يمانيون – متابعات
تواصلت تداعياتُ العملياتِ البحرية اليمنية على اقتصادِ المملكة المتحدةِ؛ نتيجة تورُّط بريطانيا في العدوان على اليمن، حَيثُ قالت صحيفة “الغادريان” البريطانية، الأحد: إنَّ “استمرارَ ما وصفته بأزمة البحر الأحمر، يزيد الضغوط على المستهلكين داخل المملكة المتحدة”، وكشفت أن أسعار الشحن من آسيا ارتفعت ثلاثة أضعاف خلال الأسبوع الماضي فقط.

ونشرت الصحيفة البريطانية تقريرًا حمل عنوان “مع استمرار أزمة البحر الأحمر تأتي الضغوط على أسعار المستهلك” في إشارة إلى زيادات أسعار السلع التي تترتَّبُ على ارتفاع تكاليف النقل؛ نتيجة اضطرار السفن البريطانية إلى تحويل مسارها والدوران حول إفريقيا؛ لتجنب الاستهداف من قبل القوات المسلحة اليمنية.

وذكر التقرير أن المصنِّعين وتُجَّارَ التجزئة لن يتمكّنوا من الاستمرار في عدم إضافة التكاليف الجديدة الناتجة عن تحويل مسار السفن حول جنوب إفريقيا.

وبحسب التقرير فَــإنَّ “العديد من شركات الشحن تقوم الآن بتحويل السفن إلى طريق أكثرَ أمانًا، ولكنه أطول وأكثر تكلفة، حول طرف الجنوب الإفريقي، مُرورًا برأس الرجاء الصالح، ويمكن أن يضيف هذا 10 أَيَّـام إلى الرحلة ويزيد تكاليف الوقود بنسبة 40 %”.

وسلَّطَ التقريرُ الضوءَ على ما أعلنته شركة ميرسك للشحن الأسبوع الماضي، حَيثُ قالت الشركة: إن “الهجمات تكثّـفت، وإن منطقة الخطر أصبحت الآن أكبر”، وأضافت أنها ستواصل إرسال سفنها حول إفريقيا في المستقبل المنظور، لكن ذلك سيؤدي إلى انخفاض طاقتها بنسبة 20 % في الربع الثاني من العام، بالإضافة إلى تكاليف إضافية” بحسب ما نقل التقرير.

وكشفت الصحيفة البريطانية أنه “خلال الأسبوع الماضي، تضاعفت الرسوم الإضافية على الحاويات التي تأتي من آسيا ثلاث مرات من 250 دولاراً إلى 750 دولاراً” (للحاوية الواحدة).

وقال التقرير: إنه “بالنسبة للشركات الضخمة مثل ميرسك والشركات الصغيرة في المملكة المتحدة وأماكنَ أُخرى تعتمد على البضائع القادمة من آسيا والشرق الأوسط، فَــإنَّ تأثيرَ الأزمة لا يزال مُستمرًّا”.

وذكّر تقريرُ الصحيفة البريطانية بأن غرفةَ التجارة في المملكة المتحدة كانت قد نشرت تقريرًا في فبراير الماضي أفادت فيه بأن “أكثرَ من 53 % من المصنِّعين وتجار التجزئة في بريطانيا تأثروا بالوضع في البحر الأحمر، فيما أفاد بعضهم بارتفاع أسعار استئجار الحاويات بنسبة 300 %، وإضافة أربعة أسابيعَ إلى مواعيد التسليم”.

وذكرت الغارديان أن “السلع المصنِّعة من آسيا، بما في ذلك السيارات والأثاث والمنسوجات، هي الأكثر تضرُّرًا، كما أن النفط من الشرق الأوسط تأثر أيضًا”.

وقال التقرير إنه “يتم شحنُ حوالي 70 % من جميع قطع غيار السيارات عبر البحر الأحمر من آسيا، وقد سبَّبَ ذلك أن الكثير من شركات صناعة السيارات، بما في ذلك فولفو وتيسلا، أوقفت بعضَ خطوط الإنتاج؛ بسَببِ نقص الأجزاء، وقالت شركة ستيلانتس، مالكة فوكسهول، إنها تتجهُ إلى الشحن الجوي لبعض الأجزاء لتجاوز البحر الأحمر”.

