عربي21:
2025-06-13@11:34:41 GMT

فلسطين على منصة العدالة الدولية

تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT

قبل سنوات زرت مقر المحكمة الجنائية الدولية قبل الافتتاح الرسمي لها، حينها كان الأمل يحدو المنظمين والمؤسسين بعالم أكثر عدلا يخلو من إفلات المجرمين ضد الإنسانية من العقاب. فلم يكن العالم يعرف مثل هذه المحاكم من قبل سوى عدد من المحاكم الدولية المؤقتة التي تنصب بعد أن تقع المصيبة ويموت الضحايا بالآلاف، مثل المحكمة الخاصة بجرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة.

وفي هذه الأخيرة حضرت إحدى جلسات محاكمة السفاح الصربي الراحل سلوبودان ميلوسوفيتش الذي انتحر في محسبه بعدئذ.

ولم تفلح المحكمة الجنائية الدولية في أن تقوض نظام الإفلات من العقاب، وظلت الجرائم ترتكب في أماكن مختلفة من العالم. ربما كان إنشاء المحكمة هو الكاشف للغطرسة الأمريكية مع العدالة الدولية وكشف تحيّزها بشكل أكثر سفورا، وهو ما استمر كلما فتحت المحكمة الجنائية الدولية ملف فلسطين.

الأمر نفسه ينطبق على قرارات محكمة العدل الدولية، إذ لا تحظى كلا المحكمين بأية مصداقية أو سمعة طيبة بين الشعوب العربية التي لم تنصفها هذا المحاكم. ظلت هذه السمعة قائمة حتى قرعت جنوب أفريقيا باب العدالة بقوة وأقحمت الملف الفلسطيني وفرضته على محكمة العدل الدولية. المنظومة القضائية الدولية هي منظومة معيبة في شكلها ومضمونها لأنها تأسست في ظل هيمنة غربية واضحة، ورغم ذلك فإنها منظومة غير تابعة بشكل كامل للحكومات الغربية. ومرد ذلك أولا إلى أن نظام الفصل بين السلطات هو نظام معمول به في معظم الدول الغربية، وبالتالي من الصعب تدجين منظومة قضائية دولية بشكل كامل. وهذا لا ينفي الضغوط التي تمارس على المحاكم الدوليةوظلت القرارات تتوالى منذ ذلك الحين، ودول تنضم للدعوى وأخرى تستنكر، الأمر الذي أحدث حراكا قانونيا دوليا غير مسبوق بمثل هذا المستوى، بعد أن تحولت القضية الفلسطينية على المستوى القانوني الدولي من قضية شعب أو شعوب عربية إلى قضية إنسانية عالمية.

من الإنصاف القول إن المنظومة القضائية الدولية هي منظومة معيبة في شكلها ومضمونها لأنها تأسست في ظل هيمنة غربية واضحة، ورغم ذلك فإنها منظومة غير تابعة بشكل كامل للحكومات الغربية. ومرد ذلك أولا إلى أن نظام الفصل بين السلطات هو نظام معمول به في معظم الدول الغربية، وبالتالي من الصعب تدجين منظومة قضائية دولية بشكل كامل. وهذا لا ينفي الضغوط التي تمارس على المحاكم الدولية، ولكنها تظل في الأغلب الأعم ضغوطا وليس تحريكا كاملا وتحكما في الملفات القضائية.

وبالتالي يمكن القول إن كثيرا من الأفراد النافذين والدول الكبرى يمكن أن تتجاهل قرارات المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، لكن من المؤكد أن هذه قرارات هذه المحاكم ليست حبرا على ورق لأنه تدخل للمنظومة الدولية. وبالتالي سيكون على الأفراد الصادرة بحقهم أحكام أو مذكرات اعتقال أن يكونوا على حذر شديد من السفر، بالإضافة لذلك فإن الدول تقوم وتسقط باستخدام مثل هذه القرارات التي لا غنى عنها من أجل الشرعية الدولية ولو من الناحية الشكلية.

الحراك القانوني الدولي الأخير الخاص بفلسطين وفّر مادة خصبة وملفا متخما ليس ضد إسرائيل وجرائمها فحسب، ولكن قرار اعتراف بمظلومية شعب عانى الأمرّين. ولا ننسى أن المعركة القانونية لا تزال قائمة في الدول الغربية لتجريم كل ما هو مناهض للسياسات الإسرائيلية، وهذه القرارات تشكل سوابق قضائية دولية هامة
كان الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل يقول بأن إعلان أو رسالة بلفور المعروف باسم وعد بلفور هو مجرد خطاب من وزير خارجية ليست له أية حجية قانونية بأي شكل من الأشكال، لكن المجهود الذي بُذل من أجل شرعنته وإدخاله إلى النظام الدولي هو مجهود غير عادي. وكان يعقّب على القرارات الدولية الخاصة بفلسطين؛ وأنها وإن بدت عاجزة عن التطبيق إلا أنها مادة خام للضغط من أجل تطبيقها واستخدامها في كافة المحافل.

