عاد الحديث مجدداً عن خطّة ماكينزي، مع توجه لجنة الاقتصاد النيابية إلى إعادة درسها في جلسة ستعقد في المجلس النيابي الأسبوع المقبل برئاسة النائب فريد البستاني الذي طالب بانضمام نواب من لجان الزراعة والاقتصاد والسياحة إلى الاجتماعات التي ستعقد لهذه الغاية وسيشارك فيها المصرف المركزي والمجلس الاقتصادي الاجتماعي وعدد من الخبراء الاقتصاديين.

وبحسب البستاني، سيكون هناك شراكة مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والاتحاد الاوروبي وكل الفاعليات التي لديها تاثير من أجل أن يكون لدينا ملف كامل بشأن الخطة.   مرد إعادة درس الخطة، يكمن في أهمية الاعتماد عليها في إعداد موازنة 2025 والإستفادة من توصياتها، خاصةً لجهة دعم القطاعات الإنتاجية كافة تمهيداً لإعادة تنشيط الإقتصاد عبر تحويله من الإقتصاد الريعي إلى الاقتصاد المنتج، تحقيقاً للعدالة الإجتماعية.

يجمع الخبراء الاقتصاديين على أن المشروع الذي أعدته شركة ماكينزي في العام 2018 شكل رؤية واستراتيجية اقتصادية للمرحلة حتى العام 2025. فالخطة توصي بالعمل خلال خمس سنوات (2020 - 2025) على تطوير قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة واقتصاد المعرفة والخدمات المالية، وذلك بهدف زيادة حصة هذه القطاعات من الناتج المحلي إلى أكثر من 35 في المئة، وتوليد ما لا يقل عن 350 ألف فرصة عمل سنوياً وخفض نسبة الدين العام من الناتج المحلي.

وتحتاج الخطة،بحسب وزير الاقتصاد الأسبق رائد خوري، إلى بعض التعديلات كي تواكب الوضع الحالي لكن نسبة 80 أو 90% منها هي الأساس الذي لا يتغير، وفرص نجاحها اليوم أكبر ،لأن اليد العاملة باتت أرخص والبضاعة المنتجة باتت أكثر تنافسية وقدرة على التصدير بشكل أقوى وأسرع.

من المؤكد، بحسب أستاذ الاقتصاد والخبير المالي بلال علامة أن مضمون الخطة أصبح بعيداً جداً عن الواقع لا سيما وأن التطورات التي حدثت منذ 2020 حتى الآن قد قوضت كل ما تضمنته الخطة من بنود وإجراءات. تجدر الإشارة إلى أن مضمون الخطة كان تفصيلياً وليس نظرياً. فالخطة لا تكتفي بالإطار العام، بل تحدد القطاعات الإنتاجية التي تملك قيمة مضافة مرتفعة، وكيفية تطويرها، والسبل والطرق الآيلة لذلك، والعوائد المرجوة منها على القطاع بحد ذاته والاقتصاد بشكل عام . وهي أوصت على سبيل الذكر لا الحصر بزراعة الحشيشة لأغراض طبية، وأوصت أيضاً بالتركيز على الصناعات الغذائية والدوائية ومستحضرات التجميل، وتعزيز السياحة الدينية والثقافية إلى جانب سياحة الأعمال والإستشفاء، انطلاقاً من طبيعة الأرض، والجغرافيا، ودراسة المحيط، وعدم توفر المواد الأولية، والطبيعية الجينية "DNA" للفرد اللبناني، وتأثير الانتشار اللبناني في الخارج.

إن العوامل السابقة الذكر الواردة في الخطة توصل، كما يقول علامة لـ"لبنان 24"، إلى تحديد القطاعات الفرعية التي تعطي قيمة مضافة مرتفعة في حال التركيز عليها، من دون أن تغفل أهمية أن ترفق بالقوانين الضرورية والإجراءات التحفيزية والمساعدات المعنوية والحمائية لفترة معينة من قبل الدولة، هذا إلى جانب توفير المناخ السياسي والأمني والقضائي المساعد على الاستقرار لتشجيع العمل والاستثمار.

تضمنت الخطة شروطاً تتعلق بترشيق القطاع العام وترشيده وإعادة تنشيط القطاع المصرفي بعد إعادة قوننته وإدخال التكنولوجيا عليه كون القطاع المصرفي سيكون المحرك الأساسي للاستثمارات من قبل القطاع الخاص الذي ترتكز عليه قوة الدفع الاقتصادية، إن بواسطة التسليفات أو بواسطة المساهمة في المشاريع.

