جودة عبدالخالق في «الحوارالوطني»: «ثنائية البشر والحجر في المجتمع تحتاج إلى مراجعة جذرية»
تاريخ النشر: 1st, August 2023 GMT
دعا جودة عبدالخالق، عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، إلى إعادة النظر في المشكلة السكانية في مصر .
أخبار متعلقة
مقرر مساعد «القضية السكانية» بالحوار الوطني: يجب توفير محفزات لضم الاقتصاد غير الرسمي
المستشار محمود فوزي: الحوار الوطني ليس معلبًا أو سابق التجهيز
مقرر «الدين العام» بـ«الحوار الوطني»: الحكومة توسعت في الاقتراض منذ ٢٠١٤
وقال وزير التضامن الاجتماعي الأسبق، خلال كلمته بلجنة الدين العام، إننا نشهد زيادة سنوية تقدر بحوالي ٢ مليون، ولو قارننا هذا الرقم ببلاد أخرى مثل الصين والهند ستجدها تزيد أضعاف أضعاف مجتمعاتنا، ولو نظرنا إلى النصف الآخر من دول البحر المتوسط نرى أن هناك مجتمعات شاخت .
وأضاف عضو مجلس أمناء الحوار الوطني وبناء على ذلك إذا أردنا أن نفكر بطريقة صحية فعلينا أن ننتبه إلى قضية السكان ونتعامل معها بشكل جدي وعملي.
وتابع: «مسئولية السياسات العامة لابد وأن تتغير فهناك عوار في عدد من السياسات العامة، وكذلك ثنائية البشر والحجر في المجتمع تحتاج إلى مراجعة جذرية».
وأشار «عبدالخالق»، إنه ينبغي لهذا المجتمع أن يُعلي من قيمة ووضعية الإنسان المنتج، متسائلا لماذا نستورد أقل مما نصدر، ولماذا ننتج أقل مما نستهلك ؟.
ولفت إلى أن الإجازات التي يحصل عليها المجتمع تكشف أننا في مجتمع لا يحب العمل، ونحتاج إلى إعلاء النعره الوطنية، عندما نتحدث عن مصر فنتحدث عن علاقتنا مع الغير، واُزهل في الواقع من سهوله الحديث عن الديون.
واستطرد عضو مجلس الأمناء: «اتمنى أن يصدر توصية عن الحوار الوطني لوضع سقف داخلي وخارجي للديون، مطالبًا بضرورة إعادة النظر في قائمة المشروعات القومية بكل شجاعة في ضوء المعطيات المتاحه، وأتمنى تبني فكر السياسات وليس فكر المبادرات، خاصة في غياب وجود سياسات حقيقية ببعض المجالات بالدولة حيث أنه لا توجد لدينا سياسة صناعية، ولا يوجد سياسة زراعية».
جودة عبدالخالق التضامن الإجتماعي السياسات العامة اخبار الحوار الوطنيالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين جودة عبدالخالق التضامن الإجتماعي السياسات العامة زي النهاردة الحوار الوطنی
إقرأ أيضاً:
ثنائية الدين والدولة بين التصادم والتعايش المستدام
بقلم: محسن عصفور الشمري ..
في المجتمعات ذات الجذور الدينية العميقة، يصبح سؤال العلاقة بين الدين والدولة أحد أكثر الأسئلة إلحاحًا. بين من يدعو إلى الفصل التام باسم العلمانية، ومن يريد إخضاع الدولة للدين باسم الشريعة، تتأرجح النماذج السياسية دون الوصول إلى توازن مستقر.
هذه الورقة تقترح تصورًا ثالثًا يقوم على تعايش مستدام بين الدين والدولة، يضمن احترام الدين دون تسييسه، ويصون الدولة دون تأليـهها، من خلال بنية معرفية ومؤسسية يقودها “الراسخون في العلم”.
أولًا: من العلمانية التصادمية إلى العلمانية المتصالحة.
