“مؤلم مسح الدعم السريع لمنازل النازحين بامتداد معسكر أبو شوك ناحية الغرب بمن فيها عن طريق القصف المدفعي”

التغيير: كمبالا

كشف تحليل جغرافي مكاني جديد، نشرته منظمة “هيومن رايتس ووتش”، أضرار الحرائق في مدينة الفاشر بشمال دارفور منذ شهر أبريل الماضي، وسط قتال عنيف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والقوات المتحالفة معها.

وقالت المنظمة على حسابها الرسمي بموقع “اكس” أن “مليشيات الدعم السريع متعددة الجنسيات قصفت مدينة الفاشر أمس الأربعاء صباحا وبعد دحرها هاجمت معسكر أبوشوك للنازحين شمال المدينة، وأعادت القصف مرة أخرى بأكثر من ١٥ صاروخا مسحت منازل كاملة في عمل جبان مرتكبة جريمة حرب مكتملة الأركان”.

وأشارت إلى أن الصواريخ سقطت في عدة منازل ولم يتم بعد الحصر الكامل للضحايا من الموتى والجرحى من النساء والأطفال والعزل.

وأضافت: “مؤلم مسح مليشيات الدعم السريع لمنازل النازحين بامتداد معسكر أبو شوك ناحية الغرب بمن فيها عن طريق القصف المدفعي”.

وأوضحت المنظمة إنه منذ نهاية مارس الماضي، تم حرق ما يقرب عن عشرين قرية جزئيًا أو كليًا شمال غرب الفاشر في إقليم دارفور.

وأضافت أن مقاطع فيديو نشرت على الإنترنت محددة الموقع جغرافيًا، أظهرت جنود قوات الدعم السريع بالقرب من مناطق سكنية مشتعلة، كما أظهرت صور الأقمار الصناعية من 14 مايو الجاري آثار أضرار الحرائق في عدة مواقع على الجانب الشرقي من مدينة الفاشر، مشيرة إلى أن الحرائق زادت بداية من 10 إلى 12 مايو.

وتستضيف ولاية شمال دارفور حوالي نصف مليون نازح، أكثر من ثلثهم في وحول الفاشر. تم تهجير عشرات الآلاف منهم منذ اندلاع القتال في 15 أبريل من العام الماضي.

وقالت هيومن رايتس ووتش إن مئات الآلاف من المدنيين في السودان عامة ودارفور خاصة معرضون لخطر الهجمات غير القانونية، وأن الخسائر بين المدنيين تتزايد في كل يوم.

وأوضحت المنظمة أن علامات الحرق تكون واضحة بشكل خاص في المناطق ذات المساكن التقليدية بالمقارنة مع الأنواع الأخرى من المناطق السكنية.

 

الوسومالدعم السريع الفاشر معسكر ابوشوك هيومن رايتس ووتش

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الدعم السريع الفاشر معسكر ابوشوك هيومن رايتس ووتش

إقرأ أيضاً:

باحث أميركي يكشف تفاصيل مرعبة عن انتهاكات الدعم السريع في الفاشر والجنينة

كشف ناثانيال رايموند، المدير التنفيذي لمعمل البحوث الإنسانية بجامعة ييل الأميركية، شهادات مروّعة عن قصة سقوط مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور بيد قوات الدعم السريع.

وذكر الباحث الأكاديمي أن شبكتهم الميدانية في الفاشر تواصلت معهم بعد السقوط مباشرة، وأبلغتهم في اليوم الأول أن 1200 من أفراد عائلاتهم وأصدقائهم قد قُتلوا من قِبَل الدعم السريع، ثم ارتفع الرقم إلى 10 آلاف خلال ساعات.

وبعد اليوم التالي -يضيف رايموند- "انقطعت الاتصالات تماما، ويرجح أنهم جميعا لقوا حتفهم".

تصريحات الأكاديمي الأميركي جاءت خلال ندوة أقيمت في كلية كينيدي بجامعة هارفارد لمناقشة تفاقم الأزمة في السودان حيث تخوض القوات المسلحة السودانية مواجهة مع قوات الدعم السريع.

‏بدأ رايموند بسرد كيفية استدعاء وحدته في بداية الحرب من قبل الحكومة الأميركية، في الوقت الذي كانت فيه الوحدة تعمل في أوكرانيا لصالح وزارة الخارجية.

وعندما اندلعت الحرب في السودان، تم جلبهم ليكونوا جزءا من فريق دعم مفاوضات جدة الأولى بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع خلال الأسابيع الأولى من الحرب.

كان دورهم -بحسب رايموند- يعتمد على تحليل صور أقمار صناعية عالية الدقة بهدف تزويد الولايات المتحدة والسعودية بمعلومات تساعد على تقييم الواقع الميداني.

‏وأشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي عرف بـ"إعلان جدة" انهار فورا تقريبا، وأن المجتمع الدولي نظر في ذلك الوقت إلى الصراع باعتباره مواجهة محصورة في الخرطوم وأم درمان.

