في تصعيد إيراني لقضية حقل الدرة الغازي الواقع في المياه الإقليمية الكويتية بالخليج، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أمس، إنه لا يمكن الحديث عن ملكية حقل الدرة (آراش)، ما لم يتم تحديد الحدود البحرية بين إيران والكويت، في وقت ذكر صادق جوكار، رئيس المعهد الإيراني لدراسات الطاقة الدولية، وهو معهد تابع لوزارة النفط الإيرانية، أن إيران لا يمكن أن تبقى صامتة في حال قيام الكويت والسعودية بتطوير الحقل من جانب واحد.

وفي مؤتمر صحافي بطهران، قال كنعاني: «نحث الكويت على الحوار بشأن الحقل بدلاً من اتخاذ مواقف غير بناءة»، مضيفاً: «ملتزمون بعدم إثارة موضوع الحقل في وسائل الإعلام، وليترك هذا الموضوع للخبراء من كلا الطرفين». وإذ عبر عن تطلعه لإجراء مفاوضات جديدة حول الحقل، أكد كنعاني أن «أي خطوة أحادية الجانب لا تؤمن مصالح إيران غير مقبولة». من ناحيته، قال جوكار في مقابلة مع وكالة «إيلنا» إن «مزاعم الكويت والسعودية بشأن حقل آراش النفطي غير مثبتة»، في إشارة إلى تمسك الكويت والسعودية بأن الحقل بأكمله يقع في مياه الكويت الإقليمية، وأن ثرواته ملك للكويت والسعودية حصراً، وهو الموقف الذي تدعمه جميع دول مجلس التعاون الخليجي. وبينما أضاف المسؤول الإيراني أنه «في الماضي كانت لدينا اتفاقيات بشأن مسألة الحدود مع السعودية والكويت»، قال: «من المحتمل أن نتفق على تطوير حقل النفط بشكل جماعي»، مشيراً إلى أنه «من غير الممكن بالتأكيد أن تتمكن السعودية والكويت من تطوير حقل النفط بشكل مستقل ونحن نبقى صامتين، والاتجاهات الجيوسياسية في المنطقة لا تظهر ذلك أيضاً».

المصدر: جريدة الحقيقة

إقرأ أيضاً:

هل تراجعت حدة خطاب ترامب حيال إيران أثناء زيارته للمنطقة؟

طهران- بينما ألقت الجولة الخليجية للرئيس الأميركي دونالد ترامب بظلالها على المشهد الإقليمي حظيت خطاباته في الدول الثلاث (قطر والسعودية والإمارات) بتفاعل واسع بين الإيرانيين الذين رأوا في مواقفه تجاه بلادهم مؤشرا على اطلاعه بما يشغل الرأي العام والأوساط السياسية بطهران.

وفي مشهد يعكس خطورة الملفات الخلافية بين طهران وواشنطن ينقسم الإيرانيون في قراءة مواقف ترامب في محطاته الخليجية الثلاث، حيث تفاوتت نبرته بين القساوة والمرونة، والتهكم والجدية، والدعوة للاتفاق والتحذير من المماطلة، مما يطرح تساؤلات عن دوافع تحول الملف الإيراني إلى جزء ثابت في خطاباته الخليجية.

ويعتقد طيف من المراقبين في طهران أن مواقف ترامب حيال بلادهم كانت "صادمة"، ولا سيما في محطته الأولى، حيث انتقد الإدارة الداخلية وعزف عن الأزمات الاقتصادية والبيئية، في حين تحدث بشكل مباشر عن هموم الشارع الإيراني الذي يعاني عجزا في المياه وتزايد انقطاع الكهرباء ويطالب بحلول ملموسة.

رد رسمي

رسميا، صب المسؤولون الإيرانيون جام غضبهم على العقوبات الأميركية التي عرقلت عجلة الاقتصاد وكبدته خسائر فادحة، وألقوا باللوم على ترامب لتجاهله تأثير هذه العقوبات على معيشة المواطن الإيراني.

