الثورة /تقرير /مسيرة ناصر

مع حلول العطلة الصيفية، تتزايد حاجة الأهالي إلى البحث عن بيئات تعليمية وتربوية آمنة ومناسبة لأبنائهم خلال هذه الفترة الهامة.
وتعد الدورات الصيفية كما يؤكد تربويون من أبرز وأهم الخيارات التي توفر تجارب تعليمية وترفيهية متنوعة للأطفال خلال العطلة الصيفية، إذ تتنوع أنشطتها ما بين التعليمية والثقافية والفنية، مما يسهم في تنمية مهاراتهم الطلاب واكتشاف مواهبهم بطريقة ممتعة ومفيدة.


بيئة مثالية
يقول المختصون إن دورات الصيف التي تتواصل حاليا في مئات المدارس بصنعاء والمحافظات، بما توفره من برامج تعليمية هادفة، تعتبر بيئة مثالية لتنمية مهارات الأطفال وتعزيز قدراتهم الفردية.. وما تقدمه للطلاب من فرص للتعلم العملي والتفاعل مع أقرانهم بطريقة تحفز الابتكار وتعزز الثقة بالنفس، بالإضافة إلى ذلك، فهي بمثابة البيئة آمنة للأطفال، لضمان سلامتهم واستفادتهم القصوى من فراغ العطلة الصيفية التي كانت تشكل عبئا وهما دائما في نفوس الآباء والأمهات.
ولا يقتصر دور المراكز الصيفية على تقديم الأنشطة الترفيهية فحسب، بل تشمل أيضاً تقديم برامج تعليمية مكثفة تهدف إلى تعزيز المهارات الأكاديمية للأطفال، وبفضل توظيف مدرسين ومرشدين مؤهلين، يتمكن الأطفال من الاستفادة من الدروس التعليمية بطريقة مبسطة وممتعة، مما يعزز فهمهم للمواد الدراسية ويحفزهم على مواصلة التحصيل العلمي مستقبلا.
وتمثل المراكز الصيفية أيضا فرصة للأهالي لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الأسرية، حيث توفر هذه الأماكن بيئة مناسبة للأطفال للتعلم والترفيه بينما يمكن للأهالي الاستمتاع بوقتهم بدون القلق بشأن رعاية أبنائهم خلال عطلة الصيف.. لذلك فهذه الأنشطة التي تحظى باهتمام كبير من الدولة والحكومة عبارة عن أداة قيمة وفرصة ثمينة لتعزيز تطور الأطفال وتوفير بيئة مثالية لتعليم المفيد واطلاق طاقات الأطفال واكتشاف مهاراتهم وإبداعاتهم في كافة مجالات الحياة.
دور الأمهات
وتظل المسؤولية الملقاة على عاتق الأمهات كبيرة إزاء الاستفادة من هذه الفرصة كبيرة ومهمة وعليهن الدور الأبرز في تشجيع ودفع أبنائهن نحو هذه الأنشطة التي توفر فرص التعلم غير الرسمية التي لا تتوفر في الفصل الدراسي، من خلال مجموعة متنوعة من الأنشطة مثل الدروس الخاصة بعلوم القرآن الكريم والثقافة الإيمانية على أسس سليمة، ناهيك عن المشاركة الفاعلة في الورش الفنية، والأنشطة الرياضية وغيرها، بما يمكن الأطفال من تنمية مهاراتهم واكتشاف مواهبهم بطرق جديدة ومبتكرة، ويساعدهم على بناء الثقة بأنفسهم وتطوير مهاراتهم الحياتية.. إذ تُركز الدورات الصيفية على تنمية مهارات الحياة الأساسية لدى الأطفال، مثل مهارات التواصل والعمل الجماعي وحل المشكلات واتخاذ القرارات.
كما تُساعد هذه المهارات الأطفال على التكيف مع مختلف المواقف التي قد تواجههم في الحياة، ناهيك عن الأنشطة المتنوعة التي تساعد الطلاب على اكتشاف مواهبهم وتنميتها، من خلال أنشطة متنوعة تشمل الفنون والحرف اليدوية والموسيقى والرياضة وغيرها.
فوائد عديدة
للدورات الصيفية العديد من الفوائد التي تعود إيجابيا على الأطفال، فإلى جانب تحصين النشء من الأفكار المغلوطة واكتساب العلوم الدينية والمعارف المختلفة، فإن المشاركة في تلك الأنشطة والبرامج تُساعد على تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم، واكتساب مهارات جديدة، وتكوين صداقات جديدة وتهيئة الأطفال للقيام بمسؤولياتهم كما يجب إزاء عائلاتهم ومجتمعهم ووطنهم بشكل عام .
ويوضح المختصون التربويون أن من أهم ما تقدمه الدورات الصيفية للأطفال الملتحقين بها، هو العمل على تعزيز روح المسؤولية من خلال مشاركتهم في الأنشطة الجماعية وتحمل المسؤولية، مما يُساعدهم على تطوير مهارات القيادة والعمل الجماعي وكذا غرس القيم الإيجابية لدى الأطفال، مثل الصدق والأمانة والاحترام والتسامح وغير ذلك من القيم والمبادئ التي هي من صلب ثقافة الشعب اليمني وهويته الإيمانية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

