FT: الولايات المتحدة تشجع العرب للانضمام لقوة متعددة الجنسيات في غزة
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
تريد الولايات المتحدة الأمريكية وضع قوة متعددة الجنسيات في غزة، لكنها تصطدم برفض وتحفظ دول عربية، كما لا تريد واشنطن أن يكون لها أي قوات على أرض غزة.
نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا أعده أندرو أنغلاند وفليتشا شوارتز قالا فيه إن الولايات المتحدة تقوم بتشجيع دول عربية كي تنضم إلى قوة متعددة الجنسيات في غزة بعد الحرب.
وتأمل إدارة بايدن بأن تعمل هذه القوة على تحقيق الاستقرار في قطاع غزة لحين ظهور جهاز وسلطة فلسطينية يوثق بها كما تقول.
وناقشت الولايات الخطط مع دول عربية، حيث تنظر مصر والإمارات العربية المتحدة والمغرب بهذه المبادرة، في وقت لم يعبر فيه الرئيس جو بايدن عن استعداد لنشر قوات أمريكية في غزة، حسب مسؤولين غربيين وعرب.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول غربي قوله: "قالت الدول العربية إن الولايات المتحدة يجب أن تقود ولهذا تفكر الولايات المتحدة كيف ستقود بدون جنود على الأرض".
وأضاف المسؤول إن "ثلاث دول عربية عقدت مناقشات أولية بما فيها مصر والإمارات العربية المتحدة والمغرب ولكنها تريد من الولايات المتحدة الاعتراف بفلسطين".
ورفضت دول عربية أخرى نشر قواتها، ومنها السعودية خوفا من النظر إليها كمتواطئة مع إسرائيل. وتخشى من الوقوع في شرك التمرد داخل القطاع. ولاحظت الصحيفة أن الدول العربية باتت تتقبل فكرة قوة دولية عاملة في غزة، حيث تناضل الدول العربية والغربية من أجل التوصل إلى حل بديل عن بقاء القوات الإسرائيلية في القطاع.
وقال شخص على اطلاع بالمناقشات إن واشنطن تحاول بناء زخم لقوة استقرار مع أن السياسة الأمريكية واضحة وهي عدم نشر قوات على الأرض. ولهذا يجدون صعوبة في دعوة الآخرين للانضمام إلى المبادرة.
وأضاف "لكن هناك طرق أخرى على ما يبدو، وأي جهد يجب أن يكون بقيادة أمريكية، أمامنا طريق طويل لكي نشاهد قوة استقرار عربية في غزة".
ومن غير الواضح ماذا سيكون موقف إسرائيل وسط إحباط الولايات المتحدة من نوايا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الحرب وما هي المدة التي سيبقي فيها القوات الإسرائيلية في القطاع المحطم؟ ومن سيقبل به التحالف المتطرف لإدارة غزة؟ ومتى ستنتهي الحرب؟
وفي مقابلة مع شبكة "سي بي أس" قال أنتوني بلينكن، وزير الخارجية إن واشنطن "تعمل وعلى مدى عدة أسابيع لتطوير خطط للأمن والحكم وإعادة الإعمار" مع دول عربية وبقية الحلفاء. وأضاف "لكننا لم نر أي شيء من إسرائيل".
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن عقدت مباحثات "مع شركاء بالمنطقة حول غزة ما بعد الحرب" وأن الكثيرين عبروا عن "استعداد للعب دور بناء عندما تسنح الظروف". وقال المتحدث "ستكون هناك حاجة لأن تتقدم الكثير من الدول ودعم الحكم والأمن والجهود الإنسانية في غزة" و "لن أسبق هذه النقاشات الدبلوماسية".
وأكد نتنياهو أن إسرائيل ستحتفظ بالمسؤولية الأمنية الكاملة على غزة ورفض مقترحات الولايات المتحدة ودول عربية منح دور للسلطة الوطنية الفلسطينية في حكم غزة. كما وكرر معارضته لدولة فلسطينية.
وفي الوقت الذي عبر فيه بعض المسؤولين الإسرائيليين، مثل وزير الحرب يواف غالانت، عن دعمهم لقوة دولية، إلا أن غياب الوضوح الإسرائيلي يجعل من الصعوبة التخطيط لما بعد الحرب.
