لجريدة عمان:
2024-06-02@14:45:18 GMT

الوصفة السرية لخداع «كيرف» إجادة!

تاريخ النشر: 19th, May 2024 GMT

لقد انزاح السؤال الطبيعي: «ما الأهداف والأعمال التي يمكن أن تُوصلني إلى الامتياز؟» إلى سؤال جنوني: «ما الوصفة السرية التي يمكن بها خداع نظام «الكيرف» لنصل إلى مُبتغانا؟»، وهذا الانزياح في الوعي العام لدى أغلب الموظفين جديرٌ حقًا بالتمعُّن والقراءة؛ لأنّه يكشفُ عن نقيض ما يُؤمّلُ من نتائج!

فحتى اللحظة لا يعرفُ الموظف -على وجه الدقة- إن كان نظام إجادة يقيسُ الديباجات الإنشائية التي يكتبها، أو يقيسُ الأرقام التي يُحددها بيديه؟ إلا أنّ المؤكد هو عجز هذا النظام عن استقراء «القيمة» والأثر الذي قد يصنعه أحدنا في عمله! فما قيمة الطبيب عندما ينقذُ حياة إنسان؟ ما قيمة المعلم عندما يغرسُ وعيًا في الأجيال؟ ما قيمة الكاتب عندما ينسج الأفكار المغايرة، ما قيمة الحارس عندما يؤدي عمله بأمانة.

. إلخ.. من يُعطي القيمة للقيمة؟

ففي الوقت الذي نظنُّ فيه أنّ النظام مصممٌ لتطوير الموظف، لرفع كفاءته التنافسية، لتحقيق عدالة أمينة بين المجتهد والمهمل، بين المتكلس والمُجد، نجد أنّ الموظف يسقطُ في فخ الإحباط والشعور بعدم الجدوى لا سيما عندما يتأكد أنّ «التميز» رهن نسبة ضئيلة ومُحددة من كل وحدة، نسبة لا تتجاوز ١٠٪، مما يعني أنّ يبقى الغالبية العظمى خارج إطار التنافس أصلًا !

الأكثر رعبًا، هو ربط النظام باستحقاقات الموظف وعلاواته الدورية، قبل أن يُثبت النظام كفاءته، قبل أن يُجرّب على وحدة واحدة على الأقل! قبل أن تُعالج أوجه القصور فيه! ولا أدري حقًا إن قام المسؤولون عنه بالاستفادة من التغذية الراجعة التي أفرزتها نتائج العام الماضي وتظلُّماته أم لا!

فحتى الآن يفتقدُ هذا النظام وجود مقياس حقيقي لقيمة العمل الذي نشتغل عليه! إذ لا يمكن لنظام أصمّ كهذا أن يُطبّق على كافة الوظائف، بكل تمايزها واختلاف خواصها وسماتها، وفي بيئات غير مُعدة بشكل جيد لخوض التجربة!

يكفي الإيهام المصطنع بالصعود «فوق التوقُّع» ونحن ننفذُ صميم أعمالنا اليومية! ‏فكيف للآلة الصمّاء أن تنظر «للإنجاز» في نسيج الأعمال المتباينة؟، وكيف للأعمال التي تنهضُ على تنفيذ التعليمات أن تصمد في منافسة -غير عادلة- من هذا النوع؟

إنّ استيراد الأنظمة من تجارب بلدان أخرى لا يمنع تطويعها بما يتناسب مع بلداننا وطبيعة العمل لدينا، مع تهيئة داعمة لجعلها أكثر فائدة للناس، لخلق حالة مُلهمة تمسُ عصب الإنتاج الذي نصبو إليه، لا تكسير الأجنحة والإمكانيات الطموحة! فهل من الطبيعي أن يكون 55% من موظفي الدولة في مستوى جيد وضعيف، 35% جيدا جدا، 10% هم فقط من حصلوا على درجة الامتياز؟

إنّ ما تصنعه إجادة حتى اللحظة: تعزيز «الـلافهم» والشعور بالغرابة جوار كل ما يعتملُ في الموظف من تقييم سلبي لهذه التجربة، فحتى من نظن أنّهم يملكون مفاتيح الدهاليز السرية لإجادة يُخفقون في إعطاء «الوصفة» لأنفسهم، لشدة ما تنغلقُ وتتكتمُ «الإجادة» على أسرارها، كما تفعلُ الألغاز الغامضة التي تُحير العالم!