أعتقد أن الحراك القانوني الدولي الأخير الخاص بفلسطين وفّر مادة خصبة وملفا متخما ليس ضد إسرائيل وجرائمها فحسب، ولكن قرار اعتراف بمظلومية شعب عانى الأمرّين. ولا ننسى أن المعركة القانونية لا تزال قائمة في الدول الغربية لتجريم كل ما هو مناهض للسياسات الإسرائيلية، وهذه القرارات تشكل سوابق قضائية دولية هامة، وقد تكون الخطوة القادمة هي أن تنفذ إلى داخل التشريعات المحلية لمنع ارتكاب مزيد من هذه الجرائم.

x.com/HanyBeshr

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الجنائية الدولية الجرائم العدالة فلسطين العدل الدولية فلسطين جرائم الجنائية الدولية العدالة العدل الدولية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المحکمة الجنائیة الدولیة الدول الغربیة قضائیة دولیة بشکل کامل

إقرأ أيضاً:

مجلس النواب يُقر مشروع قانون إنشاء المحاكم الابتدائية (تفاصيل)

 


وافق مجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، نهائيًا على تقرير اللجنة الدستورية والتشريعية عن مشروع القانون المقدم من الحكومة بتعديل بعض أحكام القانون رقم ٩٣ لسنة ٢٠١٥ بإنشاء بعض المحاكم الابتدائية وتعديل مسمى واختصاص بعض المحاكم الإبتدائية الأخرى.

 

تفاصيل مشروع القانون


واستهدف مشروع القانون تقريب جهات التقاضي والعمل على سرعة الفصل في القضايا باعتباره من موجبات صون حق التقاضي المكفول للجميع، حيث ظهرت الحاجة إلى إعادة النظر في توزيع الاختصاص بين محكمتي شمال وجنوب أسيوط الابتدائية، في ضوء التقسيم الإداري الحالي لمحافظة أسيوط ومدنها ومراكزها، بما يسهم في تقريب دوائر اختصاص المحكمتين المشار إليهما لسرعة الفصل في القضايا المنظورة أمامهما.


وجاء مشروع تعديل قانون المحاكم الابتدائية في إطار إعادة توزيع الاختصاص بين محكمتي شمال وجنوب أسيوط الابتدائية، وفي ضوء التقسيم الإداري لمحافظة أسيوط، وما تشمله من مدن ومراكز، وبما يسهم في تقريب دوائر اختصاص كلتا المحكمتين لسكان المحافظة، بالإضافة إلى إعادة توزيع القضايا على دوائر هاتين المحكمتين بشكل عادل ومتوازن لتحقيق العدالة الناجزة، وضمان سرعة الفصل في القضايا والقضاء على ظاهرة تكدس القضايا أمام بعض الدوائر، بما يعمل على تعزيز النظام القضائي المصري ويضمن فاعليته.


ونص التعديل على أن يُستبدل مسمى محكمة أسيوط الابتدائية إلى محكمة شمال أسيوط الابتدائية أينما ورد في هذا القانون أو أي قانون آخر، وتختص هذه المحكمة بدوائر (مركز أسيوط، ومركز الفتح، ومركز أبنوب، ومركز منفلوط، ومركز القوصية، ومركز ديروط).


وتنشأ محكمة جنوب أسيوط الابتدائية، ويكون مقرها مدينة أسيوط، وتختص بدوائر (قسم أول أسيوط، وقسم ثان أسيوط، ومركز أبو تيج، ومركز صدفا، ومركز الغنايم، ومركز ساحل سليم، ومركز البداري).

 

كما نص التعديل المقدم من الحكومة، على أن تحال الدعاوى والطلبات المنظورة أمام دوائر محكمة شمال أسيوط الابتدائية ومحكمة جنوب أسيوط الابتدائية، والتي أصبحت بمقتضى أحكام هذا القانون من اختصاص دوائر أخرى، بحالتها ما لم تكن محجوزة للحكم، ويخطر ذوو الشأن بقرار الإحالة.

 

 

مقالات مشابهة

  • الحكومة تصادق على مرسوم لتحسين وضعية المهندسين بوزارة العدل
  • مجلس النواب يُقر مشروع قانون إنشاء المحاكم الابتدائية (تفاصيل)
  • ناكر: يجب أن نحرر الدول العربية أولاً قبل فلسطين   
  • العمل الفلسطينية: رفع عضوية فلسطين في العمل الدولية إلى مراقب إنجاز دبلوماسي
  • أخبار التوك شو| بيان مصري قوي عن داعمي فلسطين.. وبشرى سارة بشأن تطبيق نظام التأمين الصحي
  • ضياء رشوان: معبر رفح من جهه فلسطين تم تدميره بشكل كامل من الاحتلال الإسرائيلي
  • كاميرون يهدد المحكمة الجنائية لأجل نتنياهو.. هل يعرقل العدالة الدولية؟
  • أمريكا: سنعارض أي خطوات للاعتراف بدولة فلسطين من جانب واحد
  • كمال مولى يُثمّن قرار تغيير وضع فلسطين داخل منظمة العمل الدولية
  • لجنة السلم الأهلي: العدالة ليست انتقاماً وحديث عن دور ضباط نظام الأسد في تحرير سوريا