بالاضافة إلى ما ورد في خطة "ماكينزي"،  كان الرهان، على توقيع إتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي يعتبر بمثابة الختم الذي يصادق على أن لبنان يسير في الطريق الصحيح. فبالإضافة إلى المساعدات المباشرة التي سيحصل عليها البلد، يشجع الدخول في برنامج مع الصندوق عددا كبيرا من الدول على تقديم المساعدات والقروض للبنان والعودة إلى الاستثمار في القطاعات التي رسمت ماكينزي خطة تطويرها. وهذان المنفذان، أي خطة ماكينزي وصندوق النقد، يتحدان في مخرج واحد كبير يؤمن العبور من عنق زجاجة وبدء مرحلة التعافي.

طبعاً لم يحصل شيء طيلة السنوات الماضية، يقول علامة، وبدل الحوافز الاستثمارية المذكورة في الخطة فرضت الضرائب والرسوم. والبنى التحتية فقدت كل فعالية بدل العمل على تطويرها وتحديثها، والقطاع المصرفي دخل في موت سريري، في حين كان يفترض العمل على إعادة تحريكه من تجديد ليستعيد دوره المرجو.

وعليه، كيف يمكن للجنة الإقتصاد  أن تضع آليات لتطبيق خطة كانت ظرفية ومرحلية ومدتها خمس سنوات ونحن اليوم في عامها الأخير .

المطلوب من قبل لجنة الإقتصاد، وفق علامة، إعادة تحديد الكادر العريض للخطة، مع وضع الإطار التطبيقي لها. فهناك صعوبة في تنفيذ الخطة التي تتطلب إقرار مشاريع قوانين على صعيد مجلس النواب (معطل) وتحديد أهداف محددة بجدول زمني مع الوزارات المعنية (نصفها غائب وما بخلونا)، مع إشارته إلى أن تخطي العوائق البيروقراطية التي تقف عائقا أمام وضع الخطة موضع التنفيذ، يتطلب وجود حكومة مكتملة المواصفات ومجلس نواب يشرع ورئيس للجمهورية يشرف على توقيع الاتفاقات اللازمة سواءً مع صندوق النقد الدولي أو مع الدول التي ترغب بمساعدة لبنان لاحقاً. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء يؤكد التزام الدولة بالاستمرار في مسار الإصلاح الاقتصادي

أدلي الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ونايجل كلارك، نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي، بتصريحات إعلامية، عقب اللقاء الموسع الذي جمعهما مساء اليوم بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، على هامش الزيارة التي يقوم بها وفد الصندوق حاليًا إلى مصر، لإجراء المشاورات الخاصة بالمراجعة الخامسة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تنفذه الحكومة والبنك المركزي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي.

 وذلك بحضور حسن عبدالله، محافظ البنك المركزي، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وأحمد كُجوك، وزير المالية، والدكتور محمد معيط، المدير التنفيذي وعضو مجلس المديرين التنفيذيين وممثل المجموعة العربية والمالديف بصندوق النقد الدولي.

ورحب الدكتور مصطفى مدبولي في مستهل حديثه بـ نايجل كلارك، نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي، في زيارته الرسمية الأولى لمصر والوفد المرافق له من صندوق النقد الدولي، لافتا إلى أن هذه الزيارة المهمة تأتي عقب تعيين نايجل كلارك كمسئول مباشر عن ملف مصر في الصندوق.

وأعرب رئيس الوزراء، خلال حديثه، عن اعتزاز الدولة المصرية بالشراكة مع صندوق النقد الدولي على مدار السنوات الماضية، في العديد من برامج الإصلاح الاقتصادي التي قامت بها الدولة على مدار الفترة السابقة، والتي شهدت خلالها العديد من التحديات الدولية، التي أثرت بصورة كبيرة على الاقتصاد المصري، بالإضافة إلى التحديات الداخلية، التي تم التعامل معها بالتعاون والتنسيق مع صندوق النقد الدولي.

وأشار الدكتور مصطفى مدبولي، إلى أن برنامج الإصلاح الاقتصادي الوطني الحالي، الذي أعدته الحكومة المصرية ويحظى بدعم من صندوق النقد الدولي، يعتبر نموذجًا ملموسًا للنجاح، حيث يتم العمل معا على تنفيذ هذا البرنامج المهم بوتيرة ثابتة، من خلال تبنّي نظام مرن لسعر الصرف، وزيادة الاحتياطيات النقدية الأجنبية، ومواصلة الجهود الحثيثة لتحقيق الانضباط المالي، إلى جانب العمل على خفض نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي.