بالتأكيد لا يكمن الحل في إلغاء المنظومة، كما لا يكمن في التوقف عن ربطها بالترقيات والعلاوات، فقد صُممت للتحفيز ولبث روح الابتكار وشحذ الهمم، ولكن بعد مضيّ العام الثالث من التجربة، نحتاجُ وقفة مراجعة جادة وعميقة، قائمة على التحليل والدراسة؛ لننظر في الأثر الذي أفرزته «إجادة» بين أوساط الموظفين، إلى أن نتمكن من جعلها أداة قياس فاعلة وحقيقية.

فمن حق الموظف أن يتبصّر الطريق الذي يقوده إلى الامتياز بوضوح تام. ومن حقه أيضا أن يتعرف على مكمن إخفاقاته التي تحرمه من الوصول بموضوعية وشفافية تامة! ومن حقنا جميعا أن نُدرك معايير القياس التي تُقاس بها «قيمة» ما ننتج! دون أن تنطوي المسألة على ألاعيب مُخاتلة، ودون أن نضطر لمراوغة الأمزجة الشخصية للمسؤولين، أخذًا بنصيحة رسول حمزتوف: «لا قياس للإنسان أفضل من عمله»!

هدى حمد كاتبة عمانية ومديرة تحرير مجلة نزوى

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ما قیمة التی ی التی ت

إقرأ أيضاً:

وزير التموين: موجة التضخم الكبيرة أحد أسبابها السلع المستوردة

قال الدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، إن هناك موجة تضخم كبيرة أثرت على كل الطبقات بما فيها البسيطة والمتوسطة وفوق المتوسطة، ولم يرحم أحد من التضخم الحادث.

ارتفاع أسعار السلع المستوردة

وأضاف خلال لقاء عبر برنامج «كلمة أخيرة»، الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON: أن موجة التضخم الكبيرة جزء منه مستورد خارجيا من ارتفاع أسعار السلع المستوردة وجزء منه داخلي يعود لمشكلة الدولار التي بدأت في التحسن.

واصل: «لما نيجي في لحظة من اللحظات وتشوف منظومة الخبز التي لم تشهد أي تعديل سعري منذ 36 سنة ومع موازنة العام المالي 2024-2025 ومكنش هيقدر وزير المالية يقول تزود الدعم مع كل هذا العجز فكان لا بد من تقليل الفجوة بحيث قبل 1 يوليو 2024 حيث يستغرق القرار نقاش مطول منذ أبريل مع كافة الأجهزة المعنية حتى عندما تبدأ موازنة يوليو بتقليل الفجوة بقيمة 13.7 مليار جنيه عبر رفع قيمة رغيف الخبز المدعم من 5 قروش إلى 20 قرشا».

وتابع: «بالنسبة للدعم في بند الخبز نعم الرقم مؤثر خاصة أن البند ارتفع العام قبل الماضي كان 41 مليار جنيه وفي نهاية العام، 91 مليار جنيه دي قفزة كبيرة نتيجة فروق الأسعار».

وقاطعته الحديدي، قائلة: «لكن هذا كله لا يمثل إلا 2.3% من المصروفات و1.6% من الاستخدامات؟»، ليرد: «ليه عندنا تكافل وكرامة والضمان الاجتماعي ودعم المحروقات بدا يعلى تاني جدا والسلع التموينية وبالتالي الإجمالي 636 مليار جنيه وماينفعش بقي نقول 10 هنا و15 هناك ملهمش قيمة لأننا وقتها سنجد اتجاه العام المالي الجديد لا يضبط جماح الدين الذي يمثل 62% من الموازنة».

مقالات مشابهة

  • ترامب مستعد لرفع السرية عن الوثائق المتعلقة باغتيال جون كينيدي وهجمات 11 سبتمبر في حال أعيد انتخابه
  • وزير التموين: موجة التضخم الكبيرة أحد أسبابها السلع المستوردة
  • كيف يساعد النظام الغذائي الصحي في الوقاية من سرطان البروستاتا؟
  • «ساهم».. المبادرة المُلتبسة
  • 3 مصابين جدد على قوائم انتظار شرائح نيورالينك الدماغية
  • والمخفي أعظم
  • مورينيو يقترب من تدريب فنربخشة التركي
  • شروط الالتحاق بفريق عمل مدارس التكنولوجيا التطبيقية
  • دواء جديد لعلاج السرطان عن طريق حقنة مضادة.. حلم أصبح حقيقة
  • «مالية دبي» تكشف تفاصيل محفظة شراكة القطاعين العام والخاص