ابو مازن اعتبر أن ٧ اكتوبر كان ذريعة وشيك علي بياض لإسرائيل لتحول غزة الي شيء من الماضي
تاريخ النشر: 18th, May 2024 GMT
ابو مازن اعتبر أن ٧ اكتوبر كان ذريعة وشيك علي بياض لإسرائيل لتحول غزة الي شيء من الماضي وبهذا انطبق عليه القول : ( الذين لا يفعلون شيئاً ويؤذيهم أن يفعل الناس ) !!..
أليس كان من الاحسن والافضل لابي مازن أن يخرس لسانه ولا ينطق بهذه الجملة المشينة في حق اخوانه في حماس والتي وصفهم فيها بخيانة فلسطين والتآمر ضد اهلهم بما قاموا به من عمل بطولي في السابع من شهر أكتوبر هذا الطوفان الذي زلزلوا به كيان الصهاينة وكشفوا به عورتهم وفضحوهم علي مستوي العالم بأن جيشهم الذي لا يقهر كان أكذوبة وان مخابراتهم كانت غاطسة في بحار من عسل وقد أخذتهم كتائب القسام علي حين غرة وكبدتهم الخسائر الفادحة واسرت منهم الكثيرين ولأول مرة نري قادة إسرائيل في كرب عظيم وقد ذرف وزير الدفاع الدمع السخين ورأينا الإسرائيليين ينزحون بل يفرون من وثبة الاسود التي لم تترك لهم مجالا للتفكير !!.
هل ثمة دولة بهذه الهشاشة والضعف وما يكتنف داخلها من تناقض وعدم انسجام أن تصد هجوما من اشاوس غزة الذين كانوا وحدهم في الميدان لم تقف معهم دولة واحدة لاشقيقة ولا صديقة من العرب أو من المسلمين ؟!
ورغم القبة الحديدية والجسور الجوية من الأسلحة الفتاكة التي اضطلعت بإرسالها امريكا ومعها أوروبا ورغم الدعم المعنوي والسياسي والاقتصادي غير المحدود من الغرب لربيبتهم المدللة فقد حاقت الهزيمة بالصهاينة وباتوا كالفيران المذعورة ولم يهدأ لهم بال ويستقر وضعهم المهزوز إلا بعد أن جيرت امريكا كل إمكانياتها المهولة لتنقذ نتنياهو من هزيمة تاريخية الحقها بتل ابيب فتية القسام بأسلحتهم المصنعة محليا داخل الأنفاق والسراديب وبعزمعم وقوتهم الجسمانية وروحهم الجهادية التي لا تعرف الخور ولا التخاذل وهمتهم العالية لتحرير المسجد الأقصى المبارك من قبضة اليهود الملاعين والصهاينة المجرمين !!..
والعالم كله يتفرج علي الإبادة الجماعية في غزة والعدو الغاشم تعربد طائراته الأمريكية الصنع شديدة الفتك في غزة الجريحة من أقصاها إلى أقصاها وأصدقاء إسرائيل لا يتحدثون إلا عن الأسري الصهاينة في قبضة ابطال غزة ويصدعون الجميع بحديثهم عن إغاثة غزة وإرسال الإمدادات لها من غذاء وكساء ودواء وكل هذا كذب ودعاية فارغة وحب الظهور أمام الملأ بأنهم أناس لهم قلوب وضماير حية في حين أنهم من شيمتهم الغدر وكراهية الوقوف مع المظلومين والمعذبين في الارض وهم يعرفون جيدا أن بعض انزالهم الجوي من الإغاثة تصطاده إسرائيل ويكون غنيمة باردة لها بل حتي إذا وصل القليل منه الي الأرض وهرع إليه الجوعي من أهل غزة يحصدهم الرصاص من غير شفقة أو رحمة !!..
وجاءت القمة العربية في المنامة كسابقاتها مجرد جمعية أدبية يتاح فيها لكل رئيس عربي أن يقدم ورقته المزركشة بالشجب والاستنكار ومطالبة المجتمع الدولي أن يأخذ بيد إسرائيل ويجعلها تكف عن عدوانها وبعضهم نادي بتكوين مجلس للسلم عالمي ظنا منهم أن هذا المجلس أن قام سيكون فيه البلسم الشافي لجراح فلسطين .