وتابع رئيس الوزراء: الاقتصاد المصري أثبت قدرته على الصلابة واستيعاب الصدمات الخارجية الكبيرة جداً التي تعرضت لها مصر مثلها مثل مختلف دول العالم خلال الفترة الماضية، وهو ما أكدته شهادة الصندوق بأن مصر تسير بوتيرة ثابتة في مسار الاصلاح الاقتصادي.

وأضاف أن ذلك هو ما مكن من تحقيق مؤشرات للاقتصاد الكلي تعكس هذا الأمر، وكذا النمو المتسارع، حيث وصل معدل النمو الحقيقي إلى حوالي 3.9% في النصف الأول من العام المالي الحالي، وهو ما يعد من الدلالات الإيجابية المهمة، كما أن استثمارات القطاع الخاص شهدت زيادة قدرها 80%، بينما ارتفع حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة حوالي 17% خلال الفترة من يوليو حتي ديسمبر 2024.

وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي: كما شهدت الصادرات غير البترولية نموًا بحوالي 33% خلال الأشهر التسعة الأولي من العام، مشيراً إلى أن هذه المؤشرات ساهمت في تحقيق معدلات نمو قوية في القطاعات الإنتاجية مثل قطاع الصناعة، وقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وقطاع السياحة والعديد من القطاعات المهمة الأخري، مما عزز من ثقة المستثمرين في الاقتصاد المصري، إلى جانب ذلك شهدنا انخفاضا في معدلات البطالة لأقل من 7%، والتي تعد النسبة الأقل التي تشهدها مصر اليوم على مدار التاريخ.

كما أوضح الدكتور مصطفى مدبولي، أن معدلات ومؤشرات التضخم في مصر تراجعت بشكل ملحوظ، مشيرًا فى هذا الصدد إلى أن الشهر الماضي شهد تراجع معدلات التضخم إلى 13.9% مقارنة بأكثر من 37% خلال نفس الفترة من العام الماضي، مضيفا نشهد مسارا تنازليا للدين، كذلك العجز في الموازنة العامة انخفض خلال العشر أشهر الماضية إلى 6.5% مقارنة بـ 6.7%، منوهًا إلى أن الدولة المصرية تستهدف أن ينخفض الدين إلى نحو 85% من الناتج المحلي الإجمالي بنهاية يونيو ٢٠٢٥، مقارنة بنسبة 96% في يونيو ٢٠٢٣.

وأكد رئيس الوزراء ، التزام الدولة بالاستمرار في مسار الإصلاح الاقتصادي وبذل أقصى الجهود، موجهًا الشكر إلى صندوق النقد الدولي وفريق العمل الخاص به، مشيرًا إلى إتمامه بنجاح أربع مراجعات سابقة في إطار هذا البرنامج الحالي، موضحًا أننا بصدد المراجعة الخامسة والمستمرة خلال الأيام القادمة بالتنسيق والتعاون مع فريق عمل الصندوق، سعيا لإتمام المراجعة الخامسة بنجاح.

وفى ختام كلمته، أعرب الدكتور مصطفي مدبولي عن ترحيبه مرة أخرى بـ نايجل كلارك، نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي، موجهًا الشكر له وفريق العمل بصندوق النقد الدولي على مجهوداتهم المستمرة لدعم مصر في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي.

طباعة شارك رئيس مجلس الوزراء مجلس الوزراء المدير العام لصندوق النقد الدولي صندوق النقد الدولي

مقالات مشابهة

  • نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي: جددنا التأكيد على الشراكة القوية بين صندوق النقد ومصر
  • بعد قرارات صندوق النقد الدولي.. كيف يؤثر القطاع الخاص على وتيرة النمو الاقتصادي؟
  • برلماني: دعم صندوق النقد الدولي لمصر شهادة ثقة فى قوة اقتصادها
  • برلمانية: القطاع الصناعي مفتاح الإصلاح الحقيقي.. ومصر تمتلك كل المقومات
  • برلماني: المراجعة الخامسة لصندوق النقد تؤكد جدية الحكومة.. والتنفيذ التحدي الأكبر
  • برلمانية: الموازنة الجديدة تؤكد التزام الدولة بحماية المواطن
  • مدبولي: الصادرات غير البترولية شهدت نموًا بـ33% خلال الأشهر التسعة الأولى من العام
  • رئيس الوزراء يؤكد التزام الدولة بالاستمرار في مسار الإصلاح الاقتصادي
  • مدبولي: مصر تحقق معدل نمو 3.9% في النصف الأول من العام المالي الحالي
  • صندوق النقد الدولي يتطلع الي زيادة مشاركة القطاع الخاص في العديد من المشروعات