فن التفاوض مع الأطفال.. مهارات أساسية يحتاجها الآباء

يرى بعض الآباء أن التفاوض مع الأطفال ليس خيارا مناسبا، خصوصا عندما يقابل الطفل بالرفض التوجيهات التقليدية مثل "افعل! لأنني قلت ذلك". غير أن الخبراء يؤكدون أن التفاوض يُعد مهارة حياتية ضرورية تساعد الطفل على تعلم الحوار واتخاذ القرارات، وينصحون بممارسة التفاوض ضمن ضوابط واضحة، مع الحفاظ على هيبة الوالدين ودورهم في توجيه السلوك وتحديد الحدود.

التفاوض مع الأطفال وأهميته

يعد النقاش للتوصل إلى اتفاقٍ ما يرضي الطرفين هو جوهر التفاوض. لكن التفاوض مع الأطفال أمر غاية الصعوبة، وقد يكون الأطفال أصعب المفاوضين الذين يحتاجون مهارات خاصة عند التفاوض.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2%40 من العاملين في أفغانستان أطفال.. والفتيات يعملن في الخفاءlist 2 of 2كم مرة يجب أن يستحم الرضيع أسبوعيا؟ دليلك لحماية بشرته من الجفاف والتهيجend of list

يشرح تقرير على موقع "ماذرلي" مهارات التفاوض في التربية، موضحا أنها قدرة الوالدين على الحوار والتفاهم مع الأطفال للوصول إلى اتفاق يرضي الطرفين، بدلا من فرض الرأي أو التصادم. ويساعد التفاوض مع الطفل على إكسابه عددا من المهارات:

تعزيز العلاقات السليمة. تعلم حل المشكلات. خلق بيئة من التعاون والتعاطف في الأسر. تعزيز الاحترام والثقة بالنفس. الاستماع المتبادل وتقبل وجهات النظر المختلفة. التفاهم وتعلم اتخاذ القرار المشترك. التواصل بشأن رغباتهم واحتياجاتهم بطريقة معقولة. كيفية التواصل والتوصل إلى حلول وسط واتخاذ القرارات المناسبة. المرونة وتنفيذ رغبة الآباء. الآباء يحتاجون إلى أساليب للتفاوض مع أبنائهم (بيكسلز) كيف يمكن التفاوض؟

يحتاج الآباء إلى أساليب للتفاوض مع أبنائهم، وينصح موقع "رايزينغ تشيلدرين" بعدد من الخطوات تساعد في تفاوض ناجح مع الأطفال، منها:

استخدام نبرة صوت هادئة وواضحة لتجنب التوتر والنزاع. الاستماع للطفل دون مقاطعة لفهم مشاعره واحتياجاته. التعبير عن الرأي بوضوح وهدوء، والطلب من الطفل أن يشرح وجهة نظره. طرح أسئلة مفتوحة لتشجيعه على التفكير والحوار. أخذ استراحة إذا تصاعدت الأمور وإعادة المحاولة لاحقا بهدوء. اقتراح حلول وبدائل مرنة، بدلا من الرفض القاطع. إظهار الاستعداد للتنازلات المعقولة، وتشجيع الطفل على إيجاد حل مشترك. توضيح الاتفاق النهائي، حتى يفهم الطفل ما تم التوصل إليه. الاتفاق على العواقب مسبقا في حال خرق الاتفاق. إنهاء المحادثة بإيجابية، حتى لو لم تكن المفاوضات مثالية. الثناء على التزام الطفل بالاتفاق لتشجيع التكرار في المستقبل. عند التفاوض مع الأطفال يجب إعطاء الأولوية للعلاقة مع الطفل لتوفير الأمان والدعم العاطفي (بيكسلز) نصائح للتفاوض

