زين العابدين صالح عبد الرحمن
تعود بعض الأصدقاء فتح حوار معي على ما كتبه في الخاص، و تمنيت أن يكون الحوار على الصفحة، أو حتى القروب على صفحة الفسبوك " منبر الحوار الديمقراطي" أو حتى على منبر " مركز أبحاث الديمقراطية و الدراسات الإستراتيجية" بهدف تعميم الفائدة، و اعتقد جازما أن البعض عندهم أراء جيدة حتى إذا أختلفت معها مجبر على أحترامها، فالديمقراطية أهم قاعدة لها الحوار بين الآراء المختلفة، لأنها تعلمنا جميعا أن نحترم أراء بعضنا البعض مهما كانت درجة الخلاف، و أيضا تقلل فرص بروز المشاحنات و العنف اللفظي، و تخلق قاعدة جديدة من الثقة تكبر و تقوى بمرور الزمن، إلي جانب أنها تعتبر أحد الوسائل التي تنتج الثقافة الديمقراطية، فالحوار عندما يصبح ثقافة عامة بين الناس يجبر الكل أن يرتبوا أفكارهم و يهذبوا حتى كلماتهم.
عندما وقع الدكتور عبد الله حمدوك الاتفاقيتين مع الحركتين المسلحتين " الحركة الشعبية و تحرير السودان" صدرت ثلاث بيانات من أحزاب هم أعضاء في تحالف " تقدم" بيان من حزب الأمة القوى و أيضا من التجمع الاتحادي يعترضان فيه على " تقرير المصير و العلمانية" الأمر الذي يؤكد أن مشروع الاتفاقيتين لم تعرضا للحوار داخل المنظومة المتحالفة، و تفاجأوا بمضمون الاتفاقيتين.. البيان الأخر صدر من الحزب الاتحادي الموحد الذي وافق على كل ما جاء في الاتفاقيتين دون أن يكون له أي اعتراض على بنودهما، و الاتحادي الموحد أراد من البيان إثبات وجود، و لا اعتقد في مصلحته الاعتراض أو تقديم رآي، الحق الديمقراطي أن تطرح القضية داخل التحالف و تتم الموافقة عليها حتى لا تخرج بيانات تعترض على بنود الاتفاق، اعتقد أن توقيع الاتفاقيتين قد بينت ديمقراطية حمدوك التي يبشر بها " نفذ ثم ناقش" إذا كان هناك حقا للمناقشة... الأمر الذي يؤكد أن مسألة التوقيع جاءت على عجل، و هي لم تكن واردة في أجندة تحالف " تقدم" و أن حمدوك حمل عليها حملا للتوقيع، دون أن يكون له حق الاعتراض أو الرآي على ذلك..
لكن ما هو الهدف من توقيع الاتفاقيتين و ماذا تخدمان؟ خاصة أن حمدوك عندما كان رئيسا للوزراء كان قد وقع مع عبد العزيز الحلو ذات الاتفاقية، ماذا فعل بها؟ و أيضا التقى مع عبد الواحد و اتفق معه على ذات البنود الواردة في الاتفاقية ماذا فعل بها؟ كان حمدوك في ذلك الوقت يملك القرار، و الأن هو مجرد شخص يمارس دورا سياسيا من منصة المستقل، و ليس عنده أي سلطة، أو نفوذ يؤهله تنفيذ الاتفاقيتين أو التعاطي معهما، لكن ما هو الهدف من أجل ذلك؟ أن يفتح حمدوك منافذ لهاتين الحركتين للمشاركة في المؤتمر التأسيسي لتحالف " تقدم" الذي سوف يعقد بعد يومين في أديس ابابا؟ أم هي رسالة موجهة للمجتمع الخارجي أن تقدم لها قاعدة عريضة تؤيدها و لها علاقة مع الحركات مسلحة؟ أو المقصود هو إفشال المحادثات التي كانت جارية بين نائب القائد العام للجيش و عضو مجلس السيادة مع رئيس الحركة الشعبية لتمرير الإغاثة للمواطنين في جنوب كردفان و دارفور، إذا كان الأمر داء على عجل من الجهة التي تصنع القرارات؟.. نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
في جنازة مهيبة.. الآلاف يشيّعون جثمان محمود صلاح ضحية العاصفة الثلجية بالإسكندرية
شيّع ظهر اليوم الثلاثاء، جثمان الشاب محمود صلاح، الذي وافته المنية متأثرًا بإصابته جراء العاصفة الثلجية التي ضربت محافظة الإسكندرية، مؤخرًا، وذلك في جنازة مهيبة انطلقت من مسجد العمري بمنطقة وسط المدينة، وسط أجواء من الحزن والأسى خيمت على المشيعين.
وشهدت الجنازة حضور محمد فؤاد، المستشار الإعلامي لمحافظة الإسكندرية، ممثلًا عن الفريق أحمد خالد حسن سعيد، تقديرًا لمكانة الفقيد وتعاطفًا مع أسرته كما شارك رجل الأعمال المهندس أحمد حلمي، الذي أعلن عن تكفله بصرف إعانة شهرية لأسرة الراحل، إلى جانب تغطية نفقات علاجه خلال تواجده بالمستشفى، ومصاريف نجله الرضيع الذي لم يتجاوز عمره ستة أشهر.
وكان محمود صلاح قد لقي مصرعه صباح اليوم متأثرًا بإصابته البالغة، إثر سقوط شرفة أحد العقارات عليه أثناء العاصفة التي اجتاحت المدينة قبل أيام، والتي أسفرت عن إصابة خمسة مواطنين وانهيار جزئي لعشرة منازل، وعلى الرغم من تلقيه الإسعافات الأولية والرعاية الطبية اللازمة، إلا أن حالته الصحية تدهورت فجأة، ما حال دون نقله لاستكمال العلاج في مستشفى آخر، رغم تجهيز سيارة إسعاف لهذا الغرض.
ووفقًا لمصادر طبية، فقد عانى الفقيد من هبوط حاد في ضغط الدم، وبذل الفريق الطبي جهودًا مكثفة لإنعاشه، لكنها باءت بالفشل، ليفارق الحياة بعد صراع قصير مع الإصابة.
وأعرب أهالي منطقة وسط المدينة عن حزنهم العميق لفقدان الشاب، الذي كان يتمتع بسمعة طيبة بين زملائه وأبناء الحي، مطالبين الجهات المعنية باتخاذ إجراءات وقائية عاجلة للحد من آثار الطقس السيئ وحماية الأرواح والممتلكات.
يُذكر أن الإسكندرية تعرضت خلال الأيام الماضية إلى عاصفة رعدية وثلجية شديدة، بلغت سرعة الرياح فيها نحو 83 كيلومترًا في الساعة، ما تسبب في خسائر مادية وبشرية، وسط مطالب شعبية بتعزيز البنية التحتية ومراجعة إجراءات السلامة في المباني القديمة.