إعلان

من ناحيته، رفض الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان "تهديدات" ترامب لبلاده، واعتبرها "نابعة من جهله بالإيرانيين" علی حد وصفه، مضيفا أن الرئيس الأميركي اتهم إيران بزعزعة استقرار المنطقة "فيما أميركا هي التي قتلت 60 ألف طفل وامرأة في غزة".

كما اتهمت الخارجية الإيرانية الرئيس الأميركي بـ"تحريف الحقائق"، وقالت في بيان لها إنه طرح "مزاعم كاذبة ومضللة لبث الفرقة بهدف "التستر على كارثة الإبادة الجماعية في غزة وبقية جرائم كيان الاحتلال في لبنان وسوريا واليمن".

أما وزير الخارجية عباس عراقجي فقد استغل تصريحات ترامب في دول الخليج لتذكيره بأن "العقوبات الأميركية طوال أكثر من 4 عقود وتهديداتها العسكرية، وغيرها عرقلت تطور الشعب الإيراني وسببت له مشكلات اقتصادية عديدة".

اعتراف بالقوة

من ناحية أخرى، يلمس السفير الإيراني الأسبق في ليبيا جعفر قناد باشي اعترافا غير مباشر بقوة إيران في خطاب ترامب "في سياق سردية العدو القوي"، إذ أشاد بقدراتها العسكرية من جهة، وتراجع عن عزمه "تحريف تسمية اسم الخليج"، علی حد قوله.

وفي حديثه للجزيرة نت يقرأ باشي "مناشدة ترامب أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من أجل التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران، وحديثه عن اقتراب طرفي المفاوضات النووية من اتفاق"، في إطار المساعي الأميركية لتسجيل انتصار لترامب بعد تراجعه أمام الإرادتين الروسية والصينية وإخفاقه في وقف العدوان على غزة.

وخلص إلى أن "سياسة التخويف من اقتراب إيران من صنع قنبلة نووية وإن كان ترامب قد طرحها لشيطنة طهران وتقديمها كتهديد للجوار لكنها اعتراف ضمني من الرئيس الأميركي بقدرة إيران".

وقال باشي إن "كلمة إيران وردت نحو 100 مرة في خطابات ترامب الخليجية، مما يؤكد أن اللغز الإيراني يشكل كابوسا للإدارة الأميركية التي انسحبت من الاتفاق النووي عام 2018 وتبذل ما بوسعها للعودة إليه بعد مرور 7 أعوام".

إعلان صرخة الشعب

وبينما انخفضت حدة خطاب ترامب حيال إيران في المحطتين الأخيرتين من جولته الخليجية تلمس شريحة أخرى مؤشرات إيجابية في حديث الرئيس الأميركي الذي لوّح بغصن الزيتون وأبدى رغبة بحلحلة القضايا الشائكة مع طهران، منتقدة الرد الإيراني الرسمي "الذي لم يأخذ صرخة الشعب بعين الاعتبار".

ويرى الكاتب السياسي حميد آصفي أن الأهم في خطاب ترامب الصريح ولهجته القاسية تجاه الجمهورية الإسلامية أنه "كان واقعيا وأظهر دراية كبيرة جدا عما يدور داخل إيران" حتى علقت فئة من الإيرانيين بأنه "نطق بما في قلوبنا بحثا عن مخرج من المأزق الذي نعيشه".

وفي حديثه للجزيرة نت انتقد آصفي ردة الفعل الرسمية في طهران التي استخدمت "لهجة بطولية وأيديولوجية لم تعد تقنع الشعب الباحث عن حلول عملية".

وأضاف أن السلطات الإيرانية توعدت ترامب بتجاوز العراقيل الاقتصادية النابعة عن العقوبات، وفي الوقت نفسه تقر بعجزها عن توفير استثمارات بنحو 100 مليار دولار لمعالجة نقص الطاقة في البلاد.