واخيرا تقدمت جنوب افريقيا بالشكوي ضد الصهاينة بدعوي الإبادة الجماعية وفعلا بدأ النظر في هذه القضية أمام المحكمة الجنائية الدولية ورأينا مندوب إسرائيل مثل الحمل الوديع يمثل علي الجميع دور الضحية ويبكي ويولول علي إسراه ولا يذكر ٣٥ ألفا من البشر حصدتهم أسلحة الدمار الشامل الأمريكية والأوروبية وضعفهم من الجرحي هذا غير الخراب الذي طال كل شيء وجاءت مستشارة وزير الدفاع الإسرائيلي تدافع عن كيانها الغاصب أمام المحكمة الجنائية الدولية وتغالط نفسها وتكذب وتتعمد أن تغرق حديثها بتفاصيل مملة تدعو للنعاس وكل هذا من أجل أن تدفع تهمة الإبادة الجماعية عنهم وهم أول من يفتخر بذلك ولكنهم يظنون أنهم يخدعون العالم وقد هب طلاب الجامعات في الغرب ينددون بالحرب في غزة ورأينا شرطة العالم المتحضر تقبض عليهم وترسلهم الي السجن وقد بات واضحا أن الرؤساء في الغرب قد بان ولائهم لليهود وإذا تعارضت ديمقراطيتهم مع اليهود فالتذهب الديموقراطية غير مأسوف علي شبابها الغض .
انتهت القمة العربية في المنامة وكأننا ياعمرو لارحنا ولا جينا والجديد في هذه القمة أن من يزعم بأنه رئيس السودان لم يحضرها ربما يكون السبب أن الطائرة الرئاسية تحتاج إلي ( عمرة ) أو ( قاطعة بنزين ) !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم.
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
حياة الغرب.. وجه «مظلم» للفقر الاجتماعي والعاطفي
في مقطع مرئي، تحدّث ذلك الرجل الذي يعيش منذ سنين طويلة في المهجر عن حالة الانعزال التي يعيشها بعض الناس في أماكن مختلفة من العالم، خاصة في القارة العجوز.
كان يعقد في حديثه المليء بالشجن مجموعة من المقارنات بين العالم الغربي المتطور، والشرقي «المحافظ» على عاداته وتقاليده الأصيلة، وعلى كل ما فُطر عليه.
ذكر الرجل معلومات قيّمة، وأسرد تفاصيل مثيرة للاهتمام، ومن بين ما قاله: إن ثمة أحياءً بأكملها لا تجد بها أصواتًا أو حركة غير طبيعية توحي بأن مئات من البشر يعيشون في ذلك المكان. كل شيء جامد وصامت، أحياء كاملة لا روح تحلّق بين شوارعها، السكان يعيشون في «زجاجة منغلقة»، وزاوية منعزلة عن العالم.
هناك انغلاق تام على ما يدور في الخارج، وانفصال متعمّد عما يدور حولهم من أشياء يظنون بأنها لا تعنيهم. في الحي الذي يقف فيه ذلك الرجل وهو يتحدّث عن وجه الحياة، كل شيء من حوله فعليًّا لا حياة فيه. ثم يقول: «هذه بعض الحدائق التي شُيدت لتكون متنفسًا للكبار وواحة للهو عند الصغار، لكن انظروا جيدًا»، ثم يلتفت تارة شمالًا ويمينًا، ثم يقول: «ها هي الحديقة فارغة، وقبلها أيضًا الشوارع خالية من المارة».
إنها حياة الغرب، كلٌّ في حال سبيله. يشير بيديه قائلًا: «في هذه المساكن الجميلة، المغلقة على أصحابها، يعيش الكثير من الناس بصمت الأموات. يعيشون يومهم دون أن يحدثوا ضجيجًا يمكن أن يُعرّفوا به عن أنفسهم أنهم لا يزالون أحياء».
