8 شهور وعصبة الشر فى إسرائيل لم تشبع من الدم، تلطخت أرواحهم قبل أبدانهم بدم الأبرياء، وما زالت حكومة حربهم المصغرة أو الموسعة تبحث عن المزيد.
قبل ثلاثة أسابيع كانت إسرائيل أمام فرصة حقيقية لوقف حربها المجنونة فى غزة، حرب راح ضحيتها ما يزيد على ٣٦ ألف شهيد و٨٢ ألف مصاب وآلاف ما زالوا تحت الأنقاض ومعظم الضحايا من النساء والأطفال، الورقة المصرية الحاسمة لوقف الحرب وفرض الهدنة وتبادل الرهائن وصولاً إلى وقف شامل للحرب وإعادة إعمار غزة حظيت بموافقة الفصائل الفلسطينية وأمريكا الراعى الرسمى لإسرائيل وجرائمها، لكن الصهاينة بعد موافقتهم عادوا وتراجعوا وتصلبوا ورفضوا، غاصوا فى أجساد الأبرياء بجريمتهم النكراء التى تفحمت خلالها ٤٥ جثة داخل مخيمات رفح.
تعرف إسرائيل أنها فشلت فى تحقيق أى هدف معلن لها، فلا هى قضت على حماس، ولا هى وصلت لقادة حماس، ولا هى حررت رهائنها.. عفواً لقد قتلت عدداً من رهائنها علها تغسل عارها معهم.
وباتت أمريكا تعرف أكثر اليوم وقبل أسابيع من انتخابات الرئاسة بها أن إسرائيل لن تتمكن من تحقيق أهدافها ولو امتدّت الحرب لشهور ثمانية أخرى، الشعب الفلسطينى البطل سطَّر ملحمة لن ينساها التاريخ، والموقف المصرى الحاسم أنهى أحلام زبانية الصهاينة فى تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية.. وخلف موقف مصر توحد العرب.
الآن عاد بايدن من جديد ليلقى لإسرائيل طوق النجاة بخطة من ٣ مراحل لإنهاء الحرب.. هى تقريباً نفس الورقة المصرية، لكن بايدن يبدو واثقاً هذه المرة أن إسرائيل ستقبلها وتنتهى الحرب.. «حماس» سارعت لإبداء روح إيجابية فى التعامل مع المقترح الأمريكى، فهى سبق أن وافقت على الورقة المصرية التى تبدأ بهدنة ٣ أسابيع وتبادل الأسرى والرهائن، ثم مرحلة ثانية لاستكمال تبادل الأسرى وأخيراً مرحلة ثالثة تتوقف خلالها الحرب وتدور عجلة الإعمار مع خروج الجيش الإسرائيلى من كل المناطق السكنية بغزة وعودة النازحين لديارهم بسلام.
الكرة الآن فى ملعب الصهاينة بعد أن حوصروا داخل جُدرهم العالية.. فبعد طلب مدعى «الجنائية الدولية» اعتقال نتنياهو ووزير دفاعه قررت محكمة العدل الدولية الوقف الفورى لحرب رفح.. والأمم المتحدة على وشك وضع إسرائيل فى القائمة السوداء لقتلة الأطفال، والعالم كله يغلى رفضاً للمجازر التى لم يشهدها من قبل والمحارق التى يندى لها كل جبين حر.
إسرائيل فى مفترق طرق.. والخلافات حتى داخل مجلس الحرب المصغر أصبحت فضائح يومية تلوكها كل الصحف والأقلام، ونتنياهو الذى يضحى بجنوده ويغتال الأبرياء يبدو مستعداً للمُضى قدماً فى جرائمه حتى لا يكون مصيره انتخابات مبكرة تُنهى حياته السياسية، وربما تلقى به خلف القضبان.
قبل ثلاثة أسابيع رفضت إسرائيل الأيادى الممدودة بالسلام وأصرت على مواصلة فشلها وجرائمها.. هى سياسة الهروب إلى الهاوية، فشلوا وغرتهم أمانيهم الكاذبة، فبحثوا عن تفجير المنطقة برمتها علها تنقذ رقاب قادتهم من المحاسبة الداخلية ولو إلى حين.
العالم كله يرفض السماح بتوسيع الحرب وامتداد نيرانها، لأنها يمكن أن تفلت من كل زمام وأن تطال الجميع بلا استثناء.. أمريكا تصر على حماية ابنتها المجرمة المدللة، وتمنع مجلس الأمن من إصدار قرار وقف الحرب، لكن قادة أمريكا لا يريدون مزيداً من الدماء التى قد يدفعون ثمنها فى الانتخابات، فآخر استطلاعات الرأى كشفت أن إسرائيل احتلت المرتبة الأولى فى سلم الكراهية لدى الشعب الأمريكى وسبقت حتى روسيا.
الأيام القادمة تحمل رهانات كثيرة، على رأسها الرهان الأخير لوقف حمام الدم.. ومصر المستعدة دوماً لكل السيناريوهات ستظل تمد يدها لمساعدة الأشقاء فى فلسطين، لن تتخلى عنهم أبداً، وستظل تقود كل الجهود لوقف الحرب ومنع اتساعها.
هذه المرة وقف الحرب، وبداية الهدنة مطلب عالمى، وإذا لم تستجب إسرائيل فلن يندم أحد على ضياع الفرصة غيرها مهما صور لهم خيالهم المريض بأوهام القوة.