من جهتها، ترى سونيا كانغ -الأستاذة المشاركة في قسم الإدارة في جامعة تورنتو مورنينغتون، والمعينة في قسم السلوك التنظيمي وإدارة الموارد البشرية في كلية روتمان للإدارة- أن بعض المناقشات الصعبة التي تجرى مع الأطفال قد تكون عاطفية ومتكررة وغير متوقعة، وقد تجعل الآباء يفقدون الأمل. وعلى موقع جامعة تورنتو، تطرح كانغ عددا من النصائح للآباء عند التفاوض مع الأطفال منها:

إعطاء الأولوية للعلاقة مع الطفل لتوفير الأمان والدعم العاطفي. الحفاظ على علاقة قائمة على التعلق الآمن لبناء شخصية مستقرة وواثقة. تحديد ما هو قابل للتفاوض وما ليس كذلك، والسماح بالمشاركة في اتخاذ بعض القرارات. عدم الدخول في معارك غير ضرورية والتركيز على الهدف الأساسي، لا التفاصيل. تقبُّل جميع مشاعر الطفل حتى مع عدم الاتفاق معها، وتوفير بيئة آمنة للتعبير. مساعدة الطفل على التعرف على مشاعره والتعبير عنها بكلمات. التفاعل مع مشاعره واحتياجاته العاطفية. الحزم بشأن السلوك وتوجيه الطفل نحو التصرف الصحيح. استخدام وصف دقيق للموقف بدلا من إصدار الأحكام. تشجيع الطفل بالتذكير بأفعاله الإيجابية السابقة. منح الطفل وقتا ومساحة للتصرف الصحيح والحازم عند الحاجة. التفاوض ليس دائما الخيار الأمثل

رغم أهمية التفاوض بوصفه وسيلة تربوية، فإنه لا يُناسب جميع المواقف. تشير تيري كورتزبيرغ، أستاذة في كلية روتجرز للأعمال في نيوارك، إلى أن هناك حالات يكون فيها الامتناع عن التفاوض هو الخيار الأفضل، إما لأن الموقف لا يستحق الجهد، أو لأنه يتطلب قرارًا حاسمًا لا يحتمل النقاش. وتوضح أن بعض الآباء يعتقدون أن كل خلاف يستوجب حوارا، بينما تكمن الحكمة التربوية في اختيار الأسلوب المناسب في التوقيت المناسب.

إعلان

وفي حوار لها على موقع جامعة روتجرز، توضح كورتزبيرغ أن الحزم ضروري في بعض الحالات، مثل ما يتعلق بالأمان أو القيم الأساسية غير القابلة للتفاوض، وفي هذه المواقف قد يكون استخدام عبارات حاسمة مثل "افعل! لأنني قلت ذلك" مبررا. لكنها تحذر من الإفراط في استخدام هذه العبارات، لأنها مع الوقت تفقد تأثيرها، ويتعلم الأطفال تجاهلها وتجاهل من يكررها.

في المقابل، ترى كورتزبيرغ أن التفاوض قد يكون مفيدا في مواقف أخرى، لأنه يوضح للأطفال منطق القرارات ويشعرهم بأنهم جزء من عملية اتخاذها، مما يعزز التزامهم بالقواعد واحترامهم إياها. وتشدّد على أهمية السياق والتوقيت في تحديد متى يكون التفاوض مجديًا، ومتى يجب الابتعاد عنه. وتختم بالقول إن "الذكاء التربوي لا يعني التفاوض الدائم، بل معرفة متى نفتح الحوار ومتى يكون الحسم هو الحل الأنسب".

مقالات مشابهة

  • فن التفاوض مع الأطفال.. مهارات أساسية يحتاجها الآباء
  • مركز طنطا الثقافي يشهد إقبالا كبيرا على الأنشطة الصيفية
  • للأطفال حديثي الولادة.. نشغل التكييف ولا المروحة في الصيف؟
  • "جراند ميلينيوم مسقط" يطلق "مخيم السلاحف الصيفي للضيافة" للأطفال
  • إقبال كبير على الأنشطة الصيفية بمركز طنطا الثقافي
  • ترحيل قاصرين مغاربة يجر مسؤولتين في حكومة سبتة إلى المحاكمة
  • لقاءات توعوية وورش ضمن الأنشطة الصيفية بالمناطق الجديدة الآمنة بالإسكندرية
  • البنك الأهلي يُطلق تطبيق "الأهلي نكست" المُخصص للأطفال
  • أطفال الغربية تتوافد لقصر ثقافة الطفل بطنطا للمشاركة في الأنشطة الصيفية
  • مسرح 23 يوليو بالمحلة يشهد انطلاق فعاليات الأنشطة الصيفية