الجزيرة:
2025-06-03@05:32:10 GMT

هل اقتربت أميركا والصين من الانفصال اقتصاديا؟

تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT

هل اقتربت أميركا والصين من الانفصال اقتصاديا؟

اتّهمت الصين الرئيس الأميركي جو بايدن بالتراجع عن تعهده "بعدم السعي للانفصال عن الصين"، وذلك بعد رفعه بشكل حاد الرسوم الجمركية على واردات السيارات الكهربائية الصينية ومنتجات الطاقة النظيفة الأخرى.

واتهم منتقدون بايدن بإرضاء ذوي الياقات الزرقاء (العُمال) في ولايات مثل بنسلفانيا وميشيغان، وهي ساحات معركة انتخابية حاسمة في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني، وفق ما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز.

وتساءل آخرون عما إذا كان الرئيس الديمقراطي يستخدم التعريفات الجمركية كسلاح في محاولة للظهور أكثر صرامة تجاه الصين من دونالد ترامب، منافسه الجمهوري في سباق البيت الأبيض هذا العام، الذي شن حربا تجارية على الصين في عام 2018 وتعهد مؤخرا بفرض رسوم على كافة الواردات من الصين بنسبة 60%.

يشار إلى أن وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان قالا -قبل نحو عام في مناسبتين منفصلتين- إن واشنطن لا تحاول الانفصال عن الصين (تجاريا)، إنما تسعى إلى "إزالة المخاطر".

فصل أم حرب تجارية؟

وفي الوقت الذي ناقش فيه خبراء في واشنطن مزايا استخدام التعريفات الجمركية لحماية الصناعة الأميركية، اعتبر قليل منهم أن التدابير التي تم الإعلان عنها هذا الأسبوع هي إما "فك ارتباط" أو علامة على اندلاع حرب تجارية جديدة.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن الخبيرة التجارية في مركز أبحاث الأمن الأميركي الجديد إميلي كيلكريس، قولها إن الرسوم المرتفعة التي تم الإعلان عنها الاثنين الماضي على المركبات الكهربائية وغيرها من منتجات التكنولوجيا النظيفة، بما في ذلك البطاريات، كانت بمثابة "تكثيف لأجندة إزالة المخاطر".

وأضافت أن إزالة المخاطر هو مصطلح يغطي كل شيء، بدءا من الحد من التهديدات الأمنية من بكين إلى توزيع اعتماد الولايات المتحدة على سلاسل التوريد الصينية.

ونوهت الخبيرة بأن بايدن استهدف القطاعات التي تقع في قلب المنافسة بين الولايات المتحدة والصين، لكنه أضاف عاملا جديدا يتمثل في الرسوم الجمركية، فأدوات السياسة العادية، مثل ضوابط التصدير، غير فعالة على الإطلاق في مجالات التكنولوجيا التي تتمتع فيها الصين بقدرة كبيرة، فضلا عن الإنتاج الزائد في بعض الحالات.

أما كليت ويليامز، المسؤول التجاري السابق في البيت الأبيض في إدارة ترامب، فلديه مصطلح مختلف يعبر عن التركيز المخصص للإجراءات الجديدة على قطاعات معينة، وفق ما ذكرت فايننشال تايمز.

وقال: "إن التجاور بين الفصل الكامل ومجرد إزالة المخاطر هو فجوة واسعة للغاية.. إنه انفصال إستراتيجي".

وحتى يوم الاثنين الماضي (يوم فرض التعريفات الجديدة) كان بايدن يركز إلى حد كبير على الإجراءات المتعلقة بالأمن لمنع الصين من الحصول على التكنولوجيا الأميركية المتقدمة، مثل أشباه الموصلات.

ووصف سوليفان هذه الإستراتيجية الضيقة التي تركز على القطاعات الرئيسية، مثل الذكاء الاصطناعي، بأنها نهج "مساحات صغيرة ذات سياج عالٍ" في إشارة إلى منع الصين من الوصول إلى تكنولوجيا محددة.

 

السيارات الكهربائية الصينية في قلب الرسوم الأميركية الجديدة (رويترز) جذب الناخبين

وكان التساؤل الذي طرحه البعض، الثلاثاء الماضي، هو ما إذا كان بايدن يغير مساره في جذب الناخبين من ذوي الياقات الزرقاء الذين يغازلهم هو وترامب عبر "حزام الصدأ" الصناعي الأميركي، تقول الصحيفة.

وحزام الصدأ يشير إلى المنطقة الجغرافية الممتدة من نيويورك عبر الغرب الأوسط الأميركي التي كانت تهيمن عليها الصناعات التحويلية في السابق، وهو مرادف للمناطق التي تواجه تدهورا صناعيا مما يؤدي إلى هجر المصانع التي تصدأ بسبب التعرض للعوامل الجوية.

وبعد مراجعة قانونية للتعريفات التي فرضها ترامب على بضائع صينية بقيمة 300 مليار دولار خلال حربه التجارية، أبقى بايدن الرسوم كما هي، وهو الذي انتقدها عند فرضها، لكنه أضاف الرسوم الأخرى على منتجات الطاقة النظيفة، مؤخرا.

وقال ويليامز: "ما ترونه هو الكثير من الرمزية ذات الدوافع السياسية الواضحة".