وذكرت الصحيفة أن “بعض الشركات تحوّلت إلى الشحن بالسكك الحديدية، مع زيادة عدد القطارات التي تغادر الصين إلى أُورُوبا بشكل كبير في الأشهر الأخيرة”.

وبحسب التقرير فَــإنَّ العديد من الشركات البريطانية قامت بإعادة تنظيم سلاسل التوريد الخَاصَّة بها، حَيثُ “قامت شركتا آسوس وبوهو (شركتان بريطانيتان للأزياء) بتكثيفِ عملية التقارب، حَيثُ حصلت على المزيد من المنتجات من تركيا والمغرب بدلاً عن آسيا”.

ونقلت الصحيفة عن ويليام باين، رئيسِ السياسة التجارية في غرفة التجارة البريطانية، قوله: إن “التأثيرَ طويلَ المدى للاضطراب سيعتمد على المدة التي سيستمر فيها” وهو ما يعني أن استمرارَ العمليات اليمنية قد يسبِّبُ تداعياتٍ كبيرةً ودائمةً على حركة التجارة البريطانية.

وَأَضَـافَ باين أنه: “سيتعيَّنُ على الشركات اتِّخاذُ قرارات بشأن المصادر وسلاسل التوريد، وَإذَا أصبح هذا أمرًا طبيعيًّا جديدًا؛ فسوف يتعيَّنُ عليها أن تقرّر ما إذَا كان هذا أمرًا يمكنها التكيفُ معه، أَو ما إذَا كان صعبًا للغاية”.

ويشير هذا التصريح بوضوح إلى أن الشركات البريطانية تواجه تحديًا كَبيراً في تغيير آلية الاستيراد والتصدير الخَاصَّة بها، وهي عملية تنطوي على صعوبات وخسائرَ قد لا يمكن التأقلمُ معها؛ إذ لا يمكنُ بسهولة تعويض طريق البحر الأحمر.

وأكّـد التقرير أنه مع إعلان القوات المسلحة اليمنية الأسبوع الماضي عن استمرارِ التصعيد حتى انتهاء العدوان على غزة “فَــإنَّ الشركاتِ لن تعوِّلَ على انتهاء الاضطراب في أي وقت قريب” وهو ما يعني أن المزيدَ من التداعيات ستصيب الاقتصادَ البريطاني.

خسائرُ لا تتوقَّف:

ومنذ تورُّطِ بريطانيا في العدوان على اليمن إلى جانب الولايات المتحدة، أصبحت السفنُ البريطانية هدفًا للقوات المسلحة اليمنية؛ ما أجبر هذه السفن على تحويل مسارها بعيدًا عن البحر الأحمر والدوران حول إفريقيا؛ الأمر الذي أَدَّى إلى إضافة تكاليفَ كبيرة على الشحن وتأخيرات طويلة في مواعيد التسليم.

وفي أواخر إبريل المنصرم أعلنت شركة “هورنبي” البريطانية التي تصنِّعُ نماذجَ السكك الحديدية أن مبيعات مجموعتها للعالم بأكمله عانت بعد تراجع نتائج الربع الأخير؛ بسَببِ تأخيرات التسليم نتيجة الوضع في البحر الأحمر.

وقالت الشركة إن مبيعاتها في الربع الرابع هبطت بنسبة 8 % على أَسَاس سنوي.

وفي نهاية مارس الماضي كانت صحيفةُ “ذا صن” البريطانية قد نشرت تقريرًا أكّـدت فيه أن تحويلَ مسارات السفن البريطانية بعيدًا عن البحر الأحمر “يجعلُ المستهلكين في المملكة المتحدة يدفعون المزيدَ من التكاليف مقابل كُـلّ شيء، بدءاً من السيارات وحتى الشاي” مشيرة إلى أن شركةَ النفط البريطانية “بي بي” (بريتيش بتروليوم) العملاقة أصبحت “مضطرَّةً لتحويل مسار رحلاتها وسط تهديدات بارتفاع أسعار الوقود؛ الأمر الذي يهدّد بإشعال التضخم من جديد”.