وقال المسؤول الغربي: "ترفض إسرائيل الحديث مع أحد، وهي في حالة إنكار. والجميع يتحدثون فيما بينهم". وقال: "تقول الدول العربية إن على الغرب أن يعترف بالدولة الفلسطينية لكن قلة من الدول الغربية قريبة من فعل هذا".
وقال مسؤول عربي، أكد أن الولايات المتحدة طرحت فكرة قوات حفظ سلام مع شركائها في المنطقة إن هناك خلافات بين الدول العربية حول خطط ما بعد الحرب. والمشكلة كما يقول "لا أحد يعرف ماذا سيكون شكل اليوم التالي".
وتؤكد الدول العربية على أن أي حل مستدام للازمة يعني ضغط الولايات المتحدة على إسرائيل كي تعترف بحل الدولتين. وكجزء من الحل هو تسليم إدارة القطاع لسلطة وطنية متجددة إلى جانب إدارتها للضفة الغربية والشطر الشرقي من القدس المحتلة. إلا أن ضعف السلطة وفقدانها المصداقية تعقد مشكلة السلطة التي تدير مناطق محدودة من الضفة الغربية.
وقال مسؤولون غربيون إن الأمم المتحدة اقترحت قيام الشرطة الموجودة في غزة بالإشراف على النظام وبدور محتمل لقوات الأمن الفلسطينية.
وعلق المسؤول: "لكن هذا فيه تحد نظرا للقيود على القدرات والحاجة للحصول على موافقة حماس. وربما كانت السلطة قادرة على نشر قواتها من الضفة مع مرور الوقت، هناك أمر آخر، وهو العنصر الدولي في أي قوة والتي لا تتقدم أماما نظرا لعدم رغبة الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية نشر قواتها على الأرض"، حسبما قال المسؤولون.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة حماس امريكا احتلال حماس غزة الوطن العربي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الدول العربیة دول عربیة نشر قوات فی غزة
إقرأ أيضاً:
زيارة ترامب للخليج.. أو مرحلة التعرية المتعجرفة
هذا زمنُ الغَلبة، ولا معنى فيه لخطاب اللياقة وأساليب اللباقة، ولا جدوى فيه للبروتوكول التقليدي في التعامل بين مسؤولي الدول وقادة البلدان، هو زمنٌ للأقدر على الفعل وليس للأبلغ خطابة ولا للأجمل بيانا ولا للألطف صوتا، فقد انقضى زمن مسرحة السياسة؛ حيث يتدرب الساسة لمدة طويلة على فنون الخطابة وعلى كيفيات الحضور الرسمي؛ حيث حركة الأيدي وإشارات الأصابع واستدارات الرأس، وحيث يكون السياسي الأبرع هو الأقدر على سحر الجماهير بل وعلى تحقيق الهيمنة النفسية على الطرف المقابل من سياسيي الداخل أو قادة الخارج.
كانت الجماهير في أغلب بلدان العوالم المتخلفة تنظر إلى زعمائها على أنها صانعة انتصارات وقاهرة الأعداء وحامية حمى الأوطان والدين، ولا أحد من عموم الناس كان يتصور أن قائدا عربيا يمكن أن يكون خاضعا لأوامر خارجية أو يمكن أن يتلقى معاملة سيئة من أي قائد أجنبي؛ دون أن يكون له موقف منتصر لكرامته ولكرامة بلاده وعزة شعبه وشرف أمته.
لم تتكشّف معايبُ النظام العربي الرسمي كما تكشّفت بعد طوفان الأقصى، حيث ظهر القادة العرب منهزمين عاجزين وجبناء، بل وبعضهم انكشف مشاركا في جريمة الإبادة ضد أبناء غزة
لم تتكشّف معايبُ النظام العربي الرسمي كما تكشّفت بعد طوفان الأقصى، حيث ظهر القادة العرب منهزمين عاجزين وجبناء، بل وبعضهم انكشف مشاركا في جريمة الإبادة ضد أبناء غزة، لقد بدا قادة أغلب الدول العربية في وضعية المهزوم؛ لا يقدرون حتى على قول كلمة حق ولا على إطلاق صرخة حقيقية ضد قادة الكيان الغاصب وضد قادة الدول الكبرى الداعمة بالسلاح وبالمال وبالمواقف لحرب الإبادة ومشاريع التهجير التي لم تتوقف منذ انغراس هذا الكيان الغريب على منطقتنا وعلى أمتنا.
