سواليف:
2025-06-21@06:44:08 GMT

نور على نور

تاريخ النشر: 4th, June 2024 GMT

#نور_على_نور

د. #هاشم_غرايبة

هنالك قول منسوب للإمام ابن حنبل: “لا تأخذ عني ولا عن مالك، ولكن خذ عمن أخذنا منه”.
بديلا لخطب الجمعة التي تسعى وزارات أوقاف أنظمتنا لتسطيحها وتفريغها من أهدافها التي أرادها الله محاضرة أسبوعية تعالج متطلبات الواقع، أنشر كل يوم خميس مقالة بعنوان تأملات قرآنية، اورد فيها استنباطات معاصرة مستوحاة من آية، وليس تفسيرا لمعناها، حيث ان التفسير قد أفاض به كثيرون قبلا، لكن لأن القرآن أنزله الله للعالمين، عالم القرون الأولى، ولكل العوالم القادمة، لذا يجب على طالبي العلم منه أن يبحثوا فيه عن مفاتيح العلم المتقدم أبدا، وعن معالجات لمشكلات كل عصر.


وكثيرا ما أتعرض لسؤال استنكاري من بعض السلفيين الاستنساخيين: هل ما قلت به من تأمل لآيات القرآن الكريم أو استنباط منها أخذته عن كتب المفسرين، أم جئت به من عندك.
بالطبع لا أرد على هؤلاء، لأن سؤالهم ليس استفهاميا، رغم أنه لدي الجواب المقنع الذي يقول أنه لا أحد من طالبي العلم سواء كان من القدامى أو المتأخرين جاءه العلم وحيا من عند الله، فجميعهم تعلموه من القرآن الكريم، ومن تطبيقات ذلك في السنة المطهرة.
في كل العصور، ظل هنالك من بعض من يعتبرون أنفسهم سلفيين ، ومن باب الخوف على الدين من الإبتداع أو التحريف، يبالغون في التحوط، ليذهبوا الى أن القرآن أنزل على أهل زمن التنزيل من قريش فقط، تتعلمه وتعلمه لباقي البشر، لذلك يعتبرون أن تفسيره مقصور على السلف الصالح، ومن جاء بغير ما قالوا به من بعدهم رفضوه، وقد يصل بالغلاة المتطرفين منهم الى تكفير من زاد على أقوال أهل القرن الأول.
لا أحد ينكر أن الجيل الأول هم أفضل القرون، فهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذوا منه مباشرة، وكلما كان المرء أقرب الى مصدر النور كان أهدى.
لكن ذلك الأمر في أسس العقيدة والعبادات، فهي لا تتعدل ولا تتغير، وليس في تفسير القرآن، فالمعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعقد حلقات العلم لتفسير الآيات، بل كان يترك ذلك لفهمهم، فإن أُشكل عليهم أمر فسّره، ولم ينكر على أحد فهمه، لذلك كان علي رضي الله عنه يقول: “القرآن حمال أوجه”.
من ذلك نفهم الحكمة من تفسير المفسرين الأوائل للآيات على ظاهر المعنى، لأن معارف البشر آنذاك لا تتحمل التفسيرات الأعمق، ولم يقر النبي صلى الله عليه وسلم تفسيراتهم تلك ولم يرفضها، لأن إقراره أو رفضه لها سيكون سنة متبعة تحظر أي تفسير أعمق مستقبلاً.
ليس من سند لقول القائل بأن السلف الصالح لم يتركوا زيادة لمستزيد، فقد صدر تفسير الثوري ومجاهد في القرن الثاني الهجري، والأخفش في القرن الثالت، والطبري في الرابع، والجرجاني في الخامس، والزمخشري في السادس، والرازي في السابع، وابن كثير في الثامن …وابن عاشور في الرابع عشر، وكلٌّ زاد عمن سبقه.
على الطرف المقابل للسلفيين الإستنساخيين، هنالك التفريطيون، الذين رغم أنهم يوقنون أن القرآن كلام الله، لكنهم يعتبرونه مجرد كتاب هداية، ومصدرا لأحكام الدين، وينكرون اعتبار القرآن مصدرا للعلم والمعرفة، لذلك يرفضون مذهب التأمل في آياته الكونية، بقصد استنباط إشارات معرفية للعلوم الطبيعية، قائلين إن القرآن كتاب هداية، ولم ينزل بقصد أن يكون مرجعا علميا.
الحقيقة أن القرآن مصدر العلم المطلق والمعرفة الصحيحة، لأنه صادر عن خالق كل شيء، العليم بدقائق تركيب كل شيء وخصائصه، وصحيح أن القرآن لم ينزل ليكون مرجعا في العلوم التطبيقية التجريبية، فقد ترك ذلك للبشر يجتهدون في البحث فيه بما ينفعهم ويسهل معيشتهم الدنيوية، لكننا إن أحسنّا التأمل في الإشارات الكونية الواردة فيه، يمكن أن نجد فيها مفاتيح وإشارات لمعارف ما زالت مجهولة لنا، أو على الأقل تأكيدا أو تصحيحاً لمعارف توصلنا لها بالإكتشاف أو التجريب.
مشكلة البشر أن العلماء المؤهلين للبحث العلمي أغلبهم لا يعرفون القرآن، والمؤمنون به قاعدون لا يبحثون، بل ينتظرون اكتشاف فتح علمي جديد للفريق الأول ليقولوا: انظروا!…هذا موجود في القرآن.
لذلك قال تعالى: “وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا” [الفرقان:30].