•• عاد محمد صلاح للمنتخب بقيادة حسام حسن فى الوقت المناسب.. عاد قبل مباراتنا الأهم فى تصفيات كأس العالم بالقاهرة أمام بوركينا فاسو الخميس القادم.. كلنا خلف المنتخب والنوايا الصادقة والعمل الجاد سبيلنا لتجاوز العقبة الأصعب أمام حلمنا فى العودة لكأس العالم.. أثق أن الجمهور سيملأ الاستاد وأن التشجيع لن يتوقف طوال التسعين دقيقة.. فى انتظار نصر نثق أنه قريب ومستحق.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إسرائيل الاحتلال غزة فلسطين حرب غزة
إقرأ أيضاً:
كيف يعزّز فشل إسرائيل العسكري في غزة من مكاسب حماس الاستراتيجية والدولية؟
قال المحامي والضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، موريس هيرش، إنّ: "الاحتلال لا يُخفي وأوساطه الأمنية والعسكرية أن استمرار الحرب على غزة طيلة هذه المدة دون القضاء على حماس، يشكّل خيبة أمل كبيرة، رغم ما يتم تكراره من مزاعم دعائية فارغة".
وعبر مقال، نشره معهد القدس للشؤون الأمنية والخارجية، أوضح هيرش، أنّ: "الحركة تمتلك لاستراتيجية متعددة الطبقات، وصلت أخيرا إلى تشويه سمعة جيش الاحتلال الإسرائيلي على الساحة الدولية، وفي الوقت ذاته الحفاظ على سلطتها في غزة، مع تأمين موارد إعادة الإعمار الدولية".
وتابع المقال الذي ترجمته "عربي21" بالقول: "رغم أهداف الاحتلال المُتمثّلة بتفكيك القدرات العسكرية والحكومية لحماس، فإن الضغوط الدولية أجبرته على السماح لها بمواصلة وظائفها الحكومية، لتوزيع المساعدات الإنسانية، وإبقاء الأسرى في غزة تأمين وجودي لها".
وأبرز: "لن يتم إطلاق سراحهم بالكامل إلا من خلال المفاوضات وحدها، التي أسفرت حتى الآن عن إطلاق سراح أسراها الكبار، وعددهم 2144 مقابل إطلاق سراح بعض الأسرى".
"عندما نفذت حماس هجوم الطوفان كان لها عدة أهداف، تحققت كلها تقريباً، أهمها قتل أكبر عدد من الجنود والمستوطنين، وأسرهم، واستخدامهم أوراق مساومة لضمان إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، ومثّل قتل عشرات آلاف الفلسطينيين في غزة، مناسبة لتشويه سمعة الاحتلال، وإدانته في الساحة الدولية، وإعادة إشعال النقاش العالمي حول الدولة الفلسطينية، واعتراف العالم بها" استرسل المقال ذاته.
وتابع: "في نهاية المطاف، سعت الحركة للبقاء على قيد الحياة بعد الحرب، والحفاظ على مكانتها الحاكمة في المجتمع الفلسطيني، والتمتع بثمار الجهود الدولية الحتمية لإعادة بناء غزة".
وأشار إلى أنه: "منذ البداية، أدركت حماس أنها لا تستطيع مجاراة القوة العسكرية للاحتلال، وأدركت جيداً أن ردّه سيكون ساحقاً، لكنها عملت على تحويل هذا الردّ العنيف إلى أصل استراتيجي يمكن استخدامه ضده، عبر الاستعانة بحلفائها وأصدقائها حول العالم، أولهم الأمم المتحدة ومؤسساتها في غزة، وبدأت بإصدار قرار تلو الآخر لإدانة الاحتلال..".
وأوضح أنّ: "الحليف الثاني للحركة هو المحور الإيراني لمساعدتها في التصدّي للعدوان الاسرائيلي، حيث انضم حزب الله والحوثيون بسرعة لمهاجمة الاحتلال، وأطلق الحزب أكثر من عشرة آلاف صاروخ وقذيفة وطائرة بدون طيار، ما تسبّب بأضرار واسعة النطاق، وإجلاء أكثر من 140 ألف مستوطن، وجمع الحوثيون بين الهجمات المباشرة على الاحتلال، وتعطيل حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، فيما هاجمت إيران، دولة الاحتلال بمئات الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار".
وأضاف: "الحليف الثالث لحماس هي مجموعات إسلامية، منتشرة في مختلف أنحاء العالم، حيث نجحت الحركة بحشد الدعم الشعبي، وملايين المتظاهرين ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومهاجمته، والضغط على حكوماتهم لفرض عقوبات عليه".
وأكد أنّ: "الحركة شوّهت سمعة الاحتلال، وانضمت إليها هيئات الأمم المتحدة، بما فيها الجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان وسلسلة من: المقررين الخاصين، ومحكمة العدل الدولية، وصولا لإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب آنذاك، يوآف غالانت، بوصفهم مجرمي حرب".
وأردف: "فرضت العديد من حكومات العالم، بما فيها إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وبريطانيا، وكندا، وهولندا، وأستراليا، ودول أخرى، حظراً كاملاً أو جزئياً على تصدير الأسلحة أو المكونات للاستخدام العسكري للاحتلال".
ولفت أنّ: "هدفا آخر من أهداف حماس في طريقه للتحقق من خلال تزايد عدد الدول المعترفة بفلسطين، بلغ عددها تسعة، وهي: أرمينيا، سلوفينيا، أيرلندا، النرويج، إسبانيا، جزر البهاما، ترينيداد، وتوباغو، جامايكا وبربادوس، مع احتمال انضمام فرنسا وبريطانيا لها".
وختم بالقول إنّه: "إذا استمرت الأحداث في مسارها الحالي، فلا شك أن حماس ستنتصر في الحرب، وتحقّق كل أهدافها من الهجوم، وسيكون هذا بمثابة كارثة بالنسبة للاحتلال".