أدخل المسيحية إلى مصر.. الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بعيد استشهاد مارمرقس الرسول|قصة حياته
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأربعاء، 8 مايو، بعيد استشهاد القديس مارمرقس الرسول مؤسس الكنيسة القبطية، وكاروز الديار المصرية، حيث أدخل المسيحية إلى مصر عام 61 م، بحسب السنكسار.
وُلد القديس مرقس فى القيروان، إحدى المدن الخمس الغربية بليبيا، فى بلدة تُدعى ابرياتولس، من أبوين يهوديين اسم والده أرسطوبولس، ووالدته مريم امرأة تقية لها اعتبارها بين المسيحيين الأولين فى أورشليم، وقد تعلم اليونانية واللاتينية والعبرية وأتقنها، وعندما هجمت بعض القبائل على أملاكهم تركوا القيروان إلى فلسطين وطنهم الأصلى وسكنوا بأورشليم "القدس"، نشأ فى أسرة متدينة كانت من أقدم الأسر إيمانًا بالمسيحية وخدمة لها.
بدأ مارمرقس خدمته فى نشر المسيحية مع بطرس الرسول فى أورشليم واليهودية، كما انطلق مع الرسولين بولس وبرنابا فى الرحلة التبشيرية الأولى وبشر بالمسيحية معهما فى إنطاكية وقبرص ثم فى آسيا الصغرى، لكنه على ما يظن أُصيب بمرض فاضطر أن يعود إلى أورشليم ولم يكمل معهما الرحلة، عاد بعدها وتعاون مع بولس فى تأسيس بعض كنائس أوروبا وفى مقدمتها كنيسة روما.
وبعدها جاء مرقس إلى مصر وأسس كنيسة الإسكندرية بعد أن ذهب أولًا إلى موطن ميلاده "المدن الخمس" بليبيا، ومن هناك انطلق إلى الواحات ثم الصعيد ودخل الإسكندرية عام 61 م، من بابها الشرقى.
ودخل مار مرقس مدينة الإسكندرية على الأرجح سنة 60 م، من الجهة الغربية، قادمًا من الخمس مدن، ويروى لنا التاريخ قصة قبول أنيانوس الإيمان المسيحى كأول مصرى بالإسكندرية يقبل المسيحية، فقد تهرأ حذاء مار مرقس من كثرة السير، وإذ ذهب به إلى الإسكافى أنيانوس ليصلحه له دخل المخراز فى يده فصرخ: "يا الله الواحد"، فشفاه مار مرقس باسم السيد المسيح وبدأ يحدثه عن الإله الواحد، فآمن هو وأهل بيته وانتشر الإيمان سريعًا بالإسكندرية رسم أنيانوس أسقفًا ومعه ثلاثة كهنة وسبعة شمامسة.
وهاج الشعب الوثنى فاضطر القديس مرقس أن يترك الإسكندرية ليذهب إلى الخمس مدن الغربية (برقه بليبيا) ومنها إلى روما، حيث كانت له جهود تذكر فى أعمال الكرازة عاون بها الرسول بولس، لكنه ما لبث أن عاد إلى مصر ليتابع العمل العظيم الذى بدأه.
وعاد إلى الإسكندرية عام 65 م، ليجد الإيمان المسيحى قد ازدهر فقرر أن يزور المدن الخمس، وعاد ثانية إلى الإسكندرية ليستشهد هناك فى منطقة بوكاليا.
الجدير بالذكر، يعد مارمرقس أول باباوات الإسكندرية، وأحد السبعين رسولا للسيد المسيح، وكان اسمه أولا يوحنا كما يقول الكتاب: أن الرسل كانوا يصلون في بيت مريم أم يوحنا المدعو مرقس، وكان بيته أول كنيسة مسيحية حيث فيه أكلوا الفصح وفيه اختبأوا بعد موت السيد المسيح.
ويلقب القديس مارمرقس الرسول بالعديد من الألقاب منها “الإنجيلي” حيث كتب أصغر إنجيل في العهد الجديد يسجل فيه حياة المسيح ومعجزاته، وذلك وفقا للكنيسة.