ورأى آصفي أنه كان الأحرى بمسؤولي طهران "الترحيب بغصن الزيتون الذي مده ترامب نحوهم بدلا من إطلاق شعارات رنانة عاجزة عن كسر شوكة العقوبات التي أنهكت الشعب الإيراني وأثقلت كاهله، لكنه لا يزال يطالب بالسلم والاستقرار".

وحث مسؤولي بلاده على قراءة ما بين سطور تصريحات ترامب خلال جولته الخليجية ورغبته بالتوصل إلى اتفاق مع طهران من منظور براغماتي وليس أيديولوجي، مؤكدا أنه كان بإمكان إيران أن تكون القوة الأولى بالمنطقة بدلا مما حل بها، ودعا سلطات بلاده إلى "إشعال شمعة لتحسين معيشة المواطن بدلا من لعن الظلام الذي ترى طهران أميركا سببه الرئيس".

فرحة ترامب

بدوره، يقول حميد أبو طالبي المستشار السياسي للرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني إن إيران شغلت ترامب في جولته الخليجية، إذ لم تخلُ لحظة أو مكان من ذكر حضارتها وقوتها، والتعبير عن استيائه من تصحر أجزاء منها والإشادة بأسلحتها المتطورة، كما لم يفته التلميح بين الفينة والأخرى برغبته في وجود علاقة سلمية بين البلدين.

إعلان

وفي تعليق نشره في موقع "عصر إيران" الإخباري التحليلي يعتبر أبو طالبي "فرحة ترامب بالإعلان عن بلوغ الولايات المتحدة عتبة التفاهم مع إيران وحديثه عن عدم رغبة طهران وواشنطن بخلق غبار نووي في إيران يدل على رغبتهما بضمان الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني وعدم مهاجمة منشآته".

ورأى أن أي اتفاق محتمل بين إيران وأميركا سيكون بحاجة لضمانات الصمود والاستدامة، وأن إقامة علاقات دبلوماسية بين الطرفين هي الضمان الوحيد الفعال، مضيفا أن ترامب أعلن استعداده مرارا لذلك، وأن الكرة باتت في ملعب الرئيس بزشكيان لاتخاذ خطوة مماثلة.

وبينما تبدو حدة لهجة ترامب حيال إيران قد تراجعت بعد محطته الأولى إذ تحدث في الدوحة عن اتفاق وشيك مع طهران يتساءل الإيرانيون عما إذا كان ذلك يرجع إلى تقدم غير معلن في الملف النووي عبر الوساطة العمانية بعد وصوله إلی الدوحة، أم أنه لا يزال يمارس سياسة "العصا والجزرة" لدفع الإيرانيين إلى اتفاق يضع حدا لملفهم النووي؟

مقالات مشابهة

  • هل تراجعت حدة خطاب ترامب حيال إيران أثناء زيارته للمنطقة؟
  • إيران تبحث ملفها النووي مع الأوروبيين وترامب يطالبها بقرار سريع
  • شكوى فرنسية ضد إيران أمام محكمة العدل بشأن مواطنيها الموقوفين
  • محادثات إيران و3 دول أوروبية بإسطنبول.. كيف تنعكس على المفاوضات النووية؟
  • قلق إسرائيلي وتطمينات أميركية بشأن قرب الاتفاق حول نووي إيران
  • إيران: شحن اليورانيوم عالي التخصيب للخارج إذا رُفعت العقوبات الأمريكية
  • ترامب: أمريكا تقترب جدًا من إبرام اتفاق نووي مع إيران
  • عقوبات أمريكية جديدة على إيران تستهدف برنامجها الصاروخي
  • وزير المالية السوري يكشف عن اهتمام من الكويت والسعودية والإمارات بالاستثمار في بلاده
  • إيران تجري محادثات نووية مع دول أوروبية بعد غدٍ