لكن الواقع -يضيف رايموند- كان مختلفا تماما، إذ استغلت قوات الدعم السريع انشغال العالم بالقتال في العاصمة لتشن هجوما واسعا على شعب المساليت في مدينة الجنينة.

أكوام الجثث

كشف ناثانيال رايموند أنهم كانوا أول جهة تؤكد للحكومة الأميركية مقتل والي غرب دارفور، خميس أبكر، وأنه قُتل بطريقة علنية عبر ذبحه، وهو ما أطلق شرارة موجة قتل من منزل إلى منزل استهدفت رجال وفتيان المساليت.

إعلان

حصل الفريق على صور ميدانية مبكرة جدا لم تُنشر، وكانوا يقيسون عبرها أكوام الجثث التي تركتها قوات الدعم السريع في الشوارع، ويستخدمون تلك الأكوام كنقاط ملاحية لمتابعة خط سير القتل من الفضاء.

وأوضح أن متوسط طول جثث الفتيان كان حوالي 1.3 متر، وأن متوسط طول الرجال كان يظهر في الصور الفضائية على نحو يقارب مترين و30 سنتيمترا، ما يعكس فظاعة عدد الضحايا.

‏تابع رايموند قائلا إنهم لاحظوا إشارات حرارية عبر أجهزة استشعار وكالة الفضاء ناسا تشير إلى احتراق قرية سربا في الشمال، حيث كان الدعم السريع يهاجم القرى بأسلوب يشبه الضباع.

ويضيف "كانوا يدفعون السكان في اتجاه معين ثم يحاصرونهم من الاتجاه الآخر لتجري عمليات قتل جماعي عن قرب".

ومن خلال هذه المعطيات، قيّم الفريق أن قوات الدعم السريع كانت تستخدم القتال في العاصمة كغطاء لإكمال إبادة جماعية منهجية في دارفور، بدءا بالمساليت.

و‏ذكر رايموند أنهم أرسلوا تحذيرا سريا للحكومة الأميركية وللبيت الأبيض ولمجلس الاستخبارات القومي بأن الفاشر ستكون الهدف المقبل على الأرجح، وقدّروا أن الهجوم سيبدأ بنهاية موسم الجفاف بين 2023 و2024.

كما أطلعوا مجلس الأمن الدولي في جلسة خاصة في يوليو/تموز 2023، أي قبل عامين ونصف العام من وقوع مذبحة الفاشر في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

حصار طويل

‏وأوضح أنهم راقبوا الحصار على الفاشر طوال 18 شهرا من الفضاء، وهو حصار أطول 3.5 مرات من حصار ستالينغراد، وأطول من حصار لينينغراد في الحرب العالمية الثانية.

وأشار إلى أن المدينة كانت تحت تصنيف المجاعة IPC5 لمدة 15 شهرا متواصلا، وهو رقم كارثي لا مثيل له تقريبا.

وبعد سقوط الفاشر، فرّ من استطاع الهرب إلى طويلة التي أصبحت الملاذ الأخير. أما من نجا، فقد كانوا في الغالب نساء وأطفالا غير مصحوبين، لأن المليشيا كانت تقتل الرجال والفتيان عند الحواجز الترابية.

‏كشف رايموند أيضا أن قوات الدعم السريع بنت جدارا ترابيا بارتفاع 9 أقدام يمتد 37 كيلومترا حول الفاشر، ما خلق ما سماه "صندوق قتل"، تم فيه حصر ما تبقى من الزغاوة داخل المدينة.

وبعد سقوط الفاشر، شاهد الفريق عبر الأقمار الصناعية آلاف الجثث بين عشية وضحاها في الشوارع، تظهر بأشكال منحنية على هيئة حروف "سي" (C) أو "جيه" (J) أو "إل" (L) نتيجة سقوط الضحايا فور إطلاق النار عليهم. كما ظهرت شاحنات تحمل مدافع ثقيلة، وظهرت بقع حمراء كبيرة على الأرض كانت عبارة عن دماء.

مقالات مشابهة

  • باحث أميركي يكشف تفاصيل مرعبة عن انتهاكات الدعم السريع في الفاشر والجنينة
  • السودان.. مدينة بابنوسة تحت القصف ودعوات لإجلاء الأسر والأطفال
  • «العفو الدولية» تطالب بالتحقيق في هجوم «وحشي» للدعم السريع على «زمزم»
  • الجيش يحبط هجوما على بابنوسة واتهامات جديدة للدعم السريع بجرائم حرب
  • مسؤولة أممية: عمليات القتل تتسع في السودان وتمنع وصول المساعدات للمدنيين
  • أطباء السودان: الدعم السريع يقتل أربعة أشخاص بينهم طفل بالفاشر
  • كارثة إنسانية بالفاشر.. نداءات عاجلة لفتح ممرات آمنة بعد مقتل 4 مدنيين
  • البرهان يقترح عودة السودان إلى علم الاستقلال.. ويريد تفكيك الدعم السريع
  • رايتس ووتش: معاهدة حظر الألغام الأرضية تواجه تهديدات غير مسبوقة
  • ناشطون يكشفون أماكن حرق الجثث والسجون بالفاشر