ما يصدر من حين لآخر من تصريحات وبيانات إدانة، يُطلقها "قادة" عرب، لم تعد تعني شيئا بالنسبة لشعوبنا ولم تعد تزعج المعتدين وحلفاءهم، الجميع يعرفون أنها بلاغة العاجزين بل وصرخات شركاء الجريمة يمشون في جنازات ضحاياهم ويظنون أنهم يصرفون عن أنفسهم شُبهة المشاركة في جريمة.
لقد كان ترامب واضحا وصريحا إلى حدّ نزع كل ما تبقى من غشاوات على أعين السّذّج من عموم أقوامنا؛ ما زالوا يعتقدون أن زعماءَ من العرب تعنيهم سيادة أوطانهم وكرامة شعوبهم ومهابة أمتهم وقداسة قضيتهم.
كان حددّ مطالبه قبل الزيارة، بل هي أوامرُه أطلقها بكل عنجهية وجشع ومن غير تقاليد بروتوكولية معهودة، كان متعجرفا وهازئا ومُهينا، وليس إهانة أكبر من أن يعتبرهم سُذّجا بلهاء حين قال -بعد أن "حَلبَهم"- إنه وجدهم بحاجة إلى الحب فأعطاهم إياه، وقال إن "بايدن لم يُعطِهم إلا قبضة يده".
ما من مواطن حر، إلا ويؤلمه أن يُهان زعماء دول عربية كبرى في مساحاتها أو في ثرواتها أو في عدد سكانها، فتلك الإهانات تتجاوز ذواتهم الخاصة لتنال من كرامة الأوطان ومن عِزّة الشعوب، وهو ما يقصده جبابرة العالم الرأسمالي
عادة، قادة الدول يستمدون قوتهم من وقوف شعوبهم معهم حتى وإن كانت بلدانهم أقل قوة اقتصاديا وعسكريا، فالشعوب هي القوة التي يهابها جبابرة العالم وقد علمهم التاريخ أن الشعوب المؤمنة بعدالة قضاياها لا يمكن أن تُهزم مهما تعاظمت تضحياتها ومهما طالت سنوات مقاومتها، فأصحاب الحق هم الأقدر على الصبر وهم الأكثر تحملا لتكاليف معارك التحرر.
غير أن هؤلاء القادة لا هم يمتلكون أسرار "قوتهم العسكرية"، ولا هم يحظون بشعبية تجلب لهم هيبة وتُكسبهم مهابة فلا يستصغرهم ظالمٌ ولا يحتقرهم متجبّرٌ.
إن ترامب وهو يمارس فنون الإهانة على بعض قادة العرب، كان يعلم أنهم في العراء، وكان يتعّمد المزيد من تعريتهم حتى لا يبقى لهم ما يتعللون به من كونهم يخشون شعوبهم وكونهم يحتاجون تدرّجا في بلوغ مرحلة "الاستسلام التام"، أي مرحلة التطبيع العلني مع الكيان الغاصب.
ما من مواطن حر، إلا ويؤلمه أن يُهان زعماء دول عربية كبرى في مساحاتها أو في ثرواتها أو في عدد سكانها، فتلك الإهانات تتجاوز ذواتهم الخاصة لتنال من كرامة الأوطان ومن عِزّة الشعوب، وهو ما يقصده جبابرة العالم الرأسمالي الغالب حين "يُنكّلُون" علنا وعلى مرأى ومسمع الساسة والمثقفين والدعاة وأجهزة الدول دون أن يتوقعوا غضبةً أو ردة فعل.
لقد علمنا التاريخُ أن مَكرَهُ مُودَعٌ في غباء المتجبّرين، وأنهم حين يبلغون فيه أوجَ عبثهم لا تتأخرُ سُننُه، فإذا هي "البطشةُ الكبرى" تنتقم فيها الشعوب لكرامتها المُخَبّأة في أعماقها؛ لا نعلم لها موعدا وإنما نعلمُ يقينا حتميتها بما هي مواتاة النتائج للأسباب.
x.com/bahriarfaoui1