتصادية التي يواجهها، وهي ازمة في اتساع مستمر، ومن هذه الارقام:

-تقلص الاقتصاد في الكيان الإسرائيلي بمعدل 20 بالمائة.

-انخفض معدل النمو الاقتصادي من 6.5 بالمائة إلى 2 بالمائة

-انخفض الإنفاق الاستهلاكي بمعدل 27 بالمائة

-انخفض حجم الاستيراد والتصدير بحوالي 42% و18% على التوالي.

-انخفض الاستثمار بمعدل 67.8 بالمائة.

-انخفاض حاد في العمليات التشغيلية.-

-ارتفاع الإنفاق الحكومي بمعدل 88.1 بالمائة ذهب معظمه للإنفاق العسكري.

-أجبر الكيان على إنشاء صندوق إقراض بقيمة 10 مليارات.

اذا كان احرار العالم، ينحنون اجلالا واعتزازا واكراما، لليمن، الذي وقف وقفة عز وكبرياء، امام جبابرة الارض، نصرة لغزة واهلها والمقدسات الاسلامية، فان اعداء الامة سينحنون امامه ايضا ولكن خوفا ورهبة، “ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين”.

 

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الکیان الاسرائیلی امریکا وبریطانیا البحر الاحمر فی البحر

إقرأ أيضاً:

أيادي اليمن الضاربة تصلُ البحرَ المتوسط.. تحوُّلٌ جديدٌ يقلبُ موازينَ القوة

يمانيون – متابعات
بعون الله تعالى وتوفيقه بدأت قواتُنا المسلحة تنفيذ العمليات الهجومية باتّجاه البحر الأبيض المتوسط واستهداف السفن التي تحاول الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلّة لإمدَاد كيان العدوّ الصهيوني بالبضائع حَيثُ نفذت الوحدة الضاربة في سلاح الجو المسير والقوة الصاروخية عددًا من العمليات الهجومية كان آخرها مهاجمة السفينة الإسرائيلية (ESSEX)، واستهدافها بعدد من الصواريخ بعيدة المدى وذلك أثناء محاولاتها اختراق قرار الحظر التي تفرضه قواتنا المسلحة.

طبيعة العمليات:

من الأمور الهامة أن هذه العمليات تأتي ترجمةً لمحاور جولة التصعيد الرابعة التي دشّنها السيد القائد عبدالملك بدْر الدين الحوثي -حفظه الله تعالى- وقد بدأت تأخذ مسارًا تصاعديًّا في مستوى التأثير والنجاحات المميزة في تحقيق أهدافها؛ فبالرغم من أنها في مراحلها الأولية وتواجه مسرحًا عملياتيًّا وتكنولوجيًّا معقدًا وصعبًا من حَيثُ البعد الجغرافي والتقنيات الدفاعية التي نشرها كيان العدوّ الصهيوني والأمريكي في البحر الأحمر والمناطق المحاذية للبحر الأحمر وَأَيْـضاً في أراضي فلسطين المحتلّة، لكنها أظهرت -بتوفيق الله تعالى- مستوىً جديدًا من القدرة والفاعلية في تحديد هُــوِيَّة السفن المرتبطة بكيان العدوّ الصهيوني وضربها في نقاط حساسة بالبحر الأبيض المتوسط.

فالعمليةُ الأخيرة التي استهدفت سفينة ESSEX كانت نوعيةً إلى حَدٍّ كبيرٍ؛ فقد تم خلالها تتبع السفينة ومعرفة هُوِيَّتها ووجهتها في سياق معلومات استطلاعية دقيقة، إضافة إلى استهدافها بعدد من الصواريخ كما أعلن ذلك ناطق القوات المسلحة العميد يحيى سريع؛ لذلك هذه نقطة غاية في الأهميّة؛ فاستهداف السفينة واستخدام الصواريخ بهذه العملية المعقدة والتي تحتاج إلى قطع مسافات تصل من 1800-2000 كم يؤكّـد أن قواتنا المسلحة بدأت تضع يدها على مياه البحر المتوسط وأصبحت عمليًّا تمتلك الأسلحة المناسبة والمتطورة من الصواريخ الاستراتيجية التي تمتلك خصائصَ وقدراتٍ تفوقُ النظائرَ الصاروخية السابقة.