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: نور على نور أن القرآن

إقرأ أيضاً:

النعيمي: العلم أساس تقدم الشعوب ورصيد قوي تفتخر به المجتمعات

استقبل صاحب السموّ الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، وسموّ الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، رئيس المجلس التنفيذي، في الديوان الأميري، الشيخ محمد بن عبدالله النعيمي، رئيس دائرة ميناء وجمارك عجمان، بمناسبة حصوله على الدكتوراه في الحقوق، بتقدير امتياز من كلية الحقوق بجامعة القاهرة.

«عقد القطر البحري»


وخلال اللقاء، تسلّم صاحب السموّ حاكم عجمان، وسموّ ولي عهده، من الشيخ محمد بن عبدالله، نسخة من رسالة الدكتوراه التي جاءت بعنوان «عقد القطر البحري».
وهنأه سموّه، على نيله الدكتوراه، متمنياً له التوفيق والنجاح في حياته العملية.
وأعرب عن فخره بأبنائه المواطنين الحاصلين على الشهادات العليا، في مختلف التخصصات الذين يشكلون إضافة حقيقية لمسيرة التنمية المستدامة والشاملة التي تشهدها بلادنا، وترتكز على المواطن المؤهّل والمقتدر وهو العنصر الرئيس في تقدمنا وتطورنا.
كما أعرب سموّه، عن أمله بأن يكون هذا الإنجاز دافعاً لكل العاملين في الدائرة للسعي للتحصيل العلمي والارتقاء بإمكاناتهم العلمية والعملية في أشرف ساحات البذل وميادين العطاء، من أجل رفعة الإمارة واستمرار نهضتها.

رصيد فخر


وقال سموّه: العلم أساس تقدم الشعوب والرصيد القوي الذي تفتخر به المجتمعات، ويظل حاجة إنسانية ومتجددة لخدمة المجتمع. وهذه الرسالة تحمل قيمة أكاديمية وعملية كبيرة، خصوصاً للإمارات التي تزخر بكثير من الموانئ المهمة. كما تعد إضافة قيّمة للمكتبة القانونية العربية، وتشجع الآخرين على مواصلة مسيرة التعليم والوصول الى أعلى الدرجات العلمية باستكمال دراساتهم وسعيهم نحو تحقيق إنجاز علمي لخدمة وطنهم.

فخر بالإنجاز


وعبّر سموّ ولي عهد عجمان، عن فخره بإنجاز الشيخ محمد بن عبدالله. وهذا التفوق يعكس حرص المسؤولين في إمارة عجمان على ربط المعرفة بالواقع العملي، وتسخير خبراتهم وتجاربهم الحكومية لخدمة التشريعات، ليس الإماراتية فقط، بل العربية أيضاً.
وأضاف «نؤمن بأهمية التعليم العالي في تطوير منظومة المعرفة في مجتمعنا، حيث تشكل رسائل الدكتوراه علامة فارقة ونقلة نوعية مهمة تضاف إلى رصيد إمارة عجمان التي يقدم أبناؤها مثالاً يحتذى به في رفد مسيرة التعليم بإنجازات ملهمة».
وتقدم الشيخ محمد بن عبدالله النعيمي، بالشكر إلى صاحب السموّ الشيخ حميد بن راشد النعيمي، وسموّ الشيخ عمار بن حميد النعيمي، على دعمهما الكبير للمواطنين وتشجيعهما على مواصلة تحصيل العلم والمعرفة ومتابعه سموّهما للطلاب والباحثين.

الرؤية الحكيمة


وقال: هذا الإنجاز ما كان ليتحقق لولا الرؤية الحكيمة لقيادتنا الرشيدة، التي آمنت بأن بناء الإنسان أساس التقدم والنهضة، وزرعت فينا حب العلم والرغبة الدائمة في تحقيق التميز، وبفضل الله ثم بدعمهم، أضفنا إلى رصيد باحثي الإمارات موضوعاً علمياً جديداً ومهماً.
وأضاف «أتمنى أن تسهم رسالتي في إثراء المعرفة القانونية، وتحقق فوائد ملموسة لجامعاتنا ومجتمعنا وكل المجتمعات العربية».
يذكر أن الرسالة ناقشت عقد القطر البحري، الذي يعد من أهم العقود البحرية في ظل التطور الاقتصادي العالمي. كما أجرت دارسة مقارنة بين القانون في الإمارات والقانون في مصر. (وام)

مقالات مشابهة

  • يسري جبر يحذر: هذا مصير من يهمل القرآن بعد تعلمه في حياة البرزخ
  • الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف تحيي ذكرى وفاة الشيخ المنشاوي
  • علي جمعة يوضح علامات الساعة الصغرى والأحاديث الواردة فيها
  • شيخ الأزهر: الحضارة الغربية ليست كلها خيرًا.. وبعضها دمار للإنسانية
  • تفسير قوله تعالى غثاء أحوى في سورة الأعلى من تأملات الشيخ محمد سيد طنطاوي
  • تفسير حلم «الميت» من بعيد يموت من جديد لابن سيرين
  • ما حكم سماع القرآن أثناء النوم؟.. دار الإفتاء تجيب
  • هل تصح الصلاة بالقراءة الشاذة؟ دار الإفتاء تحسم الجدل
  • النعيمي: العلم أساس تقدم الشعوب ورصيد قوي تفتخر به المجتمعات
  • علي جمعة: علامات الساعة ظهرت ويوم القيامة قادم بغتة لا محالة