وقالت الصحيفة: إن “شركات الشحن تعاني بالفعل من تكلفة إضافية تبلغ في المتوسط 800 ألف جنيه إسترليني في كُـلّ مرة تضطرُّ فيها إلى تغيير مسارها، إلى جانب تأخيرات لمدة أسبوعين”.

وتشيرُ هذه التداعياتُ بوضوح إلى فشل العدوان الأمريكي البريطاني في الحد من تأثير العمليات البحرية اليمنية المساندة لغزة، وارتداد هذا العدوان بشكل عكسي على المصالح الأمريكية والبريطانية، حَيثُ أفاد مركَزُ أبحاث الكونغرس الأمريكي قبل أَيَّـام بأن هناك تحدياتٍ كبيرةً تواجهُها سلاسلُ التوريد من الشرق إلى الولايات المتحدة؛ بسَببِ الوضع في البحر الأحمر.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی المملکة المتحدة الأسبوع الماضی البحر الأحمر من آسیا ف ــإن

إقرأ أيضاً:

التعليم تعلن تقرير غرفة العمليات في ثاني أيام امتحانات الثانوية العامة

في إطار استمرار أعمال امتحانات الدور الأول لشهادة إتمام الدراسة الثانوية العامة للعام الدراسي 2024/ 2025، وفي ظل متابعة دقيقة من غرفة العمليات المركزية بالوزارة، وتنسيق مستمر، شهدت لجان امتحانات الثانوية العامة اليوم انتظامًا ملحوظًا وانضباطًا تامًا على مستوى الجمهورية، في إطار حرص الوزارة على تأمين سير العملية الامتحانية وتوفير الأجواء المناسبة لضمان سير الامتحانات بسلاسة.

وقد أدى طلاب الثانوية العامة (النظام الجديد) بالشعبتين الأدبية والعلمية، الامتحان في مادة اللغة الأجنبية الثانية بإجمالي عدد (738619) طالب/ وطالبة، كما أدى طلاب الثانوية العامة (النظام القديم) بالشعبتين الأدبية والعلمية، في الفترة الأولى، الامتحان في مادة الاقتصاد، وفي الفترة الثانية الامتحان في مادة الإحصاء بإجمالي عدد ( 6677) طالب/ وطالبة، وذلك أمام إجمالي (1973) لجنة امتحانية على مستوى الجمهورية.

وفي السياق ذاته، أدى طلاب مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا (STEM) وعددهم (1650) في الفترة الأولى اختبار الاستعداد للقبول بالجامعات (اللغة العربية)، وفي الفترة الثانية امتحان مقاييس المفاهيم (اللغة العربية) أمام ( 16) لجنة، كما أدى عدد (295) طالب/ طالبة من مدارس المكفوفين، النظامين الجديد والقديم، امتحان مادة التربية الوطنية.

وقد حرص السيد/ محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى على متابعة امتحانات الثانوية العامة (الدور الأول) من خلال غرفة العمليات المركزية بالوزارة، حيث اطمأن على سير العملية الامتحانية بجميع المحافظات.

كما حرص الوزير قبل بدء الامتحان، على التواصل مع جميع مديري المديريات التعليمية المتواجدين بغرف العمليات المحلية، واطمأن على تواجد ممثلي وزارة الداخلية؛ لتأمين مقار لجان السير بجميع المحافظات.

وتابع السيد الوزير محمد عبد اللطيف من داخل غرفة العمليات المركزية، حادثي السير اللذين تعرض لهما عدد من الملاحظين في محافظتي أسيوط وقنا، أثناء توجههم إلى اللجان، واطمأن على استقرار حالتهم الصحية، موجّهًا بالتنسيق مع مسؤولي المحافظتين لضمان تقديم كافة سبل الرعاية والدعم لهم.