الأغرب من ذلك، أن البعض من السكان يموت وحيدًا، وبعد مضي نحو قرابة شهر كامل، تفوح رائحته النتنة في الحي الذي يسكنه، مما يدفع «الصامتين» إلى الحديث عبر الهاتف، حيث يطلبون حضور رجال الشرطة من أجل معاينة الشقة المغلقة التي تنبعث منها رائحة كريهة. وما أن يأتي رجال الشرطة والقسم المختص ويفتحوا الباب على صاحبها، حتى يكتشفوا بأنه قد فارق الحياة منذ فترة تجاوزت الشهر! مات دون أن يعلم أحد بوفاته!
أي فقر عاطفي واجتماعي هذا الذي يعيشه الناس؟! حياة يسودها انعدام تام لمعنى البُعد الاجتماعي والأسري. في بلداننا الشرقية، وإن كنا نراها أحيانًا مليئة بالفوضى، إلا أنها نابضة بالحياة. فعندنا نفتقد بعضنا بعضًا حتى وإن كنا غير أصدقاء. إذن، نحن نعيش نمط الحياة بوجهة نظر مغايرة لحياة الغرب الصامتة.
قد نكون فضوليين أكثر من غيرنا من البشر، وربما كثير منا لديه شغف المعرفة والتطفل في معرفة الخصوصيات: أين ذهبت؟ لماذا اختفت؟ وهكذا. لكن، مع كل هذه العيوب، نحن لا نعيش حياة الانزواء والتفرد والانطواء على أنفسنا.
لذا، عندما يموت شخص ما، يلتف الناس من كل حدب وصوب، يشاركون في وداعه، سواء في حضور الجنازة أو تقديم واجب العزاء. تجد الناس، رغم كل العيوب التي فيهم، يتضامنون مع بعضهم بعضًا.
نحن لسنا فقراء عاطفة اجتماعية وأسرية، بل نحن أفضل من غيرنا بكثير ممن يعتقدون أن سؤالنا عن أحوالهم هو تدخل في حياتهم الخاصة!
علّمنا ديننا الإسلامي الحنيف أن نؤدي الواجب الذي علينا، سواء لجيراننا أو من يعيش إلى جوارنا، كالمقيمين على أرضنا الطيبة.
ولذا، نحن نحاول أن نؤدي ما فُرض علينا كبشر، وألا نتجاهل ما أُمرنا به. أما الغرب، فالحياة فيه مختلفة تمامًا عن الشرق.
في دفتر الذكريات، أتذكر شيئًا خاصًّا، عندما ذهبت ذات مرة إلى إحدى المدن الغربية، منذ الوهلة الأولى شعرت بغربة الروح قبل أي شيء آخر. كل شيء صامت، يدعو إلى الرهبة والخوف والضياع. الحياة «تموت» مبكرًا على غير العادة، والناس مختلفون عنا كثيرًا في طريقة عيشهم وفهمهم للحياة التي يسيرون في طرقاتها. حتى في تصرفاتهم وأفكارهم، نحن مختلفون عنهم. فكيف هي عواطفهم تجاه بعضهم بعضًا؟!
الكثير من كبار السن في الغرب يعيشون حياة الانعزال التام عن العالم المحيط بهم، حتى إن حركاتهم واهتماماتهم أشبه بغربة أخرى يدخلون أنفسهم فيها.
أما نحن في الشرق، فالكبار يهتمون كثيرًا بالسؤال عن الآخرين من حولهم، حتى وإن لم يكونوا من أهلهم وذويهم. يعيشون أجواء الأُلفة مع الجيران والحي الذي يسكنون فيه، ينسجمون مع الواقع والحياة معًا.
عدة مرات حاولت أن أفهم الواقع الغربي، وما فيه من اضطراب في المشاعر، وبعدٍ عن العواطف والمشاعر التي وُجدت بداخلنا كبشر، لكني فشلت في تحديد سرّ إصرار الكثير منهم على الانعزال عن الآخرين من حولهم.
ولذا، فإن أغلب كبار السن «العجزة» يُفضّلون قضاء ما تبقى من أعمارهم محاصرين بين وجع المرض، وغربة الروح، وانعزال عن الناس. يُفضّلون أن تكون خاتمتهم إما في دار العجزة، أو على سرير المستشفيات، أو منعزلين في مسكنهم، لا يعرفون شيئًا عمّا يدور في الخارج!