سواليف:
2025-06-26@20:15:35 GMT

نور على نور

تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT

#نور_على_نور

د. #هاشم_غرايبة

هنالك قول منسوب للإمام ابن حنبل: “لا تأخذ عني ولا عن مالك، ولكن خذ عمن أخذنا منه”.
بديلا لخطب الجمعة التي تسعى وزارات أوقاف أنظمتنا لتسطيحها وتفريغها من أهدافها التي أرادها الله محاضرة أسبوعية تعالج متطلبات الواقع، أنشر كل يوم خميس مقالة بعنوان تأملات قرآنية، اورد فيها استنباطات معاصرة مستوحاة من آية، وليس تفسيرا لمعناها، حيث ان التفسير قد أفاض به كثيرون قبلا، لكن لأن القرآن أنزله الله للعالمين، عالم القرون الأولى، ولكل العوالم القادمة، لذا يجب على طالبي العلم منه أن يبحثوا فيه عن مفاتيح العلم المتقدم أبدا، وعن معالجات لمشكلات كل عصر.


وكثيرا ما أتعرض لسؤال استنكاري من بعض السلفيين الاستنساخيين: هل ما قلت به من تأمل لآيات القرآن الكريم أو استنباط منها أخذته عن كتب المفسرين، أم جئت به من عندك.
بالطبع لا أرد على هؤلاء، لأن سؤالهم ليس استفهاميا، رغم أنه لدي الجواب المقنع الذي يقول أنه لا أحد من طالبي العلم سواء كان من القدامى أو المتأخرين جاءه العلم وحيا من عند الله، فجميعهم تعلموه من القرآن الكريم، ومن تطبيقات ذلك في السنة المطهرة.
في كل العصور، ظل هنالك من بعض من يعتبرون أنفسهم سلفيين ، ومن باب الخوف على الدين من الإبتداع أو التحريف، يبالغون في التحوط، ليذهبوا الى أن القرآن أنزل على أهل زمن التنزيل من قريش فقط، تتعلمه وتعلمه لباقي البشر، لذلك يعتبرون أن تفسيره مقصور على السلف الصالح، ومن جاء بغير ما قالوا به من بعدهم رفضوه، وقد يصل بالغلاة المتطرفين منهم الى تكفير من زاد على أقوال أهل القرن الأول.
لا أحد ينكر أن الجيل الأول هم أفضل القرون، فهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذوا منه مباشرة، وكلما كان المرء أقرب الى مصدر النور كان أهدى.
لكن ذلك الأمر في أسس العقيدة والعبادات، فهي لا تتعدل ولا تتغير، وليس في تفسير القرآن، فالمعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعقد حلقات العلم لتفسير الآيات، بل كان يترك ذلك لفهمهم، فإن أُشكل عليهم أمر فسّره، ولم ينكر على أحد فهمه، لذلك كان علي رضي الله عنه يقول: “القرآن حمال أوجه”.
من ذلك نفهم الحكمة من تفسير المفسرين الأوائل للآيات على ظاهر المعنى، لأن معارف البشر آنذاك لا تتحمل التفسيرات الأعمق، ولم يقر النبي صلى الله عليه وسلم تفسيراتهم تلك ولم يرفضها، لأن إقراره أو رفضه لها سيكون سنة متبعة تحظر أي تفسير أعمق مستقبلاً.
ليس من سند لقول القائل بأن السلف الصالح لم يتركوا زيادة لمستزيد، فقد صدر تفسير الثوري ومجاهد في القرن الثاني الهجري، والأخفش في القرن الثالت، والطبري في الرابع، والجرجاني في الخامس، والزمخشري في السادس، والرازي في السابع، وابن كثير في الثامن …وابن عاشور في الرابع عشر، وكلٌّ زاد عمن سبقه.
على الطرف المقابل للسلفيين الإستنساخيين، هنالك التفريطيون، الذين رغم أنهم يوقنون أن القرآن كلام الله، لكنهم يعتبرونه مجرد كتاب هداية، ومصدرا لأحكام الدين، وينكرون اعتبار القرآن مصدرا للعلم والمعرفة، لذلك يرفضون مذهب التأمل في آياته الكونية، بقصد استنباط إشارات معرفية للعلوم الطبيعية، قائلين إن القرآن كتاب هداية، ولم ينزل بقصد أن يكون مرجعا علميا.
الحقيقة أن القرآن مصدر العلم المطلق والمعرفة الصحيحة، لأنه صادر عن خالق كل شيء، العليم بدقائق تركيب كل شيء وخصائصه، وصحيح أن القرآن لم ينزل ليكون مرجعا في العلوم التطبيقية التجريبية، فقد ترك ذلك للبشر يجتهدون في البحث فيه بما ينفعهم ويسهل معيشتهم الدنيوية، لكننا إن أحسنّا التأمل في الإشارات الكونية الواردة فيه، يمكن أن نجد فيها مفاتيح وإشارات لمعارف ما زالت مجهولة لنا، أو على الأقل تأكيدا أو تصحيحاً لمعارف توصلنا لها بالإكتشاف أو التجريب.
مشكلة البشر أن العلماء المؤهلين للبحث العلمي أغلبهم لا يعرفون القرآن، والمؤمنون به قاعدون لا يبحثون، بل ينتظرون اكتشاف فتح علمي جديد للفريق الأول ليقولوا: انظروا!…هذا موجود في القرآن.
لذلك قال تعالى: “وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا” [الفرقان:30].