ونقلت الصحيفة عن الخبيرة التجارية في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، إميلي بنسون قولها إنه من المهم النظر إلى كل منتج تم استهدافه في نظام التعريفات الجمركية الجديد لبايدن.

وأضافت على سبيل المثال أنه لم يكن ردع واردات السيارات الكهربائية مثالا على الانفصال، لأن قطاع السيارات الصيني والاقتصاد الأميركي "لم يكونا متشابكين بشكل كبير في البداية".

وعلى نحو مماثل، فإن مضاعفة التعريفة الجمركية على أشباه الموصلات الصينية إلى 50% من شأنها أن تخلف تأثيرًا محدودًا، لأن الولايات المتحدة تستورد القليل من الرقائق.

وعلى النقيض من ذلك، فإن أي استهداف للمنتجات تامة الصنع التي تتضمن الرقائق من شأنه أن يمثل خطوة جديدة نحو الفصل.

وقال الخبير التجاري في مجلس العلاقات الخارجية، براد سيتسر، إن أفضل تفسير للتعريفات الجمركية هو ببساطة أن واشنطن كانت تحاول منع الصين من الحصول على موطئ قدم في أجزاء من قطاع الطاقة النظيفة الناشئ في الولايات المتحدة.

وقال سيتسر إن التعريفات الجديدة مصممة لتجنب الارتباط في قطاعات لم يتم دمجها تاريخيا (بين البلدين)، مثل السيارات التي لم تكن فيها الصين مصدرا رئيسيا للإمدادات إلى الولايات المتحدة.

واستبعد سيتسر أن تؤدي هذه التعريفات إلى مزيد من الانفصال بالنظر إلى أنها لا تغطي بقية جوانب التجارة بين البلدين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الولایات المتحدة الصین من

إقرأ أيضاً:

أمريكا: عدم اليقين القانوني بشأن الرسوم الجمركية لن يؤثر على المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي

الاقتصاد نيوز - متابعة

قلل وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك، الأحد، من تأثير حالة عدم اليقين القانوني بشأن الرسوم الجمركية الأميركية على المفاوضات مع  الاتحاد الأوروبي قائلاً إن المحادثات جارية.

وتلقى لوتنيك سؤالاً خلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز عن تقرير لرويترز نقل عن مسؤول مطلع في الاتحاد الأوروبي قوله إن عدم اليقين القانوني بشأن الرسوم الجمركية في الولايات المتحدة أعطى الاتحاد الأوروبي "ميزة إضافية".

ورد لوتنيك على ذلك بالقول "لا تستمع لمن يدلون بتعليقات سخيفة... جميع الدول التي تتفاوض معنا تدرك قوة دونالد ترامب وقدرته على حماية العمال الأميركيين".

وأوقفت محكمة تجارية أميركية معظم الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب في حكم صدر الأسبوع الماضي قضى بأن الرئيس تجاوز سلطته بفرض رسومٍ جمركية شاملة على الواردات من شركاء الولايات المتحدة التجاريين.

وفي اليوم التالي، أوقفت محكمة استئناف اتحادية أميركية هذا الحكم مؤقتاً مما سمح بدخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ لحين البت في طعن من إدارة ترامب.

وقال لوتنيك إن الحكم "ربما أخرنا أسبوعاً لكن بعد ذلك عاد الجميع إلى طاولة المفاوضات".

وفي أواخر أيار، هدد ترامب بفرض رسوم جمركية 50% على جميع السلع الأوروبية بحلول أول حزيران، لكنه أرجأ بعد أيام الموعد إلى التاسع من تموز للسماح بالوقت الكافي للتفاوض.

وأعلن ترامب أيضاً يوم الجمعة إنه سيزيد الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم إلى 50% بدلاً من 25%، مما دفع المفوضية الأوروبية أمس السبت إلى القول إنها قد تفكر في اتخاذ إجراءات مضادة.

من جانبه، قال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في حديثه لبرنامج (ذيس ويك) على قناة إيه بي سي نيوز إنه يتعين على الولايات المتحدة حماية صناعة الصلب لأسباب تتعلق بالأمن القومي في ضوء إنتاج الصين منه.

وتابع قائلاً "علينا أن نظهر قوتنا. يجب أن تكون لدينا صناعة صلب جاهزة للدفاع الأميركي". 


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • الصين ترفض اتهامات واشنطن بانتهاك اتفاق خفض الرسوم الجمركية
  • ترامب يحذر: إلغاء الرسوم الجمركية يهدد بانهيار اقتصاد الولايات المتحدة
  • ترامب: إلغاء الرسوم الجمركية يعني انهيار اقتصاد الولايات المتحدة
  • أمريكا: عدم اليقين القانوني بشأن الرسوم الجمركية لن يؤثر على المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي
  • تراجع صادرات سيول 1.3% بسبب الرسوم الجمركية على شحنات أميركا والصين
  • ترامب يفجّر حرب الصُلب مجددا برفع التعريفات إلى 50%
  • اليابان: لا اتفاق دون تنازلات من أميركا بشأن جميع الرسوم الجمركية
  • ترامب: الولايات المتحدة ستضاعف الرسوم الجمركية 50% على الصلب
  • ترامب يعتزم زيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم.. كم ستبلغ؟
  • اميركا تشتكي من الصين: "انتهكت تماماً" اتفاق الرسوم الجمركية