يعتبر القديس مار مرقس الرسول أول من أدخل المسيحية إلى مصر، كما يعتبر بحسب التقليد الكنسى الإسكندرى البطريرك الأول، وأسس فى مصر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
ويذكر أن حتى أول القرن العشرين كان هناك 5 كنائس باسم مارمرقس، هي كنائس (حسب الترتيب التاريخي): الإسكندرية، رشيد، الأزبكية بالقاهرة، بني عدي مركز منفلوط، الجيزة.
وفيما بين عام 1900-1950 بنيت للقديس 13 كنيسة جديدة، ومن سنة 1950 حتى 1975 استجلت له 13 كنيسة أخري (أي 31 كنيسة حتى عام 1975).
وأطلقت الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية على أسم القديس مارمرقس الرسول.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مارمرقس الرسول الكنيسة القدیس مار مار مرقس إلى مصر
إقرأ أيضاً:
مدينة أسيزي الإيطالية تستضيف المعرض المتنقل “الأردن: فجر المسيحية
صراحة نيوز – في مطلع شهر تموز المقبل، تستعد مدينة أسيزي التاريخية، الواقعة في قلب إقليم أومبريا الإيطالي، لاستقبال المعرض الدولي المتنقل “الأردن: فجر المسيحية” والذي سيُقام داخل المبنى الرائع “قصر مونتي فرومنتاريو” وبالتعاون مع بلدية أسيزي.، بعد النجاح الاستثنائي الذي حققه في الفاتيكان خلال فبراير ومارس الماضيين.
وتحمل هذه المحطة في أسيزي طابعًا رمزيًا وروحيًا عميقًا، إذ تُعد المدينة مسقط رأس القديس فرنسيس الأسيزي، أحد أبرز رموز السلام والتواضع والحوار بين الأديان. ومنذ القرون الوسطى، تحولت أسيزي إلى واحدة من أهم وجهات الحج المسيحي في العالم، حيث يقصدها سنويًا أكثر من 5 ملايين حاج وزائر من مختلف أنحاء العالم، بحثًا عن التأمل والتجدد الروحي في فضائها الذي يجمع بين الجمال والقداسة.
وتزداد رمزية هذا الحدث الروحي في عام 2025، الذي أعلنه الراحل قداسة البابا فرنسيس “سنة اليوبيل” في الكنيسة الكاثوليكية تحت شعار “حجّاج الرجاء”، وهي مناسبة استثنائية تُقام كل 25 عامًا.
في هذا السياق، تأتي مشاركة الأردن في هذه اللحظة التاريخية لتؤكد رسالته الروحية الأصيلة، باعتباره أحد أبرز مواطن الإيمان المسيحي في العالم، وجزءًا لا يتجزأ من الأراضي المقدسة. وقد كان الأردن محط أنظار العالم المسيحي في مناسبات عدة، من بينها الزيارة التاريخية التي قام بها الراحل قداسة البابا فرنسيس إلى المملكة عام 2014، حيث زار موقع المعمودية على نهر الأردن، وأشاد برسالة التعايش والسلام التي يجسدها الأردن في المنطقة.
ويسلّط المعرض الضوء على المواقع الخمسة المعتمدة رسميًا من قبل الفاتيكان كمواقع حج مسيحي في الأردن، وهي: المغطس، جبل نيبو، كنيسة سيدة الجبل في عنجرة، تل مار إلياس، وقلعة مكاور.
وفي طليعتها موقع المغطس (بيت عنيا عبر الأردن)، حيث عُمّد السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان، ويُعد من أقدس المواقع المسيحية في العالم، وهو مدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
كما يهدف هذا المعرض إلى تسليط الضوء على أهمية السياحة الدينية والترويج لها في الأردن، باعتباره مقصدًا رئيسيًا ومهمًا للحج المسيحي في المنطقة، وبوصفها جسرًا يجمع بين الإيمان والثقافة، ويُسهم في تعزيز الحضور الروحي والدولي للمملكة.
إن معرض “الأردن: فجر المسيحية” هو دعوة حية للحج، والتأمل، والتلاقي، حيث تلتقي أسيزي بالأردن في حوار إيماني عابر للحدود، وفي زمنٍ تشتد فيه الحاجة إلى الأمل والرجاء