فقد تمكّنت -بفضل الله تعالى- من قطع هذه المسافات ووصلت إلى البحر المتوسط، كما تمكّنت من تجاوز جميع أنظمة الدفاع الجوي التي نشرها العدوّ الأمريكي والإسرائيلي؛ لذلك هذا النجاحُ الكبيرُ الذي تحقّق -بفضل الله تعالى- وعبر هذه الصواريخ يعد مسألةً مفصليةً لها أبعاد وتداعيات كبرى على العدوّ الإسرائيلي والأمريكي وعلى ميزان القوى بشكل عام.

وللتوضيح:

فَإنَّ كيانَ العدوّ في الفترات الأخيرة وضع خطةً لتعزيز مستوى قدراته الدفاعية الجوية في أم الرشراش (إيلات) وتطوير العمل الدفاعي فيها وفي مناطق أُخرى المحاذية للبحر الأحمر؛ بما يعزز قدرته على مواجهة مختلف التهديدات القادمة من اليمن حَيثُ نفذ عدة إجراءات منها نذكر اهمها:

1- نشر مجموعات كبيرة من بطاريات القبة الحديدية وَمنظومات مقلاع داوود وأنظمة آرو-2، 3 (حيتس) بعيدة المدى، بالإضافة إلى منظومات باتريوت وثاد مع شبكة رادارات متطورة منها رادار “آرو-3” Super Green Pine ورادار نظام TAAD الخاص بالإنذار المبكر والذي يبلغ مداهما نحو 1000 كم.

2- عمل كيانُ العدوّ أَيْـضاً مع بعض دول الخليج منها السعوديّة والأردن ومصر على إنشاء غرف تحكم رادارية مشتركة (دمج راداري) يتم من خلالها التحكم والسيطرة وَتنسيق المعلومات مع شبكة الرادارات لتحقيق أقصى قدرة ممكنة لكشف التهديدات الصاروخية في وقت مبكر.

بالتالي هذه الإجراءات كانت تمثل الحواجزَ الدفاعية الرئيسية الأكثر تعقيدًا التي اعتمد عليها كيان العدوّ الإسرائيلي بمساعدة أمريكية لتعزيز حماية أمنه القومي والاستراتيجي وتعزيز القدرة على مواجهة التهديدات؛ لذا عندما نتحدث عن وصول صواريخ قواتنا المسلحة إلى البحر المتوسط واستهداف سفينة تابعة لهذا الكيان؛ فهذا يعني أنها استطاعت بعون الله تعالى اختراق هذه الترسانات الضخمة من الأنظمة المتطورة واختراق شبكات الدمج الراداري الذي تم تأسيسُه لأول مرة بين كيان العدوّ والدول الخليجية.

لذلك هذا الاختراق وبما يمثله من بُعد في موازين القوة يعتبر ضربة قاصمة لكل هذه التجهيزات ونقطة انهيار لأهم الموانع والتحديات الدفاعية التي يراهن عليها كيان العدوّ الإسرائيلي في هذه المرحلة بالذات.

– المسيرة/ زين العابدين عثمان

مقالات مشابهة

  • فضل الله: إبقاء ملف النازحين مفتوحا من دون معالجة قد يُشكّل خطرا وجوديا على لبنان
  • خامنئي للطلاب الجامعيين في أمريكا: أنتم جزءا من محور المقاومة
  • هل يستفيد النظام العربي من زخم المقاومة..؟!
  • أيادي اليمن الضاربة تصلُ البحرَ المتوسط.. تحوُّلٌ جديدٌ يقلبُ موازينَ القوة
  • الحج توضح أهمية المواقيت المكانية
  • هكذا تنتصر اليمن ’’لغزة’’ وترد على جرائم الاحتلال الاسرائيلي
  • صراع الاستراتيجيات _ تحليل وحلول لحصاد الطوفان
  • سياسي يمني يُجيب لـ "الفجر".. هل يؤثر تصنيف الحوثي "جماعة إرهابية" على نشاطاته بالبحر الأحمر وخليج عدن؟
  • وكالة: طهران زودت الحوثيين بصاروخ باليستي يطلق من البحر
  • ‏وكالة إيرانية: طهران زودت الحوثيين في اليمن بصاروخ باليستي يطلق من البحر "يشكل تحديات خطيرة لمصالح أمريكا وإسرائيل