في تصعيد إيراني لقضية حقل الدرة الغازي الواقع في المياه الإقليمية الكويتية بالخليج، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أمس، إنه لا يمكن الحديث عن ملكية حقل الدرة (آراش)، ما لم يتم تحديد الحدود البحرية بين إيران والكويت، في وقت ذكر صادق جوكار، رئيس المعهد الإيراني لدراسات الطاقة الدولية، وهو معهد تابع لوزارة النفط الإيرانية، أن إيران لا يمكن أن تبقى صامتة في حال قيام الكويت والسعودية بتطوير الحقل من جانب واحد.

وفي مؤتمر صحافي بطهران، قال كنعاني: «نحث الكويت على الحوار بشأن الحقل بدلاً من اتخاذ مواقف غير بناءة»، مضيفاً: «ملتزمون بعدم إثارة موضوع الحقل في وسائل الإعلام، وليترك هذا الموضوع للخبراء من كلا الطرفين». وإذ عبر عن تطلعه لإجراء مفاوضات جديدة حول الحقل، أكد كنعاني أن «أي خطوة أحادية الجانب لا تؤمن مصالح إيران غير مقبولة». من ناحيته، قال جوكار في مقابلة مع وكالة «إيلنا» إن «مزاعم الكويت والسعودية بشأن حقل آراش النفطي غير مثبتة»، في إشارة إلى تمسك الكويت والسعودية بأن الحقل بأكمله يقع في مياه الكويت الإقليمية، وأن ثرواته ملك للكويت والسعودية حصراً، وهو الموقف الذي تدعمه جميع دول مجلس التعاون الخليجي. وبينما أضاف المسؤول الإيراني أنه «في الماضي كانت لدينا اتفاقيات بشأن مسألة الحدود مع السعودية والكويت»، قال: «من المحتمل أن نتفق على تطوير حقل النفط بشكل جماعي»، مشيراً إلى أنه «من غير الممكن بالتأكيد أن تتمكن السعودية والكويت من تطوير حقل النفط بشكل مستقل ونحن نبقى صامتين، والاتجاهات الجيوسياسية في المنطقة لا تظهر ذلك أيضاً».

المصدر: جريدة الحقيقة

إقرأ أيضاً:

فورين بوليسي: كيف ارتدت الضربات الإسرائيلية على إيران عكسيا؟

رغم الضجة الإعلامية والانتصارات المعلنة، تبدو نتيجة الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران أقرب إلى الإخفاق الاستراتيجي منها إلى النصر العسكري. فبعد 12 يومًا من التصعيد الدموي بين الطرفين، لم تحقق إسرائيل أهدافها المعلنة، بل كشفت عن نقاط ضعفها وأعادت ترتيب موازين الردع في المنطقة، وفق تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي.

بدأت الحرب بهجوم إسرائيلي منسق، شمل عمليات استخباراتية طويلة الأمد، وتفجيرات من خلايا نائمة داخل إيران، واغتيالات طالت علماء وشخصيات عسكرية، تبعتها غارات جوية على منشآت نووية وعسكرية مثل "نطنز" و"فوردو". لكن إسرائيل تجاوزت الأهداف الاستراتيجية، لتطال أحياء سكنية وسجونا ومراكز إعلامية، في محاولة لإشعال اضطرابات داخلية.

في المقابل، جاء الرد الإيراني سريعًا وقاسيًا. فبالإضافة إلى إطلاق الصواريخ على مدن إسرائيلية ومنشآت استراتيجية، أقدمت طهران على خطوة نوعية بضرب قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر، في رسالة واضحة بأن حدود المعركة يمكن أن تتوسع إقليميًا.

ورغم الخسائر البشرية الكبيرة في إيران – التي تجاوزت 600 قتيل بينهم أطفال ونساء وأطباء – والخسائر المادية في إسرائيل، فقد انتهت الحرب بعد أقل من أسبوعين بوقف إطلاق نار غامض الشروط.

على الصعيد النووي، لم تحقق إسرائيل هدفها المركزي: تدمير القدرة الإيرانية على تخصيب اليورانيوم. فبحسب معلومات استخباراتية أمريكية وأوروبية، نجحت طهران في إخلاء بعض المواقع الحساسة قبل الهجمات، ويُعتقد أن منشآت سرية جديدة لم تُمس. كما أن المخزون الإيراني من اليورانيوم عالي التخصيب وأجهزة الطرد المركزي المتقدمة لا يزال سليمًا.

وفي خطوة تصعيدية، رد البرلمان الإيراني بتمرير قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واعتمدت طهران سياسة "الغموض النووي"، على غرار ما تمارسه إسرائيل منذ عقود.

الهجمات الصاروخية الإيرانية كشفت عن قدرة طهران على خرق الدفاعات الجوية الإسرائيلية والأمريكية، واستهداف منشآت بالغة الحساسية. كما تسببت في شلل اقتصادي مؤقت، وتعطيل لمطار بن جوريون، واستهلاك مكثف لأنظمة الدفاع الصاروخي بتكلفة قُدرت بنصف مليار دولار.

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أكد تمسك بلاده بحق التخصيب، بينما أشار ترامب لاحقًا إلى استعداده لتخفيف العقوبات والسماح للصين بشراء النفط الإيراني – في إشارة إلى تحوّل تكتيكي نحو التهدئة.

بدلاً من إضعاف النظام الإيراني، أدت الحرب إلى تنامي الشعور القومي في الداخل الإيراني. فحتى بين الأوساط الشبابية والفنية والعلمانية، ظهرت حالة تضامن وطني ضد "العدوان الخارجي". وقد تزامنت الحرب مع صعود الرئيس الإصلاحي "مسعود بزشكيان" الذي كان يعول عليه كثيرون لإعادة إيران إلى مسار الدبلوماسية والانفتاح.

تشير تسريبات إلى مفاوضات غير معلنة بين واشنطن وطهران، تتضمن تقديم استثمارات تصل إلى 30 مليار دولار لبرنامج نووي سلمي، مقابل تجميد التخصيب، إلى جانب تخفيف العقوبات وإعادة الأموال المجمدة.

ورغم إعلان واشنطن تمسكها بـ"صفر تخصيب"، إلا أن الواقع يوحي بقبول ضمني بسياسة "الغموض الاستراتيجي"، في مقابل التهدئة.

طباعة شارك إيران إسرائيل فورين بوليسي

مقالات مشابهة

  • بعد الحديث عن ضم جزء من طرابلس إلى سوريا... كيف علّق ريفي؟
  • ما الذي سيغري إيران بالعودة للمفاوضات مع واشنطن؟
  • انسحاب مفتشي الطاقة الذرية من إيران بعد تعليق التعاون
  • بعد قرار طهران تعليق التعاون معها.. وكالة الطاقة الذرية تعلن مغادرة مفتشيها إيران
  • إيران تعلن إعادة فتح مجالها الجوي بما في ذلك فوق طهران
  • فورين بوليسي: كيف ارتدت الضربات الإسرائيلية على إيران عكسيا؟
  • الحرب المفروضة على إيران.. نقلة إستراتيجية في مواجهة إسرائيل
  • مصر تعلق على قرار إيران بتغير اسم شارع خالد الإسلامبولي
  • الكويت تدين تصريحات الاحتلال بشأن التوسع في الضفة الغربية
  • الطاقة الذرية الإيرانية: لا يمكن تدمير قدراتنا النووية وسنستمر دون انقطاع