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: نور على نور أن القرآن

إقرأ أيضاً:

بعد رفعه العلم الفلسطيني بالمغرب.. صابر الرباعي يتصدر المشهد

تصدر الفنان صابر الرباعي، تريند مواقع التواصل الاجتماعي، خلال ظهوره في حفل المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في تونس في دورته الـ 25.

صابر الرباعي في حفل المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون

وظهر الفنان صابر الرباعي مُتَّشِحٌ بالعلم الفلسطيني والتونسي، خلال إحيائه فعاليات الدورة الـ 25 في حفل المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في تونس.

صابر الرباعي حفل المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون

وانطلق مساء أمس الإثنين 23 يونيو 2025 فعاليات الدورة الخامسة والعشرين للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون، بحفل فني يُقام على ركح المسرح الأثري بقرطاج، أحياه الفنان التونسي صابر الرباعي بداية من الساعة الثامنة ليلاً، في إطار احتفاء خاص بنجوم الإذاعة والتلفزيون والسينما في العالم العربي.

حفل المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون

وتتواصل فعاليات المهرجان اليوم الثلاثاء بمدينة ياسمين الحمامات، حيث يُفتتح معرض الأسبو للتكنولوجيا والتجهيزات وسوق البرامج، بمشاركة 80 عارضًا من كبرى الشركات التكنولوجية والمصنعة للمعدات الإذاعية والتلفزيون، موزعين على 100 جناح، إلى جانب ندوة حوارية تتمحور حول واقع وآفاق صناعة المحتوى الدرامي العربي.

فعاليات حفل المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون

وتُستكمل فعاليات المعرض والندوات يوم الأربعاء، الذي يشهد كذلك حفل توزيع جوائز التبادلات، إلى جانب جوائز المسابقة العربية للموسيقى والغناء.

أما حفل الاختتام، فسيُقام يوم الخميس المقبل بمسرح الأوبرا بمدينة الثقافة بتونس العاصمة، حيث سيتم تتويج الفائزين في المسابقات الإذاعية والتلفزيون، على أن يُختتم الحفل بعرض موسيقي يحمل عنوان «الخيل والليل» بقيادة الموسيقي كريم الثليبي

اقرأ أيضاًخلال 24 ساعة.. أغنية «الباشا» لـ صابر الرباعي تتخطى المليون مشاهدة |فيديو

«ابداع يا أميرنا».. المتابعون لـ لصابر الرباعي بعد طرحه أغنية الباشا

صابر الرباعي يحتفل بتخطي أغنية «مجنون» المليون مشاهدة.. ويكشف رأيه في ليلة «روائع الموجي»

مقالات مشابهة

  • دولة سبأ .. حضارة وثقها القرآن وحفتها عناية الله
  • تفسير رؤيا «المقابر» في المنام لابن سيرين
  • العلم والتكنولوجيا والدولة المدنية مفتاح النصر والتقدم
  • محمد عبد الجواد يكتب: فسيكفيكهم الله
  • ملعب القرب بالمحاميد: غياب العلم الوطني يثير تساؤلات حول أهمية الرمز
  • مديرة تطوير كرة القدم العلم الدولية: مصر تحقق انتشارا واسعا للعبة وتستطيع المنافسة في الأولمبياد
  • دوري NFL يواصل تطوير كرة القدم العلم في جميع أنحاء أفريقيا
  • تكرّيم 231 حافظًا لكتاب الله في احتفالية كبرى بالمراشدة بقنا
  • بعد رفعه العلم الفلسطيني بالمغرب.. صابر الرباعي يتصدر المشهد
  • تفسير رؤيا «لبس الجديد» في المنام لابن سيرين