وفي سياق متابعة انتظام سير الامتحانات، أكد الأستاذ خالد عبد الحكم، رئيس عام امتحان الثانوية العامة ورئيس الإدارة المركزية لشؤون المديريات التعليمية، أن غرفة العمليات المركزية بالوزارة تلقت عددًا من الشكاوى، وقد تم التنسيق مع المديريات التعليمية المعنية للتعامل معها ومعالجتها بشكل فوري.

كما أكد الأستاذ خالد عبد الحكم، ضرورة متابعة مسؤولي التطوير التكنولوجي على مستوى الإدارات التعليمية لمنظومة كاميرات المراقبة داخل اللجان أثناء فترة انعقاد الامتحان، مع سرعة إبلاغ رئيس اللجنة بأي مشكلة قد تطرأ على الكاميرات، لضمان توثيق جميع الأحداث داخل اللجنة، والحفاظ على انتظام وانضباط سير العملية الامتحانية.

ووجه الأستاذ خالد عبد الحكم بالالتزام بتوزيع أوراق الأسئلة مع بداية توقيت الامتحان دون أي تأخير، وضمان دخول الطلاب إلى مقار اللجان في الوقت المحدد دون تأخير.

وقد شهد اليوم الثاني لامتحانات الثانوية العامة حالة من الهدوء والانضباط الكامل في مختلف اللجان الامتحانية على مستوى الجمهورية، حيث انعكست الإجراءات المختلفة التي تم اتخاذها بالتنسيق بين وزارة التربية والتعليم والمحافظات والجهات المعنية على تحقيق انضباط سير العملية الامتحانية بمختلف محافظات الجمهورية، فضلا عن التنسيق الكامل مع وزارة الداخلية لضمان تأمين محيط اللجان الامتحانية.

والجدير بالذكر أنه من المقرر أن يؤدى طلاب الثانوية العامة بالشعبتين الأدبية والعلمية (النظام الجديد والقديم) يوم الأحد الموافق 22/ 6/ 2025 امتحان الدور الأول في مادة اللغة العربية، ويؤدي طلاب مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا، يوم الخميس الموافق 19/ 6/ 2025، في الفترة الأولى اختبار الاستعداد للقبول بالجامعات (اللغة الأجنبية الثانية)، وفي الفترة الثانية مقاييس المفاهيم (اللغة الأجنبية الثانية)، بينما يؤدي طلاب مدارس المكفوفين (النظام الجديد) يوم الخميس الموافق 19/ 6/ 2025 امتحان اللغة الأجنبية الثانية، و(النظام القديم) في الفترة الأولى امتحان مادة الاقتصاد، وفي الفترة الثانية الامتحان في مادة الإحصاء.

مقالات مشابهة

  • عقار بريطاني يحدث طفرة في علاج سرطان الدم
  • التعليم تعلن تقرير غرفة العمليات في ثاني أيام امتحانات الثانوية العامة
  • السفارة البريطانية تطلق حملة النمو الأخضر لتسريع التعاون بين المملكة المتحدة ومصر بمجال المناخ
  • حرس الحدود بمكة ينقذ مقيمًا مصريا تعطلت واسطته البحرية في عرض البحر
  • البحرية البريطانية: تصاعد التشويش الإلكتروني في مياه الخليج العربي
  • هيئة التجارة البحرية البريطانية: تلقينا تقارير عن زيادة التدخل الإلكتروني في مضيق هرمز
  • مكة المكرمة.. إنقاذ مقيم مصري تعطلت واسطته البحرية في عرض البحر
  • تعطلت واسطته البحرية.. حرس الحدود بمنطقة مكة المكرمة ينقذ مقيمًا مصريًا من الهلاك في عرض البحر
  • تداول 9 آلاف طن بضائع عامة ومتنوعة و 573 شاحنة بموانئ البحر الأحمر
  • لماذا نهرب دائماً للملاجئ من صواريخ القوات المسلحة اليمنية؟!