العلمانية التي نشأت في الغرب كرد فعل على تسلط الكنيسة، حينما تُنقل إلى مجتمعاتنا دون تكيّف مع السياق الثقافي والديني، تُنتج توترًا مزمنًا بين الدولة والمجتمع.
هذه العلمانية التصادمية تضع الدين في خانة التهديد، وتقابل حضورَه بالإقصاء، مما يخلق فراغًا أخلاقيًا ويفتح المجال أمام التطرف.
بالمقابل، العلمانية المتصالحة مع الدين لا تلغي الإيمان من المجال العام، بل تنظم العلاقة بين المؤسسات الدينية والمدنية على نحو يضمن التعددية، ويمنع تسييس الدين أو تدين الدولة. إنها توازن بين حرية الاعتقاد، وسيادة القانون، واستقلال المؤسسات.
ثانيًا:العداء للدين وقوده الاستبداد والتطرف.
العداء الإيديولوجي للدين، كما مارسته بعض التيارات الشيوعية واليسارية الراديكالية، لم يُنتج تحريرًا بقدر ما أنتج استبدادًا مضاعفًا.
وقد أظهرت التجربة أن تلك التيارات، رغم خطابها الحداثي، دخلت في تحالفات تكتيكية مع الأحزاب الإسلامية المتطرفة، سنية كانت أم شيعية، انطلاقًا من تشابه عميق في:
• المشرب الفكري: الاشتراكية الراديكالية، وما تحمله من نزعة تأميمية تُقابلها عند الإسلاميين نزعة شمولية باسم “الحاكمية”.
• طريق الوصول إلى السلطة: العنف والترهيب والإقصاء.
• منهج الإدارة: القمع والاستبداد، ومنع التعدد والاختلاف.
هذا التشابه يكشف أن العداء الظاهري بين هذه التيارات ليس اختلافًا في المبادئ، بل تنافسًا على أدوات السيطرة.
ثالثًا: التعايش المستدام من خلال “الراسخين في العلم”
التأسيس لتعايش حقيقي بين الدين والدولة لا يتم عبر حلول وسط هشة، بل من خلال بنية معرفية مؤسسية، تضم فريقًا متعدد التخصصات يُعرف بـ”الراسخين في العلم”، يجمع بين:
• علماء وفلاسفة ومفكرين يمثلون مختلف مجالات المعرفة: الدينية، العلمية، الفلسفية، الاجتماعية، والسياسية.
• فقهاء مجتهدين يتحررون من الانتماء الطائفي ويتجهون نحو تجديد متوازن للخطاب الديني.
• شخصيات تنفيذية ذات خبرة لا تقل عن ثلاثين عامًا في الإدارة العامة، تمتاز بالكفاءة والنزاهة والقدرة على العمل ضمن منظومة شورية.
هذا الفريق يعمل على تأسيس مرجعية معرفية لا تمارس سلطة تنفيذية أو دينية، بل تقدم الرأي والمشورة العلمية، بعيدًا عن منطق الاحتكار أو التفويض المطلق.
ولا يُمنح أي فرد أو تيار في هذا الفريق حق النقض أو الهيمنة على الآخرين، بل يتم اختيار رئيسه من أصحاب الخبرة العميقة في شؤون الدولة، وفق معايير صارمة وليس بالتوافق السياسي.
خاتمة
إن بناء توازن مستدام بين الدين والدولة لا يتحقق بالشعارات، ولا بفرض نموذج أحادي، بل يتطلب تأسيس عقد معرفي ومؤسسي جديد، يتجاوز ثنائية التصادم، ويؤسس لثنائية تعايش طويلة الأمد.
بهذا التوازن، يمكن للدين أن يلعب دوره في ترسيخ القيم دون أن يتحول إلى أداة استبداد، ويمكن للدولة أن تحكم بالقانون والعقل دون أن تقع في العداء لهوية الناس وإيمانهم.
البديل عن هذا التعايش هو الاستقطاب، والتطرف، وتكرار دورات الفشل، وهو ما لم يعد التاريخ ولا الشعوب تحتمله.